كيفية التخلص من حصوات المرارة
ما هي حصوات المرارة ؟
حصوات المرارة عبارة عن ترسبات متصلبة للعصارات الهاضمة المتشكلة في المرارة. والمرارة عضو صغير كمثري الشكل يتوضع في الجزء الأيمن من البطن أسفل الكبد.
تحوي المرارة عصارة هضمية نعرفها باسم الصفراء تفرز إلى الأمعاء الدقيقة. يتنوع حجم الحصوات المرارية، فتكون صغيرة بحجم حبة الرمل وقد تصل إلى حجم كرة الغولف. قد تتشكل لدى البعض حصية واحدة، فيما تتشكل لدى آخرين العديد منها بنفس الوقت.
يخضع المرضى الذين تظهر لديهم أعراض الحصوات المرارية إلى عمل جراحي لاستئصال المرارة. عندما لا تسبب الحصوات المرارية أي علامات أو أعراض فلا تحتاج حينها لعلاج.
الأسباب
وفقًا لمنشورات هارفارد الطبية، تتألف 80% من الحصوات المرارية من الكوليسترول، بينما الـ20% من الحصوات المرارية تكون مؤلفة من أملاح الكالسيوم والبيلوروبين. لم نعرف حتى الآن السبب الدقيق لتشكل الحصوات المرارية، لكن وضعت عدة نظريات لذلك.
ارتفاع محتوى الكوليسترول في الصفراء
يؤدي وجود الكثير من الكوليسترول في الصفراء إلى تشكل حصوات صفراوية من الكوليسترول. تتشكل هذه الحصوات القاسية عند تصنيع الكبد للكوليسترول بكميات أكبر من قدرة الصفراء على حلِّها.
ارتفاع محتوى البيلوروبين في الصفراء
البيلوروبين منتج كيميائي ناتج عن تحطيم الكبد للكريات الحمراء القديمة. تدفع عدة حالات كتخرب الكبد وبعض اضطرابات الدم الكبد لينتج البيلوروبين بكميات أكبر من المعتاد.
تتشكل الحصوات المرارية الصباغية عند عجز المرارة عن تحطيم الفائض من البيلوروبين. تكون هذه الحصوات القاسية بلون بني غامق أو أسود.
ارتفاع تركيز الصفراء بسبب امتلاء المرارة
تحتاج المرارة لإفراغ الصفراء لتبقى معافاة ولتؤدي وظائفها بشكل ملائم. لدى فشل المرارة بإفراغ محتواها، تغدو الصفراء مرتفعة التركيز مما يسبب تشكيل الحصوات.
كيف تعالج حصوات المرارة؟
لا تحتاج حصوات المرارة لعلاج في أغلب الأوقات إلا إذا سببت ألمًا. قد تتشكل حصوات المرارة دون أن يلاحظها المريض. يقترح الطبيب إجراء جراحة إن كان المريض يعاني من الألم. يوصف للمريض دواء في حالات نادرة.
إذا كان المريض ذو خطورة عالية للتعرض لمضاعفات الجراحة؛ يُدخل حينها أنبوب تصريف للمرارة عبر الجلد. تؤجل الجراحة لحين انخفاض الأخطار المتوقعة من خلال علاج المشاكل الصحية الأخرى.
العلاج الطبيعي والتدابير المنزلية
يمكن للمصاب بالحصوات المرارية اللاعرضية إحداث تغييرات في نمط حياته.
ننصح بتناول بعض المكملات الغذائية الحاوية على فيتامين C والحديد والليسيتين. وجدت إحدى الدراسات أن فيتامين C والليسيثين تخفض من خطر الحصوات المرارية. يستشير المريض طبيبه حول الجرعة الملائمة من هذه المكملات.
يقترح البعض إجراء غسل للمرارة، فيصوم المريض ثم يتناول زيت الزيتون وعصير الليمون للمساهمة في مرور الحصوات. لا توجد أي أدلة على فائدة هذا الإجراء فقد يؤدي لحصر الحصوات في القنوات الصفراوية.
الجراحة
قد يحتاج الطبيب لإجراء تنظير لاستئصال المرارة. هذه الجراحة شائعة يجريها الطبيب تحت التخدير العام. يفتح الطبيب 3 أو 4 شقوق في بطن المريض. ثم يدخل بعدها أداة صغيرة ومضيئة في إحدى الشقوق ليستأصل المرارة بهدوء حينها.
يعود المريض لمنزله بنفس يوم إجراء الجراحة أو في اليوم التالي لها، وذلك إن لم تظهر لديه أي مضاعفات.
من أضرار استئصال المرارة انه قد يشتكي المريض من تبرز رخو أو مائي بعد استئصال المرارة. يؤدي استئصال المرارة إلى إعادة توجيه الصفراء لتنتقل من الكبد إلى الأمعاء الدقيقة مباشرة.
لا تعاود الصفراء مرورها عبر المرارة فتصبح أقل تركيزًا. نتيجة لذلك يظهر التأثير الملين ويحدث الإسهال. ننصح بتناول نظام غذائي منخفض الدسم لعلاج الحالة فتنخفض كمية الصفراء المتحررة حينها.
العلاج اللاجراحي
من غير الشائع استخدام الأدوية لأن التنظير والتقنيات الآلية تجعل الجراحة أقل خطورة من المعتاد. يمكن لمن لا يستطيع الخضوع للجراحة تناول يورسوديول ursodiol لحل الحصوات المرارية المتشكلة من الكوليسترول.
يتناول المريض الدواء مرتين إلى 4 مرات يوميًّا. تحتاج الأدوية لعدة سنوات لتطرح الحصوات المرارية التي قد تعاود التشكل بعد التوقف عن استخدامها.
الأمواج الصادمة المفتتة للحصى خيار آخر. مفتت الحصى جهاز يولد أمواج صادمة يتعرض لها المريض. تحطم هذه الأمواج الحصوات المرارية لأجزاء أصغر.
الوقاية والحمية
الأطعمة الواجب تجنبها هى مهيجات المرارة.
ننصح للمساهمة في تحسين الحالة وإنقاص خطر الحصوات المرارية اتباع النصائح التالية:
- تخفيف المتناول من الدسم واختيار الأطعمة منخفضة الدسم إن أمكن. تجنب الأطعمة الغنية بالدسم والدهنية والمقلية.
- إضافة الألياف للحمية الغذائية لجعل التبرز أكثر صلابة. ننصح بتناول حصة من الألياف لتجنب الغازات الناتجة عن تناول الفائض من الألياف.
- تجنب الأطعمة والمشروبات المعروفة بتحريضها للإسهال وتتضمن المشروبات الحاوية على كافئين ومشتقات الألبان الغنية بالدسم والأطعمة شديدة الحلاوة.
- تناول عدة وجبات صغيرة في اليوم. يسهل على الجسم هضم الوجبات الصغيرة أكثر.
- تناول كمية كافية من الماء. حوالي 6 إلى 8 كاسات يوميًّا.
ننصح من يخطط لفقدان الوزن خسارته ببطء. وذلك بهدف خسارة ما لا يزيد عن رطلين أسبوعيًّا. تزيد خسارة الوزن السريعة من خطر الحصوات المرارية والمشاكل الصحية الأخرى.