فوائد الساونا الصحية

مع أن كلمة ساونا قد تبدو لك يابانية أو آسيوية إلا أنها كلمة فنلندية حقيقة، وتعني المكان الحار. صحيح أن استخدام الساونا بدأ قبل آلاف السنين، حيث تشير الدراسات التاريخية أنه في حضارة المايا كان أول دليل على استخدام التعرق لأغراض صحية، واستمر استخدامه لآلاف السنين في حضارات مختلفة، إلا أن الشكل المعاصر الذي نعرفه حالياً يرجع إلى فنلندا والتي أعطت هذا الاسم العالمي لهذه الممارسة.

ما هي الساونا 

الساونا غرفة صغيرة عادةً تُجهز لأن تكون درجة الحرارة فيها بين 70 و100 درجة مئوية. تستخدم حمامات الساونا الفنلندية التقليدية الحرارة الجافة غالباً، مع رطوبة قليلة نسبياً تتراوح بين 10% و20%. بينما تتضمن حمامات الساونا التركية درجات رطوبة أعلى.

يرفع الساونا درجة حرارة الجلد إلى 40 درجة مئوية تقريباً، ويتسبب ارتفاع درجة حرارة الجلد بتعرق مستخدم الساونا بشكلٍ غزير، كما تزداد سرعة القلب مع ارتفاع الحرارة هذا في محاولته لتبريد الجسم.

أنواع الساونا

يوجد أنواع مختلفة من الساونا بحسب طريقة تسخين الغرفة، وتتضمن تلك الأنواع :

ساونا موقد الحطب

نستخدم الحطب وحجارة الساونا هنا لتسخين غرفة الساونا. الرطوبة في ساونا موقد الحطب منخفضة عادة ودرجة الحرارة مرتفعة.

ساونا السخان الكهربائي

كما في ساونا موقد الحطب، تكون الرطوبة منخفضة ودرجة الحرارة مرتفعة في ساونا السخان الكهربائي، حيث يقوم سخان كهربائي متصل بأرضية الغرفة بتسخين الغرفة.

غرفة الأشعة تحت الحمراء

نستخدم في غرفة الساونا في هذا نوع مصابيح خاصة تعطي أشعة تحت حمراء من أجل تسخين أجساد الأشخاص فيها، وليس كامل الغرفة. لا تكون الحرارة في هذا النوع مرتفعة كما في باقي الأنواع، حيث تصل درجة الحرارة إلى نحو 60 درجة مئوية، إلا أن تعرق الأشخاص يكون غزيراً كما في الأنواع الأخرى من الساونا.

غرفة البخار

وهو نوع مختلف من الساونا يعتمد على إدخال بخار ماء حار إلى غرفة الساونا، ليعطي حرارة ورطوبة عالية.

فوائد الساونا الصحية

تتشابه تأثيرات الساونا على الجسم بغض النظر عن نوع غرف الساونا ودرجة الرطوبة.
عند جلوسك في غرفة الساونا يرتفع معدل سرعة قلبك وتتوسع الأوعية الدموية في جسمك. سوف يؤدي هذا إلى ازدياد دوران الدم في جسمك، بطريقة مشابهة لما يحدث عندما تمارس التمارين الرياضية معتدلة الشدة.
ترتفع سرعة قلبك عند جلوسك في غرفة الساونا إلى 100-150 نبضة في الدقيقة، وهذا هو أساس الفوائد الصحية للساونا.

تقوية المناعة وتحسين المقاومة للأمراض

أظهر بحث طبي ألماني أن ممارسة الساونا تقلل بشكل ملحوظ خطورة الإصابة بالزكام والإنفلونزا. فمع ارتفاع درجة حرارة الجسم تحت تأثير الساونا يبدأ الجسم بإنتاج كريات الدم البيضاء بسرعة أكبر، الأمر الذي يساعد على قتل الجراثيم والفيروسات. كما تساعد الساونا على تخفيف احتقان الجيوب عند الإصابة بالزكام والحساسية، لا سيما عند استخدام ساونا البخار.

تسكين الآلام

يساعد ازدياد جريان الدم الناجم عن استخدام الساونا على تخفيف الآلام العضلية وتحسين الحركة في المفاصل وتسكين الألم الناجم عن التهاب المفاصل.

تخفيف التوتر والقلق

بينما تقوم الساونا بزيادة دوران الدم في الجسم، تقوم كذلك بتحفيز الارتخاء فيه. وهذا يجعلك تشعر بالتعافي والانتعاش، ونرجع هذا أيضاً إلى أن الساونا تحفز الجسم على إنتاج الإندروفينات، وهي مواد كيميائية تخفف التوتر وتسكن الألم.

تحسين صحة الجهاز القلبي الوعائي

يرتبط انخفاض التوتر المصاحب لاستخدام الساونا مع تحسن صحة القلب والأوعية الدموية. وجدت دراسة فنلندية استمرت لعشرين سنة أن من يمارسون الساونا بانتظام تقل فرصة وفاتهم بسبب أحد الأمراض القلبية. علاوة على أن استخدام الساونا يترافق مع انخفاض ضغط الدم ومع تحسن الوظائف القلبية.

تصفية البشرة وعلاج المشاكل الجلدية

عندما ينتج الجلد العرق بكميات معتبرة يقوم بتنظيف نفسه ويزيل الخلايا الميتة، الأمر الذي يحافظ على انتعاش البشرة وتوهجها. كما يعمل التعرق على طرد الجراثيم بعيداً عن البشرة والغدد الجلدية. كما تبين أن الساونا الجافة تساعد على تحسن حالة بعض مرضى الصدفية، لكنه يجعل حالة مرضى التهاب الجلد التأتبي أسوأ.

تحسين حالة مرضى الربو

يرتاح بعض مرضى الربو بشكل كبير بعد استخدام الساونا، حيث تساعد الساونا على توسع الشعب الهوائية وطرح البلغم وتخفف التوتر المصاحب للربو.

تقليل خطورة الإصابة بمرض آلزهايمر

وجدت دراسة فنلندية نشرت عام 2016 أن استخدام الربو بانتظام يترافق مع انخفاض خطر الإصابة بالخرف ومرض آلزهايمر. وقد أجريت الدراسة على 2315 شخص بأعمار بين 42 و60 سنة.
خلصت الدراسة إلى أن من يستخدمون الساونا بين 2 و3 مرات تقل خطورة إصابتهم بالخرف بنسبة 22% ونسبة إصابتهم بمرض آلزهايمر بنسبة 20% بالمقارنة مع من لا يستخدموه.

تخفيف الوزن

وجدت الدراسات أن استخدام الساونا بانظام يحفز حرق السعرات الحرارية، وأن هذا التأثير يكون واضحاً جداً عندما تترافق الساونا مع ممارسة التمارين الرياضية.