تأثير مرض السكر أثناء الحمل على الأم والطفل

مرض السكر أثناء الحمل والذي نعرفه أيضاً باسم السكري الحملي هو أحد أنواع مرض السكر التي تبدأ أثناء حملك. لن يكون جنينك في حال إصابتك بمرض السكر أثناء الحمل قادراً على الاستفادة من السكر الموجود في دمك (الغلوكوز) على أحسن وجه، لذلك سوف يرتفع الغلوكوز في دمك إلى أرقام كبيرة جداً.

يصيب السكري الحملي نحو 3% من إجمالي النساء الحوامل، وتصل نسبته في بعض البلدان العربية إلى أرقام أعلى من هذا، حيث تصل نسبته في جمهورية مصر العربية إلى 3.5%، بينما تعد المملكة العربية السعودية ضمن أعلى 10 دول في العالم من حيث انتشار السكري الحملي بنسبة تتعدى الـ4%.

يبدأ مرض السكر أثناء الحمل عادة في الشهر الخامس أو السادس من الحمل (بين الأسبوعين 24 و28). ويزول هذا النوع من السكري بعد ولادة الطفل عادةً.

يكون لدى معظم المصابات بمرض السكري الحملي حمل سليم وأطفال معافون، فالتزامك بالأدوية والعلاجات الضرورية سوف يعطيك نتائج ممتازة.

كيف يؤثر مرض السكر أثناء الحمل على الطفل؟  

يؤثر ارتفاع سكر الدم عند الأم على جنينها أيضاً، لأنه يحصل على المواد الغذائية التي يحتاجها عن طريق دم الأم. يخزن الجنين السكر الزائد على شكل دهون، ما يجعله ينمو إلى وزن وحجم أكثر من المعتاد. ويصبح الجنين معرضاً للإصابة بمضاعفات صحية معينة مثل:

  • تعرضه لإصابات أثناء الولادة بسبب كبر حجمه.
  • انخفاض مستوى سكر الدم ومستويات المعادن عند ولادته.
  • اصابته باليرقان بعد ولادته، وهو اضطراب قابل للمعالجة يجعل لون الجلد أصفر.
  • الولادة الباكرة (الخداجة).

قد يصبح لدى طفلك في مراحل لاحقة من حياته فرصة أعلى للإصابة بالبدانة ومرض السكر. لذلك يجب أن تشجعي طفلك على ممارسة عادات يومية صحية لأن هذا يقلل فرصة إصابته بتلك المشاكل فيما بعد.

كيف يؤثر مرض السكر أثناء الحمل على الأم؟

يصبح عندك في حال إصابتك بمرض السكر أثناء الحمل:

  • فرصة أعلى لأن تخضعي لعملية قيصرية عند الولادة.
  • إجهاض.
  • ارتفاع ضغط الدم أو ما قبل تسمم الحمل preeclampsia.
  • ولادة قبل الأوان (خداجة).
اقرأ أيضا:  معدل السكر الطبيعي للحامل

سوف يعود مستوى السكر في دمك إلى طبيعته على الأرجح بعد أن تلدين طفلك. لكن سيكون عندك فرصة أعلى للإصابة بالنوع الثاني من السكري فيما بعد أو قد تصابين بالسكري الحملي مرة اخرى في حمل قادم. يقلل التزامك بالعادات الصحية ونمط الحياة الصحي احتمال حدوث تلك المشاكل عندك. فكما عند طفلك، يمكنك أن تساعدي نفسك أيضاً في تقليل فرصة إصابتك بالبدانة ومرض السكر.

مع أن بعض الحوامل المصابات بمرض السكر أثناء الحمل يحتجن لإجراء عملية قيصرية لإتمام الولادة، إلا أن الكثير منهن ينجحن بالإنجاب بالولادة المهبلية المعتادة.

تكلمي مع الطبيب أو القابلة لشرح الخيارات المتاحة أمامك:

  • هل يجب أن ألد طفلي بعملية قيصرية؟
  • ما هو تقديرك لوزن الطفل عند الولادة؟ هل يمكن أن يأتي بوزن أقل مما اعتقدت؟
  • ما هي المخاطر علي وعلى طفلي لو لم أجري عملية قيصرية؟
  • ما هي المخاطر علينا لو أجريت عملية قيصرية؟

ما الذي يتوجب عليك عمله في حال إصابتك بمرض السكر أثناء الحمل: خطوة بخطوة

تناولي المأكولات الصحية

اعملي مع اختصاصي التغذية أو اختصاصي مرض السكر من أجل وضع مخطط بما تأكلينه من وجبات ووجبات خفيفة بهدف إبقاء السكر في دمك ضمن المجال الطبيعي. سوف تحتاجين إلى تحديد الكربوهيدرات التي تأكلينها أو تشربيها، لأن الإفراط فيها يتسبب بارتفاع مفاجئ في سكر دمك. تفادي المأكولات والمشروبات الغنية بالسكر مثل المشروبات الغازية والحلويات.

مارسي التمارين الرياضية

مارسي بعض النشاط الجسدي يومياً من أجل ضبط السكر في دمك. ضعي مخططاً بممارسة 30 دقيقة من النشاط المعتدل يومياً، إلا إذا أوصاك الطبيب بخلاف ذلك. جربي المشي أو السباحة للقيام بنشاط جسدي معتدل.

التزمي بمواعيد مراجعاتك الطبية

اهمال مواعيد المراجعات الطبية يمكن أن يضعك أنت وطفلك تحت الخطر. وقد تحتاجين لإجراء فحوص دورية لطفلك في عيادة الطبيب باستخدام الإيكو أو اختبارات اللا شدة.

اقرأ أيضا:  الصداع النصفي أثناء الحمل

افحصي سكر الدم عندك

فحص سكر الدم بانتظام أمر رئيسي من أجل مراقبة صحتك. وقد تحتاجين لمراقبته عدة مرات في اليوم الواحد.

تناولي الأدوية التي يصفها الطبيب

تحتاج بعض النساء إلى الأنسولين أو أدوية أخرى من أجل ضبط مستوى السكر في الدم. يجب الالتزام بتعليمات الطبيب بما يختص بالأدوية، واحرصي على فهم متى تأخذين كل دواء ومقاديره.

راقبي علامات تغيرات سكر الدم

احرصي على معرفة ما يجب أن تقومي به عندما تلاحظين تلك العلامات أو عندما يظهر فحص السكر مستويات عالية أو منخفضة.

ما هي التغييرات الغذائية التي يجب أن تجريها مريضة السكري الحملي؟

سوف يساعدك الطبيب على وضع خطة غذائية تتناسب مع حالتك. من المهم ان تتناولي وجبات متوازنة غنية بالخضراوات والفاكهة والحبوب. وسوف يوصيك طبيبك بالامتناع عن الأطعمة الغنية بالسكر مثل الحلويات والمعجنات والصودا. وقد تحتاجين إلى تقليل مقدار كل وجبة، بحسب الوزن الذي اكتسبته أثناء الحمل. كما سوف يحدثك الطبيب أو اختصاصي التغذية عن زيادة الوزن أثناء الحمل.

متى يجب أن تراجعي الطبيب؟

تتلخص إحدى الواجبات أمامك في حال إصابتك بمرض السكر أثناء الحمل في أن تراقبي صحتك باهتمام وعن كثب. وراجعي طبيبك في حال:

  • إصابتك بغثيان يمنعك من الالتزام بخطتك الغذائية.
  • أصبت بأعراض ارتفاع سكر الدم وهي: صعوبة في التركيز وصداع وازدياد العطش ورؤية مشوشة ونقص الوزن.
  • أصبت بأعراض انخفاض سكر الدم وهي: القلق والتشوش والدوخة والصداع والجوع وتسرع القلب والشعور بالرجفان وشحوب الجلد والتعرق والضعف.
  • كان سكر الدم أعلى أو أقل من اللازم أثناء إجراؤك فحص السكر في المنزل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *