الأعراض الأولية لسرطان القولون
يحدث سرطان القولون عندما ينمو ورم خبيث في داخل الأمعاء الغليظة. وهو ثالث أكثر السرطانات شُيوعًا في العالم. والأمعاء الغليظة، أو القولون، هي المكان الذي يستخلص الجسم فيه الماء والأملاح من الفضلات الصلبة. وبعدها تتحرك الفضلات إلى المستقيم لتخرج من الجسم عبرَ فتحة الشرج.
سرطان القولون واحد من أكثر السرطانات القابلة للشفاء، حيث أدى التطور في التشخيص والتصوير والعلاج إلى تحسّن مضطرد في نجاة المرضى من هذا المرض.
لذلك تشكل مراقبة الأعراض الأولية لسرطان القولون، والتعرف عليها ركنًا أساسيًا في الوصول إلى أفضل النتائج، لأنها تسمح للطبيب بالتدخل باكرًا، قبل أن يستفحل المرض وينتشر إلى أعضاء أخرى.
ما هي أعراض سرطان القولون في بدايته؟
لا تظهر أعراض سرطان القولون أحيانًا إلى بعد استفحال المرض. ولأن الأعراض الأولية لسرطان القولون قد لا تظهر للعيان في المراحل الباكرة للمرض، توصي الإرشادات الطبية الحديثة بإجراء مسح دوري لسرطان القولون ابتداء من عمر 50 سنة.
لكن يمكنك التنبه لوجود الأعراض الأولية لسرطان القولون في غالب الأحيان في مرحلة مبكرة من المرض، لذلك تنبّه لوجودها عندك.
1. خسارة وزن غير معلومة السبب
تشير خَسارة الوزن المُفاجئة إلى وجود سرطان شَديد في الجسم، مثل سرطان القولون. خسارة الوزن غير المقصودة هي فقد 5 كيلوغرامات أو أكثر من الوزن، في 6 أشهر أو أقل، دون معرفة سبب ذلك. يؤدي سرطان القولون إلى خَسارة وزن غير معلومة السبب بطرقٍ متنوعة. تستهلك الخلايا السرطانية جزءًا كبيرًا من طاقة الجسم، كما يستهلك الجهاز المناعي الكثير من الطاقة من أجل مقاومة تلك الخلايا. قد يطلق السرطان موادًا في الجسم تقوم بتغيير الطريقة التي يتحول الطعام بها إلى طاقة، الأمر الذي يسبب فقد الوزن.
علاوة على ذلك، لو كبر السرطان في القولون إلى حجمٍ كبير بما فيه الكفاية، فيمكن أن يسد القولون. يؤثر هذا الانسداد على التبرز عند المريض، ما يؤدي بعدها إلى خسارة وزن غير معلومة السبب.
2. الإنهاك والضعف
يمكن أن يُلتبس الإنهاك مع التعب اليومي المُعتاد. كلنا يشعر بالتعب أحيانًا في مسعاه اليومي بين عمله وواجباته المنزلية. لو لم يزل هذا التعب بعد الراحة، فقد يكون إنهاكًا.
أسباب الإنهاك
كما في حال خسارة الوزن غير معلومة السبب، تُسبب الخلايا السرطانية الإنهاك بسبب استهلاكها لطاقة الجسم، ويسبب سرطان القولون الإنهاك أحيانًا بسبب وجود فقد داخلي للدم.
تترابط أعراض سرطان القولون في الكثير من الأحيان. حيث تزيد أعراض السرطان الأخرى (مثل خسارة الوزن غير معلومة السبب وتغير عادات و رغبة التبرز) الشعور بالضعف.
أعراض الإنهاك
يكون الإنهاك عادةً عرضٌ لحالة مرضية مُستبطنة. الإنهاك هو حالة ضعف وتعب متواصلة دون ووجود سبب واضح. من المهم لو أصبت بما يبدو لك بأنه إنهاك أن تزور الطبيب كي يتعرف على السبب.
3. المغص البطني
يُصاب غالبية الناس بمغص بطني بين وقتٍ وآخر، وقد لا يبدو المغص خطيرًا بالنسبة لك، كما هو حال غالبية الأعراض الأخرى. المغص عرض شائِع في الأمراض غير السرطانيّة، مثل البواسير والقولون العصبي. بيد أن الألم البطني الذي يظهر حديثًا، ويكون شديدًا ومتواصلًا قد يكون علامَة على وجود سرطان.
يحدث سرطان القولون في الأمعاء الغليظة، الأمر الذي قد يؤثر على عادات التبرز. قد يؤدي تبدل عادات التبرز إلى المغص والانتفاخ والألم البطني ويمكن أن يكون علامة على السرطان.
4. وجود دم في البراز
وجود الدم في البراز قد يكون علامة مُحذرة على وجود دم في القولون أو في القولون. قد تلاحظ أحيانًا وجود بقع بلون أحمر فاقع، ولا يكون الدم مرئيًا للعين المُجردة في أحيان أخرى. تعتمد شدة الأعراض على مدى تقدم السرطان وعلى مكانه.
قد يظهر البراز كذلك بلون غامق جدًا أو أسود، وهذا يشير إلى وجود دم جاف. يجب أن تستشير الطبيب لو لاحظت أية علامة تشير لوجود دم في برازك. يكشف فحص الدم الخفي في البراز فيما لو كان هناك دم في البراز، كما يُساعد الفحص طبيبك على تحديد مصدر الدم والكورس العلاجي المناسب.
النزيف الشرجي
يأتي النزيف الشرجي عادة من نزيف في أسفل القولون أو من المستقيم، وهو عرض شائع من أعراض سرطانات القولون والمستقيم. قد يشير وجود دم أحمر فاقع على ورق الحمام بعد المسح، أو أن يصبح ماء البلوعة بلون أحمر أو وردي لوجود نزيف شرجي. يعزو الناس النزيف الشرجي إلى البواسير عادة، وهذا يعيق تشخيص سرطان القولون مبكرًا في بعض الأحيان.
5. تغير عادات التبرز
قد يتطور البوليب القولوني (وهو كتلة صغيرة من الخلايا توجد على بطانة القولون) مع مرور الوقت ليصبح سرطانًا. عندما يتحول البوليب إلى سرطان، يؤثر النمو البطيء للسرطان على عادات التبرز، وهذا يُعطي أعراضًا. فلو لاحظت أن برازك صار أرق أو صرت تدخل إلى التواليت أكثر، فقد يكون هذا علامة من أعراض سرطان القولون.
التغير في قوام البراز
قد يُعيق سرطان القولون مقدرة الأمعاء الغليظة على أداء وظائفها المُعتادة، مثل غربلة البراز وامتصاص الماء والمواد الغذائية. يمكن أن تعطي التغيرات الكبيرة في قوام البراز واحدة من الأعراض الأولية لسرطان القولون وبأن هناك أمر لا يسير على ما يرام. كما يُشكل كل من البراز الرخو المائي أو الإسهال أو الإمساك غير المرتبطة بمرض آخر علامة على وجود سرطان أحيانًا.