ما هي فوائد الرياضة لجسم الإنسان؟
ما هي فوائد الرياضة لجسم الإنسان؟ سمعنا كلنا من قبل العبارة التي تقول الرياضة مفيدة لصحتك، فلا بد وأنها تكررت على أسماعك من والديك أو معلميك أو طبيبك ومن غيرهم الكثير. قد يشكو الكثير منا من انشغاله المتواصل بأعماله، أو حتى أننا قد نستغرق في الخمول والكسل بحيث نتجاهل كل ما يطرق أسماعنا عن فوائد ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم.
انس كل هذا واسمع الخبر الجيد الذي يقول إن الوقت لم يداهمك أبداً، وما زال بإمكانك البدء الآن!
واذكر أنه يمكنك البدء بتمهل وبطء وأن تبحث عن وسائل تجعل أكثر نشاطاً من الناحية البدنية في حياتك اليومية. ويتعين عليك كي تحصل على أكبر فوائد مرجوة من التمارين الرياضية أن تصل إلى مقدار الرياضة الذي يوصي به الطبيب بحسب عمرك. فوائد ذلك سوف تكون عظيمة لك، فبوصولك إلى تلك الأهداف سوف ينتابك شعور بأنك بأفضل حال، وسوف يساعدك هذا على الوقاية من الكثير من الأمراض أو كبح جماحها، كما سوف تعيش عمراً أطول مليئاً بالصحة بإذن الله.
ما هي فوائد الرياضة لجسم الإنسان؟
الرياضة هي أي حركات تجعل عضلاتك تعمل لتحث جسمك على حرق السعرات الحرارية. وهناك العديد من الأنشطة الرياضية التي يمكنك الاختيار بينها حسب تفضيلك الشخصي، من مثل السباحة والجري والهرولة والمشي والحركات الإيقاعية والايروبيك وغيرها الكثير.
لقد ثبت علمياً أن النشاط الجسدي يحمل الكثير من المنافع الصحية، على الصعيدين النفسي والجسمي. حتى أنها تساعدك على العيش لعمر أطول.
1. الرياضة تشعرك أنك أكثر سعادة
لقد تبين أن التمارين الرياضية تحسن المزاج وتزيح الشعور بالكآبة والقلق والتوتر.
تحدث الرياضة تبدلات في أقسام المخ التي تنظم مشاعر القلق والتوتر. علاوة على أنها تزيد حساسية الدماغ تجاه هرموني السيروتونين والإبينفرين، والللذان يعملان على تخفيف الشعور بالاكتئاب.
ويضاف إلى ذلك أن التمارين الرياضية تزيد تصنيع الإندورفينات، والتي نعلم أنها تحفز المشاعر الإيجابية وتخفف الشعور بالألم.
كما برهنت الأبحاث أن التمارين الرياضية تخفف الأعراض عند من يشكون من القلق، وتجعلهم أكثر تيقظاً تجاه حالتهم الذهنية وتزيح تركيزهم عن المخاوف والمشاعر السلبية.
ومن المثير للاهتمام أن مدى شدة التمارين الرياضية لا يهم هنا، حيث أن مزاجك يستفيد من التمارين الرياضية بغض النظر عن شدتها. فقد أظهرت دراسة على نساء مصابات بالاكتئاب أن ممارسة الرياضة مهما كانت شدتها قللت بشكل كبير من إحساسهن بالاكتئاب.
2. تساعدك الرياضة على تخسيس وزنك
أظهرت بعض الدراسات أن الخمول يشكلّ أهم العوامل المسببة لزيادة الوزن والبدانة.
يتوجب علينا كي نفهم تأثير التمارين الرياضية على تخسيس الوزن أن نعرف العلاقة بين الرياضة وتصريف الطاقة. ينفق جسمك الطاقة بثلاث وسائل: هضم الطعام، والتمارين والحركة، والمحافظة على وظائف الجسم مثل نبض القلب والتنفس.
وفي الوقت الذي يعمل الريجيم به عن طريق تقليل ما يصلك من سعرات حرارية على تقليل سرعة الاستقلاب عندك، وهذا سوف يبطئ انخفاض وزنك. تبين أن التمارين الرياضية المنتظمة تعمل على العكس من ذلك على زيادة سرعة الاستقلاب عندك، وهذا سوف يحرق سعرات حرارية أكثر ويوصلك إلى انخفاض الوزن بصورة أسرع.
كما أثبت الدراسات أن مشاركة تمارين الإيروبيك مع تمارين المقاومة يسرع من عملية خسارة الدهون ويحافظ على الكتلة العضلية.
3. تعمل على ضبط سكر الدم ومستويات الأنسولين
تقلل التمارين الرياضية مستوى سكر الدم (الغلوكوز) وتساعد الأنسولين على أن يقوم بوظيفته بشكل أفضل.
تعمل تلك الحقائق على تقليل فرصة إصابتك بالمتلازمة الأيضية metabolic syndrome (وهي حالة تجمع بين زيادة الوزن وارتفاع ضغط الدم وارتفاع غلوكوز الدم) وإصابتك بمرض السكر من النوع الثاني.
ولو كنت مصاباً بالفعل بواحد من تلك الأمراض، سوف تساعدك الرياضة على كبحها وضبطها.
4. الرياضة مفيدة لعضلاتك وعظامك
للرياضة دور رئيسي في بناء عظام وعضلات قوية وفي المحافظة على سلامتها.
ينبه النشاط البدني مثل رفع الأوزان بناء العضلات عندما يترافق مع مدخول كافٍ من البروتينات. ويرجع هذا إلى أن الرياضة تساعد على إطلاق هرمونات تحفز قدرة عضلاتك على امتصاص الحموض الأمينية. فيساعدها هذا على النمو ويقلل من اضمحلالها.
يميل البشر مع تقدمهم بالعمر إلى فقد الكتلة والوظيفة العضلية، ما يعرضهم إلى الإصابات أو العجز. النشاط البدني المتواصل أمر حيوي من أجل تقليل الخسارة العضلية وللمحافظة على قوتها مع تقدمك بالعمر.
ويضاف إلى ذلك أن الرياضة ترفع الكثافة العظمية عندما تكون أكثر شباباً، وتحميك من هشاشة العظام بينما تتقدم بك العمر.
ومن المثير للاهتمام أن التمارين الرياضية عالية الحمل high-impact exercise مثل تمرينات الجيم أو الجري، والتمارين الرياضية غير متجانسة الحمل odd-impact sports، مثل كرة القدم وكرة السلة، تشجع على الحصول على كثافة عظمية عالية أكثر من الرياضة عديمة الحمل non-impact sports مثل السباحة وركوب الدراجات.
5. ترفع الرياضة مستويات الطاقة لديك
تشكل الرياضة معزز طاقة حقيقي عند الأشخاص الأصحاء، كما عند من يعانون حالات صحية متنوعة.
وجدت إحدى الدراسات أن ستة أسابيع فقط من الرياضة المنتظمة تخفف الشعور بالإنهاك عند الأشخاص الذين يعانون من تعب دائم. علاوة على أن التمارين الرياضية ترفع بشكل ملحوظ مستويات الطاقة عند من يعانون من متلازمة التعب المزمن chronic fatigue syndrome وأمراض خطيرة أخرى.
لقد ظهر على أرض الواقع أن الرياضة أكثر فعالية في معالجة متلازمة التعب المزمن من المعالجات الأخرى، بما في ذلك المعالجات المنفعلة مثل الاسترخاء أو التمطيط.
وثبت كذلك أن الرياضة تحسن مستويات الطاقة عند من يعانون من أمراض مترقية مثل السرطان والإيدز والتصلب المتعدد.
6. تعطيك الرياضة بشرة شابة
تتأثر بشرتك بمقدار الإجهاد التأكسدي oxidative stress في جسمك.
يحصل الإجهاد التأكسدي عندما لا تصلح دفاعات الجسم المضادة للأكسدة بشكل كامل التلف الذي تلحقه الجذور الحرة بالخلايا. فيتسبب هذا بإلحاق الأذى في بنياتها الداخلية ويعمل على تدهور حالة الجلد.
ومع أن النشاطات البدنية الشاقة والمنهكة تسهم في الأذية التأكسدية، إلا أن الرياضة المعتدلة والمنتظمة تزيد من صنع الجسم لمضادات الأكسدة الطبيعية، والتي تعمل على حماية الخلايا من الجذور الحرة.
علاوة على أن الرياضة تزيد جريان الدم وتحرض خلايا البشرة على التكيف ما يبطئ ظهور علامات شيخوخة البشرة.
7. تقوي الرياضة صحتك العقلية وذاكرتك
تحسن التمارين الرياضية الوظائف الدماغية وتحمي الذاكرة ومهارات التفكير.
تزيد الرياضة أولاً سرعة القلب، وهذا يعزز جريان الدم وتزويد الدماغ بالأكسجين. كما تنبه الرياضة تصنيع هرمونات تعمل على تعزيز نمو الخلايا الدماغية.
علاوة على أن فائدة الرياضة في الحماية من الأمراض المزمنة تعطي نتائجها على شكل منافع لدماغك، لأن وظائفه تتأثر على نحو سلبي بتلك الأمراض.
الرياضة المنتظمة مهمة بشكل خاص للكهول من البشر لأن التقدم في العمر (بالمشاركة مع الإجهاد التأكسدي والالتهاب) ينتهي بحدوث تغييرات في البنيات الدماغية ووظائفها.
لقد ثبت أن التمارين الرياضية تسبب زياد في حجم الحُصين (وهو جزء من الدماغ يلعب دوراً رئيسياً في الذاكرة والتعلم). ويؤدي هذا إلى تحسن القدرات الدماغية عند المتقدمين بالعمر.
كما ثبت أخيراً أن الرياضة تقلل التغيرات في الدماغ التي تسبب مرض ألزهايمر والشيزوفرانيا.
8. تسكن الرياضة الألم
قد ينتهي الألم المزمن بإصابتك بالعجز، إلا أن الرياضة تساعدك فعلياً على التخلص منه.
ومع أن توصيات علاج الألم المزمن في السنين الماضية كانت تتلخص في الراحة والمكوث في السرير، إلا أن الدراسات المعاصرة أثبتت أن الرياضة تعالج الألم المزمن.
وأشارت مراجعة لعدة دراسات على أن الرياضة ساعدت مرضى الألم المزمن على تسكين آلامهم وعلى تحسين جودة حياتهم.
كما أظهرت عدة أبحاث بأن التمارين الرياضية تساعد على ضبط الألم المرافق لحالات صحية متنوعة، بما في ذلك الألم المزمن في أسفل الظهر والألم الليفي العضلي (الفيبروميالغيا) واضطراب الأنسجة الرخوة المزمن في الكتفين، وغيرها الكثير.
ويضاف إلى ذلك أن الرياضة ترفع عتبة تحمل الألم وتخفف إدراك الألم.
9. تحسن الرياضة الحياة الجنسية
لقد ثبت أن الرياضة تزيد من الرغبة الجنسية.
يقوي انخراطك في التمارين الرياضية المنتظمة الجهاز القلبي الوعائي، ويحسن جريان الدم، ويزيد المقوية العضلية، ويعزز مرونة الجسم، فيؤدي كل هذا إلى تحسن حياتك الجنسية.
تحسن التمارين الرياضية الأداء الجنسي والمتعة الجنسية، كما أنها تزيد من عدد النشاطات الجنسية.
وأشارت دراسة إلى أن النساء في الأربعينيات من أعمارهن يلحظن الوصول إلى الشبق لمرات أكثر عندما ينخرطن في نشاطات رياضية أكثر شدة، مثل العدو وتجديف القوارب ورفع الأوزان.
وأيضاً أظهرت دراسة أخرى أن الرجال المعافين الذين ينخرطون في ساعات أكبر من الرياضة أسبوعياً يكون عندهم وظائف جنسية أفضل.
وجدت إحدى الدراسات أن روتين المشي البسيط لست دقائق فقط في اليوم أفاد 41% من الرجال الذين يشكون من ضعف الانتصاب. وخلصت دراسة أخرى أن مشي الرجال لساعة في اليوم (ثلاث أو أربع مرات في الأسبوع) يحسن سلوكهم الجنسي، بما في ذلك التكرار وحسن الأداء والإشباع.
لا تنتهي فوائد الرياضة هنا، فهذا مجرد غيض من فيض الفوائد الجمة للرياضة!
لقد حان وقت انتهاء قراءاتك عن فوائد الرياضة لتضع الأفكار والحقائق موضع التنفيذ، سارع لوضع برنامج رياضة خاص بك، وحاول أن تزج أصدقائك أو أفراد عائلتك معك، فهذا سوف يحسن التزامك ويعطيك مردوداً أكبر.