هل حقاً الكافيين ضار بصحة القلب و المخ

* القهوة بعد الأكل وعادة ما ينخفض مقدار ضغط الدم بعد تناول وجبات الطعام، لأن الدورة الدموية تدفع بجزء كبير من الدم إلى الجهاز الهضمي كي يُشارك في تنشيط الجهاز الهضمي على القيام بدور فاعل في إتمام عمليات هضم الطعام وامتصاص العناصر الغذائية فيه، ومن ثم توزيعها علي الكبد وبقية أنحاء الجسم. والانخفاض هذا أكبر ما يكون لدى كبار السن ولدى منْ لديهم إصابة بمرض السكري، ما يُعرض بعضاً منهم إما لألم الذبحة الصدرية نتيجة نقصان تزويد عضلة القلب بالدم عبر شرايين مريضة بالأصل، أو في الشعور بالدوار أو الدوخة.

وفي الدراسة الأميركية الجديدة الصادرة في عدد فبراير من مجلة التغذية الإكلينيكية الأميركية، تابع الباحثون حوالي 6600 شخص لمدة 9 سنوات. وتُوفي خلال المدة تلك حوالي 430 شخصا منهم. وتبين للباحثين من متابعة مجموعة من الأمور أن من بين الأشخاص الذين تجاوزوا الخامسة والستين من العمر، فإن الذين كانوا يتناولون كميات أكبر من المشروبات المحتوية علي مادة الكافيين كانت معدلات الوفيات بينهم أقل، ما يعني أن الكافيين كلما ارتفع تناوله قلت الوفيات، والعكس بالعكس. وتحديداً لاحظ الباحثون أن من تناولوا 4 أو أكثر من حصص المشروبات المحتوية على الكافيين يومياً، قلت الوفيات بينهم نتيجة إصابة قلبية بمقدار يتجاوز 53%، مقارنة بالوفيات القلبية بين من يتناولون أقل من نصف حصة غذائية من المشروبات المحتوية علي الكافيين يومياً. وأن من تناولوا يومياً 2 إلي 4، فإن الوفيات بسبب أمراض القلب قلت بنسبة 32%.

ومن بين مجموعة المشروبات المحتوية على الكافيين، فإن القهوة المجروشة أو القهوة السريعة الذوبان، كانتا الوحيدين، من بين جميع المشروبات المحتوية على الكافيين، التي أظهرت فاعليةً وتأثيراً إيجابياً في خفض الوفيات القلبية تلك، على حد وصف الباحثين.

اقرأ أيضا:  أسباب وعلاج أنيميا نقص الحديد

وأضافوا بأن التأثير الإيجابي هذا في حماية القلب والحياة لم يكن واضحاً وثابتاً بين من لديهم بالأصل ارتفاع في ضغط الدم أو من كانوا في سن أقل من 65 سنة.

وقال الدكتور جيمس غرينبيرغ، الباحث الرئيس في الدراسة، وزملاؤه الباحثين من جامعة بروكلين في نيويورك، إن الدراسات حول الكافيين وصحة القلب أعطت في السابق نتائج متضاربة. لكن من الممكن، على حد قوله، أن سبب التضارب في النتائج كان هو الاختلاف في التأثير على المتقدمين في العمر وعلى غيرهم. ودلل على ملاحظته هذه بأن إحدى الدراسات تحدثت عن تأثير سلبي علي الصغار في السن، لكن التأثير السلبي تناقص مع العمر.

ومما يُؤيده قول الرابطة الأميركية للقلب إن مما هو تحت البحث والدراسة، القول بأن للكافيين دورا في ارتفاع نسبة الإصابة بأمراض القلب. ونتائج الدراسات متضاربة، لكن الثابت أن تناول كوبين من القهوة يومياً ليس شيئاً ضاراً. أي ما يُعادل حوالي 160 مليغراما من الكافيين. وكانت إرشادات الرابطة في عام 2004 حول معالجة الجلطة القلبية تتبنى أن يُسمح للمُصاب بالجلطة القلبية تناول كوبين أو ثلاثة من القهوة بعد الإصابة بالجلطة لمن هو متعود على تناولها، حتى لو كان لا يزال في العناية المركزة.

وبالرغم من أنه ليس واضحاً حتى اليوم الآلية التي يرفع الكافيين بها ضغط الدم، برغم طرح افتراضات علمية عدة، إلا أن ارتفاع ضغط الدم ومقدار ذلك بعد شرب القهوة أو غيرها من المشروبات المحتوية على الكافيين يختلف تأثيره بين الناس. وغالب التأثير يزول بعد نصف ساعة إلى ساعة. ولذا فإن الإرشادات الطبية حول قياس ضغط الدم تقول بتأخير أخذ قياس ضغط الدم إلى ما بعد نصف ساعة من شرب القهوة المحتوية على الكافيين.

اقرأ أيضا:  طرق طبيعية لوقف ألم الذبحة الصدرية

* خبرات السابقين يقول الباحثون في دراستهم الجديدة بأن تناول المشروبات المحتوية على الكافيين مثل القهوة أو الشاي بعد تناول وجبات الطعام، والذي هو عادة لدى الكثيرين، مفيد ويحمي كبار السن علي وجه الخصوص من انخفاض ضغط الدم بعد تناول الوجبات تلك. والنتيجة هذه تثير مزيداً للاستغراب حول أصل العادات الغذائية القديمة وفوائدها الصحية التي لا تزال الدراسات الطبية تُدهشنا بها كل يوم.  فمثلا  إضافة الليمون إلي وجبات الأسماك بغية تسهيل امتصاص زيوت أوميغا ـ 3 الصحية للقلب و المخ، وإضافة الأناناس إلى طهي اللحوم نظراً لاحتواء الأناناس على مادة كيميائية تسهل هضم وتفتيت البروتينات، وإضافة زيت الزيتون إلى أطباق السلطات لتسهيل امتصاص المواد المضادة للأكسدة فيها، وتناول التمر أو العسل مع اللبن أو السمن لمنع الأمعاء من سرعة امتصاص السكريات فيهما بطريقة تضر البنكرياس والجسم عموماً، وإضافة الجوز في الحلويات العربية لمنع الأمعاء من امتصاص الدهون المشبعة، وغيرها مما يحتار المرء في فهم ما الذي دل السابقين على فائدتها واتباعها في نظام تغذيتهم.

و قد افادت دراسات اخرى تم نشرها فى هدا الموقع فائده القهوه فى التقليل من الاصابه بمرض الشلل الرعاش (parkinson disease )(انقر هنا لترى هده التدوينه)

د. ياسر متولى

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *