هل الإفرازات البنية تحسب من الدورة ؟
تتساءل بعض النساء هل الإفرازات البنية تحسب من الدورة ؟ وللإجابة عن هذا السؤال يجب معرفة أن الإفرازات البنية من المهبل تحدث بشكل طبيعي خلال أوقات معينة من الشهر مثل قبل أو بعد الدورة الشهرية.
ويمكن أن يكون بسبب كمية قليلة من الدم التي تظهر في الإفرازات مع بدء الدورة الشهرية أو جفاف الدم القديم الذي يخرج بعد فترة.
غير أنه في بعض الحالات، قد تكون الإفرازات البنية علامة على وجود حالة مرضية أو اضطراب هرمونى.
فما هى الإفرازات البنية ؟ وما هى أسبابها ؟ وكم تدوم الإفرازات البنية قبل الدورة ؟
ما هي الإفرازات البنية ؟
غالبا ما تحدث الإفرازات المهبلية بشكل يومي تقريبًا، وعادةً ما تكون هذه الإفرازات رقيقة وصافية أو بيضاء اللون، وفي بعض الأحيان، قد تكون الإفرازات لها ألوان أخرى صفراء أو خضراء حيث تكون دلالة على وجود عدوى فطرية أو بكتيرية تحتاج إلى استشارة طبيبة.
عندما تكون الإفرازات المهبلية بنية اللون، فقد تكون فاتحة اللون وغالبا ما يحدث ذلك بسبب اختلاط كمية صغيرة من الدم مع الإفرازات الطبيعية المهبل.
وقد تكون داكنة اللون وغالباً ما يكون بسبب وجود كميات صغيرة من الدم القديم، والذي يتحول نتيجة استغراقه وقتًا أطول للخروج من الرحم إلى اللون البني.
كم تدوم الإفرازات البنية قبل الدورة؟
وهل الإفرازات البنية تحسب من الدورة ؟
تختلف فترة ظهور الإفرازات البنية قبل الدورة من امرأة لأخرى، غير أنها تتراوح عند معظم النساء من يوم إلى يومين قبل تدفق دم الحيض، وقد تصل عند البعض إلى أسبوع أو أسبوعين.
ففى دراسة كبرى أجريت في السويد نشرت في مجلة نيتشر العلمية البريطانية (Nature) في أغسطس 2019 لدراسة خصائص الدورة الشهرية ومدتها وعلاقتها بالعمر ومؤشر كتلة الجسم.
كما تم دراسة المراحل الأربع للدورة الشهرية: مرحلة الحيض، والمرحلة الجرابية، ومرحلة الإباضة والمرحلة الأصفرية.
أظهرت الدراسة أن متوسط طول الدورة الشهرية 29 يوماً بمعدل يتراوح من 21 إلى 35 يوماً، وأن طول فترة الحيض يتراوح من 4 إلى 11 يوماً.
كما أجابت على سؤال هل الإفرازات البنية تحسب من الدورة ؟ حيث أكدت أن الإفرازات البنية علامة من علامات الدورة الشهرية ما لم يكن هناك حالة مرضية أو تغير فسيولوجي في طبيعة الجسم مثل الحمل والرضاعة.
كما أظهرت الدراسة أن مدة ظهور الإفرازات البنية قبل الدورة تختلف من امرأة لأخرى بمتوسط بضعة أيام قبل نزول دم الحيض.
أسباب الإفرازات البنية قبل وبعد الدورة
توجد بعض الأسباب الطبيعية للإفرازات البنية نذكر منها:
1- الحيض
تعتبر الإفرازات البنية قبل الدورة الشهرية علامة على بدء نزول الحيض، وهو أمر طبيعي ويعد أشهر الأسباب وأعمها.
2- الإباضة
يعد ظهور الإفرازات البنية قبل اسبوعين من من بداية الدورة الشهرية علامة على التغيرات الهرمونية التى تحدث أثناء الإباضة.
حيث يحدث التبويض بعد حوالي 10 إلى 16 يومًا من بداية النزول الفعلى للدورة الشهرية، عندما يطلق المبيض بويضة للإخصاب.
ويكون السبب في خروج الإفرازات البنية بعد الإباضة هو الانخفاض المفاجئ لهرمون الاستروجين بعد ارتفاعه أثناء عملية نضج البويضة ووصوله لأعلى مستوياته خلال عملية إطلاق البويضة.
3- وسائل منع الحمل وهل تحسب الافرازات البنية من الدورة ؟
استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية التى تحتوى على هرمون الاستروجين يعد سبباً لظهور الإفرازات البنية.
خصوصا في الستة أشهر الأولى حيث يتكيف الجسم مع التغير الهرموني الناتج عن استخدام وسائل منع الحمل.
كما يمكن أن تظهر هذه الإفرازات عند نسيان بعض الجرعات، وذلك بسبب انخفاض مستوى الاستروجين في الدم، مما يؤدى إلى ظهور البقع البنية.
لكن بمجرد الالتزام بأخذ الجرعة في وقتها لبضعة أيام تختفى هذه الإفرازات البنية، وتعود الهرمونات إلى مستواها الطبيعي فى الدم.
4- الحمل
في بعض الأحيان، تكون الإفرازات البنية بسبب الحمل، نتيجة انغراس البويضة الملقحة في بطانة الرحم.
ويحدث هذا النزيف الخفيف عادة بعد أسبوع إلى أسبوعين من خروج البويضة، وهو ما يصادف ميعاد الدورة الشهرية عند معظم النساء.
ويستمر خروج الافرازات البنية لمدة يوم أو يومين فقط، وقد يكون مصحوباً ببعض الآلام والتقلصات نتيجة الانغراس، مع الأخذ في الإعتبار أن الإفرازات البنية الناتجة عن انغراس البويضة تحدث فقط عند بعض النساء.
ففى دراسة أجريت في باكستان نشرت في سبتمبر 2121 في المجلة الباكستانية للعلوم الطبية (Pakistan Journal of Medical Sciences) على 85 امرأة حامل.
أكدت الدراسة أن الإفرازات المهبلية تكون أكثر حدوثاً أثناء الحمل عن الفترات الأخرى سواء كانت إفرازات طبيعية مثل الإفرازات البنية بعد عملية الانغراس في بطانة الرحم.
أو إفرازات مرضية ناتجة عن حدوث عدوى مهبلية بكتيرية أو فطرية.
5- ما قبل انقطاع الطمث
يقصد بفترة ما قبل انقطاع الطمث الفترة الزمنية التي تسبق سن اليأس، وقد تصل هذه الفترة إلى عشر سنوات قبل انقطاع الطمث.
أثناء هذه الفترة، يحدث تغير في نسبة هرموني الاستروجين والبروجسترون، حيث ينتج عنه خلل في عملية الإباضة، والتى تؤثر بدورها على انتظام الدورة الشهرية.
ونتيجة لعدم انتظام الدورة الشهرية، حيث تكون هناك فترات طويلة وغزيرة تليها فترات قصيرة وخفيفة نسبياً؛ تظهر الافرازات البنية قبل الدورة أو بعدها.
وقد تكون هناك أسباب مرضية تؤدى إلى ظهور الإفرازات البنية نذكر منها:
1- التهاب عنق الرحم وهل تحسب الإفرازات البنية من الدورة؟
يحدث مرض التهاب عنق الرحم نتيجة وجود عدوى في الجهاز التناسلي، والتي تشمل بعض الأمراض المنقولة جنسيًا.
غالباً ما يؤدي التهاب عنق الرحم إلى ظهور الإفرازات البنية وبعض الأعراض الأخرى مثل: ألم أسفل البطن و الحوض، وحمى، وإفرازات ثقيلة برائحة كريهة، وحرقان عند التبول.
ويعد مرض التهاب عنق الرحم من الأمراض التي تتطلب تدخلاً علاجياً، حيث يؤدي إهمالها إلى تأثيرات دائمة على الصحة الإنجابية.
2- الأمراض المنقولة جنسياً
قد تسبب العدوى المنقولة جنسيًا مثل الزهري والكلاميديا والسيلان تهيجًا في أنسجة المهبل، مما قد يؤدي إلى نزيف خفيف وظهور إفرازات بنية اللون.
بالإضافة إلى آلام في الحوض، وغثيان، وحرقان عند التبول وحمى.
3- تكيس المبايض
تعرف متلازمة تكيس المبايض بخروج بويضات غير مكتملة النمو على سطح المبيض، مما ينتج عنه عدم انتظام عملية الإباضة.
وهي حالة تؤدي إلى عدم انتظام الدورة الشهرية نتيجة زيادة مستويات هرمون الذكورة الأندروجين، والذي يؤدي بدوره إلى حدوث خلل في الهرمونات الأنثوية (الاستروجين والبروجسترون).
مما ينتج عنه ظهور الإفرازات البنية قبل الدورة، كما تظهر هذه الإفرازات بين فترات الدورة الشهرية.
كما تظهر بعض الأعراض الأخرى لتكيس المبايض مثل: ظهور حب الشباب، ونمو الشعر المفرط، والسمنة، والعقم والبقع الداكنة على الجلد.
الإفرازات البنية بعد الدورة وهل تحسب الإفرازات البنية من الدورة؟
لا تختلف الإفرازات البنية كثيراً قبل الدورة عن بعدها، وغالباً ما تكون طبيعية حيث يتحول لون الدم إلى اللون البني نتيجة مكوثه فترة طويلة في الرحم.
وقد تكون الإفرازات البنية بعد الدورة نتيجة الحمل وسائل منع الحمل أو استخدام بعض الأدوية أو ضغوط نفسية.
ومن الممكن أن تكون الإفرازات البنية نتيجة لأسباب مرضية مثل التهاب عنق الرحم أو تكيس المبايض أو وجود أورام ليفية أو بسبب بطانة الرحم المهاجرة.
ومما سبق نكون قد أجبنا عن سؤال هل الإفرازات البنية تحسب من الدورة؟ وأنها في الغالب تكون طبيعية لا تسبب أى ضرر، غير أنها في بعض الأحيان قد ترجع لأسباب مرضية وعندها يجب مراجعة الطبيب ووصف العلاج المناسب.