ما هي أسباب وعلاج التبول اللا إرادي أو سلس البول؟

لا يُشخص “سلس البول” ككونه مرضاً, و لكنه ينجم عن بعض الحالات الطبية المختلفة, فمع إزدياد العُمر, يُصاب 15% من الرجال تقريباً بسلس البول أو “التبول اللا إرادي”; وهو حالة تسرُّب للبول بدون القدرة علي التحكم بإخراجه. و عليه, فإنه عادةً تكون أمراض ’البروستاتا’ و الاضطرابات العصبية هما المسئولان عن حدوث تلك الحالة, بينما لا تزال العديد من الحالات الأخرى التي قد تؤثر سلباً علي التحكم في عضلات المثانة بشكل أو بأخر. ومع ذلك فإنه لا يتطلب منك إن كنت تُعاني من “سلس البول”, أن تُغيّر مسار حياتك الطبيعية بشكل تام, ولكّن لا شكّ أنك مع التخطيط والإلتزام بالعلاج بشكل صحيح, ستتمكن من ممارسة أنشطتك اليومية بدون قلق بعد ذلك.

الجهاز التناسلي و ‘سلس البول’ :

لتكون مثانتك بحالة طبيعية جيدة و ذات قدرة علي التخزين, مُتجنباً بذلك نزول البول بشكل لا إرادي, فيُـستلزم أن يعمل النظام التناسلي بأكمله بصورة صحيحة مكتملة الأركان.. ولكن كيف يتم ذلك؟.. أولاً, تُخبركَ الأعصاب المُمتدة من المخ و حتي المثانة, والتي تساعد علي تنسيق نشاطها مع المخ; أنها ممتلئة, ومن ثم يأتي دور العضلات الموجودة في جدار المثانة والتي لها القدرة علي تخزين أو إخراج البول, وذلك عن طريق “الإرتخاء و التضييق” علي مجري البول, في حين أن العضلات العاصرة “المصرة” تفعل العكس تماماً وذلك لإيقاف أو بدء عملية تدفق البول, كما أن لمجري البول, الذي من المفترض أن لا يعيق عملية سريان البول, و عضلات الحوض المحيطة, دوراً فعّالاً و ذلك في التحكم بالمثانة, و عليه.. فإن العديد من الحالات الطبية ربما تؤثر علي إحدى أو أكثر من هذه الأدوار المتتابعة التي تعمل بصورة اوتوماتيكية في الجهاز التناسلي, مما قد يؤدي الي حدوث الكثير من الأعراض الظاهرة لـ”سلس البول” أو التبول اللا إرادي.

‘سلس البول’ الناجم عن الضغط:

عند إصابة عضلات الحوض الخاص بك, أو في حالة أنها لا تعمل بالشكل الطبيعي, أو عند أولئك الذين يعانون من السمنة المفرطة و زيادة ضغط البطن, فإن ذلك قد يتسبب في سهولة إخراج البول من المثانة بصورة لا إرادية, وكذلك عند العطس, السعال, أو حني ممارسة التمارين الرياضية أيضاً. و يُذكر أن حالات “سلس البول” كثيراً ما تُصاب به النساء, و بعض الرجال الذين تعرضوا لعمليات جراحية في ’البروستاتا’, أو ممن لديهم ضعف في أعصاب الحوض, و كذلك الذين يتناولون بعض العقاقير والأدوية المُعينة لفترات طويلة.

‘سلس البول’ الإلحاحي:

‘سلس البول’ الإلحاحي أو كما يدعي “الفرط في نشاط المثانة” الذي ينتج عن مشاكل في عضلات جدار المثانة. ففي حالات إنقباض هذه العضلات بصورة مستمرة أو أوقات غير مناسبة لوقتها الطبيعي, فإنها تُشكّل إلحاحاً مفاجئاً للتبول لدي الشخص, وغالباً ما تأتي هذه الحالة علي فجأةٍ, وربما قد لا يكون هناك وقت سانح للذهاب إلي المرحاض فيؤدي بذلك الي التبول في الحال. ومن الأسباب الشائعة لتلك الحالة هي; التقدم في السن, و الانسداد لمجري البول نتيجة تضخم البروستاتا, والتهابات المسالك البولية, والإمساك, والإضطرابات العصبية; كمَرض ‘الشلّل الرّعاش’. كما أن تهيُج المثانة و الذي ينتج عن تناول أدوية معينة, و الإفراط في تناول الكافيين و الكحول و الفواكه الحامضية, يؤدي إلي إندفاع البول بشكل لا إرادي أيضاً.

 ‘سلس البول’ الفيضي :

و هو عملية متكررة من التفريغ الغير مكتمل للمثانة, وقد يسبب ذلك مع مرور الوقت إلي تمدد المثانة و ملئها بالكثير من البول و بالتالي تحدث عملية التسريب الغامر, والمعروفة بإسم ‘ سلس البول الفيضي’. و من المشكلات الوخيمة التي قد تؤثر سلبياً علي تدفق البول في هذه الحالة; ضعف جدار المثانة و الأعصاب. وقد يتسبب كل من, تضخم البروستاتا, و حصوات المثانة و ضعف الأعصاب نتيجة عمليات جراحية في هذه الحالة, و جدير بالذكر أن هذه الحالة من “سلس البول” تنتشر أكثر عند الرجال من النساء.

كيف نُعالج “سلس البول” ؟ :

قد تُسبب تلك الحالة أحياناً بعض الحرج خصوصاً عند العلاج أو حتي الحديث عنها, ولكن في الخطوة الأولي , لابُد من الذهاب لطبيب مختص لا محالة. هذا و يمكن أن تشمل خيارات العلاج عند الطبيب بعض من التغييرات البسيطة التي قد تطرأ في حياتك اليومية, كتمارين “كيجل” الخاصة لتقوية عضلات الحوض, و تدريبات المثانة, أو قد يشمل العلاج علي بعض الأدوية الخاصة, أو في أسوء الحالات إلي التدخل الجراحي- لا قدر الله- حسبما يكمن في السبب الذي وراء تلك الحالة, أو بظهور أعراضها الشديدة.