كيف يمكن للأمراض الالتهابيّة المزمنة أن تتحوّل لسرطانات؟
لطالما ساد الاعتقاد أن الأمراض الالتهابيّة المزمنة تحرّض حدوث السّرطانات، إلّا أن آلية التّحريض هذه لا تزال غير مفهومة. حاول باحثو التّطوير في مجموعة MIT للهندسة البيولوجيّة التقدّم خطوة إلى الأمام في هذا المنحى ونشروا بحثاً يكشفون فيه عن آليّة محتملة لتطوّر بعض الأمراض الالتهابيّة المزمنة إلى سرطانات.
الالتهاب هو جزء من ردّة الفعل المناعيّة الّتي بيديها الجسم اتجاه العوامل الممرضة. حيث تهاجم الخلايا المناعيّة الأجسام الغريبة بعدّة مركّبات تهدف لتقويض الجسم الغازي، والقضاء عليه. من هذه المركّبات حمض تحت الكلور، وحمض الآزوت، والماء الأوكسيجيني. تكمن المشكلة في الأمراض الالتهابيّة المزمنة في أنّ المركّبات الآنفة الذّكر تدمّر الأجسام الغريبة والنّسج المحيطة فيها على حدّ سواء، مسبّبة أذية دائمة للنّسج.
تم ربط العديد من الأمراض الالتهابيّة المزمنة بسرطانات مثل التهاب الرّئة النّاجم عن التّعرض المزمن لمادة الأسبتوس، والّذي رُبط بدوره بسرطان الظّهارة المتوسطّة في الرّئة، وكذلك سرطان الكولون الّذي رُبط بالتهابات الأمعاء المزمنة (داء كرون). ويعتقد أن واحد من كل خمسة سرطانات يكون التهابي المنشأ. يقترح الباحثون أنّ المركّبات المفرزة من خلايا المناعة وعلى وجه الخصوص حمض تحت الكلور تسبّب طفرات دائمة وغير قابلة للإصلاح في DNA الخلايا المعرّضة له باستمرار. حيث يرتبط الحمض مع أسس السيتوزين في الدنا ويحولها لـ 5- كلوروسيتوزين وهو ما يعرف بطفرة الـ 5CLC. أثبت الباحثون وجود كميات كبيرة من هذه الطّفرة في الخلايا السّرطانيّة مما يدعم الاعتقاد أن هذه الطّفرة تزيد تضاعف الدنا حتّى 30 ضعفاً ويتسبّب بتحول الآفة من التهابيّة لسرطانيّة.