علاج التهاب الأذن الوسطى عند الكبار

على الرغم من أنّ التهاب الأذن الوسطى أشيع عند الأطفال، لكنه قد يحدث عند الكبار أيضاً، وهنا يكون أكثر خطورة ويحتاج إلى فحوصات إضافية. ويحتاج علاج التهاب الأذن الوسطى عند الكبار، وخاصةً عند حدوثه بشكل متكرر إلى زيارة الطبيب المختص لاختيار الدواء المناسب.

ويعرّف التهاب الأذن الوسطى بالالتهاب الذي يحدث خلف غشاء الطبل. ويمكن أن يحدث هذا النوع من التهابات الأذن بعد أي حالة تمنع تصريف السوائل من الأذن الوسطى عبر نفير أوستاش، مثل أمراض التحسس، الزكام، التهاب البلعوم، أو عدوى السبيل التنفسي العلوي.

ما هي أنوع التهاب الأذن الوسطى؟

هناك عدة أنواع لالتهاب الأذن الوسطى، أشيعها:

التهاب الأذن الوسطى الحاد: وهو يحدث بشكل مفاجئ ، ويسبب حدوث تورم واحمرار، واحتباس للسوائل والقيح خلف غشاء الطبل، وقد يترافق هذا النوع بارتفاع الحرارة والألم المزعج في الأذن.

التهاب الأذن الوسطى المزمن: وهو يحدث عند تكرر التهاب الأذن الحاد على مدى أشهر أو سنوات، أو عدم علاجه بشكل كاف، ويمكن أن يترافق بالسيلان من مجرى السمع في حال تسببه بحدوث انثقاب في غشاء الطبل، ويكون غير مؤلم عادةً لكنه قد يسبب نقص في السمع.

• التهاب الأذن الوسطى الانصبابي: وهو استمرار تجمع السوائل في الأذن الوسطى بعد انتهاء الالتهاب، ويشعر المريض بامتلاء وثقل في الأذن وهذا ما قد يستمر لأشهر أو سنوات و يسبب حدوث نقص في السمع .

من هم الأكثر عرضة لحدوث التهاب الأذن الوسطى؟

قد تكون أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الأذن الوسطى إذا كنت:
• مدخن أو تعيش مع أحد المدخنين.
• تعاني من أعراض التحسس الفصلي أو السنوي.
• تعاني من الزكام أو عدوى في السبيل التنفسي العلوي.

ما هي أعراض وعلامات التهاب الأذن الوسطى عند الكبار؟

تتنوع أعراض وعلامات التهاب الأذن الوسطى، وأشيع الأعراض التي تحدث عند الكبار:
• إحساس الألم في الأذن.
• إحساس الامتلاء في الأذن.
• سيلان السائل أو القيح من الأذن.
• ارتفاع الحرارة.
• نقص السمع.
الدوار واضطراب التوازن.

وقد تتشابه هذه الأعراض مع أعراض لأمراض أخرى لذا يتوجب عليك استشارة طبيبك للتشخيص الصحيح، إذا استمرت هذه الأعراض لأكثر من ثلاثة أيام.

كيف يتم تشخيص التهاب الأذن الوسطى؟

للوصول إلى علاج التهاب الأذن الوسطى عند الكبار، من المهم جداً إيجاد التشخيص الدقيق لسبب هذا الالتهاب، وذلك لتجنب الاستخدام المفرط لمضادات الالتهاب الغير مناسبة.

اقرأ أيضا:  أعراض التهاب الأذن عند الرضع

يكون الفحص بالتقييم الجيد للقصة المرضية و الأعراض والعلامات السريرية للمريض مع استخدام أدوات الفحص المناسبة، لفحص الأذن الخارجية وغشاء الطبل بواسطة منظار الأذن أو المجهز الأذني، ويمكن استخدام المنظار الهوائي والذي يطبق ضغطاً هوائياً على غشاء الطبل لدراسة حركته، حيث تتحدد حركة الغشاء في حال وجود سائل متجمع خلفه.

وقد يحتاج الطبيب لإجراء فحوصات إضافية للوصول للتشخيص، كجهاز تخطيط الطبل والذي يفحص سلامة وظيفة الأذن الوسطى ، ويكشف وجود أي تغير في الضغط خلف غشاء الطبل، ويمكن استخدام الشوكات الرنانة أو جهاز تخطيط سمع لتقدير أي نقص مرافق في السمع عند المريض.

ما هو علاج التهاب الأذن الوسطى عند الكبار؟

يختلف علاج التهاب الأذن الوسطى عند الكبار تبعاً لسبب الالتهاب وشدة الأعراض المرافقة. فبعض الالتهابات تشفى تلقائياً دون الحاجة إلى علاج نوعي، حيث يكتفي المريض باستخدام الأدوية المخففة للأعراض، وقد يصف الطبيب أدوية إضافية لتسريع حدوث للشفاء التام.

• العلاجات المستخدمة دون وصفة طبية:

يمكن لبعض الأدوية مثل البانادول (acetaminophen) و البروفين (ibuprofen)، أن تساعد الكبار في علاج الألم المرافق لالتهاب الأذن الوسطى، وهي لا تحتاج إلى وصفة طبية.

وقد يلجأ المريض أيضاً إلى استخدام مضادات الاحتقان ومضادات التحسس، مثل(pseudoephedrine) و (diphenhydramine)، للتخفيف من بعض الأعراض المرافقة للالتهاب، خاصةً تلك التي تحدث بسبب الاحتقان في نفير أوستاش، وهي لا تحتاج إلى وصفة طبية أيضاً.

قد تساعد هذه العلاجات التي يلجأ لها المريض بدون استشارة طبيبه، على التخلص من الألم والأعراض المرافقة لالتهاب الأذن الوسطى. لكن هذه الأدوية لا تعالج الالتهاب نفسه، الذي قد تزداد خطورته بتكرر حدوثه مع مرور الزمن.

• دور مضادات الالتهاب الحيوية في علاج التهاب الأذن الوسطى:

لا ينصح باستخدام المضادات الحيوية الفموية في علاج كل حالات التهاب الأذن الوسطى عند الكبار. ويعتمد استخدامها على سبب الالتهاب وشدته. بالإضافة إلى مراعاة الأمراض المزمنة التي يعاني منها المريض كارتفاع الضغط الشرياني والارتجاع المعدي المريئي.

قد يعالج الطبيب بعض التهابات الأذن باستخدام القطرات الأذنية، والتي يمكن استخدامها أيضاً في تسكين الألم الأذني.

• أنابيب التهوية:

قد يستمر وجود السوائل داخل الأذن الوسطى حتى بعد العلاج بمضادات الالتهاب المناسبة وزوال الالتهاب. في هذه الحالة قد ينصح طبيب الأذن بوضع أنبوب صغير في غشاء الطبل، والذي يسمى أنبوب التهوية.

بعد إجراء ثقب صغير في غشاء الطبل يثبت هذا الأنبوب للمساعدة على تصريف السوائل ومنع تجمعها في الأذن الوسطى، وبالتالي تخفيف الضغط على الأذن وتحسن واضح في السمع. هذا الإجراء بسيط عند التعامل مع المرضى الكبار، ويمكن إجراؤه في عيادة الطبيب ولا يستغرق أكثر من 5 دقائق.

اقرأ أيضا:  ما هو علاج طنين الأذن

• العلاجات المنزلية:

قد يلجأ البعض إلى القيام ببعض الحيل المنزلية البسيطة لعلاج أعراض التهاب الأذن الوسطى. مثل تركيب قطرات الأذن بخلط كمية قليلة من الكحول والخل الأبيض والتي تساعد على جفاف الأذن والتخفيف من أعراض الالتهاب. لكن هذه الحيل قد تكون شديدة الخطورة في حال وجود انثقاب في غشاء الطبل أو أنابيب تهوية، أو في حال كان قد أجري للمريض بعض الجراحات في أذنه.

ينبغي تجنب استخدام القطرات الأذنية في حال وجود سيلان سائل من الأذن، إلا إذا كانت موصوفة من قبل الطبيب المختص، نظراً لخطورتها في انتشار الالتهاب وحدوث مضاعفات ضمن الأذن الوسطى.

مع الانتظام في تناول الدواء والالتزام بتوصيات الطبيب تختفي العدوى خلال 10 أيام كحد أقصى، ويبدأ المريض في التحسن بعد ثلاثة أيام من تناول الدواء تقريباً.

إذا لم يعالج الالتهاب بشكل صحيح، قد تتطور اختلاطات عديدة كانثقاب غشاء الطبل أو انتشار العدوى.

ما هي اختلاطات التهاب الأذن الوسطى عند الكبار؟

قد يؤدي عدم علاج التهاب الأذن الوسطى إلى تداعيات خطيرة مهددة للحياة مثل:
• انتقال الالتهاب إلى أجزاء أخرى من الرأس.
• نقص سمع دائم غير قابل للعلاج.
لذا يجب عدم التأخر في علاج هذه العدوى بأسرع وقت، وحسب توصيات الطبيب.

هل يمكن الوقاية من حدوث التهاب الأذن الوسطى عند الكبار؟

لا يوجد لقاح حالياً للوقاية من التهاب الأذن الوسطى، ولا يبدو أن أدوية التحسس والزكام يمكن أن تمنع حدوثه. لكن يمكن تقليل حدوث العديد من التهابات الأذن، باتباع بعض الخطوات البسيطة، مثل:

• الإقلاع عن التدخين، سبيل الوقاية الأكثر تأثيراً للحد من الالتهابات التنفسية العلوية والتهابات الأذن الوسطى عند الكبار، لما يسببه من أذيه في مخاطية الطرق التنفسية وإضعاف مناعة الجسم.
• تجنب استخدام الأعواد القطنية لتنظيف الأذن، لما قد تسببه من أذية للمخاطية وغشاء الطبل وبالتالي تحريض حدوث الالتهاب.
• غسل اليدين المتكرر للوقاية من الانتانات.
• الأفراد الذين يعانون من الأمراض التحسسية، ينبغي أن يتجنبوا المواد المحسسة لتقليل حدوث الالتهاب وتجمع السوائل داخل الأذن.

• تجنب استخدام أي قطرات أذنية قبل استشارة الطبيب.

المصادر
Otitis Media (Middle Ear Infection) in AdultsAcute Otitis Media in AdultsWhy do adults get ear infections?

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *