علاج ارتجاع المريء وضيق التنفس
هناك علاقة وثيقة بين ارتجاع المريء، وهو التسمية الشائعة لداء الارتجاع المعدي المريئي (GERD)، وبين ازدياد احتمال أن تصاب بضيقٍ في التنفس. لذلك سوف نتناول في هذا المقال علاج ارتجاع المريء وضيق التنفس.
قد يتسبب ارتجاع المريء بضيق التنفس، فقد أظهرت الأبحاث بأن ارتجاع المريء يكون السبب المباشر (والخفي أحيانًا) وراء الإصابة بالربو وبمشاكل تنفسية أخرى.
ما هو ارتجاع المريء؟
سوف تصيبك حموضة المعدة عندما ترتد محتويات المعدة صعودًا عبر المريء. ونسمي هذه الحالة أيضًا باسم القلس المعدي أو الارتداد المعدي المريئي.
ولكن لو حدثت أعراض حموضة المعدة لأكثر من مرتين في الأسبوع، فقد تكون مصابًا باضطراب الارتجاع المعدي المريئي.
الارتجاع المعدي المريئي حالة شائعة جدًا تصيب ما بين 10% و20% من اجمالي السكان. وقد يتسبب بمضاعفات خطيرة لو تركناه بدون معالجة.
ما هي أعراض الارتجاع المعدي المريئي؟
العرض الرئيسي لمرض الارتجاع المعدي المريئي هو حموضة فم المعدة.
يمكن لحرقة المعدة أن تتسبب لك بشعور حرقان مزعج في صدرك، والذي قد ينتقل للأعلى باتجاه الرقبة والحلق. ونعرف هذا الإحساس باسم حرقة فم المعدة أو حرقة الفؤاد.
وكذلك إحساس بطعم مر أو حامض في مؤخرة فمك، وقد يرتد الطعام أو السوائل من المعدة باتجاه الفم.
وتتضمن أعراض الارتجاع المريئي الأخرى :
- الغثيان.
- ألم في الصدر.
- ألم عند البلع (بلع مؤلم).
- صعوبة في البلع (عسر بلع).
- سعال مزمن.
- بحة في الصوت.
- رائحة فم كريهة.
ما هي العلاقة بين الارتجاع المريئي وضيق التنفس؟
عندما تمر الأحماض المعدية عبر المريء في حال حدوث ارتجاع مريئي، فيمكن لتلك الأحماض أن تدخل إلى الرئتين والحلق.
مما يؤدي إلى تهيج في تلك المناطق، ما يؤدي إلى ظهور مشاكل تنفسية مثل:
- التهاب رئوي: في حالة استنشاق الحمض المعدي إلى داخل الرئتين، فقد يتسبب هذا بالتهاب أو بتضيق في الطرق الهوائية، وهذا يؤدي للإصابة بالتهاب القصبات أو بذات الرئة.
- تخريش تنفسي علوي : في حال خرشت الأحماض الطرق التنفسية العلوية (كما في الحلق) فقد يشكو المصاب من سيلان أنفي واحتقان في الصدر وسعال.
إضافة لذلك، يمكن أن يثير الارتجاع المريئي أعراض الربو عند المصابين بهذا المرض.
مضاعفات الارتجاع المريئي غير المعالج
لو بقي الارتجاع المريئي دون معالجة، فيمكن له أن يتسبب بالعديد من المضاعفات، لاسيما عند الأشخاص الذين يشكون من نوبات حموضة معدة متعددة في كل أسبوع.
المضاعفات التنفسية
قد يتسبب الارتجاع المريئي بالاصابة بربو البالغين، بالتالي يمكن لهذا المرض أن يسبب التهاب جيوب وقرحات وتضرر رئوي بسبب دخول أحماض المعدة إلى الرئتين.
وتتضمن المضاعفات التنفسية الأخرى للارتجاع المريئي ما يلي:
- احتقان صدري.
- سعال.
- بحة صوت,
- صوت صفير أثناء التنفس.
مشاكل في المريء
يلقي الارتجاع المريئي عبئًا ثقيلًا على المريء (وهو الأنبوب الذي يصل بين المعدة والحلق).
ويتسبب تعرض المريء للأحماض المعدية لفترة طويلة من الزمن بما يلي:
- مريء باريت Barrett’s esophagus (وهو تبدل في تركيبة البطانة الخلوية التي تبطن المريء).
- سرطان المريء.
- التهاب المريء التآكلي (حدوث ألم عند البلع أو صعوبة في البلع).
- تضيق المريء,
مضاعفات أخرى
يمكن أن يؤدي الارتجاع المريئي لظهور مضاعفات أخرى مثل:
- تسوس الأسنان.
- اضطرابات في النوم.
- التهاب مزمن في الحلق.
علاج ارتجاع المريء وضيق التنفس
إن استشارة الطبيب حول المشاكل التنفسية ومن أجل علاج ارتجاع المريء وضيق التنفس المصاحب له هو أمرٌ ضروري، لاسيما لو كان عندك ربو، أو لو اشتبهت بأنه ظهر حديثًا لديك.
بناء على ذلك قد يعمد الطبيب إلى إضافة علاجات إضافية لمرض الربو، تساعد معالجة الارتجاع المريئي وضبطه على تقليل ضيق التنفس.
نمط الحياة وتعديلات النظام الغذائي
تحمل التعديلات على نمط الحياة والنظام الغذائي تأثيرًا بالغ الأهمية على مرضى الارتجاع المريئي.
بالتالي يمكن لمريض الارتجاع المريئي أو حموضة المعدة أن يستفيد من تلك الإجراءات :
- تجنب المأكولات والمشروبات التي تثير الارتجاع المريئي (الأطعمة الدسمة والمقلية والمبهرة، والقهوة، والمشروبات الغازية).
- تناول وجبات أصغر حجمًا، وخاصة في المساء.
- عدم تناول الطعام في آخر ثلاث ساعات قبل النوم.
- رفع الرأس عند النوم على مخدة عالية لست إلى ثمان ساعات، بالإضافة إلى النوم على الجانب الأيسر.
- تخفيف وزن الجسم لو كنت تعاني من زيادة الوزن.
- الإمتناع عن التدخين.
المعالجة الدوائية
تساعد الأدوية التي يصفها الطبيب أو التي يمكن شراؤها دون وصفة طبية على علاج الارتجاع المريئي.
وتتضمن تلك الأدوية ما يلي:
- مضادات الحموضة، والتي تعمل على تعديل حموضة المعدة.
- حاصرات مستقبلات H2 مثل الفاموتيدين، والتي تقلل من إنتاج أحماض المعدة.
- مثبطات مضخة البروتون مثل الأوميبرازول والإيسوميبرازول والبانتوبرازول، والتي تقلل أيضًا إنتاج حموض المعدة.
علاوة على ذلك، يجب عليك لو كنت تتناول مضادات الحموضة كثيرًا، أو لأكثر من أسبوعين، أن تراجع طبيبك ليرى فيما لو كنت مصابًا بالارتجاع المريئي.
علاجات منزلية للارتجاع المريئي وضيق التنفس
عندما تضبط حالة الارتجاع المريئي عندك فسوف يتبع ذلك تراجع في الأعراض التنفسية التي قد تصيبك.
في الواقع وبينما تشكل الأدوية العلاجات الأكثر شيوعًا لتدبير الارتجاع المريئي، فإن هناك العديد من العلاجات المنزلية التي تساعدك على التخفيف من حدوث ارتجاع المريء.
واظب على أن يكون وزنك مثاليًا
صحيح أن حموضة فم المعدة قد تصيب أي شخص، إلا أن الشواهد تشير إلى أن الارتجاع المريئي يصيب البدينين وزائدي الوزن بمعدل أكبر.
حيث يضع الوزن الزائد (خصوصًا منطقة البطن) ضغطًا على المعدة.
عليك التكلم مع طبيبك والذي سوف يساعدك على ضبط وزنك ووضع نظام غذائي صحي.
اعلم أي الأطعمة ينبغي عليك أن تتجنبها
يوجد بعض المأكولات و المشروبات الي يعرف عنها بأنها تزيد فرصة حدوث ارتداد حموض المعدة.
حيث يمكنك مثلًا أن تحاول تجنب هذه المأكولات:
- صلصة الطماطم ومشتقات الطماطم الأخرى.
- المأكولات عالية الدسم، مثل المأكولات السريعة والأطعمة الدسمة.
- الأطعمة المقلية.
- عصائر الفواكه الحمضية، مثل الليمون والبرتقال واليوسفي أفندي.
- المشروبات الغازية.
- القهوة.
- الشوكلاتة.
- الثوم.
- البصل.
- النعناع.
- الكحول.
تناول كميات أقل من الطعام، وكل ببطء
يساعدك تناول كميات أقل من الطعام على تقليل الضغط الواقع على البطن، وهذا يقلل ارتداد حموضة المعدة للأعلى ويساعدك على ضبط وزتك.
وتجنب الاستلقاء بعد الأكل مباشرة، فهذا يثير حرقة فم المعدة لديك.
علاوة على أن الجمعية الأمريكية للأمراض الباطنة توصي برفع الرأس عاليًا على مخدة عالية عند النوم لتحمي نفسك من الارتجاع المريئي.
ابحث عن الأطعمة التي تفيدك
لا يوجد هناك طعام سحري يمكنه أن يعالج الارتجاع المريئي، ولكن علاوة على تجنب الأطعمة التي تثير الارتجاع المريئي، هناك نظام غذائي سوف يفيدك أيضًا.
توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأسرة بتناول وجبات عالية البروتين ومنخفضة الدسم.
حيث أن تقليل الدسم يفيد في تخفيف الأعراض عندك، ويساعدك تناول البروتينات والألياف على الإحساس بالشبع وضبط وزنك.
كما يمكنك إدخال بعض الأطعمة التي شعرت بانها تخفف أعراضك إلى وجباتك المعتادة.
علاوة على أن مضغ علكة بدون نعناع بين الوجبات يفيد في إفراز اللعاب وهذا يقلل احتمال إصابتك بالارتجاع.
جرب بعض العلاجات العشبية
تفيد الأعشاب التالية في علاج الارتجاع المريئي:
- البابونج.
- العرق سوس.
- المارشملو.
- زلق الدردار.
يمكنك استخدام تلك الاعشاب بحالتها الطازجة أو على شكل شاي.
إلا أن عليك أن تتكلم مع طبيبك قبل تناول تلك الأعشاب، وخاصة لو كنت تتناول أدوية لعلاج أمراض أخرى.
تجنب ارتداء ألبسة ضيقة
حتى لو كنت تشعر بالرغبة في ارتداء الملابس التي تهواها، لكن عليك أن تعرف بأن الألبسة الضيقة على جسمك تحرض أعراض الارتجاع المريئي.
في الواقع تزيد الملابس الضيقة كثيرَا على جسمك عدد مرات إصابتك بنوبات حموضة فم المعدة. لاسيما ارتداء ملابس ضيقة الخصر أو عند شد الحزام على الجسم.
لذلك يجب عليك لو أصبت بأعراض الارتجاع المريئي أن تلبس ثياب فضفاضة.
جرب تقنيات الاسترخاء
الارتجاع المريئي بحد ذاته قد يلقي ضغطًا كبيرا عليك ويشعرك بالتوتر.
وبما أن عضلات المريء تلعب دورًا كبيرًا في إبقاء حموض المعدة في مكانها ومنعها من الصعود، فسوف تساعدك تقنيات الاسترخاء على تهدئة كل من عضلاتك وذهنك.
في الحقيقة لليوغا منافع كبيرة من أجل المحافظة على صفاء العقل.
كما يمكنك أن تجرب التنفس العميق والتأمل لمدة بضع دقائق عدة مرات في اليوم من أجل تقليل التوتر عندك.
اقلع عن التدخين
سوف يفيدك الإقلاع عن التدخين لو كنت مدخنًا ومصابًا بالارتجاع المريئي وضيق التنفس.
حيث يؤذي الدخان المعصرة العضلية الموجودة في أسفل المريء، وهي المعصرة المسئولة عن منع ارتداد أحماض المعدة باتجاه الفم.
ولذلك قد تعاني من أعراض الارتجاع المريئي وضيق التنفس بعد أن تضعف المعصرة المريئية السفلية بسبب التدخين.