علاج إنفلونزا الصيف
على الرغم من موسمية فيروس الإنفلونزا، فإن الكثيرين يعانون من أعراض وعلامات شبيهة للإنفلونزا خلال فصل الصيف، وعلى الرغم من أنه تم رصد فيروس الإنفلونزا في كل الأشهر على مدار العام، فإن هذه الأعراض قد لا تكون ناجمة عن إصابة بفيروس الإنفلونزا. فكيف يمكن علاج إنفلونزا الصيف وما طرق الوقاية من حدوثها؟
الإنفلونزا هو إلتهاب فيروسي معد بشدة يسببه فيروس الإنفلونزا، هذا الفيروس يسبب جائحات موسمية من الأمراض التنفسية التي تحدث في شهور الخريف والشتاء من كل عام.
متى يكون موسم الإنفلونزا؟
موسم الإنفلونزا هو عندما يكون نشاط الإنفلونزا في إعلى مستوياته، إذ يزداد حدوث الإصابات بهذا الفيروس عادة في شهر أكتوبر ليصل إلى أعلى مستوياته في أشهر الشتاء ديسمبر، يناير وفبراير.
ويعتقد أن الطبيعة الموسمية لفيروس الإنفلونزا تعود للطقس البارد والجاف خلال أشهر الشتاء، حيث أكدت الدراسات هذه النظرية بإن فيروس الإنفلونزا ينتقل بفعالية أكبر بين الحيوانات في الطقس منخفض درجة الحرارة ومعتدل الرطوبة.
كيف ينتشر فيروس الإنفلونزا؟
ينتشر فيروس الإنفلونزا عندما يتحدث المصاب أو يسعل أو يعطس فإن قطرات صغيرة تكون حاوية على العوامل الممرضة المنتقلة في الهواء قد يستنشقها شخص آخر قريب عبر الأنف ، يمكن أن تنتقل العدوى أيضا بمصافحة اليد أو استخدام أي أدوات ملوثة بمفرزات الأنف أو الحنجرة الحاوية على الفيروس.
ماهي أعراض وعلامات الإنفلونزا؟
عندما تصاب بالإنفلونزا تظهر الأعراض عادة بشكل مفاجئ، وقد تتضمن:
- الترفع الحروري المفاجئ
- القشعريرة والبرد
- السعال أو العطاس
- صداع الرأس
- آلام الجسد والعضلات
- الوهن العام
- السيلان الأنفي وإنسداد الأنف
- احتقان الحلق
معظم هذه الأعراض تتراجع خلال أسبوع، فيما قد يستمر السعال والوهن العام لفترة أطول من باقي الأعراض، والأنفلونزا بشكل عام أخطر من الزكام الشائع لما قد تسببه من إختلاطات مثل ذات الرئة وإختلاطات أخرى خطيرة قد تصل للوفاة عند ضعيفي المناعة.
أعراض الإنفلونزا هي أيضا أعراض شائعة لأمراض أخرى، فإذا عانيت من أعراض مشابهة خلال أشهر السنة الدافئة فقد تكون ناجمة عن مرض أخر وليس الأنفلونزا مثل :
- الزكام الشائع
- إلتهاب المعدة والأمعاء
- داء لايم
- ذات الرئة
- إلتهاب القصبات
- التسمم الغذائي
متى يتوجب عليك استشارة الطبيب؟
يجب أن تراجع طبيبك بأسرع وقت عندما تعاني من أعراض الإنفلونزا المذكورة سابقا مترافقة بأحد الأعراض التالية :
- درجة حرارة مقاسة أعلى من 40c°
- سعال مع البلغم الأصفر أوالأخضر
- دوار أو غياب عن الوعي
- زلة تنفسية
- ألم صدري خاصة مع حركات التنفس
- إقياء متكرر
- طفح جلدي منتشر
- في حال وجود مرض رئوي أو كبدي مرافق أو داء سكري عند المصاب
كيف يمكن تشخيص الإصابة بالإنفلونزا؟
ليس كل المرضى مع أعراض الإنفلونزا يجب تحري وجود الفيروس لديهم، يمكن أن نصل إلى التشخيص عبر قصة المريض والأعراض السريرية الموجودة والفحص السريري (خاصة في المواسم الشائعة لفيروس الإنفلونزا)، ويمكن أن نؤكد التشخيص عبر فحص المخاط المخبري والمفرازات في مؤخر الأنف والحلق.
كم من الوقت تستغرق فترة حضانة فيروس الإنفلونزا؟
فترة حضانة فيروس الإنفلونزا هي الفترة بين دخول الفيروس إلى الجسم – أي منذ بداية الإصابة – حتى ظهور أول الأعراض.
وتستغرق هذه الفترة عادة معدل اليومين (بين اليوم الواحد والأربعة أيام).
كم من الوقت تستغرق فترة عدوى فيروس الإنفلونزا ؟
فترة عدوى فيروس الإنفلونزا هي الفترة التي يمكن لمريض الإنفلونزا أن يعدي غيره بهذا الفيروس.
وهي تمتد تقريبا منذ يوم واحد قبل ظهور الأعراض إلى سبعة أيام بعد ظهور الأعراض، وقد تصبح إمكانية العدوى ضئيلة جدا بعد مرور خمسة أيام، لكن بوجود الأطفال أو مضعفي المناعة في الجوار فإن العدوى ممكنة وبنسب مرتفعة.
ماهي طرق علاج إنفلونزا الصيف؟
لا يوجد علاج نوعي لإنفلونزا الصيف، فهو مرض محدد لذاته عادة، لكن يمكن الحد من الأعراض المرافقة له وذلك بإتباع الخطوات التالية:
أولاً: البقاء في المنزل وأخذ قسط واف من الراحة:
الراحة أمر أساسي من أجل علاج إنفلونزا الصيف . حتى تسيطر على إصابتك بالإنفلونزا، منذ اليوم الأول لظهور أعراض المرض عليك، إتصل بمدرستك أو مكان عملك وإحصل على إجازة لعدة أيام، أنت مريض وتشعر بالإرهاق، أعط لجسمك حقه في الراحة، إستلق وإقضي وقتك في القراء ومشاهدة التلفاز وإحصل على قدر كاف من النوم حتى تسمح لجسمك بمقاومة فيروس الإنفلونزا.
ثانياً: شرب قدر كافي من السوائل وحماية الجسم من التجفاف:
احرص على شرب كمية وافية من السوائل، ليس بالضرورة أن يكون الماء حصرا، بل يمكنك اللجوء إلى العصائر الطازجة وحساء الدجاج، وذلك يساعد أيضا في الحفاظ على تروية كافية لجهازك التنفسي، مما يساعده على تحويل المفرزات السميكة اللزجة في القصبات الهوائية إلى مخاط سائل قليل اللزوجة تستطيع إخراجه بالسعال، وذلك أفضل من بقائه في الرئتين وتسببه بإلتهاب القصبات.
ثالثاً: معالجة الألم وإرتفاع الحرارة المرافق:
هل تعاني من إرتفاع حرارة جسمك؟ نعم فإن جسمك يلجأ لرفع درجة حرارته لمحاربة فيروس الإنفلونزا.
عالجه مع الألم المرافق وذلك باللجوء لخافضات الحرارة والمسكنات المتوفرة مثل الأسيتامينوفين (الباراسيتامول) ، الإيبوبروفين أو النابروكسين، إسأل طبيبك عن الدواء المناسب لك.
لا تعطي الأسبرين لمن هم دون سن التاسعة عشر، وذلك لإرتباطه بما يسمى متلازمة راي (وهو مرض خطير قد يسبب أذية كبدية أو دماغية).
رابعاً: معالجة السعال المرافق للإنفلونزا:
يمكنك اللجوء لبعض الأدوية التي لا تحتاج لوصفة طبية للتخفيف من سعالك الجاف، مثل بعض المقشعات ومذيبات البلغم، والتي تساعد على إذابة المفرزات اللزجة المتراكمة في القصبات الهوائية مما يسهل إخراجها بالسعال، وإحذر أن تعطي هذه الأدوية للأطفال ممن هم دون سن الرابعة.
خامساً: إستخدم الأبخرة والمرطبات :
الأبخرة والمرطبات لا تستخدم بشكل نوعي في علاج إنفلونزا الصيف ، ولكنها تساعد في التخفيف من الأعراض المزعجة، مثل السيلان الأنفي، إنسداد الأنف وسوء التنفس الأنفي، احتقان الحلق والبلعوم و السعال المنتج المرافق للإنفلونزا.
يمكنك إستخدام القطرات والبخاخات الأنفية الحاوية على الماء المالح، والمتوفرة في الصيدليات، وهي فعالة وآمنة كليا حتى على الأطفال، طبقها عبر فتحة الأنف ثم أخرج المفرازات المخاطية المتجمعة في جوف الأنف، وكرر ذلك حتى تتخلص من الإنسداد في الأنف ويعود تنفسك لوضعه الطبيعي.
سادساً: متى نلجأ لإستخدام الأدوية المضادة للفيروسات؟
نبدأ بإستخدام الأدوية المضادة للفيروسات منذ اليوم الأول لبدء أعرض الإنفلونزا، فهي تساعد على تخفيف وتقصير مدة الإصابة بالإنفلونزا، وبشكل خاص ممن يعانون من الداء السكري، أمراض القلب أو فيروس نقص المناعة المكتسب (الإيدز)، فهم الأكثر عرضة بين المصابين لتطور الإختلاطات التي قد تكون مميتة أحيانا.
ينصح بإستخدام الأوسيلتاميفير (تاميفلو) ، بيراميفير (رابيفاب) أو الزاناميفير (ريلينزا) ، وهذه الأدوية تكون فعالة جدا إذا ما استخدمت خلال الثمانية والأربعين ساعة الأولى من بدء ظهور الأعراض، فهي قادرة على إيقاف فيروس الإنفلونزا وتعطى لمدة خمسة أيام فقط، وهي يمكن أن تساعد في الوقاية من الإصابة بالفيروس عند المرضى المعرضين للإصابة.
سابعاً: الأدوية المضادة للإحتقان ومضادات الهيستامين :
الأدوية المضادة للإحتقان تأتي على شكل بخاخات أنفية أو حبوب فموية، وهي تعمل على تقليل الإحتقان في مجرى التنفس الأنفي، ولا تستخدم لأكثر من خمسة أيام لما قد تسببه من أعراض معاكسة.
أما إذا كنت تعاني من سيلان أنفي رائق أمامي أو خلفي، مترافق مع عطاس متكرر وحكة ودماع عيني فإن خيارك الأفضل هو الأدوية المضادة للهيستامين، مما لها من أثر واضح على هذه الأعراض.
ثامناً: الأدوية المضادة للالتهاب الجرثومي:
ليس لها فائدة في علاج إنفلونزا الصيف ، إلا في حال تطور إلتهاب جرثومي ثانوي، وبعد إستشارة طبيبك في ذلك.
ما هي طرق الوقاية من حدوث إنفلونزا الصيف؟
- عزل المصابين بالفيروس عن التجمعات مثل المدارس وأماكن العمل حتى لا يكونوا مصدراً لإنتشار العدوى.
- غسل الأيدي جيدا خاصة عند مصافحة من تظهر عليه أعراض الإنفلونزا.
- تغطية الأنف والفم عند السعال أو العطاس ويفضل وضع كمامة طبية.
- لقاح الإنفلونزا : فهو يساعد على الحد من الإصابة الشديدة بالإنفلونزا، وهو يعطى سنويا لما لفيروس الإنفلونزا من قدرة على تغيير شكله باستمرار، ويوجد منه لقاح شرجي للأطفال بعمر الستة أشهر أو أكثر.