سرطان المريء Esophageal Cancer

المريء هو أنبوب عضلي يمتد من الرقبة إلى البطن ويربط بين الفم والمعدة. ينجم السرطان أو الورم الخبيث عن نمو جنوني لخلايا تقع في منطقة معينة من الجسم.

ومن الممكن أن يتكون السرطان من أي نوع من الخلايا، ويمكن أن تتألف من أنواع متعددة من الخلايا. تعتبر بطانة المريء المنطقة الأكثر شيوعاً التي يبدأ بها سرطان المريء.

ويُبطن معظم طول المريء بخلايا حرشفية، والتي، اذا تنكست إلى ورم خبيث، تتحول إلى نوع من السرطان يسمى سرطان الخلايا الحرشفية. بينما يُبطن الجزء السفلى من المريء والمنطقة التي يرتبط بها المريء مع المعدة بخلايا عمودية والتي قد تتحول إلى ورم خبيث يسمى السرطانة الغدية (adenocarcinamas).

ما مدى شيوع سرطان المريء ؟

لا يعتبر سرطان المريء شائعاً تقريباً كشيوع سرطان الثدي، والرئة، والبروستات والقولون. وقدرت جمعية السرطان الأمريكية أن أكثر من 18000 أمريكي سيشخصون كمرضى سرطان مريء عام 2014، وأكثر من 15000 شخصاً سيموتون من المرض.

ما أسباب سرطان المريء ؟

طبيب ع سرطان 6

تختلف أسباب سرطان المريء في الولايات المتحدة اعتماداً على نوع السرطان الذي يجري النظر فيه. وتشمل عوامل الخطورة لسرطان الخلايا الحرشفية تدخين التبغ وتعاطي الكحول. كما أن الأشخاص المصابين بعدوى فيروس الورم الحليمي البشري human papilloma virus هم تحت خطر متزايد للإصابة بالمرض. والمصابين بتعذر الارتخاء achalasia (مرض مريئي حميد)، والتندب المزمن للمريء نتيجة إصابة سابقة، أو الثفان (وهو مرض جيني نادر) يكونون أكثر تأهباً للإصابة بسرطان المريء.

لا نعرف عوامل الخطورة الإصابة بسرطانة غدية في المريء تماماً. إلا أن الأشخاص المصابين بمريء بارت Barrett’s esophagus (وهو وجود بطانة غير عادية في الجزء السفلي من المريء تتعلق بمشاكل ارتداد الحمض) ذو درجة خطورة عالية للإصابة بالسرطان، كما هو حال الأشخاص الذين يعانون من مشاكل ارتداد الحمض الموجودة منذ حين.

من الذي يصاب بسرطان المريء ؟

معظم الأشخاص الذين ينشأ لديهم سرطان المريء هم في الخمسينيات إلى السبعينيات من العمر. ينشأ سرطان الخلايا الحرشفية في الولايات المتحدة غالباً لدى الرجال أكثر من نشأته لدى النساء، وهو أكثر شيوعاً بين الأمريكيين من أصل أفريقي من بين القوقازيين. ويحدث هذا على الأرجح بسبب وجود عوامل الخطورة المحددة في هذه الفئة أكثر من أي عوامل متزايدة خاصة بالعرق. يعتبر سرطان الخلايا الحرشفية شائعاً بين الرجال أكثر من النساء ويحدث على الأكثر عند القوقازيين أكثر من الأقليات.

اقرأ أيضا:  فيتامين D يطيل العمر ويقي من الإصابة بالسرطانات والشعور بالكآبة

ما هي أعراض سرطان المريء ؟

أعراض سرطان المريء الأكثر شيوعاً هي صعوبة البلع، أو التصاق الطعام قبل أن يصل إلى المعدة. وهذه هي مشكله متفاقمة عادة والتي تبدأ أولاً عندما يتم بلع قطعة كبيرة من الطعام غير الممضوغ جيداً، لكنها قد تتفاقم لنقطة تعيق مرور السائل للأسفل بسهولة.

قد يسب سرطان المريء فقداناً للوزن، آلام مع البلع، ارتداد الطعام غير المهضوم، ونزيف يتجلى بتقيؤ الدم أو مرور دم قديم مع حركة النبرز.

كيف يعرف المريض أنه مصاب بسرطان المريء ؟

يجب أن يحفز ظهور الأعراض الرئيسية وهي صعوبة البلع وفقدان الوزن على زيارة الطبيب. لا توجد طريقة بسيطة لتحديد ما إذا كان الشخص مصاباً بسرطان المريء.

وتكون الاختبارات ضرورية في العادة لتحديد ما إذا كان هناك نمو (ورم) في المريء والذي يخلق مشكلة مع البلع. وإذا تم التعرف على هكذا مشكلة فستكون الخزعة ضرورية لتأكيد التشخيص.

ما هو التقييم الملائم لتشخيص سرطان المريء ؟

من المناسب اجراء عدة اختبارات للشخص المتوقع إصابته بسرطان المريء. يعتبر التنظير الداخلي endoscopy الخطوة الأولى في التقييم. وهو اختبار يتم في العيادات الخارجية تحت التخدير ويتم من خلاله تمرير منظار مرن من خلال الفم وينزل من المريء إلى المعدة.

يعتبر التنظير الداخلي endoscopy الخطوة الأولى لتقييم سرطان المرىء

ويسمح الفحص للطبيب برؤية بطانة المريء مباشرة وأخذ عينة صغيرة من الأنسجة من المناطق التي تبدو مشبوهة أو مشكوكاً فيها. وتفحص الإنسجة تحت المجهر لتحديد ما إذا كان السرطان موجوداً.

تشمل الاختبارات الشائعة الأخرى أشعة سينية للمريء والمعدة تجرى أثناء بلع سائل والذي سيظهر على الأشعة السينية ويعطي الطبيب صورة حول بطانة المريء. سيخضع المرضى الآخرين لتصوير مقطعي محوسب (CT SCAN) للصدر والبطن للحصول على صورة للرئة والكبد والأعضاء الأخرى التي تحيط بالمريء.

كيف يتم تقسيم سرطان المريء إلى مراحل ؟

إذا تم تشخيص سرطان المريء، يقوم الطبيب بتحديد مرحلة السرطان staging ، لتحديد ما مدى تطور السرطان وإذا ما كان قد انتشر، واعتماداً على نوع السرطان تجري اختبارات محددة لكل مرحلة تهدف للاستقصاء عن أكثر المناطق شيوعاً لانتشار ذلك السرطان. بالنسبة لسرطان المريء تعتبر الغدد اللمفاوية (أو العقد اللمفاوية) هي المناطق الأكثر شيوعاً للانتشار، وكذلك الرئتين، والكبد، والغدد الكظرية، والكليتين، والعظام وبطانة الصدر والبطن.

إجراء تصوير مقطعي محوسب (CT SCAN) للصدر والبطن مفيد لتقييم انتشار سرطان المريء إلى الرئتين، والكبد، والغدد الكظرية، إلا أنه ليس جيدأ كثيراً للنظر في انتشار السرطان الشائع إلى العقد اللمفاوية.

اقرأ أيضا:  مكتشف علاج السرطان بالخميرة: أبحاثي مهددة بالتوقف لعدم وجود تمويل

ويتم تقييم الورم الرئيسي والعقد اللمفاوية أحياناً باستخدام تخطيط الصدى بالمنظار الداخلي. أو اجراء EUS وهو اختبار بالمنظار الداخلي يستخدم به تليسكوب خاص يصدر الأمواج فوق الصوتية والتي يمكن أن تمنح صورة للورم وللعقد اللمفاوية المحيطة به.

كما يتم اجراء مسح للعظام أحياناً لتحديد ما إذا كان السرطان قد انتشر للعظام.
الاختبار المرحلي الآخر المفيد هو التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET)، والذي يقيس مستوى النشاط الأيضي في مواقع السرطان الممكنة.

كيف يتم علاج سرطان المريء ؟

يعتمد علاج سرطان المرىء في جزء منه على المرحلة التي يتم تشخيصه بها. وتشمل الاعتبارات الأخرى الحالة العامة للمريض والأعراض المحددة التي يعاني منها.

تشخص معظم حالات سرطان المريء في المرحلة الأخيرة نسبياً لأن أعراض صعوبة البلع وفقدان الوزن لا تبدأ إلا بعد عدة شهور من بدء سرطان المريء.

وفيما يتعلق بالمرضى الذين لم ينتشر لديهم السرطان ولديهم قالبية شفاء بشكل قوي، فسيتم إجراءعملية جراحية لإزالة أغلبية المريء وهو الشكل الرئيسي للعلاج. وكذلك قد يتلقى العديد من المرضى العلاج الكيميائي (علاج داخل الوريد) وعلاج إشعاعي (علاج بالأشعة السينية) بعد العملية الجراحية على الرغم من قلة المعلومات لإثبات أن هذه العلاجات الإضافية هي مفيدة.

العديد من مراكز السرطان تتقصى عن مدى فائدة اعطاء العلاج الكيميائي أو المزج بين العلاج الكيميائي والاشعاعي قبل العمل الجراحي للمرضى القابلين بقوة للشفاء.

يعتبر المزج بين العلاج الكيميائي والاشعاعي هو العلاج الأكثر شيوعاً للمرضى الذين وجد لديهم انتشار للسرطان إلى أعضاءً أخرى أو الذين، لأسباب أخرى، لايستطيعون اجراء عملية جراحية.

وبما أن صعوبات البلع لا تشفى عادة في الحال بهذه العلاجات الممزوجة، فهناك وسائل أخرى متوفرة لتعزيز عملية البلع. وهذه تشمل تمديد المريء، وحرق أو صهر الورم باستخدام العلاج بالليزر، أو وضع أنبوب مرن (أو شبكة) داخل المريء للحفاظ على عملية مرور البلع.

ما انذار مرض سرطان المريء ؟

إن امكانية الشفاء من السرطان تعتمد بجزء كبير على مرحلة السرطان التي يتم اكتشافه بها. من 80%-90% من المرضى المصابين بالمرحلة الأولى من سرطان المريء يمكن توقع أن يعيشوا فترة خمس سنوات خالية من السرطان بعد العلاج. على أي حال، بما أن سرطان المريء النموذجي يكتشف نسبياً في مراحله الأخيرة، فإن المعدل الكلي للشفاء في سرطان المريء يعتبر مخيباً للآمال.

بواسطة
إعداد: د. أيمن الشافعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *