سرطان الدم عند الأطفال …الأسباب المجهولة والشفاء

أنواعه
أولا: سرطان الدم الأبيض الحاد ويشكل 80% من الحالات وينقسم بدوره إلى قسمين:
سرطان لمفاوي ويشكل 80% من الحالات، وغير لمفاوي ويشكل 20% من الحالات.
ومازالت أعراض هذا السرطان الحاد بنوعيه غير محددة ولكن الطفل يشعر بالتعب والإرهاق والخمول وقد يصاب بحرارة يصاحبها نزيف في اللثة أو ظهور بقع زرقاء على أنحاء الجسم
وأحيانا ترافقها آلام في المفاصل والعظام ، مع تورم للغد اللمفاوية والطحال والكبد ولأن هذه الأعراض مشتركة لكثير من الأمراض، فيجب مراجعة الطبيب فور حدوث هذه الأعراض فهو الفيصل في تشخيص سرطان الدم الأبيض الحاد .

ثانيا: سرطان الدم الأبيض المزمن ويشكل 20% من الحالات
ويتم تشخيص سرطان الدم الأبيض من خلال أولا: الفحص السريري من قبل الطبيب المختص، وتحليل كامل لكريات الدم .
يتكون الدم من : الكريات البيضاء ووظيفتها مكافحة الجراثيم، والكريات الحمراء ووظيفتها نقل الأكسجين والغذاء إلى خلايا الجسم ، والصفائح الدموية التي تساعد في إيقاف النزيف.
وفي حالة سرطان الدم الأبيض يحدث لهذه الكريات مايلي :
1-الكريات البيضاء: (هي التي تصاب بالمرض) في أغلب الأوقات يحدث ارتفاع في عدد هذه الخلايا. ولكنها تكون منخفضة في أوقات أخرى ولكن نوعيتها تدل على أنها خلايا سرطانية.
2-كريات الدم الحمراء: في معظم الحالات يكون هناك انخفاض في هيموجلوبين الدم (خضاب الدم) لذلك يبدو الطفل شاحب اللون ويشعر بالإرهاق والتعب.
3-الصفائح الدموية: في العادة تكون منخفضة عند الإصابة بسرطان الدم الأبيض لذلك يعاني المريض من نزف اللثة وظهور بقع زرقاء تحت الجلد
وحدوث هذه التغيرات على هذه الخلايا لايدل حتما على وجود سرطان الدم لأن هناك عدة أسباب أخرى (حميدة) لهبوط هذه الخلايا.
ثانيا: عمل بزل في نخاع العظم
مكان تصنيع كريات الدم هو نخاع العظم وهو تجويف داخل العظام الذي نسميه عادة بمخ العظام ( نخاع العظام) لذلك لابد من عمل بزل نخاع العظم لتشخيص سرطان الدم الأبيض وعادة مايكون ذلك تحت تخدير موضعي ويتم هذا البزل في عظام الحوض .
ثالثا : عمل بزل للسائل الشوكي
السائل الشوكي خلقه الله لحماية الدماغ والحبل الشوكي من تأثيرات الحوادث وفي 5% من حالات السرطان الدم الأبيض يكون المرض قد وصل للدماغ لذلك يعمل بزل السائل الشوكي لمعرفة مدى انتشار المرض وكذلك لإعطاء علاج حماية للدماغ عن طريق بزل السائل الشوكي

العـــــــــــــــــــــلاج
سرطان الدم الأبيض يعني زيادة في أعداد الخلايا الخبيثة التي تعيش وتتكاثر بسرعة فائقة وعمرها أطول من الخلايا الطبيعية مما يجعلها تؤثر على الخلايا الأخرى الحمراء والصفائح الدموية لذا يعطى المريض علاجا كيميائيا ليقضي على هذه الخلايا الخبيثة، حتى تتمكن الخلايا الطبيعية من العيش والاستمرار في عملها المعتاد. وتكون مراحل العلاج كما يلي:
1-المرحلة الأولى التطهيرية من الخلايا الخبيثة: مدة هذه المرحلة 28 يوما في نهايتها يعمل بزل آخر في نخاع العظم لمعرفة مدى اختفاء المرض.
2-المرحلة المكثفة : وهي إعطاء أدوية مختلفة للتأكد من اختفاء المرض.
3-المرحلة الوقائية: وهي مرحلة مهمة ليثبت اختفاء المرض حيث يعطى المريض أدوية يومية وأسبوعية وشهرية لمدة سنتين إلى ثلاث سنوات
4-مراحل منشطة : أثناء المرحلة الوقائية يعطى المريض جرعات منشطة من فترة إلى أخرى للتأكد من اختفاء المرض أو عدم رجوعه .

مضاعـفـــات العـــــــلاج
لايوجد علاج بدون مضاعفات ولكن في معظم الأحيان تكون هذه المضاعفات مقبولة وتتلخص مضاعفات الأدوية الكيميائية فيما يلي:
1-تأثير على خلايا النخاع نفسها لذلك يصاب المريض بالحرارة ويحتاج للعلاج بالمضادات الحيوية (مضادات الجراثيم والفطريات) وبعض أنواع الفيروسات. وقد يحتاج المريض أثناء العلاج لنقل الدم أو الصفائح الدموية.
2-يؤدي استعمال الأدوية الكيميائية إلى تساقط الشعر وتغيرات وقتية في الجلد ولكن بعد تخفيف العلاج يعود الشعر لطبيعتة.
3-بعض الأدوية لها تأثير على القلب والرئتين لذلك لابد من عمل صور(أشعة) للقلب والرئتين أثناء تعاطي العلاج
4-يصاحب العلاج الكيميائي حدوث تقرحات في الفم والأمعاء مما يؤدي في بعض الأحيان إلى صعوبة الأكل أو الإسهال أو الإمساك وهذه المضاعفات تعالج بأخذ أدوية موضعية.
5-بعض الأدوية الكيميائية تسبب عدم القدرة على الإنجاب عند الرجال في المستقبل ولكن مع تقدم الطب يمكن التغلب على هذه المشكلة بإذن الله مستقبلا
المرض والشفاء من عند الله سبحانه وتعالى وبتقدم الطب أمكن معالجة 70% من حالات سرطان الدم الأبيض الحاد عند الأطفال بعد إذن الله وبعد مضي 5سنوات فإن المريض بإذن الله يعد مشفيا من هذا المرض .
سرطان الدم وزراعة نخاع العظم
نسبة النجاح في علاج سرطان الدم الأبيض اللمفاوي حوالي 70% بالعلاج الكيميائي لذلك لايحبذ زراعة نخاع العظم إلا في حالة عودة المرض خلال سنوات العلاج. أما نسبة نجاح علاج سرطان الدم الأبيض غير اللمفاوي فإنها تتراوح ما بين 30-40% بالعلاج الكيميائي لذلك ينبغي زراعة نخاع العظم من إخوة وأخوات المريض لأن ذلك يرفع نسبة النجاح إلى 60% بعد إذن الله
.. .. .. .. ..
د/ محمد المهر
استشاري سرطانات الدم للأطفال