حقائق حول الاضطراب ثنائي القطب (ذو الاتجاهين)
إعداد: د. يحيى الموسى
إن العديد من المطربين والفنانين والكتاب والعازفين والشخصيات المشهورة يعانون من الاضطراب ثنائي القطب Bipolar Disorder. وقد أظهرت الدراسات على نحو مدهش، أن هناك رابطاً بين الإبداع وحالة الهوس maniac phase في الاضطراب ثنائي القطب. الاضطراب ثنائي القطب هو اضطراب دماغي، يتسم بنوبات من التغيرات الحادة والمفاجئة في المزاج، والتفكير، والسلوك.
يمكن أن يعالج الاضطراب ثنائي القطب، غير أنه لا يشفى بشكل تام، فهو يميل أن يحدث بشكل نوبات متكررة في طبيعة الحال. إلا أن هدف المعالجة هو تدبير المرض والسيطرة عليه، وإنقاص شدة النوبات الاكتئابية والهوسية، وإنقاص تكراريتها للحد الأدنى.
غير أنه هناك عدة اختلافات بين الاكتئاب وثنائية القطب، والذي نعرفه أيضاً باسم الاكتئاب أحادي القطب unipolar depression، لأن مزاج الشخص في الاكتئاب يتأرجح فقط في اتجاه واحد، غالباً للأسفل. بينما يكون الاكتئاب الهوسي ثنائي القطب، أي أن المزاج يتأرجح من الأسفل للأعلى، ويعود مجدداً للوضع الطبيعي.
إن عدداً ملحوظاً من المراهقين الذين يدمنون الكحول والمخدرات يعانون من اضطراب ملحوظ في المزاج مثل الاكتئاب أو الاضطراب ثنائي القطب. ودون إدراك ذلك، ربما يحاولون أن يعالجوا أعراضهم بأنفسهم بأدوية الاكتئاب السريري، أو اضطرابات الاكتئاب الهوسي. بينما لو منحوا استرخاء مؤقتاً، أو قدمنا لهم المساعدة ليشعروا بالثقة والطاقة، فبإمكانهم أن يتخلصوا من الاكتئاب فعلياً.
تبدأ جميع اضطرابات المزاج في الدماغ، ونظراً لأن الدماغ هو أحد أعضاء الجسم، فإن اضطرابات المزاج يكون سببها فيزيائياً أو بيولوجياً. غير أن الاضطراب في المزاج أي العملية الكيميائية المسؤولة عن وظيفة الدماغ الطبيعية تكون معطلة.
كيف لي أن أعرف فيما إذا كان الشخص مصاباً بالاضطراب ثنائي القطب أو فقط يعاني من التوتر؟
تكون الأعراض التي ينبغي مراقبتها بشكل تغيرات متكررة في مزاج الشخص، أو تصرفاته يجعله يبدو مختلفاً عن الحالة الطبيعية.
أعراض الاضطراب ثنائي القطب:
• مزاج مرتفع – سعادة مفرطة، وغير مناسبة.
• هوس العظمة – وهو شعور مفرط بالأهمية.
• تسارع في الكلام والأفكار.
• التحدث بشكل أكثر من المعتاد.
• النزق (حدة الطبع) والعدوانية.
• شرود مفرط.
• نقص الحاجة للنوم.
• سلوك طائش، أو ضعف في المحاكمة العقلية (تهور أو طيش).
• هلوسات وذهان psychosis.
أعراض الاكتئاب:
• نقص السعادة في الحياة.
• الانسحاب (ترك) النشاطات المفضلة.
• الاهتياج وحدة الطبع.
• شعور دائم بالحزن والميل للبكاء.
• النوم بكثرة أو عدم القدرة على النوم.
• عدم القدرة على التركيز.
• التفكير بالموت أو الانتحار.
• الإعياء ونقص الطاقة.
• نقص ملحوظ في الوزن، أو اكتساب الوزن، أو تغيرات في الشهية.
ربما لا يتصرف البالغون المصابون بالاكتئاب كالمعتاد، ويكونون غير قادرين على إخبار الآخرين كم هو مريع وفظيع ذاك الشعور الذي يحسون به. كما أن هنالك العديد من الطرق التي بإمكانك أن تدعم الآخرين الذين يعانون من الاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب من خلالها. فمن الأهمية بمكان، أن تشجعهم على المعالجة، وأن يتبعوا نصائح وتوجيهات الطبيب المعالج.
وغالباً ما يكون احترامهم لذواتهم في حدوده الدنيا، ومن الصعب بالنسبة لهم أن يعتقدوا أنهم لا يعنون شيئاً لأي شخص. وربما يكون ذلك صعباً لأن الناس الذين يعانون من اضطرابات المزاج لا يكون من السهل دوماً أن يحاطوا بالناس، وربما يرفضون حتى أقرب الناس إليهم. ولكن يجب ألا تأخذ ذلك بمنحى شخصي، وإنما هو فقط إشارة لك لتعلم كم هو سيء ذاك الشعور الذين يعانونه.
ومن المهم أيضاً أن تتناول غذاءً متوازناً، غنياً بالفيتامينات والمعادن، مثل الأوميغا 3، والفولات، والفيتامينات B، والتي يمكن أن تؤثراً إيجاباً على المزاج، وعلى صحتك بشكل عام، وأن تحظى بنمط حياة صحي، يتضمن الغذاء والتمارين الرياضية، وعادات نوم جيدة، وذلك لإدارة وضبط الاضطراب ثنائي القطب بشكل أكثر فاعلية.