علاج احمرار العين
إعداد: د. يحيى الموسى
إن مفتاح تدبير احمرار العين هو الوصول لتشخيص صحيح في الوقت والشكل الأنسب. إذ أن الحالات غير المصحوبة بمضاعفات مثل التهاب الجفن، والتهاب الملتحمة، والأجسام الأجنبية، والنزف تحت الملتحمة، يمكن أن تدبّر من قبل طبيب الرعاية الأولية. غير أن الحالات الأخرى المحتملة لاحمرار العين، تتطلب استشارة عينية تخصصية خلال فترة زمنية مناسبة.
كما أن تقرحات القرنية، والتهاب القزحية، والتهاب باطن المقلة، ودخول الأجسام الأجنبية، يجب أن تعاين على الفور. حيث أن كل المرضى الذين يعانون من تغيرات حادة في الرؤية، يتطلبون استشارة فورية. ويجب على طبيب الرعاية الأولية أن يمتنع عن معالجة كل المرضى بالكورتيزونات بدون الحصول أولاً على استشارة مناسبة.
وتجدر الإشارة إلى أن الإحالة إلى أخصائي الطب الباطني أو طبيب الأسرة، يجب أن تجرى كمؤشر لحالات ارتفاع التوتر أو الاستعداد للنزيف.
التدبير الخاص بسبب معين
إن كل أسباب التهاب الملتحمة تعالج بقطرات الصادات الحيوية لتواجه السبب البكتيري، أو لتمنع العدوى البكتيرية الثانوية. أما بالنسبة لالتهاب الملتحمة التحسسي، فيعالج بمضادات الهيستامين الموضعية، والمقبضات الوعائية، بالاقتران مع قطرات الصادات الحيوية.
غير أن التهاب الملتحمة الفيروسي (المحدث بفيروس الهربس)، يستدعي معالحة جهازية بالأسيكلوفير(800 ملغ فموياً، 5 مرات يومياً)، بالإضافة إلى مرهم أسيكلوفير عيني 3%. هذا ويمكن لاحمرار العين الناتج عن التهاب الملتحمة أن يكون معدياً، بيد أن غسل الأيدي جيداً، وتجنب استخدام المناديل الملوثة، يساعد في منع انتشاره للعين الأخرى أو للأشخاص الآخرين.
كما أن لغسل الجفن بالماء والصابون عدة مرات في اليوم دور في تحسن الأعراض في التهاب الأجفان، وقد تكون قطرات الصادات الحيوية ضرورية.
أما بالنسبة لعلاج التهاب ظاهر الصلبة والتهاب الصلبة، فإنه يتطلب إعطاء مضادات التهاب لاستيروئيدية (NSAIDs)، كالديكلوفيناك بجرعة 50 ملغ، 3 مرات يومياً، والإحالة إلى طبيب العيون.
إلا أن الأشخاص الذين يعانون من التهاب القزحية، يجب أن يحالوا فوراً إلى طبيب العيون.حيث تعطى الستيروئيدات الموضعية بداية من قبل طبيب العيون، ويترافق ذلك مع عوامل شالّة للعضلة الهدبية لمنع التصاقات القزحية.
هذا ويستطب في علاج التهاب القرنية، إعطاء القطرات العينية الحاوية على الصادات الحيوية أو الأسيكلوفير، بالاعتماد على السبب، وذلك بالتزامن مع الإحالة إلى طبيب العيون.
كما تجدر الإشارة إلى أن الزرق مسدود الزاوية هو حالة إسعافية، يمكن أن تؤدي إلى العمى، لذا فإن الإسراع بالتقييم والمعالجة من قبل طبيب العيون مضمون. هذا ويمكن إجراء معالجة لكسب الوقت، تتضمن قطرات مقبضة للحدقة (مثل البيلوكاربين 1% أو 2% كل 5 دقائق لمدة ساعة)، أسيتازولاميد (500-1000 ملغ فموياً أو حقن وريدي)، مضادات الإقياء، تسكين الألم، وفي بعض الحالات إعطاء المانيتول تسريباً وريدياً. كما يتم عادة بضع القزحية محيطياً بواسطة الليزر(YAG laser) إذا كان ذلك ضرورياً للشفاء.
وفي حالات النزف تحت الملتحمي، دون وجود قصة لرض، فإنها لا تستدعي أي معالجة. ويمكن أن تستخدم الدموع الاصناعية 4 مرات في اليوم للتهيج الخفيف. كما أن الاستخدام الاختياري لمركبات الأسبرين أو الـ NSAIDs يجب ألا يشجع.
ومع مرور الوقت وتحلل الدم، سيصبح النزيف أخضر أو أصفر، مثل الكدمة، وينتشر حول المقلة، ويظهر ذلك عادة خلال أسبوعين. حيث يجب أن تخبر المرضى بأن عليهم العودة إذا لم يختفي مظهر الكدمة كلياً، أو إذا تكرر النزف.
إن علاج احمرار العين الناتج عن جسم أجنبي في القرنية، أو الملتحمة، يتضمن إزالة الجسم الأجنبي، وإعطاء قطرات صادات حيوية، والمتابعة من قبل طبيب العيون لمراقبة ظهور العدوى. كما أن معالجة احمرار العين الناتج عن متلازمة جفاف العين (DES)، أو التهاب القرنية والملتحمة الجاف (KCS)، يتضمن إعطاء الدموع الاصطناعية، والإحالة إلى طبيب العيون إذا استمرت الأعراض.