بحث علمي: التصدق بالأموال يمنح الأنسان السعادة

وسئل المشاركون في العينة ان يقدموا وصفا لدرجة شعورهم بالسعادة بشكل عام، اضافة الى تقديم معلومات عن مدخولات الاموال التي استطاعوا جنيها خلال السنة، وكذلك الاموال التي انفقوها كل شهر على تسديد فواتير الاجور وعلى الهدايا التي اشتروها لانفسهم ( صنف “الانفاق الشخصي”)، والمبالغ التي انفقوها على شراء هدايا للناس الآخرين او التي وهبوها للجمعيات الخيرية (صنف «الانفاق الموجه نحو المجتمع»).

المال والسعادة
وارتبطت المدخولات الكبيرة وكذلك المستويات الاعلى للانفاق الموجه نحو المجتمع، بدرجات عالية من الشعور بالسعادة، كما اعلن المشاركون (وفي الواقع فان تأثيرهما كان متساويا في محصلة السعادة). الا ان مستويات الانفاق الشخصي لم ترتبط بمشاعر السعادة كما اعلن المشاركون.

وفي الدراسة الثانية قاس الباحثون درجة سعادة 16 من العاملين الاميركيين ومشاعرهم، قبل شهر من حصولهم على مكافأة مالية من الارباح المتقاسمة التي تراوحت مبالغها بين 3000 و 8000 دولار، وبعد 6 الى 8 اسابيع من ذلك. وقد اعلن العاملون الذين انفقوا نسبة كبيرة من مكافآتهم المالية على الآخرين او تصدقوا بها للجمعيات الخيرية، عن شعورهم الاكبر بالسعادة، مقارنة الآخرين الذين انفقوا الجزء الاكبر من مكافآتهم على انفسهم- وذلك بغض النظر عن مبلغ المكافأة المالية التي حصلوا عليها.

تجربة سريرية
وفي الدراسة الثالثة اجرى الباحثون تجربة سريرية عشوائية، اذ سألوا فيها 46 شخصا من المشاركين، تحديد درجة سعادتهم في الصباح. ثم وبعد ذلك استلم كل مشارك مغلفا يحتوي على مبالغ تراوحت بين 5 و 20 دولارا، وطلب منهم انفاق المبالغ بحلول الساعة الخامسة مساء.

وقد طلب الباحثون عشوائيا من نصف المجموعة المشاركة، انفاق المال شخصيا، أي انفاقه على المصاريف الشخصية او اقتناء الهدايا لانفسهم، بينما طلب من النصف الآخر من المجموعة انفاق المال بشكل موجه نحو المجتمع، أي لاقتناء حاجة لشخص آخر او منح المال للجمعيات الخيرية.

اقرأ أيضا:  أحلام اليقظة للخروج من الغيبوبة

وهنا، ومرة اخرى، ظهر ان المشاركين الذين انفقوا اموالهم على الآخرين انتابتهم مشاعر السعادة في نهاية النهار اكثر من الذين انفقوا الاموال على انفسهم. ولم يلعب مبلغ المال المنفق أي دور في ذلك.

وفي الواقع فان الدراسة الاخيرة هذه تعني انه حتى انفاق مبلغ 5 دولارات على شخص آخر، قد يكون كافيا لجعل الناس اكثر سعادة!.

المصدر : masrawy

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *