الكلسترول الثقيل (HDL)
كما أن ثمة جدوى أخرى من ارتفاع نسبة الكوليسترول الثقيل، ألا وهي خفض حدة عمليات التهابات في مناطق تراكم الكوليسترول في داخل جدران الشرايين، وبالتالي تحقيق خفض احتمالات تكوين تجلطات دموية تسد وتُعيق جريان الدم داخل الشرايين. وإذا ما وضعت هذه الأمور الثلاثة في الذهن، اتضحت أهمية عمل أحدنا على معرفة نسبة الكوليسترول الثقيل في جسمه، واهتمامه برفع نسبته. لذا فإن أحد الجوانب التي علينا حقيقة الالتفات الجاد إليها، هي تحقيق ارتفاع نسبة الكوليسترول الثقيل في الدم، لأن رفع نسبة الكوليسترول الثقيل، وبصريح العبارة، حتى من دون النظر إلى مستوى الكوليسترول الخفيف، يُقلل من احتمالات الإصابة بأمراض الشرايين، فما بالك بحجم الفائدة الصحية التي ستجنيها شرايينك لو نجحت في رفع الكوليسترول الثقيل ونجحت أيضاً في خفض الكوليسترول الخفيف. وطبيبك كان مُحقاً جداً في اعتماد نُصحك بممارسة الرياضة البدنية اليومية وبالعمل الجاد على خفض وزن الجسم، لأن من الثابت علمياً أن خفض وزن الجسم وسيلة لرفع مستوى الكوليسترول الثقيل، وأن ممارسة الرياضة من نوع تمارين «إيروبيك» الهوائية، هي الأخرى وسيلة مفيدة لرفع الكوليسترول الثقيل.
ودعيني أوضح لك فائدة ما قاله طبيبك. ان ممارسة الرياضة من نوع «إيروبيك» ترفع بمقدار 10% من نسبة الكوليسترول الثقيل، وكلما تفقدين حوالي 3 كيلوغرامات من وزن الجسم، ارتفع الكوليسترول الثقيل بمقدار 1 ملغم. وثمة وسائل أخرى مفيدة أيضاً، مثل الامتناع عن التدخين، وهو الذي سيؤدي إلى رفع نسبة الكوليسترول الثقيل بمقدار 20%.
وكذا الحال عند الحرص على تناول الدهون الصحية غير المشبعة، التي تتوفر في الزيوت النباتية الطبية والمكسرات. مع الابتعاد عن تناول الشحوم الحيوانية المحتوية على الدهون المشبعة، والابتعاد عن تناول الدهون المتحولة، المتوفرة في الزيوت النباتية الصناعية المُهدرجة. والاهتمام بتناول الحبوب الكاملة، كما في الخبز الأسمر، عوضاً عن تناول الخبز الأبيض.
وهناك بعض الأدوية، مثل «نياسين» الذي يرفع نسبة الكوليسترول الثقيل، لكن الأطباء لا يلجأون إليه إلا عند فشل كل تلك الوسائل غير الدوائية في تحقيق المُراد الصحي في نسبة الكوليسترول الثقيل.
د. ياسر متولى