القلق علاجه ضرورة لصحة البدن
ولكنه يظل يتذكر أن الحياة أيضاً مفعمة بما يبعث على الفرحة والسرور، وبها من المُتع والملذات الشيء الكثير، وبالإمكان فيها مقابلة مجموعات من الناس الذين تُعطي رؤيتهم بحد ذاتها، جرعات فائقة من الشعور بالأمل والراحة.
وبين الحياة التي قال عنها الشاعر قديماً «سئمت تكاليف الحياة»، أي التي لم يعد فيها أي خير للعيش، وبين الحياة المشرقة والعامرة بأهل الأنس والألفة، أي التي «لا تزال بألف خير»، يبقى على الواحد منّا لا محالة أن يتقلب بين قسوتها ووحشتها وبين راحتها ومتعتها.
ولكن السؤال الطبي المعني بجانب الحياة ونوعية تفاعل تفكيرنا وتصرفنا، إزاء ما يجري فيها من أحداث وإزاء توقعاتنا للمستقبل الآتي، متجه نحو معرفة التأثيرات النفسية والبدنية لنوعيات التفاعل التي تعتري كل إنسان. ولأن الإنسان بطبعه كائن متفاعل مع الظروف البيئية المحيطة به، من بشر ومناخ وأحوال اجتماعية ومادية ومعيشية وغيرها، فإن اضطراب التفاعل بصفة غير طبيعية، قد يكون سبباً في اضطرابات بدنية، اضافة الى الاضطرابات النفسية. وهو ما يُؤثر في حياة الإنسان وصحته، ويؤثر في حياة منْ حوله وصحتهم.
القلق والأمراض البدنية
وضمن إصدارات كلية الطب بجامعة هارفارد الأميركية، تحدث الباحثون عن التأثيرات الصحية للقلق. والتي كانت بعنوان «التأقلم مع القلق والرِّهاب» Coping With Anxiety and Phobias، أي التعايش مع حالات اضطرابات القلق واضطرابات فوبيا الرِّهاب.
وقال الباحثون الأميركيون، ان الابحاث لا تزال غير متطورة ومتعمقة حول الجوانب الفسيولوجية والوظيفية في الأعضاء التي تُصيبها الأمراض نتيجة للقلق.
إلا أن الأدلة تتوالى في الظهور حول العلاقة المتبادلة التأثير فيما بين المشاعر والعواطف النفسية من جهة، وبين الوظائف البدنية في أعضاء الجسم، من جهة أخرى. وأضافوا بأن حوالي 60 مليون شخص في الولايات المتحدة يُعانون من اضطراب القلق. ويشترك هؤلاء القلقون في حمل مخاوف وأحزان لا مبرر لها، بل وتعيقهم عن العيش براحة في حياتهم اليومية.
واليوم يدخل القلق في التسبب بالعديد من الأمراض البدنية المزمنة. وهي ما تشمل أمراض القلب واضطرابات الجهاز التنفسي المزمنة، وحالات اضطرابات الجهاز الهضمي، كالمعدة والأمعاء. وحينما لا تُعالج اضطرابات القلق لدى هؤلاء المُصابين بأمراض بدنية، فإن المعالجة الطبية لأمراضهم البدنية تغدو صعبة، والأعراض البدنية التي يشكون منها تزداد سوءا، والأخطر أن لدى البعض منهم ستكون الوفيات أسرع، على حد قول الباحثين من جامعة هارفارد صراحة.
ويقول الباحثون من مايو كلينك، إن الإصابة بحالات اضطرابات القلق العام لا تؤثر فقط في تسببها بالانزعاج وانشغال الذهن واستهلاك التفكير، في ما لا داعي له، إلا أنها أيضاً تُؤدي إلى مضاعفات نفسية، مثل الاكتئاب والإدمان والأرق والصداع واضطرابات الجهاز الهضمي وصرّ الأسنان Teeth grinding أثناء النوم.
القلق والجهاز الهضمي
أشار الباحثون من كلية الطب بجامعة هارفارد إلى أن أكثر مرضين شائعين في الجهاز الهضمي هما متلازمة القولون العصبي IBS والحالات الوظيفية لعسر الهضم functional dyspepsia. وفي هاتين الحالتين يبدو أن الأعصاب المنظمة لعمل أجزاء الجهاز الهضمي لديها نوع من الحساسية المرتفعة في الاستجابة لأي مثيرات.
وهو ما يجعل الأعراض المرضية المصاحبة لهذين المرضين، تصبح من النوعية المزمنة ومن النوعية العصّية على المعالجات الطبية. أي في إشارة منهم لأعراض مثل ألم البطن، وانتفاخ البطن bloating، والإسهال أو الإمساك، وذلك في حالات متلازمة القولون العصبي. وأيضاً في إشارة منهم لأعراض مثل ألم المعدة والغثيان والقيء، وذلك في حالات عسر الهضم.
وبالرغم من عدم وجود إحصائيات دقيقة حول مدى انتشار اضطرابات القلق لدى المُصابين بهذين المرضين في الجهاز الهضمي، إلا أن دراسة الباحثين من نيوزيلندا، والصادرة في العام الماضي، أوضحت أن ثمة علاقة قوية بين الإصابة بمستويات عالية من القلق النفسي وبين احتمالات الإصابة بمتلازمة القولون العصبي بُعيد حصول الالتهابات الميكروبية للنزلات المعوية التي تطال المعدة والقولون والأمعاء الدقيقة.
القلق والرئة
وفي جانب مرضى الربو asthma، حيث تحصل حالات من تفاعلات الالتهابات الانقباضية للشعب الهوائية، وفي جانب المُصابين بأمراض السد الرئوي المزمن COPD، حيث تحصل التهابات تُفقد أجزاء الرئة مرونتها، يغدو عسيراً على المرضى في هاتين الحالتين إدخال الهواء إلى الرئة، والأهم يصعب إخراجه منها. أي أن الرئة لا تتمكن من الامتلاء بالهواء ولا تتمكن أيضاً من إخراجه.
وهنا أشارت عدة دراسات طبية، إلى أن المصابين باضطرابات القلق، بالإضافة إلى أحد هذين المرضين الرئويين، هم أكثر احتياجاً إلى التردد على أقسام الإسعاف في المستشفيات لتلقي العلاجات المستعجلة، وأكثر حاجة إلى الدخول إلى المستشفيات لتلقي المعالجات التي تضبط حالة وظائف الرئة. وعليه فإن اضطرابات القلق وإن كانت ليست السبب في نشوء هذين المرضين، إلا أنها تتسبب بصعوبات في معالجتهم وتتسبب في تدهور نوعية الحياة التي يعيشونها كمُصابين بأحد الأمراض المزمنة.
القلق والقلب
وكانت عدة دراسات طبية ربطت بشكل مباشر بين الإصابة بالعديد من أمراض القلب، وبين تدهور حالة المُصابين بالعديد أيضاً من حالات اضطرابات القلب، وبين القلق. وكانت أوضح أنواع العلاقة هي التي بين القلق وبين اضطرابات إيقاع نبض القلب، أو ما يُسميه البعض بالخفقان، وأمراض شرايين القلب، كالذبحة الصدرية والجلطة القلبية، وتدهور الاستقرار في حالات ضعف عضلة القلب، وارتفاع ضغط الدم، وغيرها.
ولاحظت «دراسة صحة الممرضات» Nurses’ Health Study، وهي من الدراسات الطبية الأميركية الواسعة، أن لدى المُصابات بمستويات عالية من رهاب القلق ترتفع احتمالات الإصابة بالجلطة القلبية في الشرايين التاجية بنسبة تُقارب 60%. وأن احتمالات وفاتهن المباشرة حال الإصابة بالنوبة القلبية آنذاك تتجاوز 30%. وذلك كله مقارنة بالنساء اللواتي لا يُعانين من القلق.
كما أشارت نتائج دراسة «أخذ المبادرة في صحة المرأة» Women’s Health Initiative ، والتي شملت أكثر من 3300 امرأة ممن تجاوزن مرحلة بلوغ سن اليأس، إلى أن وجود تاريخ صحي لدى المرأة بالإصابة بحالة نوبات الذعر panic attacks ، يُؤدي إلى زيادة بمقدار ثلاثة أضعاف في رفع احتمالات خطورة الإصابة بتداعيات أمراض شرايين القلب أو السكتة الدماغية.
معالجة اضطرابات القلق
ويشير الباحثون من مايو كلينك إلى أن الناس المصابين بحالات «اضطرابات القلق العام»، سواءً كانوا صغاراً في السن أو كباراً، يُعانون بشكل دائم من قلق امتلاء الذهن بالمخاوف. ولا فرق بين قلقهم من أمور كبيرة أو صغيرة، لأن القلق قد يطغى على المرء حول الأداء في المدرسة أو الجامعة أو الوظيفة، أو حول القدرات البدنية الرياضية عند المنافسات، أو حول السيارة والعناية بها وإصلاحها، أو حول امتلاك المنزل أو تأثيثه أو إصلاح الإعطاب فيه.
وقد يصل القلق إلى التفكير بالزلازل أو البراكين أو حتى بالحروب القريبة أو البعيدة، أو القلق من الرحلات الجوية أو البرية أو البحرية التي قد يعتزم أو قد لا يعتزم المرء القيام بها. وبطبيعة الحال يظل القلق على الحالة الصحية أو احتمال وجود أمراض خفية في الجسم أو أمراض قد يُصاب بها في المستقبل، هو سيد الهواجس والقلق والتفكير لدى الكثيرين.
والبعض قد يجد من غير الممكن عليه إطلاقاً وقف قلقه المتجه في كل صوب وفي كل اتجاه، حتى لو حاول بشتى الوسائل الممكنة أن يصل إلى حالة من الهدنة مع مخاوفه وقلقه. بمعنى أن البعض قد ينجح في إخفاء الأمر عن الناس حوله، لكنه يصل إلى حالة من فقد السيطرة الداخلية على تلك المخاوف وأنواع القلق التي تعمل ليل نهار في داخل نفسه.
وتلاحظ مصادر الطب النفسي أن حالات القلق المفرط تلك، لا تهدأ مع الوقت، بل تزداد سوءا وتتوسع لتشمل مجالات لم تكن تخطر على بال الشخص من قبل.
وهنا تتجه المصادر تلك بالنصيحة إلى استشارة المتخصصين في الطب النفسي لوضع حد لتلك العمليات النفسية المؤثرة بشكل بالغ على حياة الإنسان اليومية. كما أن ارتباط علاقة أعراض العديد من الأمراض العضوية المزمنة بحالات القلق العام أو عموم أنواع حالات القلق، يفرض البحث عن معالجة تلك الحالة النفسية، كضرورة حياتية وكضرورة لوقف المزيد من التدهور في الحالة الصحية العضوية للإنسان.
ويشير الباحثون من جامعة هارفارد إلى أن أكثر من 30% من المُصابين بأحد أنواع حالات القلق، لا يتوجهون في أي لحظة من حياتهم نحو أطباء الامراض النفسية للبحث عن وسيلة لوقف حالة القلق لديهم. بينما أهمية الأمر أكبر حينما يكون لدى الشخص أحد الأمراض العضوية المزمنة.
وتتأكد الأهمية في البحث عن المعالجة للإشكالية النفسية المرتبطة بالقلق حينما يشكو المرء من أعراض عضوية يتم إثبات أن لا أسباب عضوية لها. وتحدث الباحثون من جامعة هارفارد عن ثبوت الفائدة لعلاج القلق في تخفيف الأعراض العضوية لأمراض الرئة والجهاز الهضمي. كما أكدوا على وجود مؤشرات قوية على جدواه في تخفيف أعراض وانتكاسات حالات أمراض القلب.
أعراض «اضطرابات القلق العام»
أعراض وعلامات الإصابة بحالة «اضطرابات القلق العام» تختلف في ما بين المُصابين، ولدى المصاب نفسه، في مدى وجود مجموعة من تلك الأعراض أو بعضها، كما تختلف في شدة تلك الأعراض. وإذا ما كان الشخص مُصاباً بحالة «اضطرابات القلق العام»، فإن أوقاتا ربما تمر عليه دون أن يشعر بأن القلق يستهلك تفكيره، إلا أنه لا يزال يشعر بالقلق، ولا يزال يشعر بأنه قابل لسهولة «التعصيب» و«النرفزة» من تأثيرات جوانب ومواضيع عدة في حياته أو المحيط الذي يتعايش فيه.
والملاحظ أن حالة «اضطرابات القلق العام» تبدأ مع المرء في مراحل مبكرة من عمره، ولذا فإن الأعراض والعلامات التي تدل على الإصابة به، تتطور ببطء مع مرور الوقت.
وهذا بخلاف الحالات الأخرى من اضطرابات القلق. ولذا فإن كثيراً من المُصابين بحالات «اضطرابات القلق العام» لا يذكرون بالضبط متى شعروا أخر مرة بالاطمئنان أو الراحة النفسية الحياتية. أي منذ متى بدأت لديهم حالة القلق العام. وبالمراجعة لمصادر الطب النفسي، تشمل العلامات والأعراض لدى المُصابين:
* الضجر المتواصل والذي لا ينقطع، لفترات زمنية متفاوتة في الطول.
* الشعور بالنرفزة أو سهولة التعصيب بأي مُؤثر.
* الشعور بغصة في الحلق.
* صعوبات في التركيز الذهني، أو التركيز أثناء أداء مهمات تتطلب مهارات حركية وذهنية.
* الإجهاد والتعب البدني والنفسي.
* سرعة الغضب.
* عدم التحلي بالصبر.
* سهولة حصول التشويش الذهني.
* الشد العضلي.
* صعوبات في الخلود إلى النوم، وبالاستمرار فيه.
* زيادة إفراز العرق.
* ضيق التنفس.
* ألم المعدة.
* إسهال.
* صداع.
القلق الطبيعي والمرضي
حينما ينفلت «عقال» التفكير، كما يُقال، إلى حد خوف النفس وقلق البال ولهفة الهواجس، دونما وجود سبب أو أسباب حقيقة تستدعي ذلك، فإن تلك الأمور كلها لابد أن تُؤدي إلى تعطيل وتشتيت طريقة عيش الحياة اليومية بطريقة سليمة ومفيدة ومنتجة ومريحة.
وضمن ما يُعرف طبياً بحالات القلق anxiety disorders، ثمة حالات «الرّهاب» phobias، وحالات «نوبات الذعر» panic attacks، و«اضطرابات الوسواس القهري» obsessive-compulsive disorder، وحالات «اضطرابات القلق العام» generalized anxiety disorder.
ولأن الأمور دقيقة جداً عند التوجه نحو تشخيص الإصابة بحالة نفسية ما، وما يترتب على ذلك، أسوة بما هو الحال عند تشخيص الإصابات بالأمراض العضوية، فإن ثمة طريقاً يسلكه الأطباء النفسيون في تشخيص الإصابات بحالات «اضطرابات القلق العام» من بين أنواع اضطرابات القلق.
ولتشخيص الإصابة بالنوع العام من القلق، يجب أن تتوافق حالة الشخص مع عناصر المعايير والمقاييس criteria التشخيصية التي تم ذكرها في كُتيب تشخيص وإحصائيات الاضطرابات العقليةDiagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders (DSM). وهو الصادر عن الرابطة الأميركية للطب النفسي، والذي يُستخدم من قبل أطباء النفسية والمتخصصين في الطب النفسي، لتشخيص الإصابات بالأمراض النفسية.
وتشمل العناصر اللازمة لتشخيص الإصابة بحالات «اضطرابات القلق العام»، ما يلي:
* قلق مفرط في كل يوم، لمدة ستة أشهر مضت.
* صعوبات في التغلب على القلق.
* قلق مصحوب بعدة أعراض، كالشعور بسهولة التعصيب والنرفزة، وبصعوبات في التركيز، وبالشد العضلي، وباضطرابات النوم.
* قلق يتسبب بالحزن والأسى، وتعطيل أو تكدير الحياة اليومية.
* قلق لا علاقة له بحالات أخرى، كنوبات الذعر أو الإدمان على أحد أنواع المخدرات أو غير ذلك.
اضطرابات القلق العام .. أسباب وعوامل ترفع خطورة الإصابة
بالإضافة إلى حالات الرّهاب، phobias، وحالات نوبات الذعرpanic attacks، واضطرابات الوسواس القهريobsessive-compulsive disorder، فإن حالات «اضطرابات القلق العام» generalized anxiety disorder، من بين أكثر أنواع حالات «اضطرابات القلق» شيوعاً. ومثل الكثير من حالات الاضطرابات النفسية والذهنية، لا يزال الغموض يلف الأسباب الحقيقية لإصابة البعض بحالات «اضطرابات القلق العام».
إلا أن الباحثين في طب النفسية يرون أن الأمر ناتج عن اضطرابات في وجود مجموعة من المواد الكيميائية في الدماغ، والتي مهامها متعددة في بدء وتحسين التواصل بين الخلايا الدماغية في المناطق المختلفة منه، خاصة في المناطق العالية الدرجة من التعقيد، التي يتميز بها دماغ الإنسان.
وعلى الرغم من أن كثيراً من المُصابين بحالات «اضطرابات القلق العام» يعتقدون أن قلقهم ومخاوفهم قد بدأت لديهم منذ الصغر، أي في مرحلة الطفولة، إلا أن المصادر الطبية تُؤكد أن البعض قد تبدأ الحالة لديه في أي مرحلة من مراحل البلوغ.
ولأسباب غير مفهومة حتى اليوم، يتم تشخيص النساء بتلك النوعية من القلق، أكثر من الرجال. ولبعض الباحثين الطبيين تحفظات على قبول فكرة أن النساء أكثر إصابة بالحالة تلك من الرجال، ويُعللون الأمر أنه ربما نتيجة لسهولة قبول المرأة اللجوء إلى الطبيب النفسي، مقارنة بالتمنع الذي يُبديه كثير من الرجال.
ومع ذلك، فإن ما يبدو من محصلة المراجعات لمصادر الطب النفسي، أن ثمة مجموعة من العوامل التي يُمكن اعتبارها عوامل ترفع من خطورة الإصابة بحالات «اضطرابات القلق العام».. وهي ما تشمل عوامل بيولوجية حيوية عضوية في الدماغ أو بعض مناطق الجسم المؤثرة على عمل أجزاء الدماغ، وعوامل جينية ذات صلة وثيقة بالرموز الوراثية المنتقلة من الآباء والأمهات، وعوامل بيئية ذات صبغة متعددة الأوجه في الظروف الحياتية والأسرية والاجتماعية والمادية والمناخية والجغرافية وغيرها.
ومن بين ما هو ملاحظ كعوامل ترفع من خطورة الإصابة بحالات «اضطرابات القلق العام»، ما يلي:
* شدائد ومحن خلال مرحلة الطفولة: والأطفال الذين تخطوا صعوبات وشدائد في مرحلة الطفولة، خاصة المشاهدين لأحداث ذات صبغة جارحة ومؤذية، فهم أكثر عُرضة للإصابة بتلك الحالات من القلق العام.
* الإصابة بأمراض شديدة: وذلك مثل الإصابة بأمراض شرايين القلب أو السرطان، التي تجعل المرء يقلق من المستقبل الصحي ومدى نجاح العلاج والتكاليف المادية والإرث للأبناء وغيرها.
* إجهاد ضغوط الحياة: خاصة عند تراكم الإجهاد نتيجة لتكرار واستمرار أنواع مختلفة من الضغوط الحياتية اليومية في وقت واحد. مثل إصابة ربّ الأسرة بأحد الأمراض العضوية مع انشغاله الذهني بتأمين الاحتياجات المادية لعلاجه وللإنفاق على أطفاله وزوجته، خاصة عند ارتفاع احتمالات تسبب إصابته البدنية بفقد الوظيفة.
* نوعية الشخصية: ويشير الباحثون من مايو كلينك إلى أن بعض الناس يتميزون بشخصية أكثر قابلية من غيرهم للإصابة بحالات «اضطرابات القلق العام».
ومنها أولئك الذين لديهم علاقة حميمة بشريك الحياة، أو الوالدين أو الأخوة والأخوات، دونما أن تكون العلاقة تلك ملبية لكافة الاحتياجات التي تُشعر المرء بالأمان، أياً كان نوعه المطلوب. هذا بالإضافة إلى أن بعض الناس مُصاب بالفعل بأحد الاضطرابات الشخصية، ما يجعلها أكثر عُرضة للإصابة بالقلق العام.
* الجينات الوراثية: وهنا لا يبدو بشكل واضح محل الخلل في تلك العلاقة الملحوظة من قبل كثير من الباحثين حول انتشار حالات «اضطرابات القلق العام» بين أفراد عائلات دون أخرى.
المصدر : masrawy