الغذاء والمناعة ضد السرطان

وجدت دراسة أميركية أن الإكثار من الخضروات الورقية الخضراء ومكملات الفيتامينات ومنها حمض الفوليك –فيتامين “ب 9” الضروري لنمو وتكاثر الخلايا- قد يعمل كعوامل وقاية للمدخنين من سرطان الرئة.وتعتبر هذه الدراسة خطوة أولى لفهم الارتباط المركب لهذه الأغذية بتحسين المناعة ضد السرطان، بحسب دراسة طبية.

وأجرى الدراسة باحثون في معهد أبحاث الجهاز التنفسي بولاية نيومكسيكو بدعم معهد السرطان الوطني، ونشرت حصيلة نتائجها بموقع دورية “أبحاث السرطان”. ودرس الباحثون الخلايا الخارجة في سعال مدخنين سابقين وحاليين، وقاموا بمقارنتها بمحتويات غذائهم من الخضروات الورقية وحمض الفوليك والفيتامينات.

ووجد الباحثون أن هذه المواد بالتحديد تؤثر في مستوى انتشار عملية “استبدال الميثيل بهيدروجين الجينات”، أي حلول مجموعة الميثيل محل ذرات الهيدروجين بالجينات، وهو تعديل كيميائي تستخدمه الخلية للتحكم بتفعيل الجينات.

يذكر أن إضافة مجموعات الميثيل للحمض النووي للجين تؤثر في فرصة تفعيل الجين، أي إطلاقه لإشارة إنتاج بروتين مثلا. وكثير من الجينات المنخرطة في العمليات الحيوية للخلية، كالانقسام، تحدث لها عملية استبدال الميثيل بالهيدروجين في خلايا سرطان الرئة.

آلية أساسية
وترجح دراسات سابقة أن تكون هذه العملية آلية أساسية لنشوء وتفاقم سرطان الرئة، كما أنها مؤشر حيوي محتمل لاكتشاف سرطان الرئة مبكرا. شارك في الدراسة 1100 مدخن سابق وحالي، وقدموا عينات من بلغم سعالهم، وأجابوا على استبيان عن مكونات غذائهم.

حلل الباحثون خلايا عينات البلغم لمراقبة ثمانية جينات متصلة بزيادة مخاطر سرطان الرئة، من حيث تعرّضها لعملية استبدال الميثيل بالهيدروجين، ووجدوا لاثنين منها ارتباطا قويا بزيادة مستويات هذه العملية.

ثم درس الباحثون ارتباطات 21 متغيرا غذائيا بهذه العملية، فوجدوا أن زيادة محتوى الغذاء من الخضروات الورقية الخضراء وحمض الفوليك كانت مرتبطة بانخفاض مستويات استبدال الميثيل بالهيدروجين.

اقرأ أيضا:  استعمال الصّادات الحيويّة يزيد خطر الإصابة بالسّكري من النّمط الثّاني

وكانت مستويات استبدال الميثيل بالهيدروجين أقل في الحمض النووي لجينات خلايا مستخدمي الفيتامينات الحاليين، رغم عدم ارتباط مدة استخدام الفيتامينات بهذه العملية. يقول الخبير بمعهد السرطان الوطني الدكتور جاكوب كيغَن إن عملية استبدال الميثيل بهيدروجين الجينات (الشاذة) هي آلية معروفة في نشوء السرطان الناجم عن مسرطنات تدخين التبغ أيضا.

إستراتيجيات وقائية
وتظهر هذه الدراسة انخفاض مستوى استبدال الميثيل بهيدروجين الجينات لدى مستخدمي مكملات الفيتامينات الغنية بالمواد الكيميائية النباتية، كفيتامينات “سي” و”أي” و”كيه”، والأصباغ النباتية المضادة للأكسدة، وهي ذات المركبات الموجودة بالخضر الورقية.

وكانت دراسات سابقة أشارت لارتباط قلة استخدام حمض الفوليك بزيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة لدى مدخنين سابقين وحاليين. كذلك ارتبطت زيادة استخدام حمض الفوليك بانخفاض مستوى استبدال الميثيل بهيدروجين الجينات بخلايا سرطان القولون والمستقيم.

ويرى خبراء معهد السرطان الوطني ضرورة إجراء بحوث إضافية مستقلة للتثبت من النتائج وللمساعدة في حل تناقضات نتائج الدراسات السابقة. فهذه الدراسة استخدمت تصميماً جيدا يؤهلها لتكون أساسا للتعرف مستقبلا على عناصر آليات المرض المستهدفة بهذه المركبات الغذائية.

ونظرا لأن استبدال الميثيل بهيدروجين الجينات مؤشر واعد على سرطان الرئة، يصبح فهم العوامل الكامنة وراء هذه العملية أولوية قصوى، ووصولا للكشف المبكر عن سرطان الرئة والوقاية منه كيميائيا.

ويوصي معدو الدراسة بتطوير تدخلات وقائية من سرطان الرئة، تأخذ في الاعتبار تأثير المركبات الغذائية على مخاطر الإصابة بهذا المرض.

المصدر موقع الجزيرة

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *