الضغط والحمل أسباب وعلاج تسمم الحمل (Pre-eclampsia)
هناك ثلاث احتمالات مطروحة فى حالة ارتفاع ضغط الدم لدى سيدة حامل، أول هذه الإحتمالات انه ضغط دم قد ظهر بفعل الحمل،وثانيها انه ضغط دم موجود فعلا واستمر اثناء الحمل، وثالثها انه ضغط دم موجود فعلا ولكنه اصبح اسوأ مع وجود الحمل.
الإحتمالين الثانى والثالث سوف يتم تناولها فى موضوع قائم بذاته فى موضوعنا هذا نحن بصدد التحدث عن ضغط الدم الذى تسبب فيه الحمل وهذا النوع سوف يأخذنا لثلاث احتمالات اخرى:
أولها ارتفاع فى ضغط الدم فقط دون حدوث تورم فى القدمين او زلال فى البول.
وثانيها ارتفاع فى ضغط الدم ومعه تورم فى القدمين وزلال فى البول وهو ما نسميه بتسمم الحمل أو مرحلة ما قبل الإكلامبسيا.
وثالثهم ارتفاع فى ضغط الدم مع وجود تورم فى القدمين وزلال فى البول إضافة الى وجود تشنجات وهو ما نسميه بالإكلامبسيا.
تسمم الحمل البرى اكلامبسيا:
هى حالة تحدث فقط فى الآدميين أى أنها لا تحدث فى إناث الكائنات الأخرى وتتميز بحدوث إرتفاع فى ضغط الدم متلازما مع حدوث تورم فى القدمين و زيادة الزلال فى البول وعادة ما تحدث هذا الحالة بعد الأسبوع ال 20 للحمل يمكن ان تحدث قبل ذلك فى حالة التوائم أو زيادة السائل الأمنيوسى أو بعض الحالات الأخرى.
إذا لم يتم التعامل معها جيدا قد تؤدى لحدوث الأكلامبسيا والتى تتسم بحدوث تشنجات بالإضافة للأعراض السابقة، وقد أثبتت الدراسات الإحصائية أن نسبة حدوث هذه الحالة من 5 الى 10 % من بين الحوامل أى أنها نسبة ليست بالبسيطة.
ماهى اسباب حدوث تسمم الحمل؟
السبب الفعلى لها غير معروف حتى الآن ولكن هناك بعض الدراسات التى تربط بين حالات معينة وزيادة نسبة حدوث تسمم الحمل وهذه الحالات هى سن السيدة الحامل حيث تزيد فرص حدوثها فى الحوامل فى سن صغيرة جدا أو فى سن كبيرة وتزيد فرص حدوثها فى الحمل الأول، ووجد أن نسبة حدوثها تكون أكثر فى الزنوج.
ويزيد مرض ارتفاع ضغط الدم المزمن والبول السكرى والسمنة من فرص حدوث تلك الحالة وهناك بعض النظريات التى توضح كيفية حدوث تسمم الحمل:
- نظرية تعتمد على نسبة الإندوثيلين وهى مادة قابضة للأوعية تؤدى لارتفاع الضغط
- نظرية البروستاجلاندين وفى هذه النظرية ارجع العلماء حدوث هذه الظاهرة الى زيادة نسبة الثروباكسان (قابض للأوعية ) على حساب البروستاسيكلين (موسع للأوعية الدموية )
- أرجع البعض هذه الظاهرة الى نقص فى نسبة الكالسيوم.
- والبعض الآخر ارجعها لعوامل وراثية.
ماهى الأعراض والعلامات التى تظهر على السيدة المصابة بتسمم الحمل ؟
نبدأ بالعلامات حيث ان المرض غالبا ما يكون بلا اعراض واضحة فى الحالات البسيطة
- ارتفاع فى ضغط الدم.
- تورم فى اجزاء الجسم المختلفة ويتم التعرف عليها عن طريق زيادة وزن المريضة اكثر من 2 باوند بالأسبوع او 6 باوندات بالشهر ثم تبدأ بالظهور عند كاحل القدم ثم تبدأ فى الصعود حتى الساق وباطن الفخذ والبطن ثم تصبح فى كل الجسد.
- زلال فى البول ويتم الكشف عنه بطرق عدة منها غليان البول فى انبوب اختبار يؤدى الى ترسب الزلال على هيئية مادة بيضاء على جوانب الأنبوبة.
بالنسبة للأعراض التى تظهر فى تسمم الحمل:
- الصداع وعدم وضوح الرؤية
- قئ وغثيان
- الم فى فم المعدة
- قلة فى كمية البول نتيجة تأثر الكلى بانقباض الأوعية الدموية
- قلة فى حركة الجنين.
- نزول بعض قطرات الدم على السيدة الحامل.
- تورم فى الساقين.
يتم تقسيم الاكلامبسيا حسب الحدة إلى بسيطة وخطيرة وتتسم حالة الأكلامبسيا الخطيرة بالآتى:
- ضغط الدم اعلى من 160/110 ملم زئبق
- نسبة الزلال فى البول اكثر من 5 جرام فى تجميع بول 24 ساعة
- صداع شديد ومستمر وعدم وضوح الرؤية والم شديد فى فم المعدة
- زرقة فى الجلد وماء على الرئة
- قلة كمية البول عن 500 ملم فى ال24 ساعة وارتفاع نسبة الكرياتينين
- اختلال فى وظائف الكبد.
ماهى المضاعفات الممكن حدوثها مع تسمم الحمل ؟
هناك مضاعفات تحدث للأم مثل نزيف ما قبل الولادة وفشل فى وظائف الكلى والتحول الى الاكلامبسيا وحدوث التشنجات ومضاعفات على مستوى الجنين مثل الولادة المبكرة وتأخر فى النمو داخل الرحم ووفاة الجنين داخل الرحم.
ماهو علاج حالة تسمم الحمل ؟
أولا نعود معا للقاعدة الطبية القديمة التى تقول دائما ان الوقاية خير من العلاج والوقاية من تسمم الحمل تتم عن طريق الرعاية الطبية فى فترة الحمل خصوصا للسيدات اللواتى تزيد فيهن احتمالية حدوث المرض.
- جرعة بسيطة من الأسبرين قد تكون ذات فائدة كبيرة فى بعض الحالات.
- الإهتمام بالتغذية السليمة واحتواء الطعام على نسبة من الكالسيوم.
فى الحالات البسيطة التى قاربت على اتمام الحمل أو وصلت لميعاد الولادة يفضل الولادة حيث أن الولادة هى العلاج النهائى لهذه الحالة.
فى الحالات البسيطة التى لم تزل بعيدة عن ميعاد الولادة يتم التعامل معها بحرص حتى تصل للأسبوع ال 37 من الحمل حيث تتم الولادة وفى خلال هذه الفترة ينصح بالراحة التامة فى السرير وتناول وجبات متكافئة تحتوى على نسبة ملح قليلة واعطاء فيتامينات وتقليل نسبة الكربوهيدرات وزيادة نسبة البروتين.
مع مراعاة ملاحظة الضغط وعلامات الأكلامبسيا ونسبة الزلال فى البول ووزن المريضة ويتم كل فترة عمل تحاليل لوظائف الكبد والكلى ونسبة الصفائح الدموية فى الدم وتحليل نسبة سيولة الدم.
نأتى لدور الأدوية يمكن استخدام بعض المهدئات مثل الفينوباربيتون ويستخدم المثيلدوبا او الألدومت كعلاج للضغط كما يسمح با استخدام الأتينولول واللابيتولول ايضا لكن الألدومت اوسع انتشارا. ويجب تجنب استخدام مدرات البول الا فى حالة حدوث مياه على الرئة.
فى الحالات الخطيرة يتم انهاء الحمل فى خلال 24 ساعة بعد استقرار حالة الأم وهنا يتم استخدام كبريتات الماغنسيوم لمنع حدوث تشنجات ويتم استخدام أدوية ضغط سريعة المفعول مثل الهيدرالازين والديازوكسيد والنيتروبيروسيد.
متابعة الأم بعد الولادة مع تجنب اعطاء المواد المحفزة لإنقباض الرحم خصوصا الأرجومترين ومتابعة ضغط المريضة حيث ان نسبة من المصابت بهذه الحالة يستمر معهم الضغط المزمن بعد الحمل سنتناول فى موضوع اخر اللإكلامبسيا ان شاء الله.