التهاب شغاف القلب ( التهاب البطانة الداخلية للقلب ) Endocarditis
التهاب شغاف القلب هو التهاب البطانة الداخلية للقلب، والتي تسمى الشغاف. وتسمى هذه الحالة أيضاً بالتهاب شغاف القلب العدوائي. التهاب شغاف القلب غير شائع عند الأشخاص الذين لديهم قلب سليم. وفي دراسة نشرت في المجلة الكندية لطب القلب، كان من الملاحظ أن الفترة ما بين عام 1960 وعام 1999 كان هنالك 36 حالةً إصابة بالتهاب شغاف القلب مسجلةً فقط بين الأشخاص الذين لديهم قلوباً طبيعيةً.
عوامل الخطر للإصابة بالتهاب شغاف القلب
تشمل عوامل الخطر للإصابة بالتهاب شغاف القلب ما يلي:
تعاطي المخدرات
يعد حقن الأدوية المحظورة بإبرة ملوثة بالبكتيريا أو الفطريات عاملاً قد يسبب التهاب شغاف القلب. لأن الجراثيم ستعبر إلى مجرى الدم، ومن ثم تنتقل إلى القلب.
الصمامات التالفة
يعد التندب الذي يحدث بسبب تلف صمام القلب مكاناً مثالياً لنمو البكتيريا أو غيرها من الجراثيم.
حوادث سابقة من التهاب شغاف القلب
إذا كان المريض قد أصيب بالتهاب شغاف القلب من قبل، فهو تحت خطر الإصابة بها مجدداً بسبب تلف الأنسجة.
الولادة مع عيب في القلب
تزداد خطورة تطور التهاب شغاف القلب إذا كان الشخص مولوداً مع عيب في القلب.
صمامات القلب الصناعية
تعد السنة الأولى بعد تلقي صمامات القلب الصناعية الفترة الأعلى في الخطورة للإصابة بالتهاب شغاف القلب.
كيف يتطور التهاب شغاف القلب؟
السبب الرئيسي لالتهاب شغاف القلب هو فرط نمو البكتيريا. ومع أن هذه البكتيريا تعيش بشكل طبيعي خارج الجسم، إلا أنه يمكن جلبها إلى داخل الجسم عن طريق الأكل أو الشرب، أو حتى من خلال جرح في الجلد. يقوم جهاز المناعة بشكل طبيعي بصد الجراثيم الغريبة قبل أن تسبب مشكلةً للجسم، ومع ذلك، فإن هذه العملية تفشل لدى بعض الأشخاص. وفي حالة التهاب شغاف القلب، تنتقل الجراثيم عبر مجرى الدم وإلى القلب، حيث أنها تتكاثر وتسبب الالتهاب.
يمكن أن يحدث التهاب شغاف القلب أيضاً بسبب الفطريات أو الجراثيم الأخرى، وفي بعض الحالات، لا يوجد سبب معروف. لا يعتبر الأكل والشرب الطريقان الوحيدان اللذان تستطيع البكتيريا من خلالهما الدخول إلى الجسم. فهي
يمكن أن تصل إلى مجرى الدم من خلال:
• تفريش الأسنان.
• عدم الاعتناء بالصحة الفموية أو وجود مرض باللثة.
• الإصابة بالامراض التي تنتقل بالاتصال الجنسي.
• استخدام الأبر الملوثة.
• تركيب القثطرة.
• الخضوع لإجراء في الأسنان سبب جرحاً في اللثة.
كيف نحدد أعراض التهاب شغاف القلب؟
لا تكون أعراض التهاب شغاف القلب شديدةً دائماً، وقد تتطور ببطء مع مرور الوقت. وتعتبر أعراض التهاب شغاف القلب في المراحل المبكرة شبيهةً بالعديد من الأمراض الأخرى. وهذا هو سبب عدم تشخيص العديد من الحالات. العديد من الأعراض شبيهةً بحالات الرشح أو الأمراض العامة مثل الالتهاب الرئوي. ومع ذلك، يواجه بعض الأشخاص أعراضاً شديدةً تظهر بشكل مفاجئ. وربما تكون هذه الأعراض ناجمةً عن الالتهاب أو التلف الذي تسببه.
تشمل الأعراض الشائعة لالتهاب شغاف القلب ما يلي:
• البشرة الشاحبة.
• الحمى.
• القشعريرة.
• تعرق ليلي.
• ألم عضلي أو مفصلي.
• غثيان.
• قلة الشهية.
• الإحساس بالامتلاء في الجزء العلوي الأيسر من المعدة.
• فقدان الوزن
وتشمل الأعراض الحادة:
• وجود دم في البول.
• تورم القدمين.
• تورم الساقين.
• انتفاخ البطن.
• ضيق في التنفس.
• سعال.
• فقدان الوزن.
• تضخم الطحال ( قد يكون مؤلماً عند اللمس) ونفخات القلب (نبضات قلب تصدر صوتاً غير طبيعي).
وقد تحدث أيضاً تغيرات في الجلد، والتي تشمل:
• ظهور بقع حمراء أو أرجوانية على أو أسفل الأصابع أو أصابع القدم.
• الأوعيةً الدمويةً المحطمةً والتي تظهر كبقع حمراء (عادةً في بياض العينين، وفي داخل الخدود، و في سقف الفم، وعلى الصدر).
تختلف علامات وأعراض التهاب شغاف القلب بشكل كبير من شخص لآخر. ويمكن أن تتغير مع مرور الوقت، وتعتمد على الجرثومة التي سببت العدوى. ويجب على الشخص المريض الاتصال بالطبيب على الفور في حال وجود تاريخ سابق لمشاكل في القلب، أو عملية جراحية في القلب، أو إصابة سابقة بالتهاب شغاف القلب ولديه إصابة بأي من هذه الأعراض، وخصوصاً الحمى التي استمرت لأكثر من ثلاثة أيام أو شعر الشخص بتعب غير معتاد دون معرفة السبب.
اختبارات وتشخيص التهاب شغاف القلب
سيسأل الطبيب عن الأعراض والتاريخ الطبي للمريض قبل طلب أي فحوص. وبعد هذه المراجعة، سيستخدم المسماع للاستماع إلى القلب. وإذا اشتبه الطبيب بوجود إصابة بالتهاب شغاف القلب، فسيطلب اختبار الدم للتأكد ما إذا كان المسئول هي البكتيريا أو الفطريات أو الكائنات الدقيقة. وقد يظهر اختبار الدم أيضاً إذا حدثت الأعراض بسبب حالة أخرى كفقر الدم.
يعد تخطيط صدى القلب اختباراً تصويرياً يستخدم لرؤية القلب وصماماته. ويستخدم هذا الاختبار الموجات فوق الصوتية لوضع صورة للقلب. يستخدم الطبيب هذا الاختبار التصويري للبحث عن علامات تلف أو حركات بطيئة في القلب.
وعندما لا يعطي تخطيط صدى القلب معلومات كافية لتقييم القلب بشكل دقيق، ربما يطلب الطبيب اختباراً تصويرياً آخر يسمى تخطيط صدى القلب عبر المريء. ويستخدم هذا الاختبار لرؤية القلب عن طريق الحنجرة. ويجرى هذا الاختبار عن طريق ادخال مجس دقيق إلى أسفل الحنجرة للحصول على رؤية مفصلة أكثر للقلب. سيقوم الطبيب (أو فني المخبر) برش دواء إلى الخلف من الحنجرة لتقليل الانزعاج إلى الحد الأدنى. ربما يطلب تخطيط القلب الكهربي لرؤية أفضل للقلب. ويمكن أيضاً أن يكشف هذا الاختبار عن ضربات قلب غير طبيعية.
ممكن أن تسبب الرئة المنخمصة العديد من الأعراض المشابهة لالتهاب شغاف القلب. وإذا اشتبه الطبيب بهذا، فقد يستخدم أشعةً سينيةً للصدر لرؤية الرئتين (الاستسقاء الرئوي). ويساعد ذلك في التعرف على الفرق بين التهاب شغاف القلب والرئة المنخمصة.
كيف نعالج التهاب شغاف القلب؟
يعالج التهاب شغاف القلب الذي سببه البكتيريا بالمضادات الحيوية. وتؤخذ هذه الأدوية حتى تذهب العدوى ويذهب الالتهاب. ويتم تناولها لستة أسابيع عادة. وإذا كانت العدوى متقدمة، فقد يتلقى المريض هذه المضادات الحيوية عن طريق الوريد في المستشفى حتى تظهر عليه علامات التحسن.
ربما تحتاج صمامات القلب التالفة بسبب التهاب شغاف القلب إلى الجراحة لتصحيحها. وتستخدم الجراحة لإزالة صمامات القلب التالفة واستبدالها بصمامات صناعية. وفي الحالات الأخف، يتم إزالة المساحة التالفة من الصمام واستبدالها بمادة من صنع الإنسان أو بنسيج حيواني.
المضاعفات والمخاطر الصحية الناجمة عن التهاب شغاف القلب
قد تتطور المضاعفات بسبب التلف الذي تسببه العدوى. ويمكن أن تشمل هذه المضاعفات ضربات قلب غير طبيعية مثل الرجفان الأذيني atrial fibrillation، و الجلطات الدموية، واليرقان. ولا يكون هذا التلف محدوداً فقط في القلب فقط، ففي الوقت الذي ينتج عن التهاب شغاف القلب تلفاً في الصمامات – فقد يسبب الدم المصاب بالعدوى أيضاً انتقالاً للصمة (الخثرة) إلى أجزاءً أخرى من الجسم.
وتشمل الأعضاء التي قد تتأثر:
• الكليتان (التهاب أوعية الكلية الدقيقة أو كبيبات الكلى – التهاب كبيبات الكلى glomerulonephritis)
• الرئتان (عدوى مع صمة (جلطة دموية).
• الدماغ (يتلف ويصاب بالصمة (الجلطة الدموية)
• أجهزة البطن.
• العظم (التهاب العظم والنقي osteomyelitis – عدوى في العظم، وبشكل نموذجي الأجسام الفقرية للعمود الفقري).
تستطيع البكتريا أن تفلت من القلب وتصيب هذه المناطق، إلا أن البكتيريا قد تسبب أيضاً تطور الخراجات في هذه الأعضاء أو في الأجزاء الأخرى من الجسم.
تشمل بعض المضاعفات الشديدة التي قد تنشأ من التهاب شغاف القلب السكتة الدماغية وفشل القلب.
إرشادات للوقاية من التهاب شغاف القلب
تعتبر المحافظة على الصحة الفموية الجيدة والمواعيد السنية المنتظمة من العوامل التي تزيل بعضاً من البكتيريا الضارة والتي قد تتراكم في الفم. ويقلل هذا من خطر تطور التهاب شغاف القلب الناجم عن ابتلاع هذه البكتيريا. وإذا خضع المريض لعلاج لدى طبيب الأسنان وتبعته معالجة بالمضادات الحيوية، فيجب التأكد من تناول المضادات الحيوية حسب الارشادات.
في حال وجود تاريخ للإصابة بمرض في القلب، أو جراحة في القلب، أو إصابة سابقة بالتهاب شغاف القلب، فيجب مراقبة علامات وأعراض التهاب شغاف القلب. وابداء اهتمام خاص للحمى المستمرة والتعب غير المفسر. ويجب الاتصال بالطبيب في أقرب وقت ممكن إذا ظهرت أياً من هذه الأعراض. ويجب أيضاً تجنب ثقب الجسم، والوشم، واستخدام أدوية الحقن الوريدي، وأي نوع من الاجراءات التي تسمح للجراثيم بالدخول إلى الجسم.