البقدونس .. الدليل الكامل لفوائده الطبية
نبات البقدونس عشب ثنائي الحول ويتراوح ارتفاعه ما بين 60-200 سم له سيقان عديدة تنمو جميعها من جذر واحد والسيقان قائمة ومدورة ومتفرعة. الأوراق مركبة الأزهار في مجاميع مركبة ذات لون أبيض والثمار مركبة خيمية ويتميز البقدونس برائحته العطرية النفاذة وأوراقه الخضراء الزاهية ومن أصنافه البلدي الأملس والأفرنجي المجعد ويمكن الحصول على زيت البقدونس من البذور.
لنبات البقدونس عدة أسماء فيسمى باللغة الفرعونية ماتت وقد عثر عالم المصريات “جرابو” على بقايا بذور وأوراق هذا النبات في بعض المقابر الفرعونية وتأكد أنهم استعملوا البقدونس في كثير من الوصفات العلاجية لكثير من الأمراض.
كما يعرف بالبقدونس أو المقدونس وهذه الكلمة جاءت من كلمة “مقدونيا” الموطن الأصلي للنبات وكذلك معدنوس ويسمى أيضا في بعض البلدان بالكرفس الرومي والبطراسيلون وهذه الكلمة يونانية.
يعرف البقدونس علمياً باسم Petroselinum Crispum من الفصيلة الخيمية، الجزء المستخدم من النبات جميع أجزائه بما في ذلك الجذور.
البقدونس في الطب القديم: استخدم البقدونس من مئات السنين فقد كان الفراعنة يستخدمون البقدونس الطازج طعاماً خافض للحرارة وفي حالات عسر الدورة الشهرية أو انقطاعها وعلى شكل لبخات لإزالة الالتهابات والأورام، بينما استعملوا بذور البقدونس لإزالة غازات الامعاء وعسر البول.
وقد استخدمه الأقدمون في علاج التهابات المعدة وكمذيب لحصى الكلى وملين جيد للبطن ومضاد للمغص ومضاد للربو وضيق التنفس وأورام الثدي، يطيب رائحة الفم ومدر للطمث، مفيد لمشاكل الطحال والكبد، كما يدر الحليب.
وتستخدم الأوراق الطازجة كلبخة ضد تورم الثدي ولدغ الحشرات والقمل والتهابات الجلد.وماذا يقول الطب الحديث عن البقدونس؟
بعد أن عرفت محتويات البقدونس وفصلت بالطرق والتقنية العلمية الحديثة درست تأثير تلك المركبات حيث وجد أن البقدونس يحتوي على زيت طيار
وأهم مركبات هذه الزيت مركب الأبيول (Apiole) ومركب الميرستسين (Myristicin)، كما يحتوي على فيوروكومارين ومن أهم المركبات بيرجابتين (Bergapten) كما يحتوي على فلافونيدات ومن أهم مركباته أبيين (Apiin) وفيتامينات واهمها فيتامين (G) والذي يوجد بنسبة كبيرة تعادل 4 مرات نسبته في الليمون حيث وجد أن كل 100جرام من البقدونس تحتوي على 165ملليجراما من الفيتامين.
وتحتوي الثمار على النسبة الكبيرة من هذه المكونات وتعتبر الجذور أقل في المحتوى. لقد عملت دراسة على ثمار البقدونس على حيوانات التجارب لمعرفة تأثير البذور على إدرار البول وقد وجد أن الثمار أعطت تأثيراً جيداً لأدرار البول حتى في الجرعات الصغيرة.
كما وجد أن الجرعات العالية من الثمان تزيد من تقلص العضلات الصغيرة. كما وجد أن الجرعات العالية من الثمار تزيد من تلقص العضلات الملساء للامعاء والمثانة و الرحم وعليه فإنها تستخدم لمشاكل العادة الشهرية. وقد صرحت السلطات الصحية الألمانية باستخدام أوراق وسيقان وجذور البقدونس ضد التهابات وعدوي المجاري البولية وكذلك ضد حصوات الكلى والمثانة.
كما وجد أن البقدونس يفيد في اضطرابات الجهاز الهضمي واضطرابات والتهابات الكلى والمثانة وكذلك مدرة للطمث. أما ثمار البقدونس فقد استخدمت لعلاج اضطرابات الحيض وكذلك اضطرابات الهضم. لقد اثبتت الدراسات العلمية أن مركبي الأبيول والمرستسين تنشط الرحم والتي تساعد على تنظيم عملية الطمث عند المرأة.
وقد انتجت الشركات الروسية علاجاً يحتوي على عصر البقدونس بنسبة 85% لتنشيط الرحم وتقلصه وتستعمل هذه الوصفة خلال عملية الطلق حيث تسهل خروج الجنين.
وقد ولحظ في دراسات أجريت على البقدونس عن مدى تأثيره على أنواع من البكتريا والفيروسات وقد ثبت أن البقدونس له عمل مطهر ضد البكتريا والفيروسات وكانت هذه التجارب على الحيوانات فقط وليست على الإنسان.
وهذه الوصفات التالية مجربة وتستخدم على نطاق واسع وهي: لحالات الروماتيزم والحصاة الكلوية وقلة البول واضطرابات البول يغلى 50جراماً من بذور أو جذور البقدونس في لتر ماء نحو خمس دقائق فقط أو تنقع في ماء مغلي لمدة 15دقيقة ويشرب منه كأسان في اليوم قبل الطعام.
لحالات الألتهابات الكبدية وآلام الطمث والكلى وعسر البول ولادرار اللبن يستخدم عصير البقدونيس ممزوجاً مع أي نوع من عصير الفواكه بمعدف كوب او كوبين يوميا. ,يستخدم مغلي مسحوق بذور البقدونس بنسبة ملعقة صغيرة لكل كوب من الماء ويشرب بمعدل كوب صباحاً وآخر مساءً لازالة تجمع السوائل في الجسم (أودليما).
لحالات السيلانات المهبلية يغلى 100جرام من بذور البقدونس في لتر ماء ويغسل بها المهبل.
لإزالة البقع والحبوب والبثور من على الوجه يغسل الوجه بعصير البقدونس او نقيعه مرتين في اليوم.
أجل الحصول على لون الوجه صافياً يغسل صباحاً ومساءً لمدة أسبوع يغلي مقدار حوالي ثلاث ملاعق كبيرة في نصف لتر ماء لمدة 15 دقيقة ويستعمل فاتراً.
لحالات التهابات المفاصل أو التوائها وتصلب الشرايين تستخدم أوراق البقدوس المشوية والمهروسة كلبخات موضعية فوق أماكن الإصابة.
ملاحظة هامة: يجب عدم استخدام البقدونس كعلاج للمرأة الحامل أو التي تخطط للحمل وكذلك للأطفال أقل من سنتين وللأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة في الجهاز الهضمي مثل القرح المعدية المعوية وكذلك تقرحات القولون كما يجب عدم استخدام بذور أو جذور البقدونس المجفف وكذلك السيقان والأوراق للمرأة الحامل ويمكن استعمال البقدونس الأخضر الطازج قبل أن يذبل.
تؤكد الأبحاث بأن البقدونس غذاء منشط للذاكرة وللجهاز التناسلي ، كما انه من أكثر النباتات احتواء لفيتامين (C) وهو يفوق الليمون في ذلك وكذلك فيتامين (A) المفيد للبصر.
أثبت الطب الحديث بأن البقدونس مفيد جدا لكثير من علل الجسم فهو يستخدم للتخفيف من الآم المعدة وللقضاء على دودة الأمعاء، كما أنه مدر للبول ومنظم للدورة الشهرية عند المرأة إذا أكل بانتظام مع وجبات الطعام .
علما أن البقدونس المجفف يفقد كافة عناصره الغذائية المهمة لذا ينصح بتناول البقدونس طازجا ومن محصول اليوم للحصول على الفائدة التامة
تدخل بذور البقدونس في كثير من الأدوية الطبية المعالجة للأمراض المعدية والجلدية.
تنحصر فائدة البقدونس في أوراقه فقط حيث يؤكل مع السلطات المنوعة واللحوم المشوية لمساعدته في التقليل من أضرار الكولسترول ولكونه فاتح شديد للشهية مقاومة للإسهال.
ويشتهر البقدونس باحتوائه على نسبة عالية من فيتامين (A) المقوي للطاقة الجنسية وللبصر، كما أن به نسبة عالية أيضا من فيتامين (C) المساعد في زيادة مقاومة الجسم لأمراض البرد والنزلات الشعبية .
وثبت طبيا بان البقدونس يحتوي على مواد فاعلة في علاج اضطرابات الطمث عند النساء ، واضطراب العادة الشهرية، كما أنه منشط فاعل للجهاز العصبي والهضمي والتناسلي، إذ انه يحتوي على نسبة عالية من الحديد المفيد للمصابين بفقر الدم والأنيميا الحادة .
البقدونس يساعد الجسم على امتصاص مادة الحديد الموجودة بالأغذية الأخرى بعكس الشاي الذي يمنع الجسم من امتصاص الحديد إذا شرب بعد الطعام .
وثبت مختبريا أن الكمية التي يحتويها البقدونس من فيتامين (C) تفوق الكمية الموجودة بالليمون بثلاثة أضعاف، وهذا الفيتامين يزيد من مقاومة الجسم للأمراض ، كما أنه يعالج مرض الاسقربوط ، كما ثبت بأنه يقوي الشعيرات الدموية .
يعتبر البقدونس مستودعا عالي الكفاءة بفيتامين (B) مثل (B1) و (B2) و (B3) و (B6)، كما أنه من الأعشاب المحتوية على الحديد بنسبة عالية .
فرم البقدونس أو تقطيعه تفقده العديد من عناصره الغذائية والدوائية لذا ينصح بتناول ورقة طازجا مع الوجبة الرئيسية وعند فرمه أو تقطيعه يجب عدم تركه لمدة طويلة بل يتم تناوله حالا حتى لا تتبخر زيوته المفيدة.
ويحتوي البقدونس الطازج من فيتامين (C) على أربعة أضعاف ما يحتويه البرتقال من هذا الفيتامين ونقع البقدونس في الماء لمدة طويلة يفقده فيتامين (C).
جذور البقدونس إذا طبخت بالماء لمدة ربع ساعة ثم غسلت بشرة الوجه بذلك الماء (بعد التصفية والتبريد) فإنه يساعد على إزالة النمش ويحسن البشرة وإذا شرب منه على الريق كأس ساعد في التخفيف من آلام الروماتيزم ، كما أنه يكافح الإمساك بشكل فعال.
أكل 30 جرام من البقدونس يزود الجسم بكافة احتياجاته من فيتامين (C) لأربع وعشرين ساعة وحوالي 12 مليجرام من فيتامين (A).
البقدونس فياغرا طبيعة
قالت دراسة علمية متخصصة إن نبات البقدونس له فوائد أكيدة في علاج من الأمراض، ولكن أحد أهم فوائده وهو علاج العجز الجنسي عند الرجال، وهو مايعد فياغرا طبيعية.
وأضافت الدراسة التي أعدها فريق بحثي أن أهم الأمراض التي يعالجها البقدونس هي أمراض الكلى حيث أن له فوائد في تطهير المجاري البولية والتخلص من الحصيات الصغيرة بالإضافة إلى التأثير الإيجابي على العضلات مما يقلل الإحساس بالألم.
وأشارت الدراسة إلى أن البقدونس له فوائد جمة مثل إزالة آلام الدورة الشهرية عند النساء وعلاج أمراض المعدة والمغص المعوي ويساعد على الهضم غير أنه أثبت فعالية في علاج أمراض العجز الجنسي عند الرجال، وأنه يمكن تناوله بكميات معينة لإعطاء نفس تأثير الأدوية الحديثة ومنها الفياغرا.
البقدونس كطعام له بعض القيمة الغذائية التي يستحق بها أن يُولى العناية والاهتمام.
والجدول الذي نقتبسه من جداول التحليلات الغذائية المعتمدة من قبل مراكز طبية موثوق بأمانتها ، ربما يعطي من يهمه الأمر صورةً شاملةً لهذه العشبة التي تعيش في زوايا الإهمال وظلال النسيان.
ماء: 85جم
زلال: 307جم
دهن: 0.6
طاقة حرارية: 56 سعرا
كالسيوم: 195 ملجم
فوسفور: 52 ملجم
حديد: 5 ملجم
فيتامين أ: 918 ميكروجرام
فيتامين ج: 3.7جم
من خلال نظرة عابرة لجدولنا هذا الذي وفرت أرقامَه معاملُ الجامعة الأميركية في بيروت ومعامل تحليل الأغذية في بريطانيا نجد قدرا لا بأس به من الزلاليات والبرويت.
ولكن الكالسيوم وافر لدرجة قد يفوق ما يحتويه الحليب الذي اشتهر به، إذ أننا نجد في سائل الحليب، ما يقدرونه بمئة وخمسين(150) مليجراما في كل مئة سنتيمتر مكعب منه، فيما مئة جرام من البقدونس يصل فيها إلى 195 مليجراما، إضافة إلى نسبة عالية من أملاح الحديد التي تصل إلى 5 مليجرامات في المئة جرام.
ولو تأملنا في تركيب الكبد، وهو أغنى مصادر الحديد المتداولة، لوجدناه لا يزيد على ثمانية مليجرامات فقط ، فيما اشتهر السبانخ وهو لا يزيد في محتواه على ثلاثة من نوع لا يصلح للامتصاص والاستفادة.
أما ما يتميز به البقدونس على غيره فهو ما يحتويه من فيتامين (A) وفيتامين (G).
فالأول منهما (أي فيتامين أ) نجد منه في البقدونس قدرا يعادل 918 ميكروجراما، وهو قدر يتعدى حاجة الإنسان البالغ الأساسية التي توصي بها منظمة الصحة العالمية، فتضع الحد الأدنى لها 750 ميكروجراما.
إن ثراء البقدونس بفيتامين (A) لا يتجاوز إلا الجرجير والخبيزة والجزر ويسبقها بمراحل تركيب الكبد الذي يصل إلى سبعة آلاف ميكروجرام (7000) في كل مئة جرام منه.
أما الأمر الذي قد يثير الدهشة، فهو ما يحتويه البقدونس من فيتامين (G) وهو الفيتامين المانع للإسقربوط، إذ ما تحتويه مئة جرام من البقدونس الطازج يقدرونه بمئة وثمانين (180) مليجراما وهذا قدر يفوق ما يحتويه ذاتُ الوزن من البرتقال أو الليمون اللذين اشتهرا به بمعنى أن قدرا من البقدونس يحوي من فيتامين (G) ثلاثة أضعاف ما يوازيه من البرتقال في حين أن حاجة الإنسان اليومية لرجل بالغ لا تتعدى ثلاثين مليجراما حسب تقدير منظمة الصحة العالمية.
وعلى ضوء هذه الأرقام نرى أن البقدونس طعام مظلوم مغلوب على أمره، لا يلقى من اهتمام الإنسان ما يستحق، اللهم إلا ممَّن يشتهون التبولة رغبة في طعمها أو ممَّن يشتهون اللحم المشوي وما يزيِّنه من وريقات البقدونس الخضراء.
من حق البقدونس أن تُضفى عليه صفة النفع في تقوية البصر ومنع العشى الليلي وفي سلامة الجلد ونقائه بفضل فيتامين (A) وفيتامين (G) كذلك أمر وهَن الأوعية وضعف جدرانها، وما يستتبع هذا من سهولة النزف الدموي، الذي يعمل البقدونس على منعه بما احتوى من فيتامين (A) وفيتامين (G).
ولعل الشرط الوحيد هو أن يكون طازجا، لأن محتواه من الفيتامينات يتدنَّى إلى مقادير لا قيمة لها إذا أصابه الذبول.
أضيف أيضاً أن مضغ البقدونس الطازج يخلص الفم من الروائح الغير مستحبة .
المصدر : masrawy
جزاكم الله خيرا علي المعلومات القيمة