الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي
الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي أو أضرار العلاج الكيميائي
الغثيان والقيء :
أكثر من نصف المرضى المعالجين بالعلاج الكيميائي سيواجهون الغثيان والتقيؤ. وسيصف الأطباء عادةً لهم مضادات القيء. وستستدعي الحاجة تناولها حتى لو ذهبت الأعراض لأنها ستمنعها من العودة مجدداً. يجب على المريض الاتصال بالطبيب إذا لم يعمل مضاد القيء لأنه قد يقوم بتغييره إلى مضاد قيء أخر.
وجد العلماء في جامعة المركز الطبي في روشيستر أن تناول مكملات الزنجبيل الغذائية مع دواء قياسي مضاد للقيء سلفاً قد تخفض الغثيان المصاحب على الأغلب للمعالجة الكيميائية بنسبة 40%.
الثعلبة Alopecia ( تساقط الشعر ) :
تسبب بعض أدوية العلاج الكيميائي تساقط الشعر بينما لا تسبب بذلك أدويةً أخرى. إذا بدأ الشعر بالتساقط فسيحدث هذا عادةً بعد بدء العلاج بأسابيع قليلة. في بعض الأحيان سيصبح الشعر رقيقاً أكثر وجافاً فقط (دون ان يتساقط). ويمكن أن يحدث تساقط الشعر في أي جزء من الجسم. مع أن تساقط الشعر ليس له خطورة على الصحة الجسدية، إلا أنه قد يسبب انزعاجاً وارتباكاً لبعض الأشخاص. يميل التأثير النفسي ليكون أعظم بين النساء منه بين الرجال.
هناك العديد من الخطوات التي يمكن أن يتخذها المرض إذا واجه تساقط الشعر ووجد أن ذلك يسبب له الانزعاج والارتباك:
• إبلاغ الطبيب، والذي يمكن أن يرشده إلى الاستشاري الذي قد يمنحه مساعدةً ودعماً مؤثرين.
• يجد بعض الأشخاص أنهم إذا اشتروا باروكةُ فإن طبيعة حياتهم تتحسن بشكل كبير.
• إذا كان هناك مجموعةً لدعم السرطان في المنطقة، فليذهب المريض للقائهم. قد يساعد لقاء المريض مع الأشخاص الذين يواجهون نفس تجربته على إعطائه الدعم، بالإضافة إلى منحه بعض النصائح المهمة، وربما فرصةً لتكوين أصدقاء جدد.
• قبعة التبريد – وهي قطعة تشبه خوذة الدراجة الهوائية وتحافظ على برودة فروة الرأس في أثناء إعطاء جرعة العلاج الكيميائي . إذا استطعنا أن نحافظ على برودة فروة الرأس فإن كمية أقل من دواء المعالجة بالمواد الكيميائية يصل إليها، وبالتالي يمنع حدوث تساقط الشعر. لا يستطيع بعض الأشخاص ارتداء قبعة التبريد – ويحتاج مرضى اللوكيميا (سرطان الدم) لأن يصل الدواء إلى فروة رأسهم.
إن فقدان الشعر ليس دائماً – وسينمو من جديد قريباً بعد الانتهاء من العلاج.
الإنهاك :
سيعاني معظم الأشخاص الذين يتلقون العلاج الكيميائي من بعض درجات الإنهاك. وقد يكون هذا شعوراً عاماً والذي يبقى في معظم اليوم، أو قد يظهر فقط بعد نشاطات معينة. يقول الأطباء أنه يتعين على المرضى التأكد من أخذ راحة وفيرة وأن لا يدخلوا في الفعاليات التي تسبب الإنهاك. ولوحظ أن التمارين الخفيفة قد تساعد المريض، ومن المهم أن نتذكر إبقاء النشاطات خفيفةً. وإذا أصبح التعب شديداً فمن المهم إبلاغ الطبيب، لأن ذلك يمكن أن يحدث بسبب الهبوط الشديد بتعداد الكريات الحمر (فقر الدم).
ضعف السمع (الصمم، التسميم الأذني) :
صرح علماء من جامعة اوريغون للصحة والعلوم أن الصمم كتأثير جانبي للعلاج الكيميائي لم يتم تقريره بشكل كاف من قبل المجتمع الطبي، لأن نظام التصنيف المعروف جيداً والذي يستخدمه الأطباء لتقرير التسميم في المرضى لم يأخذ بعين الاعتبار التكرار العالي لفقدان السمع، ليسمح بالحساب الخاطئ لحجم التسمم الأذني (تلف السمع) لدى الأطفال المعالجين بعنصر البلاتينيوم. وقال باحثون من مستشفى س ت جود لأبحاث الأطفال بعد إجراء دراسة على فئران التجارب أن الأطفال المصابين بالسرطان والذين يعانون من فقدان السمع بسبب التأثير السمي للمعالجة الكيميائية ربما يكونون قادرين على استرجاع سمعهم في إحدى الأيام من خلال المعالجة الجينية والدوائية.
انخفاض عدد خلايا كريات الدم البيضاء – الاستعداد للعدوى :
سيضعف نظام المناعة للجسم عند تلقي العلاج الكيميائي بسبب انخفاض عدد خلايا الدم البيضاء. وتشكل كريات الدم البيضاء جزءً من النظام المناعي لدينا – فهي تحارب العدوى. وبناءً على ذلك، يصبح المرضى أكثر استعداداً للعدوى. ستوصف المضادات الحيوية لبعض المرضى والتي قد تخفض الخطورة لديهم للإصابة بالعدوى.
ستساعد الاحتياطات التالية على تخفيض خطورة العدوى:
– النظافة الشخصية – كلما كان الشخص أنظف، قلت البكتيريا التي قد تعديه من حوله. يجب غسل اليدين بانتظام بالماء الفاتر والصابون، والاستحمام مرة واحدة في اليوم على الأقل، وتغيير الملابس ومنشفة الحمام والفانلات يومياً. ويجب تغيير كتان السرير بشكل منتظم.
– تحضير الطعام – يجب التأكد من أن الطعام خالٍ من العوامل الممرضة المنقولة عن طريقه (المتعضيات، مثل البكتيريا التي تسبب المرض). إذا حمل المريض اللحم البارد فيجب التأكد من غسل اليدين قبل لمس الأطباق وأدوات المائدة وأسطح العمل. يجب طبخ البروتينات من المصدر الحيواني جيداً قبل تناولها. ويجب غسل الأطباق تماماً واستخدام الأطباق والسكاكين النظيفة دائماً – وينصح بالمحافظة على نظافة المطبخ.
– الأشخاص المصابين بالعدوى – يجب أن يبقوا بعيداً عن الشخص المريض. وقد يشمل هذا الأشخاص المصابين فقط بارتفاع للحرارة.
– جروح الجلد – تجد البكتيريا صعوبةً في المرور من خلال الجلد، إلا إذا جرحت، فإذا خدشت أو جرحت طبقة الجلد، فيجب غسل المنطقة جيداً بالماء الفاتر، وتجفيفها، وتغطيتها بضمادة معقمة.
يحتاج المرضى المتلقين للمعالجة الكيميائية وأصيبوا بعدوى إلى علاج فوري. ويمكن أن يعني ذلك الدخول إلى المستشفى وتلقي المضادات الحيوية من خلال المحقنة الوريدية.
قلة الصفيحات ( انخفاض عدد الصفائح الدموية ) – مشاكل في تخثر الدم :
يمكن أن يخفض العلاج الكيميائي تعداد الصفيحات لدى المريض. والصفيحات هي نوع من خلايا الدم التي تساعد الدم على التخثر (التجلط). والتجلط شيء أساسي، وإلا فإن النزيف لن يتوقف. ويعتبر انخفاض صفيحات الدم المرتبط بالمعالجة الكيميائية خطيراً، لكنه أقل خطورةً من انخفاض كريات الدم البيضاء أو الحمراء. فإذا تمت الإصابة فسيخدش بسهولة أكثر، وسيكون المريض معرضاً على الأرجح لنزيف الأنف أو نزيف اللثة، وإذا جرح المريض نفسه فربما سيكون إيقاف النزيف أكثر صعوبة. سيحتاج المرضى الذين انخفض لديهم تعداد الصفيحات بشكل كبير إلى نقل الدم.
فيما يلي بعض الخطوات التي قد يرغب المريض باتخاذها لتخفيض خطر النزيف:
– الحلاقة بالموس الكهربائي (أو لا تحلق).
– تجنب فرش الأسنان الخشنة.
– استخدام أواني المطبخ وتجهيزات البستنة بحذر.
– إذا كان المريض عاملاً في بستان، فيجب عليه ارتداء القفازات.
فقر الدم ( انخفاض تعداد كريات الدم الحمراء ) :
بالإضافة إلى انخفاض تعداد كريات الدم البيضاء، فإن المعالجة الكيميائية ستخفض أيضاً تعداد كريات الدم الحمراء. تحصل الأنسجة والأعضاء داخل الجسم على الأوكسجين من كريات الدم الحمراء. فإذا هبط تعداد كريات الدم الحمراء كثيراً فإن أجزاءً من الجسم لن تحصل على كمية كافية من الأوكسجين وسيتطور فقر الدم .
يشعر الأشخاص المصابين بفقر الدم بتعب شديد. ويشعر الأشخاص المعالجين بالمعالجة الكيميائية ولديهم فقر دم بتعب إضافي- تعب أكثر بكثير من الإجهاد الصريح الذي يسببه العلاج. ويعتبر انقطاع التنفس أثناء النوم (ضيق النفس) عرضاً آخراً لفقر الدم، كما هو الحال بالنسبة للخفقان (عدم انتظام نبضات القلب).
يتطلب فقر الدم المرتبط بالمعالجة الكيميائية علاجاً فورياً. وسيتسبب نقل الدم بعودة تعداد كريات الدم الحمراء فوراً. ويجعل عقار الأريثروبيوتين الجسم ينتج المزيد من كريات الدم الحمراء.
تعتبر الأطعمة التالية غنية بالحديد، ما يساعد كريات الدم الحمراء على حمل المزيد من الأوكسجين: الخضروات ذات الأوراق الخضراء الداكنة، والفاصوليا، واللحم، والجوز، والخوخ المجفف، والزبيب، والمشمش.
وجد العلماء من الجامعة الطبية في فيينا، النمسا أن النساء المصابات بسرطان الثدي واللواتي تطور لديهن فقر الدم أثناء المعالجة الكيميائية لديهن تقريباُ ثلاثة أضعاف الخطر للانتكاس الموضعي بالمقارنة مع اللواتي لن يتطور لديهن فقر الدم.
التهاب الغشاء المخاطي :
يهاجم العلاج الكيميائي الخلايا المنقسمة بسرعة، وخلايا النخاع العظمي، وخلايا الغشاء المخاطي الذي يبطن الجهاز الهضمي – ويشمل هذا الفم، والمعدة، والأمعاء، وفتحة الشرج إلى المستقيم. قد تتلف أو تحطم المعالجة الكيميائية بعضاً من خلايا الغشاء المخاطي ما يتسبب بما يلي:
– التهاب الغشاء المخاطي الفموي (في الفم) – يواجه المرضى بشكل شائع الأعراض في فمهم. إذا ظهرت الأعراض، فإنها عادةً ستظهر بعد البدء بالمعالجة بحوالي 7 إلى 10 أيام. ويمكن أن يشعر بإحساس شبيه بحرقة الشمس داخل الفم. يقول بعض الأشخاص بأنهم يشعرون بالمنطقة وكأنها سلقت. وتظهر القرحات على الأغلب على بطانة الفم، واللسان، وفي بعض الأحيان حول الشفاه.
ترتبط شدة الأعراض بقوة جرعة المعالجة بالمواد الكيميائية. وقد يجدها البعض مؤلمةً عندما يأكلون، أو يشربون، أو حتى عندما يتحدثون. وإذا نزفت القرحات فهناك خطر للإصابة بالعدوى. ويوصف الكافوسول Caphosol غالباً لعلاج التهاب الغشاء المخاطي. أظهرت تجربةً سريريةً أن من ضمن 100مريض بالسرطان والذين تم علاجهم بالدافانات DAVANAT® والمعالجة الكيميائية التي تشمل فايف إف يو 5-FU، لم يتطور لديهم التهاب الغشاء المخاطي. وكلما ظهرت الأدوية الأفضل، يصبح التهاب الغشاء المخاطي أقل شيوعاً. وتزول الأعراض بعد اكتمال العلاج بأسابيع قليلةً.
فقدان الشهية :
يعد فقدان الشهية من الأعراض الشائعة للمعالجة الكيميائية. ومن المحتمل أن المعالجة الكيميائية، أو السرطان بحد ذاته، يؤثران على عملية الأيض. وإذا كان فقدان الشهية هو فقط بسبب المعالجة الكيميائية فإنه سيتراجع بعد أن ينتهي العلاج- بالرغم من أن هذا قد يستغرق أسابيع قليلة في بعض الأحيان. وتعتمد شدة فقدان الشهية وفقدان الوزن الناتج عنها على نوع السرطان والمعالجة الكيميائية.
ومن المهم أن نستمر في محاولة تناول الطعام جيداً وشرب كمية وفيرة من السوائل وبذل الجهود من أجل ذلك. يجد العديد من المرضى أن تناول الوجبات الصغيرة والمتكررة هو أسهل للإتباع من النظام النموذجي للثلاث وجبات. وأيضاً، قد ينتج عن شرب السوائل من خلال القصبة تناولاً أفضل للسوائل. وربما يحتاج المرضى الذين أصبحوا متأثرين بصورة خطيرة بسبب غياب امتصاص الطعام والسوائل أن يدخلوا إلى المستشفى وأن يتغذوا من خلال الأنبوب الأنفي المعدي. يدخل الأنبوب إلى داخل أنف المريض ويتجه للأسفل إلى المعدة.
الأظافر والجلد :
يمكن أن تسبب المعالجة الكيميائية في بعض الأحيان جفافاً واحتقاناً في الجلد. وقد تصبح الأظافر قشارية وهشةً أيضاً. وقد تصبح طبقة الجلد حساسةً أكثر لأشعة الشمس. ومن المهم حماية المريض لنفسه من التعرض الشديد لأشعة الشمس. ويشمل هذا البقاء بعيداً عن أشعة الشمس أثناء أوقات الذروة من اليوم، واستخدام واقيات الشمس، وارتداء الملابس التي تعطي حماية قصوى. وبشكل مدهش، أوضح العلماء في جامعة ميشيغن، الولايات المتحدة الأمريكية، أن دواء المعالجة الكيميائية فلورويوراسيل fluorouracil يخفف ظهور الجلد التالف من الشمس والشيخوخة بالإضافة إلى عدد أقل من رقع الجلد قبل السرطانية.
المشاكل الإدراكية :
يظهر نحو خمس المرضى الخاضعين للعلاج الكيميائي بعض أنواع المشاكل الإدراكية، بما في ذلك نقص الانتباه، والتفكير والذاكرة. وقد تمتلك هذه المشاكل في بعض الأحيان تأثيراً على المهام اليومية. ويجب على المرضى الذين يواجهون هذه الأعراض التحدث إلى طبيبهم، وإلى الموظف الاجتماعي.
وقد تشمل الأعراض:
– مدى انتباه أقصر
– مشاكل في الذاكرة، وخصوصاً الذاكرة قصيرة المدى
– مشاكل في الفهم والإدراك.
– مشاكل الحكم والمنطق.
– قد تتأثر المهارات التنظيمية.
– مشاكل تعدد المهام (الانجاز\التفكير حول أشياء عديدة في نفس الوقت).
– تقلب المزاج
الخبراء ليسوا متأكدين من النسبة التي تسببها المعالجة الكيميائية، وكم هي النسبة التي يسببها الإجهاد، والتوتر، والقلق والتي تأتي مع الإصابة بالسرطان.
الشهوة الجنسية (الغريزة الجنسية) والخصوبة :
قد ينتج عن العلاج الكيميائي لدى نسبة كبيرة من المرضى انخفاض في الغريزة الجنسية (اهتماماً أقل بالجنس). وهذا التأثير مؤقت ويعود عادةً بعد اكتمال العلاج. بحسب الدواء المخصص للمريض، قد تسبب المعالجة الكيميائية أيضاً تلفاً في الحيوانات المنوية للرجل. وقد تصبح بعض النساء عقيمات. وفي معظم الحالات – وليس جميعها مع ذلك- ترجع الخصوبة بعد أن ينتهي العلاج. يجب على الرجل الذي يتمنى أن يصبح أباً لطفل والمرأة التي تخطط لأن تصبح حاملاً يوماً ما أن يناقشوا الخيارات الممكنة مع طبيبهم قبل البدء بالعلاج. فمن الممكن تجميد الحيوانات المنوية والمضغة.
مشاكل حركة الأمعاء (الإسهال أو الإمساك) :
في بعض الأحيان عندما يتم طرد الخلايا التالفة في القناة الهضمية سريعاً من الجسم يكزن هناك خطورة لحدوث الإسهال، ويعتبر الإمساك أيضاً خطراً محتملاً للمعالجة الكيميائية. يجب التحدث إلى الطبيب إذا واجه المريض أي تغير مزعج في حركة الأمعاء. وستبدأ الأعراض، في حال حدوثها، بعد أيام قليلة من البدء بالعلاج الكيميائي.
الكآبة :
إن خطر تطور الكآبة هو الآن أعلى للمرضى المصابين بالسرطان. من الطبيعي أن يشعر المريض بأنه متعب، وقلق، وحزين ومتوتر – وخصوصاً إذا كان مهتماً بما يحمله المستقبل وما هو العلاج الذي سيكون فعالاً. من المهم التحدث إلى عضو من الفريق الطبي إذا شعر المريض أن جميعها ستحصل بشكل كبير، أو إذا لم يحصل بعد على المتعة من الأشياء التي يحبها عادة. الالتحاق بمجموعة الدعم والتحدث إلى الأشخاص الذين خاضوا نفس التجربة وفهم ما هو الشعور قد يساعد العديد من الأشخاص المصابين بالسرطان.