أعراض وعلامات أمراض المرارة

قد تختلف أعراض المرارة باختلاف نوع الحالة وعلى الرغم من وجود العديد من الأعراض الشائعة بين أنواع مختلفة من مشاكل المرارة. إلا أن معظمها يبدأ بألم في في القسم العلوي الأيمن من البطن.

عادة يهتم الشخص بقلبه وعقله وباقي أجهزته الحيوية، لكي يبقى في صحة جيدة ويتفادى حدوث مشاكل صحية خطيرة. ولكن ماذا عن تلك الأجهزة الأكثر غموضاً والتي تبدو تافهة أو لا يلاحظها أحد نسبياً، مثل المرارة.

هذا الجهاز أو العضو الصغير الذي لا نوليه الكثير من الاهتمام ما لم يسبب لنا الألم حينها فقط ننتبه لوجودها، ونبحث عن سبب شكواها ولذلك لابدّ من معرفة أعراض وعلامات أمراض المرارة الأكثر شيوعاً.

ما هي المرارة ؟

المرارة هي حويصل كمثري الشكل أو كيس صغير يخزن العصارة الصفراوية أو المادةالصفراء التي ينتجها الكبد، والتي تتكون من مزيج من الدهون، الكوليسترول، والسوائل. وتوجد المرارة في الجزء العلوي من الجهة اليمنى من البطن تحت الكبد.

تقوم المرارة بتخزين العصارة الصفراوية، ومن ثم إفرازها إلى الأمعاء حيث تساعد هذه العصارة على هضم أو تكسير المواد الدسمة في الأمعاء. وبالتالي تساعد على امتصاص الفيتامينات والعناصر الغذائية التي تذوب في الدهون، بسهولة إلى مجرى الدم.

وبشكل عام، تنجم اضطرابات المرارة عن وجود عائق يمنع وصول المادة الصفراء إلى الأمعاء، أو يبطىء مرورها ضمن القناة الصفراوية. وفي النتيجة تتراكم هذه المادة ضمن المرارة مسببة أمراض المرارة.

أمراض المرارة 

تشمل اضطرابات المرارة الأكثر شيوعاً ما يلي:

حصيات المرارة

والتي تسمى أيضاً الحصيات الصفراوية، وتتشكل  هذه الحصيات من ترسب المواد الموجودة ضمن كيس المرارة مثل، الكوليسترول و البيلروبين.

يتفاوت حجمها ما بين الصغير – أصغر من حبيبات الرمل، إلى الكبير – أكبر من كرة الغولف. ومعظم المصابون بالحصيات المرارية لا يعانون من أي أعراض، حيث يمكن أن تبقى الحصيات لفترة طويلة دون أن تسبب أي أعراض حتى تكشف صدفة خلال فحص روتيني بالأشعة.

ولكن عندما تسبب الحصاة انسداداً في قناة المرارة يحدث ما يسمى بالقولنج المراري (الصفراوي) Biliary colic أو المغص الصفراوي. يستخدم مصطلح القولنج الصفراوي عادةً لوصف نوبات الألم الشديدة التي تحدث عندما تمنع الحصيات المرارية تدفق العصارة الصفراوية إلى الأمعاء.

حيث تنقبض المرارة بقوة بهدف التغلب على الانسداد أو العائق الموجود، مما يسبب ألماً شديداً على شكل تشنجات متقطعة بشكل نوبان، وقد يكون هذا الألم مستمراً في بعض الأحيان.

قد تستمر نوبات القولنج المراري الشديدة حتى خمس ساعات، وتزداد بعد تناول الطعام الدسم. مع الاستمرار بالشعور بألم خفيف إلى معتدل لمدة قد تصل حتى يوم كامل.

في حالات نادرة، قد تهاجر الحصيات المرارية باتجاه الأمعاء وتسبب انسداد معوي، وهو حالة طبية طارئة تستلزم إجراء جراحة إسعافية لإزالة الحصاة.

التهاب المرارة

ينجم التهاب المرارة عن الاستخدام المفرط  للكحول، أو الحصيات المرارية، أو غزو البكتيريا المعوية للمرارة، أو حتى الأورام التي تسبب تراكم الصفراء ضمن كيس المرارة.

ولكن السبب الأكثر شيوعاً لالتهاب المرارة هو حصيات المرارة، التي تسبب تخريشاً مستمراً في جدران المرارة لتصبح متورمة ومؤلمة.

انثقاب المرارة

قد يؤدي التهاب المرارة إلى عدة اختلاطات خطيرة. ومن أهم وأخطر هذه الاختلاطات حدوث تمزق أو انثقاب في جدار المرارة. وهذه الحالة تعتبر مهددة للحياة وتحتاج إلى جراحة إسعافية واستئصال المرارة .

الخراج المراري

يؤدي التهاب المرارة الحاد الشديد أحياناً إلى تشكل خراج في جدار المرارة. وقد تكون المضادات الحيوية غير كافية في هذه الحالة، الأمر الذي يتطلب تفريغ هذا الخراج جراحياً في بعض الأحيان.

ألم المرارة العصبي

وهو الألم الذي يحدث في المرارة ويكون غير مترافق بظهور حصاة مرارية خلال التصوير الشعاعي. قد يحدث هذا الألم بسبب الإفراغ الغير طبيعي للكيس الصفراوي، أو بسبب فرط حساسية الأقنية الصفراوية. وقد يحدث بسبب حصاة صغيرة غير ظاهرة على الصور الشعاعية.

وقد يكون الاستئصال الجراحي للمرارة حلاً مناسباً لهذا الألم.

المرارة البورسلانية

تحدث هذه الحالة عند حدوث تكلس واسع في جدار المرارة، فيبدو على الصورة الشعاعية بشكل جدار بورسلاني. وهي حالة تزيد من خطورة تسرطن المرارة، ويجب استئصالها جراحياً.

السليلات المرارية

وهي عبارة عن بروزات ونتوءات في الجدار الداخلي للكيس الصفراوي. تحدث أحياناً بسبب التهاب المرارة، أو على بؤرة من الكوليسترول المتجمع ضمن جدار المرارة الداخلي.

وفي 5% من الحالات تكون هذه السليلات عبارة عن أورام سرطانية في جدار المرارة. معظم الدراسات تشير إلى اعتبار أي سليلة يتجاوز حجمها 1 سم سرطانية حتى يثبت العكس. لذا يلجأ معظم الأطباء إلى استئصال المرارة جراحياً لتجنب هذا الاحتمال.

تصلب المرارة البدئي

وهو عبارة عن مرض كبدي يسبب حدوث أذية في الأقنية الصفراوية. وتزداد خطورة هذا التصلب يوماً بعد يوم.

وتترافق معظم حالات تصلب المرارة البدئي بمرض التهاب الكولون، وقد تؤدي إلى حدوث قصور كبدي. لا تترافق هذه الحالة عادةً بأي أعراض أو علامات.

ولكن قد يعاني بعض المرضى من الشعور بالتعب، أو الألم في القسم العلوي الجانبي من البطن أو الحكة الجلدية. وقد يتم كشف هذه الحالة بظهور اضطراب في الوظائف الكبدية في تحاليل الدم الروتينية.

تضيق القناة الصفراوية التندبي

وهو حدوث تضيق في القناة الصفراوية بفعل تشكل نسيج ندبي ضمن لمعتها. مما يمنع مرور العصارة الصفراوية من الكبد إلى المعي الدقيق.

تترافق هذه الحالة بالعديد من الأعراض والعلامات مثل الألم البطني في منطقة المرارة، والحكة الجلدية والتعب، ونقص الشهية واليرقان والتعرق الليلي وارتفاع درجة الحرارة.

يحدث هذا التندب بشكل ثانوي لعدة أسباب مثل حصاة القناة الصفراوية، رض القناة الصفراوية، الالتهابات وتعاطي الكحول والمخدرات. يمكن تشخيص هذه الحالة باستخدام التصوير بالتنظير الراجع للمرارة والبنكرياس ERCP.

ما هي أعراض وعلامات أمراض المرارة ؟

فيما يلي الأعراض الشائعة لمشاكل المرارة :

الألم

أكثر أعراض اضطرابات المرارة شيوعاً، قد يكون خفيف ومتقطع، أو شديد ومتكرر في بعض الأحيان. عادةً يبدأ هذا الألم في منتصف الجانب العلوي الأيمن من البطن، يزداد بعد تناول الطعام خاصة الأطعمة الغنية بالدسم. وقد ينتشر الألم إلى الخلف باتجاه الظهر أسفل الكتف الأيمن، أو يمتد نحو الأعلى باتجاه الصدر ويزداد عند التنفس بعمق.

الحمى أو القشعريرة

تشير القشعريرة أو الحمى غير المفسرة إلى الإصابة بالإنتان أو العدوى. إذا كنت مصاباً بعدوى، فأنت بحاجة إلى العلاج قبل أن تتفاقم وتصبح خطيرة. يمكن أن تصبح العدوى مهددة للحياة إذا انتشرت إلى أجزاء أخرى من الجسم.

الغثيان والإقياء

الغثيان والإقياء من الأعراض الشائعة في جميع اضطرابات المرارة. وتسبب أمراض المرارة المزمنة حدوث اضطرابات هضمية أخرى مثل الارتجاع المعدي المريئي، عسر الهضم، والغازات.

اضطرابات في حركية الأمعاء

غالبًا ما تسبب مشاكل المرارة تغيرات في حركية الأمعاء. يمكن أن يشير الإسهال المزمن الذي يستمر أكثر من ثلاثة أشهر إلى مرض مزمن في المرارة. قد يشير البراز ذو اللون الفاتح أو الطباشيري إلى مشكلة في القنوات الصفراوية.

اليرقان

حيث يصبح الجلد أصفر اللون، بسبب وجود مشاكل في الكبد، أو بسبب انسداد القناة المرارية بالحصيات وتراكم الصفراء ضمن المرارة.

تغير لون البول

قد يلاحظ المرضى الذين يعانون من اضطرابات في المرارة تغير لون البول ليصبح أغمق من اللون الطبيعي للبول. قد يشير البول الداكن إلى انسداد القناة الصفراوية.

بعض أمراض المرارة، مثل حصيات المرارة البسيطة التي لا تؤدي الى انسداد القناة المرارية، غالباً لا تسبب أي أعراض على الإطلاق ويتم اكتشافها في كثير من الحالات من خلال الأشعة السينية التي تجرى في سياق تشخيص حالة أخرى، أو حتى أثناء اجراء عملية جراحية في البطن وبالتالي لا يمكن اكتشاف وجودها حتى تسبب لك الألم الشديد. فإذا كنت تعاني من أعراض مشابهة للتي ذكرناها في السطور السابقة فما عليك إلا الإسراع إلى الطبيب لتشخيص المشكلة وعلاجها.

طرق التشخيص عند ظهور أعراض المرارة

إذا ظهرت عليك أحد الأعراض أو العلامات السابقة، فإن الطبيب قد يطلب الفحوصات التالية:

• تصوير شعاعي بالإيكو أو الطبقي المحوري للمرارة لتحري وجود الحصيات المرارية.
• تحري وجود انسداد في القناة الصفراوية، وذلك باستخدام المرنان مع حقن مادة ظليلة. أو باستخدام تقنية التصوير الراجع للقناة الصفراوية ERCP.
• التحاليل الدموية لتحري علامات التهاب القناة الصفراوية أو البنكرياس أو أي اختلاطات للحصاة المرارية.

من هم الأكثر عرضةً للإصابة بأمراض المرارة؟

أثبتت الدراسات المتعلقة بأمراض المرارة أن الفئات التالية من البشر معرضون أكثر من غيرهم لأمراض المرارة:

• النساء أكثر من الرجال.
• الفئات العمرية الأكبر من 40 سنة.
• المرضى الذين لديهم سوابق عائلية لتشكل الحصيات المرارية.
• المرضى ااذين يعانون السمنة المفرطة.

ما هي طرق الوقاية من أمراض المرارة؟

لا يوجد فعلياً طرق للوقاية من أمراض المرارة، لكن يمكن اتباع النصائح التالية للحد من التهابات وحصيات المرارة:

• تجنب خسارة الوزن السريعة لمنع تشكل الحصاة المرارية.
• تجنب السمنة الزائدة.
• تجنب الأطعمة الغنية بالدهون، الأطعمة المصنعة أو الأطعمة التي تحوي على السكريات المكررة مثل الخبز الأبيض.
• اتبع نظام غذائي صحي يتضمن:

الفواكه والخضروات الغنية بالألياف.

الأطعمة الغنية بالكالسيوم، مثل منتجات الألبان قليلة الدسم والخضروات الورقية الداكنة. الأطعمة التي تحتوي على فيتامين سي، مثل التوت.

البروتينات النباتية، مثل الفول والعدس.

الدهون الصحية، مثل المكسرات والأسماك.

القهوة، التي قد تقلل من خطر الإصابة بحصيات المرارة وأمراض المرارة الأخرى.

ماهي وسائل علاج أمراض المرارة المختلفة؟

أمراض المرارة مثل الحصيات أو التهاب الحويصل الصفراوي هي أمراض قابلة للعلاج.

فالحصيات المرارية التي لا تترافق بأعراض أو علامات، لا تحتاج إلى علاج فوري لكنها تؤهب لحدوث اضطرابات مستقبلية في المرارة، بينما يجب علاج الحصيات التي تسبب أعراض انسدادية أو التهابات بسبب الركودة.

وتتضمن الطرق العلاجية لأمراض المرارة المختلفة ما يلي:

• مسكنات الألم لتخفيف ألم القولنج المراري، قد تساعد بعض العلاجات الطبيعية مثل تطبيق الكمادات الدافئة في تخفيف الألم.
• المضادات الحيوية لعلاج التهاب الحويصل الصفراوي.
• تفتيت الحصيات المرارية باستخدام تقنية أمواج الصدمة.
• وأخيراً الاستئصال الجراحي للحصيات المرارية أو للمرارة بأكملها.

الاستئصال الجراحي للمرارة

تعتبر جراحة استئصال المرارة من أشيع الجراحات التي تجرى على مستوى العالم. ومن أشيع أنواع هذه الجراحة هو استئصال المرارة بالتنظير البطني.

وبه يتم ادخال أنبوب رفيع يحوي كاميرا في مقدمته ضمن شق صغير في البطن، لتظهر محتويات البطن على شاشة رقمية.

ثم يتم ادخال الملقط والمقص عبر شقين آخرين، ويتم مسك واستئصال المرارة. وفي هذه الجراحة يخرج المريض مباشرةً إلى منزله بعد الجراحة.

أما في بعض الحالات، فقد يحتاج الطبيب إلى فتح أعلى البطن واستئصال المرارة عبر هذا الشق. ويتم اللجوء إلى هذه الجراحة عند عدم إمكانية الاستئصال بالتنظير.

وقد يلزم في حالات نادرة بزل محتوى المرارة عبر الجلد لتخفيف أعراض أمراض المرارة، حين وجود مانع لإجراء جراحة الاستئصال.