هل يعاني طفلك من الاكتئاب؟
يعتقد الكثير من الناس أن الاكتئاب يصيب البالغين فقط. لكن على أرض الواقع يمكن لللأطفال والمراهقين أن يتأثروا به أيضاً. ووفقاً لأرقام الإحصائيات الوطنية البريطانية، فإن 10% من الأطفال في بريطانيا، الذين تتراوح أعمارهم بين 5 – 16 سنة، يعانون من اضطرابات عقلية ملحوظة، كما أن 4 % من الأطفال يعانون من اضطرابات عاطفية كالقلق أو الاكتئاب. وتكمن الصعوبة لدى الآباء في صعوبة اكتشاف الاكتئاب لدى الأطفال.
علامات تحذيرية للاكتئاب
هنالك عدة طرق تخبرك بالاختلاف بين تقلبات المزاج وبداية المشاكل العاطفية الأكثر خطورة. تتمثل العلامات الواضحة التي عليك الانتباه لها في انخفاض المزاج والتعاسة، والمصحوبة مع بكاء أو حدة طبع، والتي قد لا تكون مرتبطة بشيء محدد.
كما عليك الانتباه لردات الفعل عندما يحدث أمرٌ محزن. فعندما يموت شخص ما، فمن الطبيعي لكل شخص في العائلة أن يشعر بالكآبة. ولكن إذا شعرت بأن ردة فعل طفلك مبالغ فيها، أو أنه استمر بذلك لفترة طويلة، فقد يكون ذلك علامة على لاكتئاب.
ويقول الدكتور ديفيد كينغسلي، استشاري الطب النفساني للبالغين في مستشفى تشيدل الملكي لخدمات الشباب، إذا كان مزاج طفلك يؤثر على وظائف حياته من يوم لآخر، فإن هذه إشارة أن عليك أن تستقصى مشكلة صحته النفسية.
وقال أيضاً أنه إذا كان هناك طفل غير قادر على تأدية واجباته في المدرسة، وفقد المتعة في ممارسة أشياء كان يستمتع بها سابقاً، عندها نقول بأن ذلك علامة رئيسية أيضاً. والأمر صحيح أيضاً عند ازدياد عزلته الاجتماعية”.
التعامل مع الاكتئاب عند الأطفال
إذا أحسست أن طفلك يعاني من اكتئاب، قد يكون من الصعب أن تعرف ذلك.
يقول د. كينغسلي: “إن أول شيء يجب أن تقوم به هو التحدث إليه، وحاول أن تعرف المشاكل التي تواجهه، وما الذي يسبب هذه المشكلة، ولا تغفلها. فربما لا تكون ذات أهمية لديك، ولكنها قد تكون مشكلة رئيسية بالنسبة لطفلك”. وإذا استمر قلقك بعد الحديث معه، راجع طبيبك
ويضيف قائلاً: “إذا كان هناك ما يستدعي معالجة إضافية، فإن هناك العديد من الخيارات، تتضمن الخدمات الاستشارية للشباب، والمعالجة العائلية، أو المعالجة السلوكية المعرفية، والتي هي نوع من المعالجة الكلامية. كما يمكن للمختص أن يأخذ بعين الاعتبار مضادات الاكتئاب، ولكن فقط في الحالات الشديدة فقط.
وحتى ذلك الوقت، إذا كنت قلقاً حيال كون طفلك معرضاً للاكتئاب، بإمكانك أن تساعد في منع حدوث ذلك ببقائك معه ولأجله.
إذ يقول د. كينغسلي: “كل الأطفال والشباب يحتاجون أن يشعروا بالاحترام والتقدير والحب، كما أنهم يحتاجون لتكوين علاقات مع والديهم حيث يشعرون بأنهم بالغوا الأهمية بطريقة إيجابية وغير مشروطة، وهذا بدوره يعمل على حماية الفتية من تطور الاكتئاب”.