هل يشفى مريض السكر النوع الثاني ؟
مع تقدم الأبحاث العلمية المتخصصة حول العالم هل يشفى مريض السكر من النوع الثاني؟ وهل هناك أمل في التجارب العديدة التي تجرى يومياً لإيجاد العلاج النهائي لهذا المرض؟
يتزايد عدد المصابين بالداء السكري من النوع الثاني سنوياً. وقد أصبح السكر من أكثر الأمراض المزمنة شيوعاً في هذا العصر ليصيب أكثر من 463 مليون شخص في عام 2019 حول العالم. فيما تعددت المحاولات في إيجاد علاج شاف للسكر النوع الثاني ولكنها لم تثبت فعاليتها على البشر حتى يومنا هذا.
السكر من النوع الثاني
هو حالة صحية طويلة الأمد يعجز بها الجسم عن تنظيم مستوى سكر الدم لعدم قدرة الخلايا على استخدام الأنسولين المفرز من البنكرياس. ويرتبط هذا المرض بالعديد من العوامل والتي تقلل من فعالية هرمون الأنسولين في الجسم كالأسباب الجينية و أسلوب الحياة الذي يزيد من خطر الإصابة به.
عوامل الخطر لحدوث السكر من النوع لثاني
أثبتت الدراسات وجود علاقة وثيقة بين مجموعة من العوامل وازدياد حالات الإصابة بالسكر النوع الثاني. فإذا كنت من الفئات التالية فأنت معرض بشكل كبير لأن تصاب بالسكر:
- الأشخاص بعمر 45 سنة وأكثر.
- المصابين بالسمنة أو الوزن الزائد.
- تاريخ عائلي إيجابي لمرض السكر النوع الثاني.
- مرضى ارتفاع الضغط الشرياني.
- مرضى ارتفاع مستويات الكوليسترول والشحوم في الدم.
- المصابون بسوء تحمل السكر ممن يكون لديهم مستوى سكر الدم أعلى من الطبيعي لكنه لم يصل لمستوى يشخص بهالسكر.
- النساء اللواتي عانين من السكري الحملي أو أنجبن مولوداً يزن أكثر من 4 كيلو.
- الأشخاص مع نظام غذائي غني بالكربوهيدرات.
- المدخنون والمعرضون للضغوطات والتوتر الدائم.
هل يشفى مريض السكر النوع الثاني؟
لا يوجد علاج نهائي فعال للسكر النوع الثاني لكن هناك آمال كبيرة متعلقة بمجموعة من التقنيات في شفاء السكر من النوع الثاني.
ما هو هجوع السكر؟
قد يدخل في فترات هجوع قد تستمر لسنوات عديدة لا يظهر بها أي علامات أو أعراض للسكر. على الرغم من استمرار وجود المرض.
لم يجد الأطباء بعد العامل الأساسي في تحريض هجوع السكر لهذه الفترات الطويلة. لكن يمكن تمييزه بقياس مستوى الخضاب السكري في الدم والذي يعطي صورة عن مستوى سكر الدم في الثلاثة شهور الأخيرة.
قد يأخذ هجوع السكر أحد ثلاثة أشكال يكون فيها معدل سكر الدم أقل من معدل الداء السكري أو يكون ضمن الحدود الطبيعية لفترة قد تصل إلى 20 سنة بدون الحاجة للعلاجات الدوائية الخافضة لسكر الدم. ولكن لا يمكن اعتبار أن المريض قد شفي نهائياَ من مرض السكري.
هل تساعد جراحة السمنة في علاج السكر النوع الثاني نهائياً ؟
لاحظ الأطباء انخفاض هام في مستوى سكر الدم في مرضى السكر من النوع الثاني بعد إجراء جراحة السمنة الشائعة في السنوات الأخيرة. وقد وجدوا أن في هذه الجراحة تصبح الأمعاء الدقيقة أكثر النسج استخداماً للسكر بإفرازها لجزيئات تسمى GLUT-1 تساعد الجسم على استخدام الغلوكوز وخفض مستوياته في الدم. وذلك حتى قبل خسارة المريض لوزنه الزائدة.
في الأجنة تعمل الأمعاء بنفس هذه الطريقة، لكن عند البالغين نحتاج إلى إجبار الأمعاء على العمل بأقصى طاقتها لأداء وظيفتها. وهذا ما يحدث في جراحة السمنة حيث يسبب استئصال جزء كبير من المعدة زيادة الحمل على الأمعاء الدقيقة لامتصاص العناصر الغذائية ونقل الطعام عبرها.
وقد وجد الأطباء أن أكثر المستفيدين من هذا الجراحة في الشفاء من السكر النوع الثاني نهائياً. هم أصحاب مؤشر كتلة الجسم IBM أعلى من 35 فقد شفي 90% منهم من السكر وعادوا لحياتهم الطبيعية.
ويبحث الأطباء حالياً عن طريقة لتحقيق نتائج هذه العملية في علاج السكر النوع الثاني نهائياً دون تعريض المريض لهذه الجراحة. وكيف يمكن تحريض الأمعاء الدقيقة على إنتاج GLUT-1 بطريقة مختلفة.
هل يمكن علاج السكر النوع الثاني بالخلايا الجذعية ؟
يعمل الباحثون على استخدام الخلايا الجذعية في علاج مرضى السكر النوع الثاني وذلك باستبدال أو تجديد الخلايا بيتا في البنكرياس. وعلى الرغم من أن هذه الأبحاث ما زالت قيد التجربة المخبرية إلا أنها بعثت أملاً كبيراً لدى العلماء لاستخدام هذه التقنية الثورية في علاج السكر. خاصةً مع إشراكها مع العلاج الدوائي والذي رافقه تحسن كبير في مستوى سكر الدم والتخلص من الوزن الزائد.
بالإضافة إلى ذلك يعمل العلماء على استخدام العلاج بالخلايا الجذعية في تدبير مجموعة من اختلاطات السكر النوع الثاني. والتي تنجم عن تأثير المستويات العالية لسكر الدم على أعضاء هامة في الجسم مثل الأعصاب والأوعية الدموية وشبكية العين.
هل يشفى مريض السكر النوع الثاني بتغيير أسلوب حياته؟
أثبتت الدراسات أن عمل مريض السكر النوع الثاني على تغيير أسلوب حياته في المراحل الأولى من المرض قد يؤدي إلى شفائه نهائياً منه. فبذلك هو يتخلص من أكثر عوامل الخطر تأثيراً على إحداث السكر من النوع الثاني. وقد بينت الدراسات أن ثلثي مرضى السكر النوع الثاني في مراحله المبكرة قد تجنبوا تطور المرض لديهم بالالتزام بأسلوب حياة صحي ونشيط.
ومن أساسيات هذه الطريقة في العلاج هو الالتزام بنظام غذائي صحي وممارسة النشاطات الرياضية لمدة ساعتين ونصف الساعة أسبوعياً مثل السباحة والمشي وركوب الدراجة. ويمكن تقسيم هذه الفترة إلى خمسة فترات تمتد إلى 30 دقيقة وهذا ما يعد كافياً للجسم لتجنب السكر النوع الثاني.
أما عن النظام الغذائي فيجب أن يكون الغذاء اليومي متنوعاً لضمان حصول الجسم على كل ما يحتاجه من العناصر الغذائية المختلفة.
الغذاء الأنسب لمرضى السكر النوع الثاني
يتضمن النظام الغذائي اليومي سعرات حرارية أقل لتجنب الإصابة بالسكر ويحتوي على ما يلي:
- نسبة قليلة من السكر ويمكن استبدلها بالمحليات الصنعية التي تعوض عن طعم السكر ولا تحوي الغلوكوز الذي يرفع مستوى سكر الدم.
- قليل من الكربوهيدرات والتي يمكن استبدالها بالأغذية الغنية بالألياف والبروتينات والتي تعمل على تنظيم مستوى السكر في الدم.
- نسبة عالية من الألياف والبروتينات فهي تساعد على تحريض الاحساس بالشبع وتجنب الوزن الزائد وتبطئ هضم كل من الكربوهيدرات والسكر عالية السعرات الحرارية.
وتنطبق هذه المواصفات على كل من الفاكهة والخضراوات والحبوب الكاملة والبروتينات النباتية ومشتقات الحليب قليلة الدسم. بالإضافة إلى الأطعمة الحاوية على نسبة عالية من الدهون غير المشبعة مثل الأسماك والبندق والزيوت النباتية. لما لها من دور كبير في الإبقاء على مستوى سكر الدم ضمن الطبيعي.
هل يشفى مريض السكر النوع الثاني بالأدوية؟
بينما يساعد تغيير أسلوب الحياة في الحد من تأثير السكر النوع الثاني. قد يحتاج العديد من مرضى السكر في مراحل لاحقة إلى الالتزام بعلاج دوائي يساعدهم على ضبط سكر الدم والتقليل من أعراضه.
وقد يصف الطبيب دواءً واحداً أو عدة أنواع. تبعاً لمرحلة المرض وشدته فيكون الجمع بين دواءين أو أكثر ذو تأثير أكبر على مستوى سكر الدم. ولكن ترافقه أعراض جانبية أكثر.
وبعكس السكر من النوع الأول لا يفيد الأسولين هنا فالجسم عاجز عن استخدامه. بل تعمل الأدوية على تنظيم سكر الدم بالدرجة الأولى.