مسبار ليزي وسكين ذكيّة تغيّر مستقبل جراحة الدّماغ

خضع شاب مؤخّراً لجراحة دماغ رائدة لإزالة ورم دماغي. حيث استُعمل في هذه الجراحة، ولأول مرّة، تقنّيتان جراحيّتان جديدتان هما مسبار ليزري وسكين ذكيّة، ستشكّلان ثورة في العمليّات الجراحيّة الدّقيقة وتنقلان الأداء الجراحي إلى مستوى جديد كليّاً.

surgery-81875_1280

روبن هيل طالب الدّكتوراه، ذو الإثنا وعشرين ربيعاً، هو أوّل مريض خاض التّجربة الّتي أعدّها باحثون في الجامعة الملكيّة للرّعاية الطّبيّة في انكلترا لتجربة التّقنيّتان الجديدتان.

تعتبر الأورام الدّماغيّة أشد أنواع الأورام خطراً، وأكثرها تسبّباً بخسارة سنين من عمر الإنسان، خصوصاً أنّها تصيب صغار السّن نسبيّاً. وغالباً ما تكون الجراحة هي الخطوة الأولى عند اكتشاف الورم. الهدف من الجراحة هو استئصال كامل الورم مع هامش من الأنسجة السّليمة لكن دون أن يتسبّب ذلك بأذية خطيرة كفقدان القدرة على الكلام أو المشي. وهذه معادلة صعبة التّحقيق خصوصاً أنّ الحد الفاصل بين الأنسجة الورميّة والأنسجة السّليمة تصعب روئيته، حتّى باستخدام المجهر. وكان الحل أن تأخذ خرعة من النّسيج المستأصل وترسل إلى المختبر للتحليل لمعرفة إذا ما كانت سرطانيّة أو سليمة. ثم ترسل النّتائج إلى غرفة العمليّات لاستأناف الجراحة. وتكرر هذه المنظومة حتّى إتمام الجراحة. الأمر الّذي يأخذ الكثير من الوقت وينطوي على مخاطر كبيرة في إزالة نسج سليمة.

يعمل مسبار الليزر والسّكين الذكيّة على إحضار مخبر التّحليل لسرير المريض في غرفة العلميّات ما يؤمّن تأكيدا فوريّا وحاسماً عن النّسيج هل هو ورمي أم سليم. حيث يفرّق مسبار الليزر، بآلية الضوء المبعثر، بين النّسيج الورمي والسّليم معطيّا الأطبّاء خريطة واضحة أين يجب أن يتم القطع، فيما تعمل السّكين الذّكيّة على إجراء تحليل فوري للنّسيج المقطوع دون الحاجة لأخذ خرعة.

يعتمد مسبار الليزر على تحليل طيف رامان للضوء المبعثر من النّسيج. أمّا السّكين فهي تشمل مشرط كهربائي يحرق النّسيج، ويتم امتصاص الدّخان المتصاعد من الحرق وتحليله مباشرة بواسطة مطياف الكتلة، معطياً تأكيدأً فوريّاً عن طبيعة النّسيج، هل هو ورمي أم سليم.

اقرأ أيضا:  الخرس الزوجى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *