مرض الشريان التاجي Coronary Artery Disease
نسمى مرض الشريان التاجي أيضاً بمرض القلب التاجي، أو ببساطة، مرض القلب، وهو القاتل الأول في أمريكا، ويصيب أكثر من 13 مليون أمريكي. ينتج مرض القلب عن نشوء اللويحة plaque في الشرايين، والتي تعيق تدفق الدم وتزيد من خطر النوبة القلبية والسكتة الدماغية.
ما هو مرض الشريان التاجي؟
ينتج مرض القلب عن حدوث لويحة في الشرايين التاجية -ونسمى الحالة بالتصلب العصيدي atherosclerosis- والتي تؤدي إلى الانسداد. يصبح الشريان الذي كان سلساً ومرناً ضيقاً وصلباً، ما يعيق تدفق الدم إلى القلب. فيصبح القلب جائعاً للأوكسجين والأغذية الحيوية التي يحتاجها لينبض بصورة صحيحة.
كيف يتطور مرض الشريان التاجي؟
يمكن أن تبدأ اللويحة المحملة بالكولسترول بالترسب في جدران الأوعية الدموية من سن مبكرة. وكلما تقدم الشخص بالعمر، يتزايد حجم اللويحة، لتلهب جدران الأوعية الدموية وترفع خطر حدوث جلطات الدم والنوبة القلبية. تحرر اللويحة مواد كيميائية لتحفز عملية اللالتئام إلا أنها تجعل الجدران الداخلية للأوعية الدموية لصوقةً، وبعدها تبدأ المواد التي تنتقل في مجرى الدم مثل الخلايا الالتهابية، والبروتينات الشحمية، والكالسيوم بالالتصاق إلى داخل جدران الأوعية.
ويمكن أن يطور الشريان التاجي المتضيق في نهاية المطاف أوعيةً دمويةً جديدةً والتي تطوق الانسداد لتأخذ الدم إلى القلب. ومع ذلك، قد لا تكون الأوعية الجديدة قادرةً على إيصال كمية كافية من الدم الغني بالأوكسجين إلى عضلة القلب أثناء أوقات الجهد الزائد أو التوتر.
في بعض الحالات، قد تمنع جلطات الدم تزويد عضلة القلب بالدم تماماً، مسببة نوبةً قلبيةً. وإذا انسدت الأوعية الدموية الذاهبة إلى الدماغ، وعادة ما يحصل ذلك بسبب جلطات الدم، قد ينتج عنه سكتة دماغية بسبب نقص تروية موضعي. وإذا انفجرت الأوعية الدموية داخل الدماغ، على الأرجح بسبب ارتفاع ضغط الدم غير المضبوط، فربما ينتج عنها سكتة دماغية نزفيه.
ما هو نقص التروية Ischemia؟
يحدث نقص التروية القلبي عندما تعمل اللويحة والمواد الدهنية على تضييق المجرى الداخلي من الشريان إلى نقطة لا يستطيع حينها توفير كمية كافية من الدم الغني بالأوكسجين ليلبي حاجة القلب. قد تحدث النوبة القلبية مع ألم في الصدر أو بدونه ومع أعراض أخرى.
وتحدث المعاناة من نقص التروية بشكل أكثر شيوعاً أثناء:
• ممارسة التمارين أو الجهد
• تناول الطعام
• الإثارة أو التوتر
• التعرض للبرد
يمكن أن يتفاقم مرض الشريان التاجي إلى مرحلة يحدث فيها نقص التروية حتى أثناء الراحة. ويمكن أن يحدث نقص التروية بدون أي علامات تحذيرية عند أي شخص مصاب بمرض القلب، بيد أنه أكثر شيوعاً بين المرضى المصابين بالسكري.
ما هي أعراض مرض الشريان التاجي؟
تعد الذبحة الصدرية angina، أو الألم الصدري، العرض الأكثر شيوعاً لمرض الشريان التاجي. ويمكن أن نصف الذبحة الصدرية كإحساس بثقل، أو ضغط، أو ألم، أو حرقة، أو خدر، أو إتخام، أو عصر أو إحساس مؤلم. ويمكن أن تُلتبس بشكل خاطئ مع عسر الهضم أو حرقة المعدة. نشعر بالذبحة الصدرية عادةً في الصدر، إلا أنه يمكن الشعور بها أيضاً في الكتف الأيسر، أو الذراعين، أو الرقبة، أو الظهر، أو الفك.
وتشمل الأعراض الأخرى التي يمكن أن ترافق مرض الشريان التاجي ما يلي:
• ضيق النفس
• الخفقان (عدم انتظام نبضات القلب، أو نبضات فائتة، أو الشعور بصوت شيء يخفق flip-flop في الصدر)
• نبضات قلب أسرع
• ضعف أو دوخة
• غثيان
• تعرق
كيف نشخص مرض الشريان التاجي؟
يستطيع الطبيب إبلاغ مريضه بأنه مصابٌ بمرض الشريان التاجي عن طريق:
التحدث إليه حول الأعراض، والتاريخ الطبي، وعوامل الخطورة.
إجراء فحص جسدي.
إجراء اختبارات تشخيصية، وتشمل رسم القلب العادي ECG or EKG))، واختبارات رسم القلب بالمجهود الجهد، والأشعة المقطعية المحوسبة بشعاع الإلكترون، والقثطرة القلبية، واختبارات أخرى. تساعد هذه الاختبارات الطبيب على تقييم مدى مرض الشريان التاجي، وتأثيره على وظيفة القلب والشكل الأفضل للعلاج.
علاج مرض الشريان التاجي
يتضمن علاج مرض الشريان التاجي إجراء تغييرات على نمط الحياة، وتناول الأدوية، والتعرض لعمليات باضعة و\أو عمليات جراحية، ومراجعة الطبيب لإجراء الفحوصات بشكل منتظم.
• تقليل عوامل الخطورة. إذا كان المريض مدخناً، يجب أن يقلع عنه. ويجب الابتعاد عن الأطعمة المعالجة واللجوء لوجبات منخفضة بالدهون غير المشبعة، والوجبات قليلة الملح، والوجبات قليلة السكر. والمحافظة على مستوى سكر مضبوطاً إذا كان المريض مصاباً بالسكري. ويفضل ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم (لكنه يجب التحدث إلى الطبيب قبل المباشرة ببرنامج التمارين الرياضية).
• تناول الأدوية. إذا لم تكف التغييرات على نمط الحياة لضبط مرض القلب، فقد نحتاج إلى الأدوية لمساعدة القلب على العمل بفعالية أكبر ولاستقبال كمية أكبر من الدم الغني بالأوكسجين. ويعتمد الدواء الذي يتناوله المريض على حالته الخاصة وعلى المشكلة المحددة في قلبه.
• العمليات الجراحية والإجراءات الأخرى. تتضمن الإجراءات الشائعة لعلاج مرض الشريان التاجي رأب الأوعية بالبالون (PTCA)، و تركيب الدعامات، وجراحة المجازة للشريان التاجي. وتعمل جميع هذه الاجراءات على زيادة إمداد الدم إلى القلب، لكنها لا تشفي مرض الشريان التاجي. وسيبقى المريض بحاجة إلى خفض عوامل الخطورة لتجنب الأمراض الأخرى.
يدرس الأطباء أيضاً طرقاً مبتكرةً عديدةً لعلاج مرض القلب.وهنا زوج من أكثر الطرق الواعدة:
• تولد الأوعية الدموية Angiogenesis. وتتضمن إعطاء مواد، مثل الخلايا الجذعية والمواد الجينية الأخرى، من خلال الوريد أومباشرة إلى أنسجة القلب المتضرر لتثير نمو أوعية دموية جديدة لتتجاوز الأوعية المسدودة.
• النبضان المعاكس الخارجي المعزز EECP (Enhanced External Counter pulsation . ربما يجد المرضى المصابين بالذبحة الصدرية المزمنة إلا أنهم لا يستجيبون للعلاج بالنيترات، أو أنهم غير مؤهلين للجراحات والإجراءات المختلفة، شفاءً بهذه الطريقة. ويتضمن هذا الاجراء للمرضى المعالجين خارج المستشفى استخدام كُفات علاجية treatment cuffs توضع على الساق تنفخ بالهواء وتفرغ، لزيادة إيصال الدم الذي يغذي الشريان التاجي.
ماذا نفعل إذا كانت لدينا حالة طارئة في الشريان التاجي؟
يجب أن نتعلم كيف نميز أعراض مرض القلب والظروف التي تسببها. ويجب أن نتصل بالطبيب إذا بدأنا نشعر بأعراض جديدة أو إذا أصبحت تتكرر أو شديدة بشكل أكبر. وإذا كان المريض يواجه عدم راحة في الصدر، وخصوصاً إذا كان هناك ضيقاً في النفس، أو خفقاناً في القلب، أو دوخة، أو نبضات قلب سريعة، أو غثيان أو تعرق. يجب عدم الانتظار لأكثر من دقائق قليلة للذهاب إلى أقرب مشفى أو عيادة.
إذا كان المريض مصاباً بالذبحة الصدرية ووصف له دواء النيتروغليسيرين nitroglycerin، فيجب أن يتصل بالطبيب أو أن يأخذه أي شخص لأقرب غرفة طوارئ إذا استمر الألم بعد تناول جرعتين (إذا تم تناولها بفترة زمنية فاصلة قدرها 5 دقائق) أو بعد 15 دقيقة.
سيطلب منك الطبيب مضغ حبوب الأسبرين للمساعدة على تحلل أي جلطات دموية ممكنة. إذا لم يكن هناك أي سبب طبي لتجنب الأسبرين