مرض السكر (الجزء الثانى) Diabetes Mellitus

اختبارات لاكتشاف مرض السكر
اختبار سكر الدم عن طريق شك الإصبع: (جهاز قياس السكر) هذا النوع من اختبار السكر، هو أسهل وأسرع اختبار سكر يمكنك القيام به. وأقل تكلفة من باقي الاختبارات الأخرى.
فهو يتطلب نقطة دم واحدة من إصبع اليد ويوضع الدم علي شريط خاص بالسكر ويتم وضعه في جهاز قياس السكر لتحديد مستوى السكر في الدم.
إذا كان القياس أكثر من 126 مليجرام/عُشر لتر (mg/dl) فيجب القيام بعمل اختبار سكر آخر، مثلاً: اختبار بعد فترة الصيام.
– اختبار سكر دوري:
يجب القيام بعمل اختبار لفحص السكر بشكل دوري مع كل فحص دوري تقوم به.
يتم الاختبار في المعمل عن طريق سحب كمية صغيرة من الدم بواسطة إبرة يتم إدخالها في وريد الذراع في المعمل.
يمكن أن يرتفع مستوى الدم إذا كنت تناولت بعض الطعام قبل الاختبار ولكن يجب ألا يكون أعلي من 200 مليجرام/عُشر لتر.
– اختبار السكر فترة الصيام:
يكون قياس السكر في الدم في أعلي درجاته بعد الأكل مباشرة (في الحالة الطبيعية) وأقل درجاته بعد فترة الصيام الطبيعية أثناء الليل.
لذلك يفضل دائماً قياس السكر بعد فترة صيام 8 ساعات علي الأقل. يتم أخذ عينة من الدم عن طريق الوريد، وتفحص في المعمل. إذا سجل القياس (126) أو أعلي فقد يكون ذلك علامة للإصابة بالسكر.
– اختبار تحمل السكر:
يتم عمل هذا الاختبار للسيدة الحامل، لاكتشاف وجود سكر الحمل.
يتطلب هذا الاختبار شرب حوالي 226 جرام من السوائل المسكرة بعد فترة صيام 8 ساعات.
يتم قياس مستوى السكر في الدم قبل تناول السوائل ثم كل ساعة بعد تناول السوائل ولمدة 3 ساعات. إذا حدث ارتفاع في مستوى السكر أكثر من الارتفاع المتوقع فقد تكون السيدة مصابة بالسكر.
* المضاعفات:
السكر من الأمراض التي قد لا يدركها المريض في بدايتها، حيث أن معظم الحالات لا يحدث بها أية أعراض ظاهرة ولكن السكر من الأمراض التي تصيب معظم الأعضاء الموجودة بالجسم بما فيها (القلب، الأعصاب، العين والكلى) .
“جلطة الشريان التاجي”
إذا تمكن المريض من السيطرة علي ارتفاع السكر في الدم سيكون من السهل تجنب معظم المضاعفات التي قد تحدث في الجسم. يسبب مرض السكر بعض المضاعفات طويلة وقصيرة المدى.
الأعراض القصيرة المدى تتطلب رعاية طبية فورية. أما الطويلة المدى فهي التي تنشأ مع مرور الوقت وقد تكون خطيرة جداً إذا لم يتم السيطرة عليها في بداية ظهورها.
– المضاعفات طويلة المدى:
–  إصابة الأعصاب:
أكثر من نصف المصابين بداء السكر يصابون بأنواع مختلفة من إصابات الأعصاب.
يرى الباحثون أن السبب وراء ذلك يرجع إلي زيادة نسبة السكر في الدم والذي يضر بجدار الأوعية الدموية التي تغذي الأعصاب.
الأعراض التي تحدث تعتمد علي نوع العصب الذي حدث له إصابة.
تحدث في أغلب الأحوال إصابة في العصب الحسي بالأرجل وأحياناً بالذراع، نتيجة مرض السكر.
قد يسبب هذا التأثير الشعور بالتنميل، الألم الشديد وتخدير وعادة تبدأ هذه الآلام في مقدمة الأصابع (القدم، اليد) وتبدأ في الانتشار بشكل تدريجي.
إذا لم يتم علاج هذه الأعراض، قد تؤدي إلي حدوث فقدان للإحساس في هذه الأطراف.
أما بالنسبة لإصابة الأعصاب المتصلة بالهضم، فقد يؤدي ذلك إلي حدوث غثيان، قيء، إسهال أو إمساك.
– إصابة الكلى:
تقوم الكلى بعملية تصفية لفضلات الطعام في الدم وتحديدها وإخراجها في البول وذلك عن طريق ملايين من الأوعية الدموية الدقيقة.
ولكن قد يؤدي مرض السكر إلي إصابة وتدمير هذه العملية قبل بداية الشعور بأي من أعراض مرض السكر.
بالنسبة للأشخاص المصابة بالنوع الأول من السكر، فهم أكثر عرضة من غيرهم من المصابين لأنهم لا يشعروا بأعراض المرض لفترة أطول من باقي المرضى.
– الأضرار التي تصيب العين:
تقريباً كل المصابين بالنوع الأول من مرض السكر، و60% من المصابين بالنوع الثاني للمرض يحدث لهم تلف في الأوعية الدموية لشبكية العين بعد مرور 20 عام علي الإصابة بالمرض. قد يسبب أيضاً مرض السكر الإصابة بالمياه البيضاء ويكون المريض أكثر عرضة للإصابة بالمياه الزرقاء.
معظم الأعراض التي تحدث للعين تكون بسيطة، ولكن قد تحدث أيضاً مشاكل خطيرة في بعض الأحيان.
– أمراض القلب والأوعية الدموية:
يرفع مرض السكر فرص إصابتك بأمراض القلب والأوعية الدموية المختلفة بشكل تدريجي.
وتتضمن هذه الأمراض (أمراض الشرايين التاجية، آلام الصدر، الذبحة الصدرية، السكتة الدماغية، ضيق الشرايين، وارتفاع ضغط الدم) .
قد يسبب مرض السكر أيضاً ارتفاع نسبة ثلاثي الجلسريد في الدم وهو نوع من أنواع الدهون في الدم، ويخفض نسبة البروتين مرتفع الكثافة (HDL) وهو نوع بروتين هام للدم والذي يعمل علي حماية الجسم من أمراض القلب
“ارتفاع الكوليسترول في الدم”.
– الإصابات:
يعمل ارتفاع نسبة السكر في الدم علي ضعف جهاز المناعة بالجسم ويزيد من فرص إصابتك بالعديد من الفيروسات. ومن أهم المناطق التي تصاب في الجسم: الفم، اللثة، الرئة، الجلد، القدم، الكلى، المثانة والأعضاء التناسلية.
– المضاعفات قصيرة المدى:
– انخفاض مستوى السكر في الدم:
تحدث هذه الحالة عند وصول مستوى السكر إلي 60 مليجرام/عُشر لتر. وتكون غالباً للمرضى الذين يعالجوا بالأنسولين ولكن قد تحدث في أنواع العلاجات الأخرى. يحدث الانخفاض في مستوى السكر نتيجة عوامل مختلفة، منها عدم تناول وجبة أساسية، القيام بتمارين رياضية عنيفة أو بشكل أطول من المعتاد أو عدم الانتظام في تناول العلاج.
الأعراض الأولي لانخفاض السكر تتضمن: زيادة إفراز العرق، الرعشة، الضعف، الشعور بالجوع، الدوار والغثيان. إذا حدث انخفاض للسكر إلي 40 مليجرام/عُشر لتر، سيشعر المريض بالنعاس، الارتباك وتخرج الكلمات من المريض بشكل غير واضح (تعثر القدرة الكلامية للمصاب).
إذا شعرت بأي من هذه الأعراض، يجب علي الفور شرب أو أكل أي شيء يساعد علي رفع معدل السكر بشكل سريع مثل الحلوى، المياه الغازية أو العصير.
في بعض الأحوال يحدث انخفاض شديد في مستوي السكر إلي درجة حدوث إغماء للمريض (المعروف بإغماء السكر).
أفضل علاج فوري لهذه الحالة هو حقن المريض بالجليكوجين (Glycogen) وهو نوع هرمون يحفز علي إفراز السكر في الجسم.
يجب علي أفراد الأسرة أو الأشخاص المقيمين مع المريض، تعلم كيفية إعطاء هذه الحقنة للمريض في حالة الإغماء.
– ارتفاع نسبة السكر:
في هذه الحالة يرتفع مستوى السكر إلي 600 مليجرام/عُشر لتر (mg/dl ) أو أكثر. وتحدث هذه الحالة لمريض النوع الثاني من السكر، خاصة في الفترة التي قد يكون المريض فيها غير مدرك أنه مصاب بالسكر.
يحدث الارتفاع أيضاً إذا تناول الشخص المريض جرعة كبيرة من الأستيرويد، كمية كبيرة من الكحوليات، زيادة الضغط العصبي أو بسبب إصابة معينة. تتضمن أعراض ارتفاع نسبة السكر: زيادة الشعور بالظمأ، زيادة التبول، ضعف عام، تشنج القدم، اضطرابات عنيفة وأحياناً حدوث غيبوبة.
إذا حدث ارتفاع في مستوى السكر لأكثر من 600(mg/dl) يجب اللجوء فوراً إلي الطبيب.
– زيادة الحامض في الدم:
تحتاج خلايا الجسم في بعض الأحيان إلي الطاقة التي يقوم الجسم بحرقها وبالتالي ينتج عنها حامض سام يسمى كيتون.
وهذه الحالة تحدث عادة للأشخاص المصابين بالنوع الأول من السكر.
تتضمن أعراض هذه الحالة الشعور بفقدان الشهية، الغثيان، القيء، الحمى، آلام المعدة والعرق المستمر. يجب فحص هذا الحامض في البول عندما يشعر المريض بهذه الأعراض أو عند ارتفاع السكر لأكثر من 240 بشكل مستمر. يباع هذا الاختبار في الصيدلية ويمكن عمله في البيت. يجب استشارة الطبيب في حالة وجود ارتفاع في مستوى حامض الكيتون.
* العلاج:    
السيطرة علي مستوى السكر في الدم هو أمر في غاية الأهمية للحفاظ علي الصحة العامة وتجنب الإصابة بالمضاعفات طويلة المدى لمرض السكر.
هناك بعض الأشخاص يقومون بالسيطرة علي مستوى السكر عن طريق النظام الغذائي السليم والتمارين الرياضية فقط دون تناول العلاج الدوائي.
هناك مجموعة أخرى قد تحتاج للأنسولين أو الأقراص الأخرى إلي جانب ذلك العلاج.
وفي كلتا الحالتين، السيطرة علي مستوى السكر هو مفتاح العلاج.
– مراقبة السكر في الدم:
بعد التأكد من الإصابة بمرض السكر، يصبح قياس مستوى السكر أمراً محيراً ومربكاً بالنسبة للمريض. ولكن مع تعلم قياس السكر وإدراك أهمية قياسه بشكل دوري ومحاولة الحفاظ علي المستوى المطلوب، يصبح الأمر أكثر سهولة بالنسبة للمريض.
المستوى الأمثل للسكر، يعتمد علي سن المريض ونوع السكر الذي أصيب به (النوع الأول، النوع الثاني) بالنسبة للشباب الذين لم يصابوا بعد بأية مضاعفات، إن المستوى المطلوب يكون بين 80 – 120 مليجرام/عُشر لتر (mg/dl) قبل الأكل، وأقل من 180 بعد الأكل.
أما بالنسبة للأكبر سناً والمصابين بأي من مضاعفات السكر فيجب ألا يرتفع مستوى السكر عن 100 – 140 قبل الأكل، وأقل من 200 بعد الأكل.
وذلك لأن انخفاض السكر بشكل كبير عند الأشخاص الأكبر في العمر يمكن أن يشكل خطورة أكثر لهم بالمقارنة بالشباب.
بالنسبة لعدد مرات قياس السكر في اليوم، فذلك يعتمد علي نوع السكر الذي أصابك.
إذا كنت مصاباً بالنوع الأول من السكر أو تعالج بواسطة الأنسولين، فيجب قياس السكر مرتين إلي 3 مرات في اليوم.
ولكن إذا كنت مصاباً بالنوع الثاني، أي أنك لا تتناول الأنسولين فيمكن قياسه مرة واحدة في اليوم أو مرتين في الأسبوع.
بالنسبة للأشياء التي تؤثر علي مستوى السكر هي:
1- الطعام:
يقوم الطعام برفع مستوى السكر، ويكون في أعلي درجاته بعد ساعة إلي ساعتين من الأكل. كمية ونوع الطعام الذي تتناوله هو الذي يؤثر علي مستوى السكر.
2- التمارين والنشاط الجسماني:
كلما زاد نشاطك الجسماني كلما قل مستوى السكر بشكل عام.
التمارين الرياضية تعمل علي نقل السكر إلي خلايا الجسم واستخدامه لإعطاء الجسم الطاقة اللازمة وخفض مستوى السكر في الدم.
أنواع الرياضة: مثل المشي، الجري وركوب الدراجات من أهم الرياضات التي تعمل علي خفض مستوى السكر. ولكن النشاطات الجسمانية الأخرى مثل الأعمال المنزلية المختلفة تساعد أيضاً علي خفض مستوى السكر.
3- بعض أنواع العلاجات:
الأنسولين وأقراص السكر الأخرى تعمل علي خفض مستوى السكر. ولكن إذا كان المريض يتناول بعض العقاقير لعلاجات أخرى قد تؤثر علي مستوى الجلوكوز.
الأستيرويد بالتحديد قد يرفع مستوى السكر في الدم.
بعض العقاقير الأخرى التي تعالج ارتفاع ضغط الدم، أو ارتفاع الكوليسترول مثل النيسين (niacin) قد ترفع من مستوى السكر.
4- اعتلال الجسم:
الاعتلال الجسدي مثل نزلات البرد ومثل هذه الأشياء يحفز الجسم علي إفراز بعض الهرمونات التي ترفع مستوى السكر في الدم.
بالإضافة إلي ذلك فإن الحمى علي سبيل المثال تزيد من عملية التمثيل الغذائي للجسم وتزيد من عملية انتفاع الجسم بالسكر وبالتالي تغير من كمية الأنسولين التي يحتاجها الجسم في الحالة الطبيعية.
لذلك يجب مراقبة مستوى السكر بشكل منتظم أثناء فترات التعب.
5- الكحوليات:
الكحوليات، الكميات البسيطة منها تعمل علي خفض مستوى السكر بشكل كبير (مقدار 56 جرام) ولكن في بعض الأحيان أيضاً يتسبب الكحول في رفع مستوى السكر.
إذا كنت تتناول الكحول، فيجب تناول كميات قليلة منه ومراقبة مستوى السكر قبل الشرب وبعده لمعرفة مدى تأثيره عليك وعلي مستوى السكر. ولا تنسي دائماً أن الكحول يعتبر مثل السعرات الحرارية للكربوهيدرات في نظامك الغذائي.
6- تقلبات في مستوى الهرمون:
الهرمون الأنثوي (الأستيروجين) بالتحديد يقوم بجعل خلايا الجسم أكثر حساسية تجاه الأنسولين.
وهرمون البروجسترون يجعل الخلايا أكثر مقاومة للأنسولين.
بالرغم من تقلب مستوى هذه الهرمونات عند السيدات في فترة الدورة الشهرية إلا أن السيدات قد لا يلاحظن التغيير في مستوى السكر في هذه الفترة.
يتغير مستوى الهرمون في الجسم أيضاً في الفترة قبل انقطاع الدورة نهائياً عند السيدات (في سن انقطاع الدورة) ويختلف مستوى التأثير من سيدة إلي أخرى، ولكن يمكن السيطرة علي هذه التغيرات بسهولة عن طريق التمارين الرياضية وتغيير نظام التغذية (اتباع نظام جيد). أما إذا كانت الحالة أكثر خطورة، فقد ينصحك الطبيب بتناول بعض العقاقير أو استخدام الهرمونات البديلة بعد فترة انقطاع الدورة.
“مزيد من التفاصيل مرحلة إنقطاع الدورة”
7- النظام الغذائي الصحي:
اتباع نظام غذائي محدد لا يعني أن عليك تناول الأطعمة غير المحببة لديك أو تناول أنواع معينة من الأطعمة فقط. ولكن معناه تناول المزيد من الفاكهة، الخضراوات، الحبوب، أي الأطعمة الغنية بالفوائد ومنخفضة السعرات والدهون – وأيضاً تناول كمية منخفضة من منتجات الألبان واللحوم الحيوانية والحلوى.
8- التمارين الرياضية:
التمارين الرياضية هامة جداً سواء للأصحاء أو المرضى. والتمارين المفيدة للقلب والرئة تساعد بشكل كبير علي إنقاص معدل السكر في الدم.
يمكن استشارة طبيبك عن نوعية التمارين الأفضل بالنسبة لك، خاصة إذا كنت تعاني من مشاكل صحية أخرى (مثل أمراض القلب).
الرياضات الخفيفة مثل المشي، الجري، ركوب الدراجات، أو السباحة هي من أفضل الرياضات.
حدد هدف لنفسك وفترة محددة للقيام بالتمارين ليس أقل من 30 دقيقة معظم أيام الأسبوع، أو 3 أيام علي الأقل.
عندما تبدأ في القيام بالتمارين لأول مرة، أجعلها لفترة قصيرة ثم ضاعف الفترة بشكل تدريجي.
9- الوزن المثالي:
زيادة وزن الجسم بشكل كبير هي من أخطر العوامل التي تساعد علي الإصابة بمرض السكر (النوع الثاني) وذلك لأن الدهون في الجسم تجعل الخلايا أكثر مقاومة للأنسولين. ولكن مع فقدان الوزن الزائد تصبح خلايا الجسم أكثر تفاعلاً مع الأنسولين.
بالنسبة لبعض الأشخاص المصابين بالنوع الثاني من مرض السكر، فإن إنقاص الوزن هو أهم الأشياء التي يحتاجها المريض للتحكم في مستوى السكر.
المعدل الطبيعي لإنقاص الوزن هو من 4 – 9 كيلو (حسب زيادة الجسم).
يمكنك متابعة إنقاص وزن جسمك مع طبيب سمنة متخصص لاتباع أفضل الطرق لك.
10- العلاج الدوائي:
إذا وجد المريض أن اتباع النظام الغذائي الصحيح والقيام بالتمارين الرياضية وإنقاص الوزن ليس كافياً للتحكم في مستوى السكر، فقد يكون في حاجة إلي علاج دوائي عن طريق الأنسولين أو الأقراص (حسب استشارة الطبيب).
كل المرضى المصابين بالنوع الأول من مرض السكر وبعض المصابين بالنوع الثاني في حاجة إلي العلاج بالأنسولين يومياً لتعويض النقص الذي يسببه البنكرياس.
لا يمكن تناول الأنسولين في شكل أقراص لأن أنزيمات المعدة تقوم بمهاجمته وتدمره ويصبح غير مؤثر علي الجسم، لذلك يجب تناوله عن طريق الحقن.
هناك أنواع من حقن الأنسولين، هناك نوع الحقن العادي (السرنجة) وهناك نوع آخر يتم إخراج الأنسولين عن طريق الضخ، ومن خلال آلة ضخ الأنسولين يمكن التحكم في كمية الأنسولين في كل مرة وتحديد الكمية المطلوبة وذلك يعتمد علي كمية الطعام الذي تم تناوله ونوع النشاط الذي يقوم به المريض ومستوى الجلوكوز. ولكن هذا النوع من الأنسولين لا يتم استخدامه إلا للأشخاص الذين يقومون بنشاطات مختلفة ويستطيعون التحكم في مستوى الجلوكوز بشكل جيد.
أكثر أنواع الأنسولين انتشاراً هو الأنسولين البشري المركب والذي يكون مطابقاً كيمائياً بشكل كبير مع جسم الإنسان وأنسجته ولكن يتم تحضيره معملياً. ومع ذلك فهو لا يقوم بوظيفة الأنسولين الطبيعي بشكل جيد.
هناك أنواع أخرى من العلاج الدوائي تتضمن:
– عقاقير “Sulfonylurea”:هذه الأنواع من العقاقير تقوم بتحفيز البنكرياس لإفراز كمية أكبر من الأنسولين بشكل طبيعي بدون العقاقير أو إن كانت كمية قليلة وذلك لتكون هذه العقاقير فعالة.
أكثر الأعراض الجانبية انتشاراً لهذا العقار هو انخفاض نسبة السكر في الدم، خاصة في بداية العلاج (الأربع شهور الأولي من العلاج) خاصة إذا كنت تعاني من بعض المشاكل في وظائف الكلى أو الكبد.
– عقار “Meglitinides”: هذه الأنواع من العقاقير مثل (repaclinide -المادة الفعالة) تقوم بنفس عمل “sulfonylurea” ولكن بدون الأعراض الجانبية له أي بدون حدوث انخفاض كبير في نسبة السكر.
– عقار “Biguanides”: المادة الفعالة (metformin) هذه الأنواع من العقاقير تقوم بمنع الكبد من إفراز الجلوكوز ، وذلك يعني أن الجسم يحتاج لكمية أنسولين أقل لأن كمية الجلوكوز أقل .
– عقار “Alpha-glucosidose inhibitors”: هذه الأنواع تقوم بمنع تأثير الأنزيمات في الجهاز الهضمي والتي تقوم بتدمير الكربوهيدرات وبالتالي تقل عملية امتصاص السكر في مجرى الدم. وتمنع عملية ارتفاع نسبة السكر بعد تناول الطعام.
تتضمن الأعراض الجانبية لهذه العقاقير انتفاخ البطن، غازات، إسهال.
قد يحدث أيضاً بعض الأضرار في الكبد في حالة تناول جرعات زائدة.
– عقار”Thiazolidinediones”: هذه الأنواع تجعل الجسم أكثر حساسية وتأثر بالأنسولين وتحد من الإفراز الزائد للجلوكوز عن طريق الكبد.
تتضمن الأعراض الجانبية لهذه العقاقير مثل (Rosiglitazone ,Pioglitazone,Hydrochloride)  تورم الجسم (تضخم)، زيادة وزن الجسم، إرهاق. وقد تحدث أيضاً بعض الأضرار بالكبد.
لذلك ينصح الأطباء بعمل فحص علي الكبد كل شهرين أثناء السنة الأولي من بداية العلاج.
واستشارة الطبيب فوراً إذا لاحظت أي من علامات إصابة الكبد مثل الغثيان، القيء، آلام في البطن، فقدان الشهية، يصبح البول داكن اللون أو اصفرار لون الجلد وبياض لون العين.
– تركيبات العقاقير: استخدام أنواع مختلفة من العقاقير تساعدك في السيطرة علي مستوى السكر.
يمكن الجمع بين فئتين أو ثلاثة من هذه الفئات المختلفة (تحت إشراف الطبيب) لإعطاء أفضل النتائج.
* ملحوظة: هذه الأسماء التي تم ذكرها هي المادة الفعالة لبعض العقاقير وليس اسم العقار نفسه، ويجب استشارة الطبيب قبل استخدام أي نوع عقار.
– زرع الأعضاء: ركز بعض الباحثين في العالم في الأعوام الأخيرة علي فكرة زرع الأعضاء عند بعض الأشخاص المصابين بالنوع الأول من مرض السكر:
زرع البنكرياس:
تم زرع البنكرياس منذ عام 1960، ومعظم هذه العمليات تمت مصاحبة لعملية زرع الكلى.
الفشل الكلوي هو من أهم المضاعفات التي تحدث عند مريض السكر، وعملية زرع البنكرياس قد تساعد في بقاء الكلي شبه سليمة.
في بعض عمليات زراعة الكلي الناجحة لدى الأشخاص المصابين بالسكر، قد لا يحتاجوا بعد ذلك لاستخدام الأنسولين ولكن نجاح هذه الأنواع من العمليات ليس مضموناً بشكل كبير.
قد يقوم جسم الإنسان برفض العضو الجديد عليه بعد أيام أو بعد سنوات من زراعته. وذلك يعني أنك ستحتاج تناول عقاقير لإخماد مناعة الجسم طوال العمر.
وهذه العقاقير لها أعراض جانبية خطيرة جداً، لذلك لا يجب زرع البنكرياس إلا في حالة حدوث مضاعفات كبيرة جداً بسبب الارتفاع المستمر للسكر في الدم وعدم التحكم فيه بأي نوع من العلاج.
* العناية الشخصية للمريض: 
– السيطرة علي السكر: يجب أن تلتزم بالسيطرة علي مستوى السكر، ومراقبته بشكل مستمر.
اتباع نظام غذائي جيد، ممارسة التمارين الرياضية بشكل دوري والحفاظ علي وزن الجسم الصحي.
– فحص سنوي شامل: يجب علي مريض السكر القيام بعمل فحص سنوي شامل بالإضافة إلي القياس الدوري لمستوى السكر.
وهي فرصة لاكتشاف أية مضاعفات تحدث في الجسم مبكراً وإمكانية السيطرة عليها مثل أمراض القلب أو الكلي.
– فحص العين سنوياً:منذ بداية ظهور أعراض السكر، تحدث أضرار عديدة بالعين. يجب أن تخبر طبيب العين أنك مريض سكر، وذلك لفحص أية أعراض عن إمكانية ظهور مياه بيضاء أو زرقاء أو أية أضرار قد تحدث في شبكية العين.
– زيارة طبيب الأسنان دورياً: يجب زيارة طبيب الأسنان بشكل دوري، وذلك لأن أمراض اللثة وإصابات الفم عموماً تنتشر بشكل سريع بين مرضى السكر.
زيارة الطبيب باستمرار ، تنظيف الأسنان مرتين سنوياً عند الطبيب تحافظ علي عدم ظهور أي مشاكل في الفم والأسنان. بالإضافة إلي ذلك يجب تنظيف الأسنان مرتين في اليوم بالفرشاة واستشارة الطبيب في حالة وجود احمرار أو تورم في اللثة.
– أخذ التطعيمات اللازمة: لأن ارتفاع نسبة السكر في الدم تضعف من جهاز المناعة في الجسم، فإن مريض السكر يكون معرض للإصابة بالفيروسات أكثر من الشخص العادي.
لذلك يمكن أخذ تطعيم ضد الأنفلونزا بشكل سنوي، وتطعيم ضد أمراض الرئة وأيضاً تطعيم دوري ضد التيتانوس. ويمكن استشارة الطبيب عن إمكانية أخذ تطعيم ضد فيروس الكبد الوبائي (B).
– العناية بالقدم: قد يؤدي السكر إلي تدمير أعصاب القدم والتي تؤدي إلي عدم الشعور بالألم في القدم. لذلك قد يصاب بأي إصابة في القدم دون الشعور بها.
وأيضاً يحدث بطء شديد في التئام الجروح عند مريض السكر وذلك نتيجة الضعف الذي يحدث في قوة تدفق الدم. ومن ثمَ يجب المحافظة علي القدم بشكل كبير وفحصها باستمرار وتجنب إصابتها.
يجب غسل القدم يومياً بماء دافئ، وتنشيفها جيداً واستخدام الكريمات المرطبة وتدليكها.
يقلل السكر في كمية العرق الذي يفرزه الجسم بشكل طبيعي، لذلك يجب مراعاة الجلد جيداً لأنه يكون في الغالب جاف ويسهل إصابته.
يجب ارتداء الجوارب الناعمة علي القدم، والأحذية المريحة للمريض المصنوعة من الجلد الخفيف للسماح بدخول الهواء للقدم.
– الإقلاع عن التدخين: التدخين بالنسبة لمريض السكر هو من أكثر العوامل التي تؤدي إلي الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية. ويرفع التدخين أيضاً من فرص الإصابة بأمراض الكلى وتدمير الأعصاب.
– تجنب شرب الكحوليات: تقوم الكحوليات بمنع إفراز الجلوكوز من الكبد، وتؤدي إلي انخفاض معدل السكر بشكل كبير مما قد يؤدي إلي حدوث غيبوبة سكر.
إذا كنت تشرب الكحوليات، يمكنك تقليل الكمية التي تتناولها وتناول بعض المأكولات الخفيفة قبل الشرب.
– تناول الأسبرين يومياً: تناول الأسبرين يومياً (سواء أسبرين أطفال أو الأسبرين المغلف) يساعد علي خفض معدل إمكانية الإصابة بأزمة قلبية بنسبة 60%.
الإكثار من تناول الأسبرين قد يؤدي إلي حدوث قرحة في المعدة أو نزيف (لذلك يفضل استخدام الأسبرين المغلف).
يجب استشارة الطبيب لتحديد الجرعة المسموح بها لك.
– مراقبة ضغط الدم: يعتبر المصابين بالسكر، هم أكثر الناس عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم.
وجود ارتفاع في ضغط الدم مع السكر يسبب العديد من الأمراض مثل أمراض الأوعية الدموية، أزمات القلب، السكتة الدماغية.
لذلك يجب اتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية باستمرار لتجنب أية إصابات أو أمراض أخرى.
– السيطرة علي الضغوط العصبية: التعامل مع الضغوط العصبية يجعل التحكم في نسبة السكر والحفاظ علي صحتك من أصعب الأمور.
الضغوط العصبية قد تجعل الشخص يأكل الأشياء غير الصحية له وعدم ممارسة التمارين بانتظام أو عدم المحافظة علي العلاج الدوائي.
لذلك يجب السيطرة علي الضغوط العصبية، وإيجاد الحلول المناسبة لأي مشكلة، والتفكير بشكل هادئ في المشاكل اليومية التي تواجهه.
بعض التمارين الرياضية مثل اليوجا تساعد علي تهدئة الأعصاب والتخلص من الضغط العصبي.
مرض السكر من الأمراض التي قد تسبب مشاكل خطيرة ولكن يمكن السيطرة عليه ومتابعة الحياة بشكل طبيعي وصحي، وذلك بإتباع الإرشادات السابقة بدقة.
اقرأ أيضا:  قلم الانسولين شعاع أمل جديد لمرضى السكر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *