متى يحدث الحمل بعد الدورة بكم يوم ؟

إنّ فهم الدورة الشهرية أمراً بالغ الأهمية لتحديد موعد الإباضة والتخطيط للحمل أو حساب الوقت الذي تزيد احتمالية حدوث الحمل فيه. نظرياً يمكن أن يحدث الحمل في أي مرحلة من الدورة الشهرية، خاصةً إذا كانت الدورة غير منتظمة. كما تجدر الإشارة أنّ عدم انتظام الدورة الشهرية قد يجعل من الصعب تحديد أيام الإباضة، وهذا ما يزيد احتمالية حدوث الحمل غير المخطط له. في هذا المقال سنناقش متى يحدث الحمل بعد الدورة بكم يوم ؟ وما هي العوامل التي تزيد من فرص الحمل، وكيفية منع الحمل غير المخطط له.

كم تكون مدة الدورة الشهرية عادةً؟

وسطياً تستمر الدورة الشهرية 28 يوم، وتبدأ من اليوم الأول من نزول دم الحيض إلى اليوم الأول من الحيض في الدورة التي تليها. ومع ذلك، من الشائع جداً أن تكون الدورة غير منتظمة عند بعض النساء، وعادةً ما تستمر الدورة غير المنتظمة لمدة تزيد أو تنقص من سبعة إلى تسعة أيام عن الدورة الشهرية الطبيعية.

وهناك العديد من الحالات التي يمكن أن تسبب عدم انتظام الدورة الشهرية، مثل الأورام الليفية، وخراجات المبيض، السليلات أو البوليبات (نوع من الأوام الحميدة)، ومن الممكن أيضاً أن يسبب القلق والتوتر دورات غير منتظمة.

متى تزيد احتمالية حدوث الحمل؟

الإباضة هي إطلاق بويضة من أحد المبيضين، وبعد إطلاق البويضة تنتقل عبر قناة فالوب، حيث تبقى لمدة 24 ساعة تقريباً. يحدث الحمل عندما تصل الحيوانات المنوية إلى قناة فالوب ويحدث إخصاب للبويضة الموجودة خلال هذا الوقت، وإذا لم تخصب الحيوانات المنوية البويضة، تنتقل البويضة إلى الرحم وتتحلل، وتكون جاهزة لمغادرة الجسم خلال فترة الحيض التالية.

وعادةً ما تحدث الإباضة في اليوم 12- 14 من بدء الطمث في الدورات الشهرية المنتظمة، وليس من الضرورة أن تحدث الإباضة دائماً في نفس اليوم من كل شهر ويمكن أن يختلف يوم أو أكثر عن التاريخ المتوقع لحدوثها.

يطلق الأطباء على الفترة من الدورة الشهرية حول فترة الإباضة الفترة النافذة أو نافذة الخصوبة لأن فرصة المرأة للحمل تكون أعلى في هذا الوقت، على سبيل المثال، إذا حدث الإباضة لدى المرأة في اليوم 14، فيمكن أن يحدث الحمل في ذات اليوم أو خلال الـ 24 ساعة التالية. ومع ذلك، أظهرت العديد من الأبحاث أن نافذة الخصوبة يمكن أن تبدأ قبل الإباضة ببضعة أيام لأن الحيوانات المنوية يمكن أن تبقى نشطة لمدة تصل حتى 5 أيام داخل جسم الأنثى. لذلك، حتى لو لم يحدث جماع في اليوم 14 أو 15 من الدورة الشهرية، فلا يزال هناك احتمالية لحدوث الحمل في حال الجماع دون وقاية في الأيام 9 إلى 13.

بحثت دراسة نُشرت في مجلة Human Reproduction في بيانات من 5830 امرأة حامل، وجد الباحثون أن احتمالية حمل المرأة ترتفع بشكل واضح بعد 7 أيام من آخر دورة شهرية، ويكون احتمال الحمل هذا أعلى في اليوم 15 من الدورة ويصبح احتمال الحمل شبه معدوم في اليوم 25. أشارت هذه الدراسة أيضاً إلى أن النساء الأكبر سناً والنساء اللائي لديهن دورات منتظمة تزداد احتمالية حدوث الحمل لديهن في وقت مبكر من الدورة الشهرية.

متى يحدث الحمل بعد الدورة بكم يوم؟

كلما كان موعد الإباضة قريب من فترة حدوث الطمث، زادت فرص الحمل بعد الدورة. وبشكل عام، إذا حدث الجماع قبل الإباضة بخمسة أيام وحتى يوم واحد بعد الإباضة، يمكن أن يحدث الحمل، تزداد احتمالية حدوث الحمل إذا كانت هناك حيوانات منوية نشطة في قناتي فالوب أثناء الإباضة.

بالنسبة إلى النساء اللواتي لديهن دورات منتظمة، يمكن أن يحدث الحمل في وقت مبكر في اليوم السابع مباشرةً بعد الدورة أو الطمث، لذلك في حال عدم وجود رغبة في الحمل، من المهم استخدام وسائل منع الحمل خلال تلك الفترة.

حسب بعض الدراسات، في حال كانت الدورة الشهرية لدى المرأة قصيرة أقل من 28 يوم، يمكن أن يحدث الحمل في وقت مبكر بعد 3 أيام من بدء الدورة الطمثية. ما هي العوامل التي تزيد احتمال حدوث الحمل بعد الدورة الطمثية؟ تزداد احتمالية خدوث الحمل لدى المرأة بعد الدورة الطمثية في حال:

• الجماع دون استخدام وسائل منع الحمل.
• إذا كانت الدورة الشهرية قصيرة جداً أو غير منتظمة.
• عند النساء اللواتي تجاوزن سن الأربعين وفي الفترة القريبة من سن اليأس، حيث وجدت دراسة أجريت عام 2002 أن النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 40-45 التبويض يكون أبكر قليلاً من النساء الأصغر سناً.

ما هي العوامل التي تزيد احتمال حدوث الحمل بعد الدورة الطمثية؟

لزيادة فرص الحمل إلى الحد الأقصى، ينبغي أن يحدث وقت الجماع خلال اليومين إلى الثلاثة أيام التي تسبق الإباضة بالإضافة إلى يوم الإباضة، خلال أي من هذه الأيام قد تزيد فرصة الحمل بنسبة 20-30 في المائة. وتتضمن النصائح الأخرى لتحسين فرص الحمل ما يلي:

• الجماع المنتظم، معدلات الحمل تكوو أعلى في حال حدوث الجماع كل يومين أو ثلاثة أيام على مدار الشهر.
• تجنب التدخين، يقلل استخدام التبغ من الخصوبة ويؤثر على صحة الجنين النامي.
• تجنب الكحول، يمكن أن يقلل تناول الكحوليات من الخصوبة لدى كل من الذكور والإناث وكذلك يضر بالجنين.
• الحفاظ على وزن طبيعي، النساء اللواتي يعانين من زيادة الوزن أو نقص الوزن هم أكثر عرضة للإباضة غير المنتظمة.

يمكن للطبيب تقييم الصحة العامة للزوجين وقد يكون قادراً على تحديد طرق لتحسين احتمالية الحمل.

منع الحمل

الطريقة الأكثر فعالية لتجنب الحمل هي الامتناع عن الجماع خلال الفترة ما حول الإباضة أو استخدام وسائل منع الحمل مثل الواقي الذكري أو وسائل تحديد النسل الأخرى، وإنّ استخدام طريقتين معاً يوفر حماية إضافية، على سبيل المثال، استخدام حبوب منع الحمل بالإضافة إلى الواقي الذكري.

تسهل العديد من تقنيات مراقبة الخصوبة تحديد الفترة النافذة أو نافذة الخصوبة وبالتالي تقلل من استخدام وسائل منع الحمل، وتكون هذه الطرق أكثر فعالية في حال كانت الدورة الشهرية منتظمة، وتشمل بعض استراتيجيات مراقبة الخصوبة ما يلي:

• قياس درجة حرارة الجسم: عادةً ما ترتفع درجة حرارة الجسم في الصباح بعد فترة وجيزة بعد الإباضة.
• اختبارات مراقبة الإباضة في المنزل: تعطي هذه الاختبارات عادةً نتيجة إيجابية قبل الإباضة بيوم أو يومين، ولكن يمكن أن يعطي الاختبار إيجابية كاذبة أي نتيجة إيجابية دون حدوث الإباضة بالفعل، حيث تعمل هذه الاختبارات من خلال الكشف عن هرمون LH (الهرمون اللوتيني) الذي ترتفع مستوياته قبل يوم أو يومين من الإباضة.
• تحري خصوبة سائل عنق الرحم: حيث تشير زيادة سماكة سائل عنق الرحم مع وجود نسيج مشابه لبياض البيض الخام إلى قرب حدوث الإباضة.
• التحقق من وضع عنق الرحم والملمس: قد يُلاخظ لدى بعض النساء تغير في وضعية عنق الرحم ونسيجه المخاطي الخاصة خلال مختلف مراخل الدورةالشهرية.

الخلاصة

إن توقيت الدورة الشهرية ليس له علاقة كبيرة بموعد الحمل، لذلك فإن حساب الأيام التي تلي الدورة الطمثية ليس طريقة دقيقة لتحديد الوقت المحتمل الذي يمكن أن يحدث فيه الحمل، وإنّ الطريقة الأكثر دقة التي تساعد في التخطيط للحمل هي مراقبة الإباضة لتحديد الوقت المحتمل للإباضة، وكذلك أيام الخصوبة حول فترة الإباضة.