ما هو الفرق بين الجبيرة والجبس ؟

إذا كنت قد أصبت من قبل بكسر في العظم أو رافقت أحداً ما إلى المستشفى لعلاج كسر أو إصابة في أحد الأطراف، فلا بد أنك رأيت الجبس و الجبيرة. بعد تشخيص الإصابة بكسر العظام أو ما حولها، يعالج بعض المرضى باستخدام الجبيرة بينما يعالج آخرون بالجبس. وربما تساءلت: “لماذا يستخدم هذا الجبيرة والآخر يستخدم الجبس؟ في هذا المقال سنخبرك ما هو الفرق بين الجبيرة والجبس وما هي استخداماتها وإيجابياتها وسلبياتها.

الجبيرة والجبس هي عبارة عن أغلفة صلبة تستخدم في دعم وحماية العظام والأربطة والأوتار والأنسجة التي تحيط بها. كما تعتبر الجبيرة والجبس أحد الوسائل الهامة للمساعدة في شفاء كسور العظام وذلك عن طريق الحفاظ على الأطراف المكسورة ثابتة وبوضعية مستقيمة قدر الإمكان، بالإضافة إلى كونها تساهم أيضاً في تخفيف الألم والتورم في المنطقة المصابة وتحميها من حدوث أي ضرر إضافي.

ما هو الفرق بين الجبيرة والجبس؟

يكمن الفرق بين الجبيرة والجبس في نوعية المواد التي تدخل في تكوين كل منهما، ومدة الاستخدام، ونوع الإصابات التي تستخدم فيها كل منهما. وبشكل عام، يتم تطبيق الجبس عند الإصابة بكسور العظام وذلك بلفه حول الطرف المصاب بحيث يحيط الجبس بكامل الطرف بشكل قالب ولا يمكن إزالته إلا في عيادة الطبيب، على عكس الجبيرة التي يمكن تعديلها أو إزالتها بسهولة وهي لا تحيط بكامل بالطرف المصاب بشكل كامل.

مما يتكون الجبس وكيف يتم استخدامه؟

تعتبر قوالب الجبس التي تتكون من الجص من أقدم أنواع الجبس استخداماً، حيث يتم خلط مسحوق الجص ذو اللون الأبيض بالماء حتى يشكل عجينة سميكة القوام، وقبل تطبيق الجبس على المنطقة المصابة يقوم الطبيب بوضع لفافة رقيقة مصنوعة من مادة قماشية ثم لف عدة طبقات من القطن الناعم فوق تلك اللفافة، وذلك بهدف حماية الجلد الموجود تحت الجبس ولجعل تحريك الجبس أسهل، ليتم بعد ذلك تطبيق عجينة الجبس حول الطرف المصاب بحيث تحيط به بشكل تام وتركها حتى تجف وتشكل قالب صلب.

عادة ما يستغرق الجبس المصنوع من الجص فترة تمتد من عدة ساعات حتى يوم ونصف حتى يجف بشكل تام ويصبح صلباً، وقد يستغرق فترة أطول من ذلك في حال المشي على الطرف المصاب بالكسر.

هناك أيضاً قوالب الجبس المصنوعة من الألياف الزجاجية بدلاً من الجص، وهي أكثر استخداماً في أيامنا هذه من قوالب الجص، وذلك لكون قوالب الألياف الزجاجية أكثر مسامية وتسمح بأخذ الصور الشعاعية لمتابعة خالة الطرف المصاب، وأيضاً هي أخف وزناً من الق الب المصنوعة من الجص وبالتالي تكون أكثر راحة عند تطبيقها والجلد الموجود أسفل الجبس يكون أقل عرضةً للتهيج.

ويتم تطبيق الجبس المصنوع من الألياف الزجاجية بطريقة مماثلة لقوالب الجص وذلك بعد نقع الألياف الزجاجية في الماء لبعض الوقت ثم لفها حول المنطقة المصاب بعد وضع بطانة من القطن الناعم تحتها. وعادةً ما يجف الجبس المصنوع الألياف الزجاجية بشكل أسرع من الجبس المصنوع من الجص، حيث تستغرق الألياف الزجاجية حوالي 20 إلى 30 دقيقة حتى تجف بشكل كامل.

اقرأ أيضا:  نصائح للتغلب على التهاب المفاصل الروماتويدي

مما تتكون الجبيرة وكيف يتم استخدامها؟

يمكن الإشارة إلى الجبيرة على أنها نصف الجبس لأنها لا تحيط بالطرف بشكل كامل، ويمكن إزالة الجبيرة بسهولة لأنها عادةً ما تكون متصلة بالطرف باستخدام أشرطة خاصة. هذا يعني ايضاً أنه يمكن ضبط الجبيرة أو تعديلها بسهولة لاستيعاب الطرف عندما يخف التورم الناجم عن الإصابة. تحتاج الجبيرة، مثل الجبس أيضاً، إلى حشوة قطنية على الجلد قبل تطبيقها.

في معظم الأوقات عندما تكون هناك تورم شديد، يكون من المنطقي أكثر استخدام جبيرة أولاً. هذا لأنه مع انخفاض التورم، سيبدأ الجبيرة في النهاية في الشعور بالارتخاء. ونظراً لأنه لا يمكن ضبط الجبس، فمن المنطقي استخدام جبيرة قابلة للتعديل أولاً قبل استخدام الجبس في النهاية. لهذا السبب غالباً ما يتم استخدام الجبيرة كعلاج أولي في الحالات الإسعافية لكسور العظام بغرض تثبيت الكسر ريثما يتم نقل المريض لإجراء فحوصات أكثر شمولاً والتأكد من حالة العظام.

متى يتم فك الجبس والجبيرة؟

تتراوح مدة بقاء الجبيرة والجبس قبل فكها من عدة أيام إلى عدة أسابيع وذلك حسب نوع الإصابة، إذا كانت المنطقة المصابة متورمة للغاية، فيمكن استخدام جبيرة قابلة للتعديل أولاً، وغالباً ما تحتاج الجبائر إلى التعديل في الأيام القليلة الأولى إذا كانت إصابتك متورمة. مع انخفاض التورم، قد تصبح الجبيرة فضفاضة للغاية. وفي حال زيادة التورم، فقد تصبح الجبيرة ضيقة جداً. وإذا كنت بحاجة إلى قالب جبس، فسيقوم طبيبك بإزالة الجبيرة ووضع الجبس، كونه يوفر ثبات أكبر للطرف أو العظم المصاب.

ما هو الأفضل استخدام الجبس أم الجبيرة؟

يعتمد هذا على ما يقرره الطبيب أنه الأفضل لمعالجة الإصابة، فإن استخدام الجبيرة أو الجبس يعتمد على شدة الكسر بالإضافة إلى شدة التورم الموجود.

على سبيل المثال، عند الإصابة بكسر شديد مثل الكسور التي تحدث نتيجة السقوط من مكان مرتفع جداً أو التعرض لحادث سير،  سوف تتأثر بالإصابة  أيضاً الأنسجة المحيطة بالعظم مثل الأربطة والأوتار والعضلات، وقد يكون هناك نزيف غزير بسبب شدة الإصابة، وبالتالي الكثير من التورم. وفي تلك الحالات، غالباً ما يوصي الأطباء باستخدام الجبيرة وذلك لكون الجبيرة أكثر راحة للمنطقة المصابة، حيث يمكن ضبطها بسهولة في حال زاد التورم أو انخفض. وأحياناً، بعد زوال التورم بشكل كامل، يوصي الطبيب باستخدام الجبس، بالرغم من كونه أثقل وزناً وبالتالي قد يكون مزعجاً بعض الشيء، لكنه يوفر دعم وثبات أكثر مما توفره الجبيرة.

من ناحية أخرى، إذا كان الكسر خفيف، حيث لا توجد فرص لحدوث تورم شديد، فغالباً ما يوصي الأطباء بتثبيت الكسر باستخدام قوالب الحبس. وبعد تطبيق الجبس حول الطرف المصاب، ينبغي تحديد مواعيد لمتابعة حالة الطرف المصاب باستخدام التصوير بالأشعة السينية، وعند التأكد أن الكسر قد شُفي تماماً، يقوم الطبيب بإزالة الجبس باستخدام منشار يحتوي شفرة معدنية مستديرة مسطحة يمكن أن تقطع الجبس دون إصابة الجلد تحته. على عكس الجبيرة التي يمكن إزالتها بسهولة باستخدام الأربطة أو الشرائط الخاصة بها.

بعض النصائح للعناية بالجبيرة والجبس

لتسريع الشفاء والحفاظ على  ثبات الطرف المصاب اتبع التدابير التالية:

  • لتخفيف الألم والتورم حافظ على الذراع أو الساق المصابة مرتفعة لمدة تتراوح من يوم إلى ثلاثة أيام بعد وضع الجبيرة أو الجبس، يجب أن يكون الطرف المصاب في وضع أعلى من قلبك للسماح بتصريف السوائل.
  • قم بتغطية الجبس أو الجبيرة أو لفها بكيس بلاستيكي قبل الاستحمام، حافظ على الجبيرة نظيفة وجافة، يمكن استخدام مجفف الشعر ذو الإعداد البارد لتجفيف الجبس المصنوع من الألياف الزجاجية إذا أصبح رطباً، اتصل بطبيبك إذا لم تجف الجبيرة أو إذا أصبح الجلد تحت الجبيرة رطباً. بالرغم من أنّ الألياف الزجاجية التي تدخل في تركيب الجبس وبعض أنواع الحبائر قد تكون مقاومة للماء، لكن الطبقة المبطنة لها ليست كذلك.
  • تجنب الضغط على الجبس، إذا تعرضت لإصابة في ساقك وتم معالجتها باستخدام الجبس، فتأكد من أن الجبس تصلب تماماً قبل أن تحاول المشي عليها.
  • لا تضع أي أشياء داخل الجبيرة أو الجبس، وتجنب استخدام المستحضرات أو المساحيق على الجلد تحت الجبيرة أو الجبس.
  • لا تحاول خدش الجلد المصاب بالحكة تحت الجبس بأداة حادة، قد يؤدي هذا إلى حدوث عدوى إذا حدث تشقق في الجلد.
  • اتصل بالطبيب إذا لاحظت انبعاث رائحة غريبة أو كريهة من الجبس، يمكن أن يتسبب التعرق أو الرطوبة تحت الجبس في نمو العفن، ويمكن أن يتشقق الجلد ويصاب بالعدوى إذا ظل رطباً لفترة طويلة.
  • لا تحاول إزالة الجبس بنفسك، و تجنب القيام بقص المناطق الخشنة حول حافة الجبس.
اقرأ أيضا:  آلام الرقبة أسباب وأعراض وعلاج آلام الرقبة

ما هي المضاعفات المرتبطة بالجبيرة والجبس؟

يمكن أن تتراوح المضاعفات من طفيفة إلى شديدة وقد تختلف وفقاً لطول فترة استخدام الجبيرة أو الجبس، ومن تلك المضاعفات:

  • متلازمة الحيز: هي اختلاط خطير يحدث عندما يكون الجبس أو الجبيرة مشدودة فوق طرف مصاب بالتورم منتفخ، وعندما يزداد الضغط داخل الجبيرة ، يمكن أن يتسبب في تلف العضلات أو الأعصاب أو الأوعية الدموية في المنطقة التي يغطيها الجبس أو الجبيرة. وقد يسبب ذلك ضرراً دائماً إذا لم يتم اكتشافه ومعالجته على الفور. اتصل بطبيبك أو قم بزيارة غرفة الطوارئ على الفور إذا لاحظت: زيادة الألم أو التورم، خدر أو وخز في الطرف المصاب، أو إحساس بحرق أو لذع في الجلد، جلد بارد وشاحب أو مزرق.
  • تقرحات الضغط: قد تظهر قرحة على الجلد تحت الجبس أو الجبيرة، ويمكن أن يحدث ذلك إذا كانت الجبيرة ضيقة جداً أو غير مناسبة، مما تسبب في ضغط زائد على المنطقة المصابة وحدوث قرحات.

الخلاصة

يعتبر كل من الجبس والجبيرة من الوسائل المستخدمة في علاج إصابات العظام، حيث تساعد في الحفاظ على تثبيت الطرف المصاب. ويقوم الطبيب بتحديد الوسيلة الأفضل لعلاج الإصابة، حيث يمكن وضع جبيرة على الطرف المصاب أولاً ثم وضع الجبس.

ويمكن استخدام جبيرة كوسيلة إسعاف أولية بواسطة مقدم الرعاية الطبية لمنع حركة الطرف أثناء نقل المريض إلى المستشفى، بينما لا يمكن تطبيق الجبس إلا في المستشفى. إضافة إلى ذلك، لا يمكن تعديل الجبس في حال وجود تورم يزول أو يزداد، بينما يمكن تعديل الجبيرة بسهولة في تلك الحالات.

المصادر
Difference between Cast and SplintCasting and SplintingWhat is the Difference Between a Cast and a Splint?

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *