كيف نتجنب اعتلال شرايين القلب التاجية

اعتلال شرايين القلب التاجية هو القاتل الأول في أمريكا وأوروبا، وللأسف الشديد يزداد حدوث هذا المرض في بلادنا ازديادا مريعا، فأصبحنا نرى شبابا في الثلاثينات والأربعينات من عمرهم، وقد أصيبوا بجلطة في القلب. فالتدخين، والإفراط في الأكل، والكسل، وعدم الحركة، والتعرض للضغوط النفسية الشديدة يهيء المناخ لمرض شرايين القلب التاجية. و شرايين القلب التاجية هي الشرايين التي تغذي عضلة القلب ذاتها . فهناك شريانان تاجيان أساسيان يخرجان من الشريان الأبهر ( الأورطي ) ، ثم يتفرع الشريان التاجي الأيسر إلى فرعي.

ما هو مرض شرايين القلب التاجية ؟

يحدث هذا المرض نتيجة تضيق أو انسداد في الشرايين التاجية ، ويحدث ضيق الشريان بسبب تصلبه ، أي أن الشريان يفقد مرونته وتترسب فيه الدهون والألياف مما يعيق مجرى الدم . ويظهر المرض على صورتين : الذبحة الصدرية ، و جلطة القلب ( احتشاء عضلة القلب ) .

ما هي ” الذبحة الصدرية ” ؟

ويطلق اسم الذبحة الصدرية على الألم الصدري الذي يحدث عندما لا تستطيع عضلة القلب تأمين حاجتها من الأوكسجين، نتيجة تضيق في شرايين القلب التاجية. ويحدث هذا الألم عادة خلال الجهد، ويزول بتوقف المريض عن الجهد.

ما هي جلطة القلب ( احتشاء عضلة القلب ) ؟

تحدث جلطة القلب عندما يسد أحد الشرايين التاجية بجلطة ( خثرة )، فلا تسمح للدم بالمرور عبره. فيتخرب جزء من عضلة القلب كان يروى بذلك الشريان المسدود. و جلطة القلب هي القاتل الخفي الذي يقبع وراء كثير من حالات الموت المفاجئ التي تداهم الشخص وهو في أوج عافيته وصحته

ما هي العوامل المسببة للإصابة بمرض شرايين القلب ؟

هناك مجموعة من العوامل المهيئة للإصابة بهذا المرض ونطلق على هذه العوامل اسم ” عوامل الخطر” Risk factors . وتقسم هذه العوامل إلى :

1. عوامل لا يمكن التحكم فيها : كالعمر والجنس والوراثة.
2. عوامل يمكن التحكم فيها والسيطرة عليها : كالتدخين، وارتفاع كولسترول الدم وارتفاع ضغط الدم، و مرض السكر ، وعدم القيام بالرياضة البدنية، والبدانة وغيرها.

وتتضاعف خطورة مرض شرايين القلب إذا كانت لدى المريض عدة عوامل مهيئة للمرض ، فإذا كنت مدخنا فإن خطر حدوث هذا المرض عندك هو ضعف ما هو عليه عند غير المدخنين. وإذا كنت في الوقت ذاته مصابا بارتفاع كولسترول الدم أيضا ، فإن الخطر يزداد إلى أربعة أضعاف.
وإذا كنت مدخنا ومصابا بارتفاع كولسترول الدم، و ارتفاع ضغط الدم، فإن احتمال حدوث مرض شرايين القلب يصبح ثمانية أضعاف ما هو عليه عند الخالين من هذه الأمراض.

الذبحة الصدرية :

يحدث ألم الذبحة الصدرية غالبا خلف عظم القص في وسط الصدر. وكثيرا ما ينتشر الألم عبر الصدر أو إلى الذراعين، وخاصة الذراع الأيسر ويحدث الألم عادة عند الجهد، ويزول بالراحة أو باستعمال حبوب النيتروغليسرين تحت اللسان.

كيف تشخص الذبحة الصدرية ؟

قد يطلب الطبيب عددا من الفحوص مثل تخطيط القلب الكهربائي، واختبار الجهد على السير أو بالأشعة النووية . وقد يضطر الطبيب لإجراء القسطرة القلبية للتأكد من التشخيص.

اقرأ أيضا:  الكرز يقوي الجهاز المناعي وينشط القلب والدورة الدموية

كيف تعالج الذبحة الصدرية ؟

تعالج نوبة الذبحة الصدرية بحبوب النيتروغليسرين تحت اللسان. وتستعمل هذه الحبوب عند الحاجة . ولكن ينصح بعدم تناول أكثر من حبتين في الوقت نفسه . وهناك عدد من الأدوية التي تستخدم في علاج الذبحة الصدرية كمركبات النترات مثل  أيزورديل ، وحاصرات بيتا مثل التنورمين ،  أو مضادات الكالسيوم كالأدالات والأملور وغيرها ، وإذا تكررت الآلام ولم تستجب للعلاج فقد يحتاج المريض إلى توسيع للشريان التاجي بالبالون، أو ربما عملية وصل شرايين القلب التاجية CABG.
وينبغي التأكيد على ضرورة التوقف عن التدخين ، وتخفيف الوزن ، ومعالجة ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع كولسترول الدم إذا وجد عند المريض.

جلطة القلب ( احتشاء عضلة القلب ) :

تحدث جلطة القلب حينما يسد أحد الشرايين التاجية بخثرة ( جلطة ) فلا تسمح للدم بالمرور عبره . فيتخرب جزء من القلب كان يغذى بهذا الشريان. فإذا كان هذا الجزء صغيرا فإنه يتطور إلى نسيج ” ندبي ” scar  ، ويعود المريض تدريجيا لحياته العادية. أما إذا كانت مساحة الجزء المتموت واسعة، أو كان مكان الإصابة هاما وحساسا فمن الممكن أن تحدث اختلاطات خطيرة.

كيف تشخص جلطة القلب ؟

يشكو المصاب بجلطة القلب ( احتشاء عضلة القلب ) من ألم شديد جدا عبر الصدر ، وينتشر الألم عادة إلى الذراع الأيسر ، وقد يترافق بغثيان أو ضيق نفس أو إغماء. وقد يبدو المريض شاحبا ومتعرقا. ويحتاج تشخيص هذه الحالة إلى توثيق بواسطة تخطيط القلب الكهربائي وإجراء معايرة أنزيمات القلب في الدم.

كيف تعالج جلطة القلب ؟

ينبغي التأكيد على ضرورة نقل المريض المشتبه بإصابته بجلطة القلب إلى المستشفى بأسرع وقت ممكن. فكل دقيقة لها حساب عند مريض الجلطة القلبية . ووصول المريض إلى المستشفى بسرعة يزيد من فرص استعمال الدواء الحديث الذي يمكن أن يحل جلطة القلب. حيث أن الفائدة المرجوة من استعمال هذا الدواء تكون على أشدها في الساعات الأولى من بداية ألم الجلطة القلبية. ويعطى المريض فورا حبة من الأسبرين ( ما لم يكن مصابا بقرحة في المعدة ) ومسكنات الألم كالمورفين .

ويدخل المريض إلى غرفة العناية القلبية المركزة حيث يوضع تحت الرقابة المكثفة لمدة 24 ساعة على الأقل .وقد يعطى المريض عددا من الأدوية مثل النيتروغليسرين بالوريد، وحاصرات بيتا كالتنورمين
والهيبارين، والكابتوبريل وأمثاله .

ويبقى مريض الجلطة في المستشفى حوالي 7 أيام . وقد يجرى اختبار الجهد قبل خروج المريض من المستشفى . وإذا لم يستطع المريض إكمال هذا الاختبار أو حدث ألم في الصدر فقد يفكر الطبيب بإجراء فحوص أخرى كالقسطرة القلبية .

هل يحتاج مريض الجلطة إلى علاج بعد خروجه من المستشفى ؟

معظم المرضى يحتاجون إلى دواءين أو أكثر . واستعمال الأسبرين وحاصرات بيتا كالتنورمين مثلا أمر روتيني في معظم الحالات للوقاية من حدوث جلطة أخرى.

متى يعود مريض الجلطة إلى حياته العادية ؟

إذا كانت الأمور كلها على ما يرام فإن المريض يزيد من نشاطه تدريجيا يوما بعد يوم. ولكن ينبغي تجنب الأعمال المجهدة في الأسابيع الستة الأولى بعد الجلطة. وإذا لم تكن هناك أية أعراض، يمكن العودة إلى قيادة السيارة بعد 4 – 6 أسابيع ، وإلى المعاشرة الزوجية بعد حوالي 4 أسابيع كما يمكن العودة إلى العمل بعد حوالي 6 – 8 أسابيع

اقرأ أيضا:  ارتفاع ضغط الدم عند الحامل

هل فات الأوان ؟

سؤال يطرحه الكثيرون . والجواب قطعا : لا . فالأمل عظيم في أن يتمكن كل إنسان من التحكم في طريقة الحياة التي يحياها ف مواجهة عوامل الخطر . فلو تحكمت في واحد من هذه الأخطار خطوت خطوة لزيادة فرصتك في حياة أسلم . وإذا تحكمت بها جميعا ، يمكنك أن تقوم بهجوم مضاد لأولئك القتلة الصامتين لقلب الانسان .

كيف تقي نفسك من مرض شرايين القلب التاجية ؟

1) توقف عن التدخين :
فإذا كنت مدخنا ، فإن أيسر وأكثر الوسائل فعالية في حماية قلبك من حدوث جلطة ( احتشاء ) فيه هي أن تتوقف عن التدخين .
والحقيقة أن فوائد التوقف عن التدخين تبدأ منذ اليوم الأول الذي تقلع فيه عن التدخين . وبعد خمس سنين تقريبا من التوقف عن التدخين فإن احتمال حدوث مرض في شرايين القلب يصبح مساويا لمن لم يدخن في حياته قط . وتذكر أن التدخين يشمل الشيشة والسيجار والبايب فكلها تحتوي على مواد ضارة للصحة بنسب مختلفة . وتؤكد الاحصائيات أن تدخين السجائر ذات القطران أو النيكوتين لا تقلل من مخاطر الاصابة بأمراض القلب .

2) تناول غذاء صحيا :
فقد أكدت الدراسات أنه كلما زادت كمية الدهون المشبعة في الطعام زاد انتشار مرض شرايين القلب . والغذاء الغني بالدهون يرفع كولسترول الدم ، وبالتالي يحدث تصلبا في الشرايين . وبالمقابل فإن الغذاء الفقير بالدهون المشبعة ينقص الكولسترول ويوقف عملية تصلب الشرايين ، ويقلل من احتمال حدوث جلطة في القلب .

3) مارس نوعا من أنواع الرياضة البدنية :
فقد أكدت الدراسات الحديثة أن إجراء تمارين رياضية كالمشي السريع أو الجري أو ركوب الدراجة أو السباحة لمدة 20 – 30 دقيقة مرتين أو ثلاث مرات في الاسبوع يفيد في الوقاية من أمراض شرايين القلب .
والمشي السريع من أفضل أنواع الرياضة البدنية ، والأشخاص النشيطون جسديا يتمتعون بشرايين قلبية أوسع من الأشخاص الخاملين .

4) تجنب البدانة :
فالبدانة تسبب ارتفاع ضغط الدم وتؤهب لمرض السكر . ولا شك أن اتباع نظام سليم وممارسة الرياضة بانتظام تجعلك تحافظ على وزنك المثالي .

5) عالج ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري :
فلحماية قلبك من مرض الشرايين لا بد من السيطرة على ضغط الدم إن كان مرتفعا عندك ، ومعالجة مرض السكر بحكمة ودراية .

6) تجنب الانفعالات النفسية قدر الامكان .
ولا شك أن أفضل أساليب الوقاية التي تعود عليك بالفائدة المثلى هي تلك التي تؤثر في أطفالك ، فإذا كان غذاؤك قليل الدسم ، واتبعت بعض التمارين الرياضية بانتظام ،وامتنعت عن التدخين ، وكانت هذه العادات الصحية جزءا من حياتك اليومية في البيت ، فإن أطفالك سوف يترعرعون على هذه الأمور ….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *