أسباب وعلاج قرحة الفم

طبيب العربود. فايز هلال27 مايو 2020

تعتبر قرحة الفم أو تقرحات الفم من المشاكل الشائعة التي يعانى منها الكثير من الناس، وغالباً ما تكون قرحة الفم صغيرة وبعيدة عن النظر إلا أنها مزعجة ومؤلمة، وقد تستمر في بعض الحالات لفترة من الوقت مما يولد شعوراً متصلاً بعدم الراحة. لذا نبحث في هذا المقال أسباب وكيفية علاج قرحة الفم.

تسمى هذه القرحة بالقرحة الحلقية وهي تحول الاكل والكلام الى تجربة مؤلمة ومن الممكن أن تظهر في اللسان أو اللثة أو باطن الخد أو في قاعدة الشفاه.

وبالرغم من تكرار ظهور قرح الفم بصورة اعتيادية إلا أن أسبابها غير معلومة في معظم الأوقات، وهي قد تظهر في أي مرحلة عمرية خاصةً ما بين سن العاشرة والأربعين.

قد لا تتطلب هذه القرحات علاجاً في معظم الحالات، فعادةً ما يبدأ الألم في الانحسار بعد عدة أيام وفي اغلب الأوقات تختفي القرحة خلال أسبوع إلى ثلاثة أسابيع على الأكثر، وقد تظهر ما بين الحين والآخر بقطر أكبر من 1 سم وتستمر أكثر من أسبوعين.

أعراض الإصابة بقرحة الفم:

يصاحب ظهور هذه القرحات بعض الأعراض عادةً تذكر منها:

آلام في منطقة واحدة أو عدة مناطق من الفم وغالباً ما تكون على اللسان أو تحته أو على السطح الداخلي للثة والشفاه أو في قاعدة اللثة.
شعور بدغدغة أو لسع طفيف داخل الفم قبل ظهور القرحة مباشرةً.
قرحات دائرية بيضاء لها رأس أو حروف حمراء.
حمى خفيفة.
خمول وتعب.
التهاب العقد اللمفاوية في الرقبة.

أسباب الإصابة بقرحة الفم:

بالرغم من تكرار ظهور قرحات الفم إلا أن السبب المحدد لظهورها يظل غامضاً، ويتبنى الأطباء العديد من الاعتقادات بخصوص أسباب وآلية ظهور قرحات الفم.

بعض الأطباء يقول أن القرحات الفموية تظهر نتيجة ضغط نفسي، فيما يعتقد آخرون بضرورة حدوث إصابة أو أذية ينتج عنها ظهور قرح الفم كعض الخد أو اللثة أثناء الأكل، كما يذكرون أنه من الممكن أن يزيد الطعام الخشن من تكرار حدوثها.

وقد تنتج القرحة الفموية عن أسباب أخرى مثل:

ضعف الجهاز المناعي.
سوء التغذية.
نقص فيتامين (B-12) او الزنك او حمض الفوليك او الحديد.
مرض متعلق بالمعدة والامعاء.
الحساسية لنوع معين من الطعام.
الدورة الشهرية لدى النساء.
ويعتقد البعض ان هذه القرحات ترتبط بعوامل وراثية لتكرارها في عائلات ومجتمعات معينة.

ما الحالات التي تستوجب زيارة الطبيب؟

قد يتطلب الإصابة بالقرحات الفموية الاتصال بالطبيب في كل من الحالات الاتية:

ظهور قرحة كبيرة على غير العادة.
عدم تحسن الألم وعدم اختفاء القرح بعد أسبوعين.
ألم شديد لا يمكن احتماله.
صعوبة في تناول الطعام وشرب السوائل.
ظهور حمى غير معلومة السبب.

وفي هذه الحالة تكون قرحة الفم نتيجة مشكلة صحية أخرى قد تحتاج الى متابعة، حيث ينصح الذهاب إلى طبيب الأسنان في حالة الأسنان الحادة أو المكسورة، أو أي تركيبات أو أجهزة للأسنان والتي قد تتسبب في ظهور قرح الفم.

كيف يمكن تشخيص سبب قرحة الفم؟

يمكن للطبيب تحري أسباب تشكل القرحات الفموية بفحصها عيانياً، وقد يتطلب الأمر إجراء بعض الفحوصات الدموية أو حتى أخذ خزعة من القرحة لدراستها مخبرياً.

أما في حالات القرحة السرطانية فإنها تبدو على هيئة القرحة الفموية الاعتيادية لكنها لا تشفى دون علاج، وتتشابهان في بعض الأعراض مثل التورم والألم وضخامة العقد اللمفاوية، ولكن القرحة السرطانية تتميز بالأعراض والعلامات التالية:

النزف المتكرر من اللثة والفم.
هشاشة اللثة وتهتكها.
صعوبة مرافقة في البلع.
ألم الأذن الانعكاسي

كيف يمكن علاج قرحة الفم؟

في الغالب لا تتطلب قرحات الفم البسيطة علاجاً، إلا أن الطبيب قد ينصح باستخدام سوائل المضمضة أو أدوية أخرى في حالات القرح الكبيرة أو المؤلمة أو التي تستمر لفترات طويلة، كما يمكن أن يصف مسكناً او مخدراً موضعياً.

بعض الأدوية المستخدمة في علاج قرحة الفم

هناك مجموعة متنوعة من الأدوية التي أثبتت فعاليتها في الحد من آلام القرحات الفموية وتهدئة الأعراض المزعجة المرافقة لها، نذكر منها:

أسباب وعلاج قرحة الفم بالكينالوغ — **كينالوغ KENALOG أحد الطرق الفاعلة في علاج قرحة الفم**

كينالوغ Kenalog

يعتبر هذا الدواء من العلاجات المفضلة لتخفيف الآلام والأعراض المرافقة للقرحات الفموية، وهو يأتي على شكل مرهم أو معجون أو جل لسهولة التصاقه فوق القرحات في الجزء الباطن من الخد والشفة واللثة.

وبسبب احتوائه على ستيروئيدات قشرية متوسطة القوة فهو يعمل بشكل فاعل على الحد من التورم حول القرحات الفموية والحكة والألم المرافق لها.

يتم تطبيق كمية صغيرة من مرهم الكينالوغ على القرحة دون فركه أو مسحه حتى لا ينخفض تأثيره على مكان الإصابة، ويكون ذلك لمرتين أو ثلاث مرات يومياً لمدة أسبوع تقريباً بعد تناول الطعام أو قبل النوم تبعاً لتوصيات الطبيب.

يجب الحذر من استخدام هذا الدواء في حالة القرحات الفموية الالتهابية بفعل سبب جرثومي لما قد تسببه من نتائج عكسية وانتشار أكبر للقرحات.

مسكنات الألم والمخدر الموضعي

يتم تطبيق كريم أو جل البنزوكائين أو جل الليدوكائين مثل أوراكيور جيل على موضع تشكل القرحات لتخفيف الألم المرافق لها ريثما تشفى تلقائياً.

الغسولات الفموية

يمكن استخدام الغسولات الفموية المختلفة في الحد من أعراض القرحات الفموية والمساعدة على شفائها بسرعة. وقد تحوي هذه الغسولات على مواد فاعلة مضادة للالتهاب أو مضادة للتحسس مما له تأثير مهدئ للقرحات. ويمكن شرائها من الصيدليات دون الحاجة لوصفة طبية.

بعض الطرق المنزلية لعلاج القرحات الفموية

قد تساعد بعض العلاجات المنزلية في تخفيف آلام القرحة الفموية بشكل ملحوظ ومن الأمثلة عليها نذكر:

وضع الثلج على أماكن القرحات فهو ما يساعد على تحمل الألم وتسريع اختفاء القرحة.
تنظيف الأسنان برفق وذلك لسرعة انحسار قرحة الفم مع مراعاة عدم الاحتكاك بالقرحة وينصح باستخدام فرشاة ناعمة.
غسل الفم بالماء والملح وذلك لتوفير وسط معقم مما يساعد على الشفاء، هي طريقة مؤلمة قليلاً لكنها تساعد على جفاف القرحات وزوال الألم.
تطبيق العسل على أماكن القرحات لما له من خصائص مضادة للالتهاب وقاتلة للجراثيم، مما يخفف من ألم القرحات وحجمها واحمرارها.
المكملات الغذائية والفيتامينات B فقد يكون السبب في القرحات حاجة الجسم للفيتامين B12.
حبوب الزنك لما لها من تأثير معزز لمناعة الجسم ومحاربة الميكروبات.

كيف يمكن الوقاية من حدوث قرحات الفم؟

وبالرغم من احتمال تكرار ظهور قرحات الفم إلا أنه من الممكن تقليل هذه الاحتمالات عن طريق التعامل مع العوامل التي قد تسببها مثل:

نوعية الطعام: ابتعد عن الأطعمة التي تضايق الفم مثل الأطعمة الحمضية والفول السوداني وأنواع من البهارات.
لا تأكل وتتكلم في نفس الوقت: وهو ما قد يسبب إصابات طفيفة في الفم والتي قد ينتج عنها القرحات.
حافظ على نظافة أسنانك: استعمال الفرشاة والخيط يومياً يقلل من احتمالات الإصابة بقرحات الفم.
ابتعد عن التوتر قدر الإمكان: فهو من العوامل الهامة المحرضة لتطور القرحات الفموية.
تجنب العادات السيئة: فالتدخين ومضغ العلكة قد يكون محرضاً رئيسياً لتشكل القرحات الفموية المؤلمة.

إذا عانيت من تكرر الإصابة بالقرحات الفموية المؤلمة فإن ذلك قد يكون علامة لحالة مرضية مستبطنة. لا تهمل ذلك وراجع طبيبك لإجراء ما يلزم من فحوصات وتحاليل.

المصادر

الوسوم