طرق لتهدئة أعراض القولون العصبي
إذا كنت مصاباً بمتلازمة القولون العصبي (IBS) مع تناوب للإسهال والإمساك. فهل تناول المزيد من الألياف يعتبر طريقة لتهدئة أعراض القولون العصبي؟ وماذا عن البروبيوتيك Probiotics وغيره من العلاجات الشعبية؟
متلازمة القولون العصبي اضطراب معوي شائع الحدوث، يترافق مع العديد من الأعراض المزعجة. الكثير من المرضى المصابون به تتراوح لديهم الأعراض بين الإسهال والإمساك، مع وجود الألم والنفخة من فترة لأخرى. والبعض الآخر من المصابين يعاني من الإمساك أو الإسهال بشكل دائم. ولا يوجد حتى الآن مع الأسف علاج لهذه المتلازمة، ومع ذلك، فهناك العديد من الأشياء التي بوسعك فعلها كي تحسن من الأعراض.
ما هي أعراض القولون العصبي؟
تتضمن أعراض متلازمة القولون العصبي عادةً ما يلي:
- المغص المعوي.
- ألم البطن.
- النفخة والغازات.
- الإمساك.
- الإسهال.
ليس نادراً على مرضى متلازمة القولون العصبي أن يعانوا من نوبات متتالية من كل من الإسهال والإمساك. أما أعراض النفخة والغازات فإنها تخف مع الحركة الطبيعية للأمعاء.
في بعض الحالات تكون الأعراض دائمة، وفي حالات أخرى تأتي على شكل نوبات بسبب وجود أحد العوامل المحرضة لها.
أشيع الطرق لتهدئة أعراض القولون العصبي
تتنوع الطرق التي يمكن أن يلجأ لها مريض القولون العصبي للتخفيف من أعراض المرض وتحسين حياة المريض. وهي طرق طبيعية غالباً ولا تترافق بآثار جانبية ضارة على صحة المريض.
الطعام الغني بالألياف
تساعدك إضافة الألياف إلى غذائك في التخفيف من الإمساك، إذ أن الألياف تزيد من حجم كتلة البراز وتسرع حركتها عبر القناة الهضمية. كما أنها قد تسكن أعراض الألم البطني، وتحد من تكرر نوبات الإسهال.
ويمكنك زيادة فوائد الألياف في غذائك من خلال تناول الحبوب الكاملة، حبوب النخالة، وكميات كافية من الفواكه والخضراوات الطازجة. كما يمكنك أن تجرب أخذ المكملات الغذائية الحاوية على الألياف مثل بذور القطن أو ميثيل السليلوز (methyl cellulose).
عندما تدخل الألياف إلى غذائك فافعل ذلك تدريجياً. لأن تناول الكثير من الألياف وبسرعة قد يسبب تولد الكثير من الغازات، والمغص والنفخة.
الحمية قليلة الدسم
يعرف النظام الغذائي الغني بالدسم بآثاره السلبية العديدة على صحة الجسم، خاصةً في تناوله لفترات طويلة من الزمن. ومن أهم هذه الأضرار السمنة وتفاقم أعراض القولون العصبي.
تكون الأطعمة الغنية بالدسم عادةً فقيرة بالألياف، وهذا ما يفاقم حالة الإمساك لدى مريض القولون العصبي. وهذه الأطعمة تفيد في تنظيم حركة الأمعاء بالإضافة إلى أنها ذات فائدة كبيرة لصحة القلب والشرايين،
الإكثار من السوائل
يعد الإكثار من السوائل أحد أهم الطرق لتهدئة أعراض القولون العصبي، ولكن ليس كل السوائل تفيد في هذه الحالة. فهناك بعض السوائل لها آثار عكسية، ونذكر منها:
- المشروبات الكحولية.
- القهوة، الشاي والمشروبات الحاوية على الكافيين.
- المشروبات الغازية الحاوية على الكربونات.
يزيد الكحول والقهوة من الإسهال بينما المشروبات الغازية تزيد من الغاز في الأمعاء.
البروبيوتيك Probiotics لعلاج أعراض القولون العصبي
التكلم عن البروبيوتيك يعني أننا بحاجة لأن نتكلم عن الجراثيم. العالم كله بما فيه أجسامنا، مليئة بالجراثيم. بعض هذه الجراثيم مفيد لنا، وبعضها ضار، وبعضها محايد.
البروبيوتك هي جراثيم حية يتناولها المريض بقصد الانتفاع بها وتحسين صحتنا. وتُقدم لنا عادة بشكل محافظ دوائية أو لبن رائب، أو بعض عصائر الفاكهة.
تعتبر البروبيوتك آمنة بشكل عام، لكن لا توجد حتى الآن دلائل كافية على أنها فعالة في علاج متلازمة القولون العصبي. ذكر الكثيرون أنهم استفادوا منها جداً وشكروا منها. ولكن البعض لم يشعروا بأي نتائج إيجابية كانت أو سلبية لهذه المستحضرات.
العلاج باستخدام برويبس (PROIBS)
وهو مستحضر طبي موثوق لتهدئة أعراض القولون العصبي، مثل الألم البطني والنفخة والتبدلات في حركية الأمعاء كالإمساك أو الإسهال. ويستخدم عن طريق إفراغ محتوى كيس واحد في كوب من الماء وشربه مرة إلى مرتين يومياً. بحيث تكون الجرعة الصباحية قبل تناول الطعام بنصف ساعة.
هو علاج آمن بشكل عام وليس له أعراض جانبية، وليس له تأثير على الحامل أو المرضع لكن يجب استشارة الطبيب أولاً. ويمكن استخدامه لفترات طويلة حتى تهدأ الأعراض تماماً.
حمية فودماب (FODMAP) لأعراض القولون العصبي
حمية فودماب هي حمية غذائية تعتمد على تجنب السكريات صعبة الهضم على الأمعاء، فهي تساعد على سحب كميات أكبر من الماء نحو القولون. مما تسبب أعراض عديدة عند مرضى القولون العصبي كالنفخة وزيادة الغازات بالإضافة إلى الإسهال.
ليس جميع الكربوهيدرات مشمولة بهذه الحمية، فلتحصل على يتوجب عليك تجنب مجموعة من الأطعمة تتضمن ما يلي:
- سكر اللاكتوز مثل الحليب، المثلجات، الأجبان والألبان.
- بعض الفواكه مثل الدراق، البطيخ، المانجا، التفاح والخوخ.
- البقوليات والفستق والكاجو.
- بعض الخضراوات مثل البصل، البروكلي، الخرشوف والقرنبيط.
- الحلويات والأطعمة عالية الفركتوز.
على الرغم من أن هذه الحمية تمنع من بعض الخضروات والفواكه والمعجنات إلا أن هذا لا يعني إلغاء كافة هذه الفئات. فيمكن اللجوء مثلا إلى الحليب الخالي من اللاكتوز أو بدائله مثل حليب الصويا. وينصح باستشارة الطبيب لتنظيم النظام الغذائي المتكامل.
الطرق النفسية لتهدئة أعراض القولون العصبي
تثار أعراض المتلازمة عادة بالضغوط النفسية العاطفية، الطرق التالية قد تساعدك في التعامل مع الضغوط:
العلاج السلوكي المعرفي (Cognitive Behavioral Therapy)
يمكن أن يساعد العلاج السلوكي المعرفي في إعادة صياغة الأفكار السلبية إلى طرق تفكير أكثر إيجابية، وإنتاجية. هذا يساعد على تحسين الأعراض وجودة الحياة.
السيطرة على القلق والتوتر (Manage Your Stress)
يتعرض المرضى المصابون بمتلازمة القولون العصبي إلى أعراض تزداد في حالات التوتر والقلق الواضح عند المريض. وعندما يتحكم المريض بانفعالاته وقلقه وتوتره يقي نفسه من نوبات القولون العصبي.
هناك مجموعة متنوعة من طرق التخلص من التوتر والقلق والتي تساهم بشكل فاعل في الحد من أعراض القولون العصبي. يكون ذلك باستخدام تقنيات التنفس العميق المعتمدة على حركة عضلات الحجاب الحاجز وارخاء عضلات البطن وتنظيم حركة الأمعاء.
التأمل والتدريب على الاسترخاء (Relax Progressively)
تساعد هذه الطرق على التخفيف من فعالية الجهاز العصبي (يسيطر الجهاز العصبي جزئياً على الأمعاء)، كما تساعد على إرخاء العضلات.
اليوغا يسعى هذا التدريب إلى الوصول بالجسم والعقل إلى التوازن، ويمكن أن يكون كأحد أشكال الاسترخاء الذاتي.
الارتجاع الحيوي أو البيولوجي (Biofeedback)
الارتجاع البيولوجي طريقة جسمية عقلية. يستعمل فيها المشاركون آلة الارتجاع البيولوجي لرؤية وتعلم كيفية التحكم باستجابة أجسامهم للألم.
لا تتردد في استشارة الأخصائي (Try Counseling)
إذا شعرت أنك غير قادر على السيطرة على أعراض التوتر والقلق المسببة لمتلازمة القولون العصبي فإن استشارة أخصائي في هذا المجال هو حل فعال لذلك. فهو يعطيك خيارات متعددة لمواجهة هذه الأعراض والتغلب على الضغوط النفسية في حياتك. مما له أثر كبير في صحة القولون واستقرار الأعراض الهضمية التي تعاني منها.
كما تلاحظ فإن العديد من طرق العلاج الطبيعي تساعد في تهدئة الأعراض التي يعاني منها المرضى المصابون بمتلازمة القولون العصبي. وفي حال أنها لم تعط نتائج ملحوظة فوراً فإنها ذات فائدة هامة على المدى الطويل. يمكنك تجربة عدة طرق مختلفة لتجد الحل الأمثل المناسب لك. ويمكن لاحقاً مشاركتها مع تناول أحد الأدوية التقليدية لكن الطرق الأكثر طبيعةً تفعل عادةً الأعاجيب.