دليلك المصور لفهم الفُصام (الشيزوفرينيا)
ما هو الفصام؟
الفصام اضطراب دماغي مُزمن ومسبب للعجز، يصيب نحو 1% من إجمالي البشر. وهو قد يتسبب بأن يسمع المصاب أصوات أو أن يرى أشياء متخيلة أو أن يعتقد بوجود أشخاص آخرين يسيطرون على أفكاره. قد تكون هذه الأحاسيس مفزعة وتؤدي غالباً إلى تصرفات غير متوقعة. ليس للفصام علاج شاف، إلا أن المُعالجات يمكنها عادةً أن تضبط الأعراض الخطيرة.
د. فادي رضوان
ما هي أعراض الفصام؟
تتألف أعراض الفصام من:
- الهلوسات: وهي سماع أو رؤية أشياء غير موجودة.
- الضلالات: مُعتقدات شديدة الزيف.
- البارانويا: اعتقاد الشخص بأن الآخرين يحيكون مؤامرات عليه.
وقد تظهر أعراض أخرى تشبه الاكتئاب، مثل نقص الاستمتاع في أحداث الحياة المعتادة والانسحاب من النشاطات الاجتماعية.
كيف يؤثر الفصام على الأفكار
يكون لدى مرضى الفصام في الغالب طُرق تفكير شاذة، فقد يكون عندهم مشكلة في تنظيم أفكارهم أو في تكوين ارتباطات منطقية. وقد يبدو كما لو أن عقلهم يقفز من فكرة إلى فكرة أخرى غير مرتبطة بها. يشكو المرضى أحياناً من “حصر الأفكار”، وهو عندما يشعرون كما لو أن الأفكار تسحب من رؤوسهم. وعلى النقيض من المعتقد الشعبي، الفصام ليس نفس اضطراب الشخصية الانفصامي (اضطراب الشخصيات المتعددة).
كيف يؤثر الفصام على السلوك
يتسبب الفصام بطيف واسع من اضطرابات السلوك. قد يتكلم المرضى بطريقة مشوشة، وحتى أنهم قد يبتكرون كلمات. وهم قد يتصرفون باهتياج، وقد يكون لهم أوجه جامدة، ويصبح عند الكثير منهم مشكلة في المحافظة على النظافة أو ترتيب منازلهم. يتسبب الفصام في الكثير من الأحيان أيضاً بسلوك تكراري، كما في مسح الغرفة مشياً. وعلى العكس من الاعتقاد الشائع، تكون خطورة تصرف مريض الفصام بعنف مع الآخرين قليلة.
من الذين يصابون بالفصام
يصيب الفصام الرجال والنساء بنفس المعدل، وهو يصيب جميع العرقيات بذات النسب تقريباً في جميع أنحاء العالم. تبدأ الأعراض عادةً بأعمار بين 16-30 سنة، ويميل البدء لأن يحدث بأعمار أصغر عند الرجال مقارنة بالنساء. ونادراً ما يبدأ الفصام في الطفولة أو بعمر أكبر من 45 سنة. يكون لدى الأشخاص الذين يوجد في أسرهم مرضى فصام خطر أكبر للإصابة به.
ما أسباب الفصام؟
لا نعرف سبب الفصام تماماً، إلا أن العلماء يشتبهون بأن كلاً من الجينات والبيئة يلعبان دوراً في حدوثه. قد يضطرب توازن مستويات النواقل الكيميائية الدوبامين والغلوتامات داخل الدماغ، وقد يكون هناك شذوذ في البنى الدماغية أيضاً. فمثلاً يظهر التصوير الدماغي للتوائم المتطابقة أن “البطينات” الدماغية المليئة بالسوائل تكون أكبر عند التوأم المصاب بالشيزوفرينيا بالمقارنة مع التوأم غير المصاب. كما تكون مستويات النشاط أعلى أو أقل من الطبيعي في بعض باحات دماغ مريض الفصام.
تشخيص الفصام
لا يوجد فحص أكيد يمكنه تشخيص الفصام، لذا غالباً ما يرتكز وضع التشخيص على التاريخ المرضي والأعراض. يمكن أن يطلب الطبيب فحوصاً من أجل استبعاد احتمال وجود أسباب صحية أخرى للأعراض. عند المراهقين يمكن أن يشير وجود تشكيلة من التاريخ العائلي وتصرفات معينة للإصابة بالفصام، وتتضمن هذه التصرفات الانسحاب من المجموعات الاجتماعية وإظهار ارتياب غير معتاد.
أدوية الفصام
تتوافر أدوية تصرف بوصفة طبية تستطيع أن تخفف أعراض الفصام مثل التفكير الشاذ والهلوسات والضلالات. ويُعتقد أنها تعمل عن طريق تنظيم مواد كيميائية ومستقبلات دماغية معينة تؤثر على التفكير والإدراك والسلوك. يحدث لدى بعض المرضى آثار جانبية مزعجة مثل الرجفان وزيادة الوزن. وكذلك قد تتداخل أدوية الفصام مع أدوية ومكملات غذائية أخرى. هناك ضرورة في معظم الأحيان لأخذ دواء على المدى الطويل من أجل ضبط الفصام.
المعالجات النفسية الاجتماعية
يساعد الإرشاد المرضى على التعامل مع مشاكلهم السلوكية والفكرية، ويحسن علاقتهم مع الآخرين. يتعلم المرضى من خلال المعالجة المعرفية السلوكية كيف يفحصون واقعية أفكارهم وعلى تدبير أعراضهم على نحو أفضل. تهدف أشكال المعالجة الأخرى إلى تحسين رعاية النفس، والتواصل والمهارات الاجتماعية. لا تهدف هذه الطرق لأن تحل مكان الأدوية، بل تساعد المرضى الذين استقرت حالتهم على الأدوية في إدارة تحديات الحياة المعتادة.
التأهيل
يشمل التأهيل التدريب على الشغل وإرشاد إدارة الأموال والتوجيهات المتعلقة باستخدام النقل العام أو التسوق لشراء الحاجيات. والهدف هو مساعدة المصابين على المحافظة على أشغالهم وأن يستطيعوا الاعتماد على أنفسهم على قدر الإمكان. وتكون برامج التأهيل فعالة بشكلٍ خاص عند مشاركتها مع المعالجة النفسية.
الوقاية من الانتكاس
يوقف مرضى الفصام أدويتهم أحياناً بسبب تأثيرات الجانبية أو لعدم إدراكهم تماماً لطبيعة مرضهم. هذا يؤدي لارتفاع خطر عودة الأعراض الشديدة ويحرض حدوث هجمة ذهانية كاملة. تُساعد المعالجة النفسية الاجتماعية المنتظمة المرضى على المواظبة على أدويتهم وتجنب الانتكاس أو الحاجة للمكوث في المستشفى.
الفصام ومكان العمل
يعاني مرضى الفصام عادة من مشاكل في الحصول على عمل أو في المحافظة عليه. وهذا قد يرجع إلى أن المرض يضعف التفكير الطبيعي والتركيز والتواصل. غير أن هذا يمكن أن نعزوه أيضاً إلى واقع أن الأعراض تبدأ في بداية الشباب، وهو الأمر الذي قد يؤثر على التعليم والتمرن على الشغل. يساعد تدريب العثور على عمل المرضى على تحسين مهارات الشغل العملية.
الفصام والعلاقات الاجتماعية
قد يصعب على مرضى الفصام إقامة علاقات اجتماعية، فقد تتسبب أفكارهم وسلوكهم غير الطبيعي بنفور الأصدقاء وزملاء العمل وأفراد العائلة عنهم. يقلل الالتزام بخطة العلاج العزلة الاجتماعية. وتركز إحدى أشكال المعالجة على تكوين وتنشئة العلاقات الاجتماعية، كما يمكن لمجموعات الدعم أو المعالجة الأسرية أن تساعد المحيطين بالمريض على فهم المرض.
الفصام وتعاطي مواد الإدمان
احتمال أن يتعاطى المصابون بالفصام المخدرات أو الكحول أعلى بكثير مما هو بين عموم السكان. قد تجعل بعض المخدرات مثل الحشيش والكوكائين الأعراض أسوأ. كما يمكن أن يؤثر تعاطي المخدرات على علاجات الفصام. يمكن أن يستفيد المرضى ممن عندهم مشاكل مع المخدرات من برامج تعاطي المواد المسببة للإدمان المخصصة لمرضى الفصام.
الفصام والحمل
لا تملك معظم الأدوية المُستخدمة لعلاج الفصام مخاطر معروفة تؤدي لازدياد التشوهات الولادية، لكن يجب مناقشة القرارات المرتبطة بالمعالجة الدوائية للفصام أثناء الحمل مع الطبيب.
نصائح لأفراد العائلة
يمكن الخطأ بين الفصام مع اضطرابات الصحة النفسية الأخرى لذلك يكون التقييم الدقيق أمراً جوهرياً. كما أنك قد تلقى صعوبة في إقناع مريض الفصام في تلقي المعالجة. يبدأ العلاج عادة عندما تؤدي هجمة ذهانية لدخول المريض إلى المستشفى. وبعد أن تستقر حالة المريض، يستطيع أفراد العائلة وقاية المريض من الانتكاس عن طريق:
- تشجيع المريض على المواظبة على أدويته.
- الذهاب معه إلى مقابلات المتابعة.
- دعم المريض وإبداء الاحترام له.
تم القضاء على مثل هكذا امراض نفسيه ولله الحمد