الاعاقة السمعية : التعدد اللغوي والاضطرابات اللغوية

غالبا ما يتطلب التطور اللغوي المتعدد فترة زمنية أطول مقارنة بتطور لغة واحدة. لذا قد يبدو الطفل المتعدد اللغات متأخرا في تطوره اللغوي مقارنة بأولاد العم أو الخال في بلده الأصلي أو مقارنة بالأطفال السويديين الوحيدي اللغة بينما يكون تطوره اللغوي في الحقيقة طبيعيا. لهذا السبب و لغيره من الاسباب لا تصح مقارنة الأطفال المتعددي اللغات بالأطفال الوحيدي اللغة. و عند الإشتباه بأن طفلا متعدد اللغات قد يعاني من شكل من أشكال الإضطراب اللغوي يجب مقارنته بغيره من الأطفال المتعددي اللغات. 
 
تؤثر اللغات المكتسبة على بعضها عند جميع الأشخاص المتعددي اللغات و خصوصا الكبار منهم. فقد يتأثر التلفظ فتكون للشخص "لكنة" بتأثير لغة أخرى أو قد يستعمل المرء بعض قواعد لغته الأولى عند استخدامه للغته الثانية. لكن هذا النوع من التأثيرات نادر عند الأطفال المتعددي اللغات قبل السن المدرسي. 
 
في حالات احتكاك الطفل بلغة ثانية غالبا ما يـُستخف بالفترة الزمنية التي يحتاجها لإكتساب اللغة الثانية. و يحتاج الطفل الى فترة زمنية تقدر بـعام واحد الى عامين لاكتساب لغة ثانية بمستوى "لغة يومية". أما اكتساب لغة ثانية بالمستوى المطلوب لإنجاز الواجبات المدرسية على غرار الاطفال الوحيدي اللغة فيتطلب فترة زمنية أطول بكثير. و قد أظهرت دراسة أمريكية كبرى شملت 42000 طفل خلال 14 عاما دراسيا أن الأطفال المزدوجو اللغة يحتاجون الى فترة زمنية تتفاوت بين 3 و 8 أعوام لبلوغ مستوى الأطفال الوحيدي اللغة في المواد المدرسية النظرية. كما أظهرت هذه الدراسة أن الفترة المطلوبة ترتفع كلما كان الطفل أكبر سنأ خصوصا أن مستوى المتطلبات يرتفع مع ارتفاع العمر. و في بعض الحالات لا يتسنى للطفل أن يتقن اللغة الثانية بمستوى اللغة الأولى خلال فترة السن المدرسي. 
 
من ناحية أخرى أظهرت بعض الأبحاث العلمية أن وعي الأطفال المتعددي اللغات يتميز بمرونة أكبر من وعي الأطفال الوحيدي اللغة. إلا أن هذه الأبحاث تستند الى دراسة الأطفال المزدوجي اللغة ممن قد وصلت لغتاهما الى مستوى عال من التطور. لذا نادرا ما يلحظ هذا المفعول عند الأطفال الذين يعيشون في بيئات لا توفر لهم الحوافز اللغوية بالقدر الكافي و بكلا اللغتين. و عدم كفاية الحوافز اللغوية ناتج في الغالب عن عدم قدرة المدارس على توفير إمكانية التطوير اللغوي المتعدد للأطفال. حيث غالبا ما يتم التدريس باللغة الثانية التي لم تصل بعد عند الطفل الى مستوى اللغة الأولى. وعدم استخدام اللغة الأولى للتدريس يؤدي الى عدم تتطورها في المدرسة. 
 
 
الاضطرابات اللغوية 
 
تعتبر عملية الكلام من أعقد العمليات التي يقوم بها الدماغ حيث يرتبط تحققها بنجاح العديد من العمليات الجزئية. و لفهم كيفية عمل الدماغ عند انتاجه للكلام يتم عادة تقسيم اللغة الى عدة مجالات: المحتوى و الشكل و الاستعمال. فنجد محتوى اللغة أو معناها في الكلمات. أما شكل اللغة فيتجسد من خلال القواعد الصوتية التي يدرسها علم الصوتيات (النطق) و القواعد النحوية التي يدرسها علم النحو (تصريف الكلمات و ترتيبها في الجملة). وعلم البرغماتية يدرس طريقة استعمال اللغة مثل كيفية تعاقب الدور في التخاطب لتفادي المقاطعة و كيفية سرد حدث ما كي يفهمه من لم يحضره بنفسه. 
 
و تتفاوت الى حد كبير نسبة الأطفال قبل السن المدرسي الذين تشخصهم الابحاث العلمية في مختلف أنحاء العالم على أنهم يعانون من اضطرابات لغوية. و يعود تفاوت النسب هذا الى تفاوت في تعريفات الاضطراب اللغوي. تعتبر على سبيل المثال بعض الدراسات اضطرابا لغويا أي اختلاف عن المعتاد كالأخطاء النطقية المرتبطة بعمر الطفل مثل اللثغ. و في البعض الاخر من الدراسات لا تعتبر الأخطاء النطقية كافية لتشخيص الاضطراب اللغوي و إن كانت هذه تتسبب في صعوبة فهم ما ينطق به الطفل. حيث تشترط هذه الدراسات أن يعاني الطفل من مشاكل نحوية لتشخيص الاضطراب اللغوي. و تتراوح نسبة الأطفال الذين يعتبرون مصابين باضطرابات لغوية في كافة الدراسات ما بين 6 % و 8 % بينما نجد نسبة الأطفال الذين يعانون من اضطرابات لغوية شديدة ثابتة و هي 1-2 % في الدراسات العلمية السويدية و الدولية. و تخص هذه النسب الأطفال الوحيدي اللغة إلا أنه لا توجد أية دراسات تشير الى إمكانية أن تكون الاضطرابات اللغوية أكثر شيوعا بين الأطفال المتعددي اللغات. 
 
نعلم اليوم القليل جدا عن اسباب الاضطراب اللغوي. أما أعراض الاضطراب اللغوي فتتفاوت من طفل لاخر كما تختلف لدى نفس الطفل حسب الحالة العينية و الشخص الذي يخاطبه الطفل المعني. و تتغير طبيعة الاضطراب اللغوي لدى الطفل خلال فترة نموه. فبالرغم من تحسن النطق و النحو الى حد كبير قد يعاني الطفل مستقبلا و في المدرسية من صعوبات في القراءة و الكتابة خصوصا أثناء السنوات. 
 
و كما ذكرنا أعلاه يمكن تقسيم اللغة الى عدة مجالات: 
– علم الصوتيات: و يدرس تنظيم الأصوات اللغوية و قواعد تركيبها ببعضها اضافة الى أشكال النبر و لحن الجملة. 
– علم النحو: و يدرس قواعد الصرف و ترتيب الكلمات في الجملة اضافة الى دراسة أنواع الجمل كالجمل الأساسية و الجمل الفرعية. 
– القاموس: و يعني احتياطي الكلمات و معانيها. 
– علم البرغماتية: و يدرس قواعد كيفية استعمال اللغة اضافة الى اشكال التواصل غير الكلامي كالتواصل بالإشارات. 
 
إذا كان احتياطي الكلمات لدى الطفل صغيرا و محدودا سيصعب عليه استيعاب ما يـُـقال له. و قد تؤدي المشاكل الكبيرة في الصوتيات و النحو الى نفس النتيجة حيث لا يحسن الطفل استقراء مكان النبر في الجملة أو لحنها ليميز مثلا بين السؤال و الجملة الخبرية. 
 
أما الاضطراب اللغوي الطفيف فيرتبط عادة بمشاكل النطق فحسب. و يكون الاضطراب اللغوي أشد كلما ارتفع عدد المجالات اللغوية المصابة باضطراب. و الاضطراب اللغوي الشديد يرتبط دائما بصعوبات في فهم الكلام كما يؤدي غالبا الى صعوبات في التركيز. و بالنتيجة فالصعوبات المقترنة بفهم الكلام و مخاطبة الاخرين تؤدي الى صعوبة تواصل الطفل مع غيره من الاطفال و بالتالي يصعب عليه اللعب مع أقرانه.  
 
الاضطرابات اللغوية و التعدد اللغوي 
 
يعاني العديد من الأطفال المتعددي اللغات في السويد اليوم من عدم إتقان اللغة السويدية بالقدر الكافي لتحقيق النجاح المدرسي حتى أصبحت أسباب هذا الوضع موضوعا للعديد من النقاشات العامة. و يبدو أن بعض الأطفال يكتسبون لغة ثانية بسرعة و بدون أية مشاكل بينما يعاني البعض الاخر من الأطفال من إشكالية تطوير اللغة الثانية. و يـُعتقد أن سبب هذه الصعوبات يعود الى المناطق السكنية التي يقطنها هؤلاء الأطفال حيث لا يسمعون فيها الكثير من الكلام بالسويدية. لكن بالنسبة للبعض القليل من الأطفال يعود الأمر الى أنهم يعانون من اضطرابات لغوية تنال من لغتهم السويدية و من لغتهم الأم على حد سواء. 
 
و من المهم التأكيد هنا على أنه ليست هناك أية دراسات علمية تشير الى أن التعدد اللغوي قد يضر بالأطفال الذين يعانون من اضطرابات لغوية. من ناحية أخرى تــُظهر الأبحاث العلمية بشكل واضح أن التعدد اللغوي لا يؤدي الى اضطرابات لغوية حيث أن هذه الاضطرابات لا تكون أكثر شيوعا بين الأطفال المتعددي اللغات من الأطفال الوحيدي اللغة. 
 
و بما أن التعدد اللغوي لا يتسبب في اضطرابات لغوية فليس هناك ما يدعو الى التخلي عن إحدى اللغات إذ أن التخلي لا يحل المشكلة. الاضطرابات اللغوية من حيث المبدأ هي محدودية القدرة على معالجة اللغة. و لذا فالتخلي عن احدى اللغات لا يؤدي الى تطور أسرع للغة الأخرى لأن محدودية القدرة على معالجة اللغة لم تختف. الفرق الوحيد في هذه الحالة هو أن التطور اللغوي سيستمر بخصوص لغة واحدة بدل اللغتين. 
 
أظهرت دراسة هولندية أن التخلي عن اللغة الأم قد يؤدي الى مفعول معاكس. الأهالي الذين انتقلوا الى مخاطبة أولادهم باللغة الثانية فقط (الهولندية) أصبحوا في العديد من الحالات يخاطبون أولادهم أقل بكثير من السابق حين كانوا يخاطبونهم باللغة الأم. و الأمر ليس بغريب على الاطلاق ذلك أن المرء يستصعب التخاطب بلغة لا يتقنها تماما أو غير معتاد عليها. فالأهالي الذين يخاطبون أولادهم بلغتهم الأم يقدمون للأولاد مساعدة أكبر بأن يوفروا لهم حافزا لغويا غنيا. لذا فإن الإلتزام بالنصيحة الداعية الى مخاطبة الأطفال باللغة السويدية قد يؤدي الى فقدان الطفل للغته الأم بينما تستمر الاضطرابات اللغوية كما كانت. 
 
إضافة الى ذلك فإن إنتقال الأهل الى مخاطبة الطفل الذي يعاني من اضطرابات لغوية بلغة الأغلبية (و ليس باللغة الأم) قد يؤدي الى أن الأهل يستمرون بمخاطبة باقي الأطفال في العائلة باللغة الأم. وضع من هذا القبيل قد يؤدي الى تمييز هذا الطفل بشكل غير ملائم بحيث يجد الطفل نفسه خارج الشراكة العائلية خصوصا و أنه مسبقا يعاني من صعوبات في التواصل مع الاخرين. 
 
و تظهر الدراسات العلمية المتوفرة أن بإمكان الأطفال المتعددي اللغات ممن يعاني من اضطرابات لغوية تطوير لغتين أو أكثر إلا أنهم كالأطفال الوحيدي اللغة الذين يعانون من اضطرابات لغوية يحتاجون الى فترة زمنية أطول. فمن الخصائص النمطية للاضطراب اللغوي التنامي البطئ لاحتياطي الكلمات سواء كان الأمر متعلقا بلغة واحدة أو عدة لغات. يؤثر هذا التنامي البطئ بطبيعة الحال على تطور باقي مجالات اللغة فيصعب مثلا بناء منظومة نحوية كاملة إنطلاقا من احتياطي كلمات يتكون من 50 كلمة.

اقرأ أيضا:  الاعاقة السمعية : أسباب وأنواع ضعف السمع

الأضطراب اللغوي في حالة التعدد اللغوي
 
أضطراب أللغة بصورة عامة 
ألتواصل يشكل واحدة من الطرق الكثيرة التي إستخدمها الأنسان بصور مختلفة للتعامل مع الآخرين. 
بالكلام، بالكتابة، حركات الجسد التعبيرية (إشاره أو إيمائه) و بالصور. 
المولود الجديد يتواصل مع محيطه بالصراخ وحركات الجسد التعبيريه. حتى قبل البدء بالكلام يطور هذا المولود الصغير القدرة على تقبل وأستعمال التواصل أي إن المولود في مرحلة مبكرة جداً يستخدم الأخذ والعطاء. فمثلا عندما يتكلم أحد ما مع الطفل يظهر واضحاً على وجهه أنه مهتم بوجه وصوت المتكلم معه. الطفل يجيب عادة بتلويح يديه عندما يتوقف المتكلم عن الكلام. 
 
هذه هي من القواعد الآساسية في عملية التواصل وهكذا تدريجيا تتطور اللغة عند الطفل. هناك فرق بين اللغة والقول أي الكلام. 
اللغة يمكن تقسيمها الى عدة مجالات لغوية 
 
– النطق (اللفظ) هو صوت اللغة ضمن لغة ما مثل ب، س، م. هنا يتضمن أو يدخل النبْر(إبراز) و لحن العباره (عبارة اللحن) الذي يفرق بين اللغات. 
– قواعد اللغة تحتوي على قواعد النحو والصرف مثلا كيف يصرف فعل عندما عملت بنتٌ شيئاً أو عمل ولدٌ شيئاً أو ماهو تصريف أسم (شيء، شخص) في حالة الجمع. في القواعد تتضمن أيضا قواعد ترتيب الكلمات. 
– معجمية (مخزون الكلمات) هذا أيضا جزء، وهذا بدوره يقسم الى مجموعات، مثلا كلمة تتبع البيت أو العائلة، أو كلمة تتبع الأكل أو الملابس. 
– فهم اللغة هو جزء مهم في تطور اللغة ويمكن تقسيمه الى مجموعات، مجموعة فهم النطق، مجموعة فهم القواعد ومجموعة فهم الكلمات. 
– عملي وهذا يعني كيف يستخدم الأنسان اللغة وكيف تتناسق اللغة مع المحيط حولها، مثلا أن ينتظر دوره بالكلام في حديثه مع الآخرين أو يستعوب المعلومات الخلفية الضرورية ليفهم ماقاله الآخرون أوليكون حديثه مفهوماً. 
 
نستطيع أن نقول ان اللغة نظام تجريدي، بينما الكلام الذي نستمع اليه يشكل بالمساعدة مع الصوت وحركة الفم النطق (اللفظ). 
هناك فرق بين اللغة والكلام. المشكلة مع الكلام تعني صعوبة في إحداث لغة الصوت في الفمْ. هذه الصعوبات ورائها أسباب آخرى غير التأخر في تطوير اللغة، ولاعلاقة لها بالأجزاء الثانية للغة مثل قواعد اللغة والمعجمية. 
 
أنه مهم جداً أن نشير الى ان أي لغة هي ليست فقط الأجزاء التي ذكرناها- الطفل الذي يطور لغته يتعلم أيضاً المفاهيم والمعاير، والتربية والثقافة المحيطة به بأستخدام اللغة كأداة. 
نستطيع أن نقول أن تطور اللغة وتطور الطفل لهويته الشخصية يتطوران بنفس الوقت. كما اننا نستطيع أن نقول إنه من 6% – 8% من الأطفال في الحضانة عندهم إضطراب لغوي و1% – 2% عندهم إضطراب لغوي صعب. 
 
– إضطراب لغوي أولي وثانوي 
غالبا نفرق بين إضطراب لغوي أولي وإضطراب لغوي ثانوي. إضطراب لغوي أولي يعني إن إضطراب اللغة عند الطفل هي المشكله الرئيسية، بينما ألأضطراب اللغوي الثانوي يعني أن هناك عوامل آخرى بنفس الوقت مثل الأضطراب العقلي أو العائق الحركي أو الأفراط الحركي وعدم التركيز ADHD 
في حالة الأضطراب اللغوي الصعب فإنه تصحبه عادة إعاقة في الحركة وصعوبة بالتركيز أيضاً. شيء يعطي الطفل احيانا مشكلة في معاشرته للأطفال الآخرين او البالغين. 
 
– الأسباب 
السبب في الأضطراب اللغوي غير معروف عند الأطفال التي كانت ظروف الحمل والولادة طبيعية. الشيء الوحيد المعروف حاليا من الأسباب العاملة هو عامل الوراثة. بمعنى آخر أن مشكلة الأضطراب اللغوي التي وجدت عند الطفل هي موجودة أو وجدت عند بعض أفراد العائلة الآخرين أيضاً. هذا لايشمل الاغلبية من الأطفال ذو الأضطراب اللغوي والذين يفتقدون لتشخيص مرض آخر. 
 
علامات الأضطراب اللغوي 
يميز الأضطراب اللغوي بالأشياء التالية وهي غير مرتبطه بأية لغة 
– فقدان عامل التواصل وإن وجد فهو ضعيف 
– أول كلمة تأتي متأخرة، معظم الأحيان عندما يكون عمر الطفل سنتين أو أكثر 
– صعوبة فهمه حتى لأفراد عائلته رغم بلوغه سن الثلاث سنوات 
– تطور اللغة بطيء جداً ويؤثر على تطور الطفل بصوره عامة 
– فهمه قليل بالنسبة الى أقرانه 
– صعوبة في تعلمه كلمات جديدة 
– صعوبة في إيجاد الكلمة المطلوبة 
– صعوبة في التحدث والمناقشة 
 
– تطور بطيء 
إن إحدى المشاكل الكبيرة في الأضطراب اللغوي هو التطور البطيء. ربما ينطق بكلمته الأولى عندما يكون عمره حوالي السنه ولكن بعد ذلك يأخذ وقت طويل جداً قبل أن يتعلم الطفل كلمة جديده. 
الطفل ذو الأضطراب اللغوي يجب أن يسمع الكلمة الجديدة عدد كبير جداً من المرات. إذا كان الطفل العادي يحتاج الى سماع الكلمة الجديدة مرتين أو ثلاثة ليتعلمها، يحتاج الطفل ذو الأضطراب اللغوي الى إعادة الكلمة ربما مئآت المرات. 
هذا التطور البطيء في معجميته (تخزينه للكلمات) يعني أيضا تطور بطيء في قواعد اللغة ولايمكن بناء قواعد اللغة من حوالي 50 كلمة. قلة الكلمات المخزنه عند الطفل يعني فهمه لللغة ضعيف جداً. 
 
– المجالات المختلفة (اللفظ – القواعد – المعجم – فهمه للغة – عملي (كيف يستخدم اللغة في الحديث). 
المشكلة عند الطفل ذو الأضطراب اللغوي ربما تكون في 
مجالات مختلفة مثل اللفظ، القواعد، المعجم، فهمه لللغة، عملي (كيف يستخدم اللغة في الحديث).   
— اللفظ: تبسيط اللفظ عند الطفل شيء عادي في تطوره ولكن يجب أن تختفي عند بلوغ الطفل ال 4 سنوات تقريبا.   
— القواعد: التطور العادي للقواعد يستخدم الطفل مانسميه (أسلوب التلغراف) أي الكلمة الرئيسية تأتي بدون تعريب فبدلا من أن يقول "اللعبة ستجلس على الكرسي" يقول الطفل "لعبة تجلس كرسي" وهذا يجب أن يختفي عندما يبلغ الطفل سن الحضانة.   
— المعجمية (تخزينه للكلمات): أول كلمة حوالي السنه من العمر، عندما يبلغ السنتين ينمو خزنه للكلمات بسرعة، هذه السرعة كبيرة تشبه بالأنفجار.   
بعد تعلم الطفل لعدد كبير من الكلمات يحتاج تدريجياً لتقسيم الكلمات الى مجموعات مختلفة لحتى يستطيع بسرعة أن يجد الكلمة مثلا مجموعة الحيوانات، مجموعة الطعام، مجموعة الملابس الخ… 
نظراً الى ان تخزينه للكلمات ينمو ببطء عند الطفل ذو الأضطراب اللغوي يستغرق عنده أيضاً وقت أطول في تقسيم الكلمات الى مجموعات كما ذكرنا ويكون من الصعوبة عليه فهم الفرق بين الكلمتين "حيوان" و "كلب".   
— فهم اللغة: المشكلة في فهم اللغة ربما تكون ضمن مجالات مختلفة. فهم صوت اللغة يعني أن تستطيع أن تقسم الكلمة حسب الصوت بحيث تستطيع أن تفرق بين كلمة "موز" وكلمة "جوز". 
فهم القواعد ربما يعني فهم جملة أو عبارة فرعيه. فهم الكلمة يعني انه يحدد هوية الكلمة وأيضاً يضع الكلمة في مجموعتها مثل كلمة "بسه" الى مجموعة الحيوانات.   
فهم اللغة يتأثرعند الطفل غالبا ً بعدم قدرة مركز الذاكرة المتخصص باللغة إلا معالجة أجزاء صغيرة مما يقال. طلب مكون من عدة أجزاء مثل "خذ الكرسي وضعه بجانب الطاولة وخذ بعد ذلك البْزل (أحجية، لغُز) الذي تريده وأجلس بجانب الطاولة"- شيء مستحيل لطفل عنده أضطراب لغوي أن يفهم هذا. بل عليك أن تقسم الطلب الى أقسام صغيرة، التعليمات في مجموعة أيضاً صعبه جداً على الطفل لأنه لايمكن تقسيم طول التعليمات وصعوبتها لطفل معين.   
— عملي 
عملي يعني كيفية استخدام اللغة في الحديث وتنسيقها – يتعلق بقواعد الحديث، من الذي سيبدأ الحديث، كيف تغير مجرى الحديث.   
في حالة الأضطراب العملي ممكن مثلا أن الطفل يجيب بأعادة السؤال. طفل عنده الأضطراب العملي لايعطي دائما المعلومات المطلوبة لكي يستطيع المستمع ان يفهم. مثلا أن الطفل ينوي أن يروي ماحدث في المدرسة، الطفل يقفز مباشرة الى الروايه بنفس طريقة الطفل العادي الصغير السن جداً.   
مشكلة العملي لاتظهر واضحة إلا عندما يبلغ الطفل سن المدرسة، حيث المطلوب الى حد كبير من الطفل أن يستطيع من حوله أن يفهمه. غالبا هناك صعوبة في الفهم يؤدي بدوره الى صعوبة التركيز. 
بالطبع كلما كثرة ألاجزاء المتأثرة في اللغة كلما كان الأضطراب اللغوى جدّي وصعب. 
أضطراب لغوي خفيف يعني فقط إضطراب باللفظ. 
أضطراب لغوي معتدل يعني مشكلة أكبر في اللفظ وخفيف الى معتدل في القواعد. 
أضطراب لغوي شديد يعني صعوبة كبيرة في اللفظ والقواعد وكذلك في تخزينه للكلمات وفهمها. أذا كان الأضطراب اللغوي شديد يكون أيضاَ مشكلة في العملي ( أي استخدام اللغة في الحديث). 
الطفل الذي عنده أضطراب لغوي شديد يكون محدودا جداَ في اللفظ وصعوبة في فهم اللغة والمشكلة تبقى طوال فترة الدراسة ومعضم الأحيان حتى سن البلوغ.   
مشكلة ألمحادثة (إستخدام اللغة في أصول المحادثة) هي غالبا لاتلاحظ بصورة واضحة إلا في سن المدرسة حيث يتوقع من الطفل أن يستطيع أن ُيفْهم من حوله وكذلك هناك صعوبة في  فهم الآخرين وبالتالي يؤدي ذلك الى تعسر المحادثة ويؤثر بدوره في التركيز. بالطبع كلما كثرة المشاكل بالأجزاء المتعلقة باللغة كلما كانت حالة الأضطراب اللغوي صعبة. إضطراب لغوي ضعيف يعني ان المشكلة فقط بالنطق.  
 
إذا كان الطفل يعاني من مشاكل أخرى غير الأضطراب اللغوي مثلا أخرق (غير بارع فى الحركة) أو صعوبة في التركيز، في تصرفه أو قدرته على التعلم. في السويد يحول الطفل الى مركز إعادة تأهيل الأطفال أو الى إخصائي الأمراض العقلية حيث يعرض للبحث على فريق مكون من إخصائي الأمراض العقلية للأطفال، خبير رعاية النطق، طبيب نفساني، معالج فيزيائي، إخصائي التأهيل العملي ومعلم تربوي خاص (بيداغوجي) 
 
ألأجراءات أو العلاج 
ألأجراءات تتضمن كل التدابير التي تنفذ لمساعدة الطفل- علاج مباشر من قبل خبراء رعاية النطق، ارشادات ومساعدة موظفو الرعاية وأهل الطفل مثلا إعارة الأهل مواد لتحفيز وتشجيع اللغة. 
 
دور الأهالي 
دور الأهل مهم جداً وله دور كبير في تطوير اللغة عند الطفل. على عاتق الأهل يقع الجزء الأكبر في تشجيع وتحفيز الطفل، ودورهم كأهل هو نموذج مهم للطفل. طفل ذو إضطراب لغوي يجب على أي حال إعطائه تشجيع لغوي أكثر بكثير من الطفل العادي لحتى يتقدم ويطور لغته. 
بالنسبة للطفل ذو إضطراب لغوي شديد ومشكلة كبيرة في التواصل تستخدم غالباً "الأشارة" كسند ودعم للطفل لكي يبدأ بإيجاد الى حد ما نوع من التواصل. 
هذا يعني بينما تتكلم الى الطفل يحدد المتكلم كلمه دليلية ( كلمة مفتاح) مع الأشارات التي يستخدمها الصمم . ربما أحيانا يشعر الأهالي بقلق في استخدام الطفل لغة الأشارة. هذا القلق بلا مبرر على الأطلاق لانه ظهر أو ثبت أن الذين استخدموا لغة الأشارة تقدموا في استخدام الكلام بصورة أسرع. 
تزداد الرغبة في التواصل أيضاً عندما يستطيع الطفل أن يفهم من حوله، للوصول الى أحسن النتائج وأفضلها فإنه مهم جداً ان لغة الأشارة كمفتاح للكلمة تستخدم في البيت والمدرسة بنفس الوقت ودائماً. 
 
ماذا يستطيع الأهل أن يفعلوا للطفل 
الشيء المهم عند اللتزام والأعتناء بالطفل ذو الأضطراب اللغوي هو أن تهيء وتعطي الطفل الجو الملآئم لتطوير لغته بقدر الأمكان. هذا يعني كأهل للطفل وكذلك موظفو الرعاية أن يكيفو كلامهم بحيث يسهل للطفل عملية التواصل. 
هناك أطفال كثيرين ذو إضطراب لغوي عندهم صعوبة في فهم مايقال لهم أو ماحولهم مثلا كلام كثير أوكلام سريع. لذلك يجب عمل فترت استراحة قصيره (توقف قصير) لحتى يتثنى للطفل أن يستوعب ماقيل له أو حوله ولربما يستطيع الأجابة. 
الأجابة ليست بالضرورة أن تكون بالكلام، ربما أيمائه برأسه أو ابتسامة أو عبر عن موافقته بحركة ما، وهذا دليل عى أن الطفل شارك في عملية التواصل. 
أيضاً هناك طريقة للتسهيل على الطفل، هي إستخدام الطلب أو المناشدة القصيرة مع الطفل لأنه عادة عنده مشكلة ذاكرة اللغة. 
فبدلا من أن تقول له " أذهب وأحضر كأس من الماء من المطبخ الى والدك" يمكنك القول " أذهب الى المطبخ" ودع الطفل يذهب الى المطبخ وقل له عنئذ "أحضر كأس الماء" ودعه يفعل ذلك وأخيراً قل له " أعطيه لوالدك"، بهذه الطريقة تسهل على الطفل أن يفهم وبذلك يشعر بالسعادة لأنه استطاع أن ينفذ المطلوب منه. 
أذا استخدمت الإيماءة أوالأشارة كدعم فإنك بذلك تسهل أكثر على الطفل عملية التواصل والفهم. 
أنه مهم جداً أن معجمية الطفل (تخزينه للكلمات) أن تصبح كبيرة، أروي له حكايات وقصص وانظر في الكتب وتحدث عن الصور الموجوده بها، أذا كانت لغة الكتابة صعبة عليه يمكنك إستخدام الصور وأذكر أسم الأشخاص الموجودين في الصورة، وأروي له أين أخذت الصورة ومتى، مثلا هذه الصورة أخذت عندما كنت مع جدتك وأولاد عمك فلان وفلان الخ…. 
لاتصحح للطفل خطأه وتقل له مثلا "هكذا ستقول" لأن مشكلة الطفل أن تطويره للغة متأخر، والتطور لايكون سريعاً أذا ردد الطفل الكلام مثل اللببغاء. أن تصحح للطفل كل مرة يفتح فمه لايشجع الطفل على الكلام ولا يساعد على تطويرة بل العكس.

اقرأ أيضا:  بارقة أمل لبعض اطفال التوحد وعلاج جديد

المصدر
sprakenshus-umas.se

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *