الاتجاهات نحو الأطفال من ذوي الإحتياجات الخاصة
وقد نستطيع أن نستشف الأهمية التي تمثلها قضية الاتجاهات ، وبالطبع محور حديثنا في الاتجاهات بالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة ينصب على اتجاهات المجتمع المحيط بهذه الفئة ، والأفراد المكونين لهذا المجتمع ، فتتضح لنا مدى قدرة هذه الاتجاهات على تغيير مستقبل هؤلاء الأفراد من ذوي الفئات الخاصة ، عند إجابتنا على التساؤلات التالية ، والتي تمثل المحور الأساسي لقضية الاتجاهات التي نحن بصددها ، وهي قضية الاتجاهات في ميدان التربية الخاصة .
· لماذا اعتبرت الاتجاهات قضية هامة في التربية الخاصة ، وظهرت الدراسات التي تناولت هذا الموضوع ؟.
· ما هي العوامل التي أدت إلى ظهور الاتجاهات السلبية والإيجابية نحو ذوي الاحتياجات الخاصة ؟.
· ما هي الآثار المترتبة على تلك الاتجاهات السلبية والإيجابية نحو ذوي الاحتياجات الخاصة ؟.
· ما هي العلاقة المباشرة بين الاتجاهات والسلوك ؟.
فتختصر هذه الأسئلة موضوع قضية الاتجاهات في ميدان التربية الخاصة ، فالإجابة على هذه الأسئلة توضح أهمية هذه القضية بالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة ، وتظهر لنا العلاقة الطردين بين إيجابية الاتجاهات وزيادة الاهتمام بهذه الفئة ، وسلبية الاتجاهات وتدنى الخدمات المقدمة لهذه الفئة .
والسؤال الأول ، المراد الإجابة عليه هو :
· لماذا اعتبرت الاتجاهات قضية هامة في التربية الخاصة ، وظهرت الدراسات التي تناولت هذا الموضوع ؟.
ظهرت العديد من الدراسات والأبحاث التي تناولت موضوع الاتجاهات نحو الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة ، والتي أظهرت نتائج متباينة ، وتأتي أهمية هذه الدراسات لأهمية موضوع الاتجاهات ، والذي يعكس سلوك الفرد إيجابا ً أو سلبا ً نحو الأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة ، كما يعكس سلوك المؤسسات الرسمية وغير الرسمية نحو الأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة أيضا ً إذ يتأثر سلوك الفرد أو الجماعة بموقفه أو اتجاهه نحو الأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة ، فكلما كان الاتجاه إيجابيا ً كلما أدى ذلك إلى تحسن في نوعية البرامج والخدمات التربوية للأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة ، والعكس صحيح إذ تعمل الاتجاهات السلبية إلى الإساءة إلى الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بصور مختلفة .
وربما كان تاريخ ذوي الاحتياجات الخاصة ، هو في الواقع تاريخ اتجاهات المجتمعات نحوهم عبر الأزمنة والحضارات المختلفة ، فما كان يجده ذوي الاحتياجات الخاصة من تعنت وظلم وتجاهل ما كان إلا نتاج للاتجاهات السلبية لهذه المجتمعات نحو ذوي الاحتياجات الخاصة ، وأن ما يجده ذوي الاحتياجات الخاصة اليوم من تطور في الخدمات المقدمة لهم يعكس الحد الذي وصل إليه تطور الاتجاه نحوهم ، لاسيما وأن الكثير منهم قد خرجوا من عزلة الإعاقة ليخالطوا المجتمع ويتعايشوا مع الأفراد الآخرين ، وسوف تتغير هذه الاتجاهات كثيرا ً كلما سارت الخطى نحو المجتمع ، وبالمجتمع نحو ذوي الاحتياجات الخاصة .
وتتغير الاتجاهات بالتوعية ، والتعليم سوف يسهم في تقصير المسافة بين المجتمع وذوي الاحتياجات الخاصة . وقد تكون أهمية هذه الدراسات تتمثل في نتائجها التي تبين إما الاتجاهات الإيجابية ، أو الاتجاهات السلبية بالنسبة لهذه الفئة ، وكيفية تعاملنا مع هذه النتائج فيما يخدم فئة ذوي الاحتياجات الخاصة ، وذلك على عدة محاور :
· بالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة أنفسهم :
إن التعرف على اتجاهات المجتمع السلبية نحو الإعاقة وأفراد هذه الفئة ، يمكننا من تدريبهم أنفسهم لمواجهة هذه المواقف بشكل أكثر فاعلية مما يمكنهم بالتالي من إحداث تغيرات في احتكاكهم بأفراد المجتمع .
· في حال كانت نتائج دراسة اتجاهات المجتمع سلبية نحو ذوي الاحتياجات الخاصة :
تتمثل أهمية هذه الدراسات ، في محاولة المختصين العمل على تغيير اتجاهات هذا
المجتمع السلبية ، والعمل على تقبل المجتمع عامة لذوي الاحتياجات الخاصة ، وتحويل الاتجاهات السلبية نحوهم لاتجاهات إيجابية ، باستخدام أساليب وإستراتيجيات معينة ؛
· في حال كانت نتائج دراسة اتجاهات المجتمع إيجابية نحو ذوي الاحتياجات الخاصة :
فتتمثل أهمية هذه الدراسات ونتائجها ، بتطوير وتدعيم الاتجاهات الإيجابية و الاستفادة من هذه النتائج ، وزيادة فاعليتها ، حيث يقوم المختصون بالتربية الخاصة بالاستفادة من هذه النتائج بالاعتماد عليها عند تقديم الخدمات لذوي الاحتياجات الخاصة ، أو مخاطبة المسؤولين لتقديم هذه الخدمات ورفع مستوى جودتها ، أي بمعنى آخر أن المسؤولين عن التربية الخاصة ليهم فكرة مسبقـّة أن هذا المجتمع يحمل توجه إيجابي نحو ذوي الاحتياجات الخاصة ، وبالتالي فهذا المجتمع على استعداد لتقديم خدمات متطورة لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة ، فبذلك تكون تطلعات مسئولي التربية الخاصة وآمالهم مرتفعة ، وتتطلع لمستويات عليا في تقديم الخدمة ، ولا تتأثر بالخوف من رفض المجتمع تقديم مثل هذه الخدمات ، و الإحباط من الرفض ،فكلما كانت نتائج دراسات الاتجاهات نحو ذوي الاحتياجات الخاصة إيجابية ، كلما كانت هذه النتائج قوة دافعة تحث مسئولي التربية الخاصة على زيادة دفع المجتمع نحو تقديم خدمات أكثر فاعلية وتطور ورفع لمستوى حياة هذه الفئة التي يتحمل المجتمع مسئوليتها كغيرها من فئات هذا المجتمع .
أما السؤال الثاني والمطلوب الإجابة عليه لمناقشة موضوع الاتجاهات نحو ذوي الاحتياجات الخاصة :
· ماهي العوامل التي أدت إلى ظهور والإتجاهات الإيجابية ، الإتجاهات السلبية لذوي الإحتياجات الخاصة ؟.
لابد كأي نتيجة ، من وجود عوامل معينة أدت إلى هذه النتيجة ، وهكذا فظهور الاتجاهات الإيجابية ، والاتجاهات السلبية لأفراد المجتمع نحو ذوي الاحتياجات الخاصة ، لابد له من أسباب وعوامل معينة ، وهي ــ حسب وجهة نظرنا ـــ كما يلي :
العوامل التي أدت إلى ظهور الاتجاهات الإيجابية نحو ذوي الاحتياجات الخاصة :
قد تعود هذه العوامل إلى :
1) ارتفاع المستوى التعليمي ، وزيادة المعرفة بواقع الإعاقة والحاجات الخاصة ، من حيث أسبابها العلمية الحقيقية ، أساليب الوقاية منها ، والابتعاد عن الرجوع للخرافة والأكاذيب في تبرير وجود هؤلاء من ذوي الاحتياجات الخاصة ، وبالتالي التعرف الحقيقي والواعي للأنواع المختلفة من الحاجات الخاصة ، وذوي هذه الحاجات الخاصة ؛
2) التركيز المعلوماتي والإعلامي على دور ذوي الاحتياجات الخاصة ، جسديا ً في المجتمع ؛
3) زيادة وعي المجتمع بالإعاقة والحاجات الخاصة ، وما يمكن أن يساهم به ذوي الاحتياجات الخاصة في الخدمة العامة ؛
4) زيادة وعي المجتمع بكيفية وإمكانية الاستفادة من ذوي الاحتياجات الخاصة في القيام بالعديد من الأعمال المهمة في المجتمع ؛
5) زيادة حدوث حالات الإعاقة الجسدية في السنوات القليلة الماضية ، مما أدى إلى زيادة فرص الاحتكاك والتفاعل مع ذوي الاحتياجات الخاصة ، والوقوف على حقيقة أن لذوي الاحتياجات الخاصة لديه فرصة في المساهمة في بناء المجتمع ؛
6) زيادة فرص التفاعل الاجتماعي والتربوي بين الطلبة العاديين ، والطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة ، أدت إلى تكوين اتجاهات إيجابية نحو الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة ؛
7) إن معرفة الطفل العادي بخصائص الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة ، ذات أثر في تكوين اتجاهات إيجابية نحو الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة .
العوامل التي أدت إلى ظهور الاتجاهات السلبية نحو ذوي الاحتياجات الخاصة :
1) ما يصنعه المجتمع نفسه من قوالب نفسية وأنماط سلوكية سلبية نحو ذوي الاحتياجات الخاصة ، باعتبارهم فئة خطرة يجب الاحتراس منها ، وتجنبها والابتعاد عنها ؛
2) ما يحمله أفراد المجتمع من ميول واتجاهات مسبقة ورافضه للفرد من ذوي الاحتياجات الخاصة ؛
3) ما توصم به فئة ذوي الاحتياجات الخاصة ، بأنها فئة مختلفة وناقصة ، وتصنيف أفرادها بأنهم فئة غير عادية ، أو غير مكتملة ، مما يجعل سلوك أفراد هذا المجتمع مشبعا ً بتلك السمات والخصائص عند تعاملهم مع أفراد هذه الفئة ؛
4) الجهل بالحقائق ، وعدم توافر المعلومات العلمية الصحيحة عن الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة ، وطبيعة إعاقتهم الحقيقية ، والاعتماد على الخرافات في تفسير أسباب هذه الحالات ، والابتعاد عن العلم والأسباب الحقيقية لمفهوم الإعاقة والحاجات الخاصة ؛
5) الخبرات المؤلمة التي قد يمر بها فرد معين مع فرد من ذوي الاحتياجات الخاصة ، أو مع نوع معين من أنواع الإعاقة ، تترك لديه انطباع من الصعب تغييره ، والذي بدوره قد ينقلها لغيره من أفراد هذا المجتمع ، مما يؤدي لزيادة دائرة هذه الاتجاهات السلبية ، حيث يكون هذا الفرد حامل لهذه الخبرة ذات الأثر السلبي ، وناقل لها ؛
6) الخوف والقلق من التعامل المباشر مع فئة ذوي الاحتياجات الخاصة ، وبالتالي الابتعاد عنها ، وتجنبها .
وإن كنا نعتقد أنه في كثير من المجتمعات الحديثة ، ابتدأت الكثير من عوامل سلبية الاتجاهات في الاضمحلال والاختفاء ، وذلك لعدة عوامل ، منها :
– التقدم العلمي الكبير ، وشيوع الحقائق العلمية ؛
– الرقي الكبير في التعامل بين أفراد المجتمع ، والفئات الخاصة ، وبالأخص في المجتمعات المتقدمة ؛
– ارتفاع المستوى التعليمي ، لمعظم أفراد المجتمعات الحديثة ، وخاصة المتقدمة منها ؛
– تقليد المجتمعات الأقل تقدما ً ، للمجتمعات المتطورة في أساليب الحياة الاجتماعية ، مما يؤدي لانتهاجها لأساليب هذه المجتمعات المتقدمة ، في تعاملها مع ذوي الاحتياجات الخاصة ؛
– التعايش المختلط بين الأفراد العاديين ، والأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة ، سواءا ً في الحياة الاجتماعية ، أو الحياة الأكاديمية .
فهذه العوامل — كما نعتقد — قد أثرت بشكل كبير في تطور الاتجاهات السلبية إلى الإيجابية
نحو الأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة ، ولكننا كذلك لا نستطيع أن ننكر أن الاتجاهات السلبية نحو الفئات الخاصة لازالت موجودة لدى الأفراد والمؤسسات ، مما يعكس تباينا ً لدى هؤلاء الأفراد حتى وقتنا الحضر .
وقد تكون هناك عوامل أخرى أغفلنا ذكرها أدت إلى ظهور الاتجاهات الإيجابية ، أو الاتجاهات السلبية ، ولكننا — وللأسف الشديد– لم نستطع أن نتوصل إلا لهذه المجموعة من العوامل الإيجابية والسلبية .
أما السؤال الثالث في قائمة التساؤلات التي تبحث قضية الاتجاهات نحو ذوي الاحتياجات الخاصة ، فهو سؤال منطقي لابد وأن يتبع السؤال السابق ، وهو :
· ما هي الآثار المترتبة على تلك الاتجاهات السلبية والإيجابية نحو ذوي الاحتياجات الخاصة ؟.
تكمن أهمية قضية الاتجاهات نحو الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة ، للنتائج الفعلية والتي نرى دلائلها على أرض الواقع ، فالاتجاهات نحو أي مفهوم ، أو نحو أي موضوع هي الخطوة الأولى نحو تعاملنا مع هذا المفهوم / الموضوع ، وبالتالي تحكم هذه الاتجاهات أسلوب تصرفنا مع من يمثل هذه القضية ، وينتسب إليها ، كمفهوم الاتجاهات الخاصة ، والأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة .
بشكل عام من الممكن تلخيص قضية الاتجاهات في ميدان التربية الخاصة ، بوجهتي نظر متناقضتين :
§ الأولى : بالإهمال والرفض والعزل للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة ؛
§ الثانية : بالاهتمام بالأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة ، من حيث تربيتهم وتعليمهم ودمجهم في المجتمع .
وكان لابد من وجود آثار معينة وواضحة ، لقضية الاتجاهات نحو الفئات الخاصة ، سواء كانت اتجاهات سلبية ، أو اتجاهات إيجابية ، وتكون هذه الآثار وواضحة على الفرد من ذوي الاحتياجات الخاصة نفسه ، وعلى أسلوب حياته ، بل يتعدى أثر هذه الاتجاهات الفرد نفسه ، إلى المجتمع بشكل عام .
الآثار المترتبة على الاتجاهات السلبية للأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة :
· يواجه الفرد من الفئات الخاصة ، عوائق اجتماعية ، وبيئية تحد من نشاطاته وطموحاته ،
· يواجه هذا الفرد بوجود هذه الاتجاهات السلبية ، حاجزا ً حقيقيا ً أمام قيامه بأدوار مناسبة في المجتمع الذي يعيش فسه ، وتفاعله مع أحداث هذا المجتمع واهتماماته ؛
· كذلك يواجه هذا الفرد ، حواجز تحول دون تحقيق اندماجه الكامل في مجتمعه الذي يعيش فيه ؛
· تؤدي هذه الاتجاهات السلبية إلى تعرض ذوي الاحتياجات الخاصة للضياع والحزن ؛
· تؤدي الاتجاهات السلبية ، إلى تدني مفهوم الذات لدى هذا الفرد ، مقارنة مع أقرانهم من الأفراد العاديين ؛
· من نتائجها ظهور عدد من الاتجاهات السلبية لدى الأفراد من هذه الفئة ، كالشعور بالقلق والنقص والعدوانية نحو الذات ، خاصة لدى الأفراد من ذوي الإعاقة الحركية .
· حرمان المجتمع من طاقات يمكن أن تعطي ، وتضيف لعجلة التقدم والنمو في هذا المجتمع ؛
والمحصلة النهائية ، والصورة العامة ، التي من الممكن أن نلاحظها هي أن هذه الاتجاهات السلبية يترتب عليها ، قرارات مثل الرفض والعزل والإنكار والإهمال للأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة .
الآثار المترتبة على الاتجاهات الإيجابية للأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة :
· إعطاء ذوي الاحتياجات الخاصة الفرصة في المشاركة في بناء المجتمع وتقدمه ، في المجالات التي يستطيع فسها ذوي الاحتياجات الخاصة تقديم خدماته ؛
· يتمتع الأفراد من الفئات الخاصة في هذا المجتمع ، بشكل من أشكال الصحة النفسية، والمتمثل بالرضى عن الذات ، ولو لم يكن ذلك بشكل كبير ، ولكنه متوفر لدى هذا الفرد ، نتيجة لإعطائه الفرصة للنمو مع أقرانه ، وتفاعله معهم ، ومساهمته حسب قدراته وإمكانياته المتاحة في نمو هذا المجتمع ؛
· يتمتع الأفراد من الفئات الخاصة في هذا المجتمع ، بالصحة الجسمية ، والرعاية الطبية المتقدمة والمتطورة ، وأساليب الوقاية من الإعاقة ، ومن تطور هذه الإعاقة؛
· التفاعل الاجتماعي لهؤلاء الأفراد مع أقرانهم من الأفراد العاديين ، وذلك من خلال برامج الدمج التربوي أو الاجتماعي ؛
· قدرة الفرد من ذوي الاحتياجات الخاصة على التأقلم الجيد مع إعاقته ، فقبول المجتمع لهذه الإعاقة ، ينعكس بشكل جيد على هذا الفرد ، مما يؤدي لتعامله مع نفسه ومع أفراد المجتمع الذي يعيش فيه بشكل طبيعي ، وخاصة ذوي الإعاقات الحركية ؛
· استفادة المجتمع من طاقات من الممكن أن تعطي وتضيف لعجلة التقدم في هذا المجتمع ،ومن ناحية أخرى يستفيد الأفراد من الفئات الخاصة ، من آثار المترتبة على الاتجاهات الإيجابية ، بالخدمات التي يقدمها لهم المجتمع الذي يعيشون فيه والتي هي نتيجة من نتائج الاتجاهات الإيجابية لهذه الفئة ، وذلك على النحو التالي :
· القبول النفسي والاجتماعي لذوي الاحتياجات الخاصة ؛
· تحسين البرامج التربوية والاجتماعية والصحية والمهنية لذوي الاحتياجات الخاصة ؛
· إجراء الدراسات والأبحاث ذات العلاقة ؛
· إصدار القوانين والتشريعات ذات العلاقة ؛
· دمج الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس العادية ؛
· إعداد الكوادر اللازمة لكل فئة من فئات التربية الخاصة ؛
· تطوير أدوات القياس المناسبة لكل فئة من فئات التربية الخاصة .
وبالطبع فإن هذه البنود السابقة تغطي أهم ما يحتاجه الفرد من الفئات الخاصة في تقدمه في حياته الخاصة ، وحياته العامة ، والشخصية ، والتعليمية ، والوظيفية …. مما يؤدي بالتالي إلى تيسير أسلوب حياة هذا الفرد ، وتمتعه بحياة سهلة ، بالمقارنة مع معاناة الإعاقة التي يعاني منها .
والمحصلة النهائية ، والصورة العامة ، التي من الممكن أن نلاحظها هي أن هذه الاتجاهات الإيجابية يترتب عليها ، الاهتمام بالأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة ، والعمل على استحداث وتطوير البرامج والمناهج ، ووضع الإستراتيجيات الكفيلة بتقدمهم وسعادتهم وتمتعهم بالصحة النفسية والجسمية ، كما تعمل من خلال التدريب والتأهيل المهني على الوصول بقدراتهم وإمكاناتهم المتاحة إلى أقصى درجات التنمية والتقدم والوصول إلى المستوى المطلوب .
ولكن أوجه الرعاية هذه لا يمكن أن تنفذ على الوجه الأكمل إلا مع تقبل المجتمع عامة ، والمختصين خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة ، أو تغيير اتجاهاتهم السلبية نحوهم ، أو تطوير وتدعيم الاتجاهات الإيجابية . وبهذا يصبح التعرف على الاتجاهات السائدة نحو ذوي الاحتياجات الخاصة ، خطوة ضرورية لوضع البرامج والخطط اللازمة لرعايتهم .
أما التساؤل الأخير ، والذي يبين العلاقة بين الاتجاهات والسلوك ، فهو :
· ما هي العلاقة المباشرة بين الاتجاهات والسلوك ؟.
قد نختصر إجابة هذا السؤال ، بالنقاط التالية :
· الاتجاه يحدد الخطوات الإجرائية التي يتخذها الفرد نحو شخص ما أو موقف معين ، سواء أكانت لفظية أو عضوية ؛
· الاتجاه يساعد الفرد على اكتساب خبراته السارة ، وتجنب قدر الإمكان خبرات ضارة؛
· الاتجاه يعلـّم الفرد كيفية الاستفادة من الموارد المتاحة في البيئة المحيطة لإشباع حاجاته الأساسية والثانوية بالطرق المشروعة ؛
· الاتجاه يوجه استجابات الفرد للأشخاص والأشياء والموضوعات ، بطريقة تكاد تكون ثابتة .
المراجع :
1 ــ الروسان ، فاروق ، قضايا ومشكلات في التربية الخاصة ، عمان : دار
الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ، الطبعة الأولى ، 1998 م .
2 ــ كلية التربية ، جامعة قطر ، اتجاهات المجتمع القطري نحو الإعاقة الجسدية ( دراسة استطلاعية ) ، ندوة علم النفس و آفاق التنمية في دول مجلس التعاون الخليجي ، 11 – 13 مايو 1998 م .
المصدر – منتدى الخليج – www.gulfnet.ws
شكرا جزيلا على هذه المعلومات و شكرا على إهتمامكم بهذا النوع من المواضيع. لقد إستفدت كثيرا مما كتبتم. أتمنى أن تواصلوا في كتابة و نشر مثل هذه المواضيع.
“ياسمين باشا” ماجستير إرشاد و صحة نفسية
شكرا على هذا الموضوع ونرجو الاكثر والمزيد وشكرا لكم على لطفكم وكرمكم