القولون العصبي Irritable Bowel Syndrome

القولون العصبي أو تشنج القولون (والمعروف علمياً باسم متلازمة القولون المتهيج Irritable Bowel Syndrome ) حالة تتألف من أعراض مثل المغص والألم البطني والنفخة والإمساك والإسهال. لا يظهر لدى بعض المصابين بهذا الاضطراب سوى أعراض خفيفة، بينما يشكو آخرون من تأثيرات كبيرة للمرض على حياتهم اليومية.

يكون عند المريض عند إصابته بالقولون العصبي قولون مفرط الحساسية. لا يعرف الأطباء سبب هذا المرض، لكن يبدو أن مرضى القولون العصبي يكون عندهم في مشاكل حركة في قولونهم. حيث تتحرك المحتويات في قولونهم أحياناُ بشكل أسرع من اللزوم، فلا يمتص القولون الماء بشكل كافي، ما يتسبب بالإسهال (وهو ما نسميه بإسهال القولون العصبي). وفي حالات أخرى لا تتحرك محتويات القولون بالسرعة الكافية ويمتص الكثير من الماء ما يسبب الإمساك، وهو ما نسميه بإمساك القولون العصبي.

القولون العصبى أحد امراض القولون التى تكون فيها استجابة الجهاز الهضمي غير طبيعية لأنواع محددة من المأكولات أو المشروبات وغالبا ما يحدث القولون العصبى عندما يتعرض الشخص لبعض الحالات النفسية، فتؤدى الى تعامل غير طبيعي للجهاز الهضمي و أعراض مثل انتفاخ في البطن معها كثرة الغازات و آلام متكررة و إسهال أو إمساك. والقولون العصبي هو اعتلال وظيفي مؤقت ومتكرر للجهاز الهضمي وليس بمرض عضوي، وإذا كنت عادة تشكو من آلام متكررة في البطن أو تكثر عندك الغازات أو تجد صعوبة وعدم ارتياح أثناء التغوط إن كان كذلك فربما تعاني من القولون العصبى.

أسباب القولون العصبي :

ما زلنا لا نعرف تماماً سبب القولون العصبي، لكن الباحثون اكتشفوا عوامل معينة تحرض حدوث الهجمات عند المرضى المؤهبين، وهذه العوامل هي:

• العدوى: تتسبب هجمة التهاب المعدة والأمعاء غالباً بأعراض معوية طويلة الأجل، تبقى طويلاً بعد زوال الجراثيم أو الفيروسات المسببة للالتهاب. لا نعرف سبب ذلك، غير أنه قد يرجع لحصول تغيرات في الوظيفة العصبية في الأمعاء، أو لحدوث تبدلات في الجراثيم المتعايشة في الأمعاء. وبإمكاننا أن نرجع 25% من حالات القولون العصبي لهذه الحالة.
• عدم التحمل الطعامي: سوء امتصاص سكر اللاكتوز الموجود في الألبان والعديد من الأطعمة المعالجة هو الشكل الأكثر شيوعاً من عدم تحمل الأطعمة التي يمكنها تحريض القولون العصبي.ومن السكريات الأخرى التي يمكنها تحريض القولون العصبي الفركتوز الموجود في العصائر والسوربيتول.
• النظام الغذائي: يفاقم النظام الغذائي المنخفض الألياف حدوث الإمساك في القولون العصبي الذي يهيمن عليه الإمساك. ويجد بعض المرضى أن بعض الأطعمة مثل البهارات أو الأطعمة السكرية يمكنها أن تسبب مشاكل، غير أن الكثير من الخبراء يشككون بدور النظام الغذائي لاعتقادهم بوجود عدم تحمل طعامي في هذه الحالات لم يتم تحديده بعد.
• التوتر العاطفي: قد تؤثر الانفعالات القوية كتلك التي تحدث عند القلق أو التوتر على أعصاب الأمعاء عند المؤهبين للمرض.
• الأدوية: يمكن أن تؤدي أنواع أدوية معينة (مثل المضادات الحيوية ومانعات الحموضة والمسكنات) إلى الإمساك أو الإسهال.

اقرأ أيضا : الأطعمه التي تهيج القولون العصبي

أعراض القولون العصبي :

من أعراض القولون العصبي الشائعة هناك:

• ألم بطني أو مغص يخف بعد طرد الريح أو التبرز.
• تناوب بين الإسهال والإمساك.
• الإحساس بعدم تفريغ الأمعاء تماماً بعد التبرز.
• نفخة.
• وجود مخاط في البراز.
• غثيان.

أي من هذه الأعراض لا يكون منحصراً بالقولون العصبي، ومن غير المعتاد أن يتسبب القولون العصبي بهذه الأعراض بعد عمر الأربعين.

 تشخيص القولون العصبي

يستطيع الطبيب تشخيص القولون العصبي بالاعتماد على الأعراض التي يصفها المريض. وقد يلزم المريض باتباع نظام غذائي معين أو بالامتناع عن مجموعات أغذية محددة لفترة من الزمن كي يستبعد وجود أي تحسسات غذائية. قد يأمر الطبيب بأخذ عينة من البراز لنفي وجود عدوى، وإجراء فحص دم كي يتحقق من فقر الدم ويستبعد الداء البطني.

كما قد يُجرى تنظير للقولون، وهو فحص ندخل فيه انبوب مزود بكاميرا ومنبع ضوئي عبر الشرج لتمكين الطبيب من مشاهدة القولون وأخذ عينات نسيجية (خزعات) عند الحاجة. لا يجري الطبيب هذا الفحص عادة إلا اذا شك بوجود سبب آخر لأعراض المريض، مثل التهاب القولون أو داء الأمعاء الالتهابي (داء كرون) أو السرطان. وكذلك يوصى بهذا الفحص كإجراء مسحي للبحث عن السرطان عند الأشخاص الأكبر من 50 سنة ولم يجرى لهم تنظير قولون قبل ذلك.

 علاج القولون العصبي بالنظام الغذائي

يساعد تناول وجبات أصغر بفواصل أقل، أو أكل كميات أقل، على تحسين أعراض القولون العصبي. وقد تتسبب الوجبات الكبيرة  بالمغص والإسهال عند المصابين بالقولون العصبي.

يفيد تناول الأطعمة منخفضة الدهون والمرتفعة الكربوهيدرات مثل المعكرونة  والرز وخبز الحبوب الكاملة بالإضافة للفواكه والخضراوات في تسكين الأعراض.  وقد تسكن الألياف أعراض الإمساك الحاصلة بسبب القولون العصبي لأنها تجعل البراز ألين وخروجه أسهل.

ما الذي يجب تجنب أكله لتسكين أعراض القولون العصبي ؟

هناك أطعمة أو مشروبات معينة تجعل الأعراض أسوأ مثل:

• الأطعمة مرتفعة الدهون.
• بعض مشتقات الألبان.
• المشروبات الحاوية على الكحول أو الكافئين.
• المشروبات التي تحوي كميات كبيرة من المحليات الصنعية.
• الفول والكرنب والأطعمة الأخرى التي تسبب حدوث الغازات.

علاج القولون العصبي

لا يشفى القولون العصبي تماماً بأخذ أدوية أو بنظام غذائي معين. ويتمثل الإجراء الوقائي الأساسي في تحديد وتجنب المحرضات المحددة. وتتضمن الخيارات العلاجية ما يلي:

• زيادة معتدلة للألياف الغذائية، بالإضافة للإكثار من السوائل الصافية.
• تقليل أو استبعاد المأكولات التي تتسبب بالغازات مثل الفول والكرنب.
• تقليل أو استبعاد مشتقات الألبان في حال كان السبب هو عدم تحمل اللاكتوز.
• الأدوية المضادة للإسهال مثل imodium أو lomotil– وهو أمر أساسي في تدبير القولون العصبي الذي يهيمن عليه الإسهال.
• الأدوية المسكنة : قد تحسن الأفيونات مثل الكودئين الألم بشكل جيد. وأحد آثارها الجانبية الأكثر شيوعاً وهو الإمساك يمكن أن يخفف الإسهال في القولون العصبي الذي يهيمن عليه الإسهال.
• علاجات موجهة ضد الإمساك.
• الأدوية المضادة للتشنج : هذه المجموعة من الأدوية تسكن المغص، ومن هذه الأدوية mebeverine و belladonna و hyoscine وكبسولات زيت النعناع.
• مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة : يمكن أن تكون تلك الأدوية فعالة في علاج ألم القولون العصبي، غير أنها تعطى لفترات تجريبية مع مراقبة الأعراض. إعطاء هذه الأدوية لا يعني أن سبب القولون العصبي هو الاكتئاب.
• تدبير التوتر لو ظهر أن التوتر يثير الأعراض.
• الالتزام بروتين أكل وتجنب التغييرات المفاجئة في نظام الطعام.

هناك مجموعة من الكربوهيدرات اسمها FODMAP يعتقد حالياً أنها تسهم في تفاقم أعراض القولون العصبي. ويمكن تجريب نظام غذائي خالي من هذه المجموعة تحت إشراف مختص بالأغذية.

https://youtu.be/aB2BKZlkRhs