استراتيجيات بصرية لتحسين عملية التواصل
من الشائع أن نرى المعلمين المعنيين بالأطفال ذوي التأخر الذهني وتثلث الصبغية 21 وغيرهم من اللذين يعانون اضطرابات تواصليةأو مشكلات سلوكية يصفون الطفل أو الطالب في المشاركة كالتالي:
* إنه فعلا مشتت
* إنها لاتفعل إلا مايحلو لها
* إنه يسيطر على الجميع
* إنها لاتنتبه
* إنه يسرح في معظم الوقت
* إنه متصلب لدرجة أن يتبع نفس النظام حتى لو تغيرت الأوضاع
* إنها لاتستطيع التكيف مع التغيير
* إنه فعلا يعاني مشكلات سلوكية كلما حاولنا القيام بنشاط جديد
ويعلق نفس المراقبين على قدرات الطفل في الإستماع كالتالي:
* إنه يفهم كل ماأقوله لكنه يسيء التصرف
* إنه يعرف مالذي أريده بالتحديد
* إنه يفهمني لكنه يعاند . سوف يقوم بأداء هذا العمل عندما يحلو له ذلك
ويعد المعلمين أن عدم مشارك الطفل في الحوار بأي شكل من أشكال التواصل دليل على استيعابه وهذا يحدث حتى مع الأطفال والمعلمين العاديين . وهم يفسرون سلوكه بأنه عصيان من قبل الطفل أ الطالب للإرشادات.
ومن خلال الملاحظة الدقيقةلأولئك الأطفال يتضح أن الكثير منهم يعانون صعوبات لايستهان بها في الاستخدام الفعال للمعلومات السمعية مع من حولهم والمشكلة ليست في المقدره على لسمع , ولكن في عملية الانتباه , الاستقبال , والتحليل , واستنتاج معنى ما من الأصوات المسموعة , ومن ثم التصرف على أساس هذه المعلومه ، ومن يراقب هؤلاء الأطفال والطلبة يجد أنهم يعتمدون – إلى حد كبير- على الأدلة الحركية والبصرية والنظام البيئي حولهم للحصول على المعلومات وقد بنوا فهمهم للمتطلبات في بيئاتهم على تجميع أجزاء من معلومات بصرية , وروتينيات متوقعة, بدلا من فهمهم لرسائل شفهيه محددة.
مثال:
نعم تصل إيمان إلى المنزل عائدة من المدرسة , وتقف في المدخل , فتأخذها الأم بيدها , وتقودها إلى الخزانة وتقول اخلعي معطفك , ثم ضعي علبة الغداء في المطبخ ) وتتبع إيمان التعليمات .
فهل هي فعلا تستجيب لكلمات مسموعة , أو أنهانظرت إلى الخزانة وفهمت المطلوب أم أنها أيضا فهمت المطلوب بعد اشارة البدء لعملها كونه روتين منظم؟
وماذا عن الموقف :
تعطي المعلمه لهالة علبة اللبن الفارغة وتطلب منها أن تضعها على مكتب المعملة , تحمل هالة العلبة الفارغة , إلى سلة المهملات , وترميها . أية أدلة لها معنى عند هالة ؟ إنها تستجيب لعمل معتاد تربطه بالعلبه الفارغة.
والسؤال التالي: هل يعني هذا أننا يجب أن نعلم الأطفال والطلبة أن لايستجيبوا لهذه الأدلة؟
ونتسائل : هل هو أمر سيء أن ينتبه الطفل إلى الدلائل الحركية ، أو تلك المستنتجة من المواقف ؟ بالطبع لا, فكل الذين يقومون بعملية التواصل يعتمدون بشكل كبير على المعلومات البصرية , لدقتها في تفسير الرسائل.
وفيما يلي الطريقة التي يصف بها الباحثون الرسالة التواصلية العادية:
بافتراض أن اطفالنا المستهدفين يفهمون المعلومات السمعية بصورة أقل من العاديين فيجب أن نأخذ بعين الإعتبار أن أي جزء من اللغة المنطوقة يدخل في نطاق فهمهم للتواصل
100 ***%الأشياء التي نراها مثل :
1- الحركات والاشارات
2- تعبيرات الوجه
3- حركات الجسد
4- الأشياء الموجودة في البيئة الطبيعية والصورالمجسمات وغيرها
37***% التلحين الصوتي
*** السرعة
*** الكثافة أو درجة ارتفاع الصوت
7***% الكلمات التي ننطقها
اذا عرفنا أن طلبتنا المستهدفين يفهمون معلومات سمعية , حتى ولو بدرجة أقل مما يفهمه الأطفال العاديون أمكننا أن نتصور كم ÷و صغير مايمثلة الجزء الشفهي من اللغة فيما يستوعبون من مضامين التواصل.
لذلك يمكن مساعدتهم عن طريق الطرق المساندة . ومن المفيد
أيضا التعرف على مدى مايفهمون من الجزء الشفهي من الرسالة ( تحديد مستوى الأداء الحالي للطفل ) حيث أن فهمنا لتلك الدلائل ذات التأثير على استيعاب الطفل يعتبر أمرا غاية في الأهمية عند وضع أهداف البرمجة والتدريب.
إذن كيف نعلم من كانت قدراته 90% بصرية و10% سمعية؟
وهل التغيير هذا في برامج الأطفال سوف يعطيهم مهارات تواصلية تناسب سنهم؟
من خلال عملنا كإختصاصيين نعمل مع أطفال وطلبة من ذوي الإحتياجات الخاصة , فإننا نسعى إلى إصلاح أو القضاء على مواطن الضعف لديهم قدر الإمكان, إلا أنه ليس عمل شفاءلهم, فسوف يظل هناك دوما جزء من الإعاقة .
إن هدفنا من التعليم يعتمد على مضاعفة قدرات الطالب الفردية
ولتحقيق ذلك هناك ثلاثة أهداف تبدو أكثر واقعية ومنطقية :
1- تعليم المهارت:
يجب أن نساعد الطالب على مضاعفة طاقة المهارات الكامنة لديه. فهو بحاجة إلى تعلم أساليب تجعل ردود فعله التواصليه فعالة وعالمية ومقبولة اجتماعيا قدر الإمكان
2- تعليم الأساليب التعويضية:
الأطفال والطلبة الذين يستخدمون الوسائل البصرية لمساددتهم على تحقيق أهافهم سيستفدون من زيادة مشاركتهم وتعزيز استقلاليتهم . ولا شك أن الاستقلالية في حد ذاتها هدف تعليمي بعيد المدى
3- تعديل البيئة لتحقيق أقصى درجة من التعلم:
علينا أن نستخدم المعرفة التي لدينا حول أساليب تعلم هؤلاء الأطفال , ولا شك أن تعديل البيئة حولهم وابتكار أساليب جديدة للتعلم سوف تزيد من فرصهم للتعلم.
سؤال :من أين نبدأ؟
نبدأمن الجدول الدراسي
تعد الوسائل البصرية -مثل الجداول- من أهم وسائل تبادل المعلومات بأسلوب منطقي ومنظم ومتتابع , ولذلك يلجأ اليها الكثيرون لمساعدتهم في تنظيم حياتهم اليومية.
كذلك الحال بالنسبة لفئات الطلبة الذين نتعامل معهم . ولكن نظرا لأن هذه الوسائل التقليدية قد لاتعطي القدر الكافي من المعلومات لبعض الطلبة كان لزاما إجراء بعض التعديلات عليها , وتكييفها بحيث تشمل المعلومات اللازمة لمساعدتهم.
لاشك أن تقديم المعلومات لبعض الطلبة بشكل محسوس ومرئي سوف يساعدهم على التعامل مع وقائع كثيرة في يومهم, كان من الممكن أن تسبب لهم شيئا من الإرباك والإزعاج .
هذه المعلومات توفر الإطار اللازم للتعامل بطريقة أفضل مع المواقف والأوضاع الصعبة.
لذلك فإن إيصال المعلومات بشكل مرئي :
1- يساعد على تركيز الإهتمام وتحسين الإنتباه
2- يقدم المعلومة بأسلوب يسعد الطالب على بسرعة وسهولة
3-يوضح المعلومات الشفهية
4-يقدم أسلوبا محسوسا لتعليم بعض المفاهيم , مثل الوقت والتتابع والسبب ونتائجه
5-يقدم إطارا لفهم التغيير وتقبله
6-يدعم عملية الإنتقال بين النشاطات أو الأماكن المختلفة
الجداول
تخيل أنك في إحدى الرحلات السياحية إلى اوروبا, وأنك ستزور فيها 16 مدينةخلال سبع أيام, وتكتشف في اخر الرحلة أن المسؤول في المكتب السياحي نسي أن يعطيك الجدول , فلا تعرف كل يوم إلى أين ستذهب ، ولا مالذي ستراه , ولا مواعيد الطعام. إنه أمر مزعج ومربك, أليس كذلك؟
هذا مايشعر به الكثير من أبنائنا في كل يوم من أيامهم.
نماذج من فوائد الجداول:
مشكلة
يصل (أحمد) بسيارة المدرسة في الساعة( 8,00) صباحا,ومن لحظة وصولة تبقى عيناه معلقتين على صندوق غذائه ، وهو يردد بأنه يريد أن يأكل ، عندما تخبره المعلمة بأن عليه الإنتظار إلى أن يحين موعد الوجبة يبدأ بسلسلة من نوبات الغضب والبكاء.
الحل:
إن التوجيه الشفهي مثل ( لا يمكنك الأكل الان , أو عليك الإنتظار إلى أن يحل وقت الوجبة ) لن يقنع ( أحمد ) بالعدول عن رأيه.
لمساعدته على فهم أمر كهذا يجب وضع جدول يومي يساعده في التعرف على تتابع الأحداث التي توصله إلى وقت الوجبة.
والإشارة إلى النشاطات داخل الجدول التي يجب أن تتم قبل وقت الوجبة , سوف تساهم في وضع نظام للوقت يسهل على ( أحمد ) فهمه.
مشكلة
يعرف (سامي ) أنه يذهب إلى الرياضة كل يوم بعد تناول الوجبة, ولكن معلمة الرياضة تغيبت في أحد الأيام , فانتابته نوبه من البكاء , لأن نظامه اليومي قد تغير, وأنه لن يذهب لأداء رياضته المعتادة.
الحل:
ارسم جدولا له وأوضح حصة الرياضة البدنية, ثم بالإشارة البصرية ضع علامة توضح ( لسامي) بأن هناك تعديلا أدخل على الجدول , وذلك بتغطية خانة الرياضة أمامه, أو بوضع نشاط اخر فوق صورة الرياضة البدنية.
يمكن منح ( سامي) فرصة إجراء هذا التعديل بنفسه على الجدول, لتمكينه من استيعاب التغيير بشكل أفضل.
مشكلة
يصعب على ( سارة) القيام بنفس النشاطات التي يقوم بها غيرها من الأطفال داخل الفصل , عندما تحين نهاية نشاط ما, وبداية نشاط اخر فترفض ذلك التبديل بشدة كونها طفلة جديدة مثلا، وعوضا عن البقاء مع المجموعة أثناء تأدية النشاط تهيم في الفصل, وتجري إلى ركن الألعاب , وتخرج الألعاب من مكانها.
الحل:
استخدم الجدول لإشراك (سارة) في وضع برنامج لنشاطاتها الروتينية, وفي حالةإجراء أي تغيير اذهب إللى الجدول لإزالة صورة النشاط الذي إنتهى , ووضع النشاط التالي عليه,استخدم الجدول دائما في توجيه( سارة)للإستمرار في أداء النشاط في حالة تركها له أثناء العمل.
كيفية وضع الجدول اليومي:
1- قسم اليوم إلى أجزاء
2-اجعل لكل جزء من أجزاء اليوم اسما مثل ( حلقه-‘إدراكي …)
3-عين نظاما للإستشهاد :
استخدم شكلا يألفه الأطفال , حيث أن الهدف الذي تسعى إليه هو مساعدتهم على التعرف على الأشياء بسرعة وباستمرار.
وترتفع استفادة الأطفال من جدولة النشاطات كلما قل الجهد الذي يبذلونه في تمييز الرموز لذلك يجب مراعاة التالي:
* كلمات مكتوبة
* رسوم مخططة بالقلم
*صور فوتوغرافية
*إشارات أو علامات
* مجسمات
إن الجمع بين الكلمات وبعض الصور أو أي شكل مما ذكر في أغلب الأحيان هو الإختيار الأفضل , ثم إن دمج الكلمه مع الصورة مثلا سوف يتعلم من خلاله الطفل تدريجيا قراءة الكلمات المكتوبة أسفل الصورة.
تأليف:ليندا هودجدون
دكتور محمد غنيم