أعراض الأميبا المعوية عند الأطفال
التهاب الأمعاء بالأميبا هو التهاب يصيب الأمعاء الغليظة يحدثه طفيلي مجهري وحيد الخلية يسمى الأميبا. وهو يصيب جميع الفئات العمرية لكنه أشيع ما يكون في الأطفال بعمر 1-5 سنوات. وغالباً لا تظهر أعراض الأميبا المعوية على الأطفال أو تقتصر على ارتفاع في درجة حرارة الجسم في ثلث الحالات.
ينتشر الإنتان بالأميبا في جميع أنحاء العالم ويصيب أكثر من 50 مليون شخص سنوياً وفي 10% منهم يتطور التهاب في الأمعاء. ويشيع هذا الالتهاب خاصةً في الدول النامية في افريقيا والهند وجنوب آسيا. وتسجل 100 ألف حالة وفاة تقريباً في كل عام بسبب هذا الطفيلي.
ما هي طرق انتقال العدوى بالأميبا المعوية؟
لأن هذا الطفيلي يعيش في الأمعاء الغليظة، فإنه ينتقل عبر براز الأشخاص المصابين بالعدوى ليلوث التربة ومصادر المياه في المناطق التي لا تطبق فيها القواعد الصحية السليمة. وبالتالي قد تتلوث الفاكهة والخضار التي تنمو حول مصادر المياه الغير نظيفة وتسبب العدوى إذا لم تغسل بشكل كاف قبل تناولها.
قد يتنقل الطفيلي أيضاً عبر ملامسة أيدي الأشخاص المصابين بالعدوى والذين لا يغسلون أيديهم جيداً بعد دخول الحمام. أو عبر شرب الماء الملوث ببيوض الطفيلي.
كيف يؤثر طفيلي الأميبا على أجسامنا؟
متى ما دخلت بيوض الطفيلي إلى فم الطفل فإنها تسير عبر الجهاز الهضمي لتستقر في الأمعاء الغليظة وهنا تقع امام احتمالين حسب نوع الطفيلي. فهناك نوع غير ضار من الأميبا المعوية يعيش في الأمعاء الغليظة للطفل دون أن يسبب أي أعراض تذكر. بينما يغزو النوع الممرض منها جدار الأمعاء بمساعدة إنزيمات يفرزها ليستقر فيه ويبدأ بالتكاثر والانتشار ليسبب حدوث تقرحات فيه ومجموعة من الأعراض المرافقة.
ما هي أعراض الأميبا المعوية عند الأطفال؟
في أكثر من 90% من الحالات فإن التهاب الأمعاء بالأميبا لا يسبب أي أعراض واضحة على المريض. وقد يتأخر ظهور الأعراض من عدة أيام إلى أشهر وحتى سنوات ولكنها في أغلب الحالات تظهر بعد عدة أسابيع من العدوى.
تكون الأعراض لدى بعض الأطفال معتدلة أو خفيفة تقتصر على ألم وتشنجات خفيفة وأصوات معوية في أسفل البطن مترافقة مع إسهال لمرتين إلى ثلاث مرات يومياً. أما في البعض الآخر فإن الأعراض قد تكون أشد من ذلك بسبب الانتشار الكبير للطفيلي في الأمعاء الغليظة. فيعاني الطفل من ارتفاع في درجة حرارة الجسم، ألم بطني شديد وأكثر من عشر نوبات إسهال مائي أو دموي يومياً.
ما هي اختلاطات الأميبا المعوية عند الأطفال؟
بسبب أعراض الأميبا المعوية عند الأطفال فإن هناك مجموعة من الاختلاطات الخطيرة على حياتهم قد ترافق نمو وانتشار الطفيلي. ومن هذه الاختلاطات نذكر ما يلي:
- قد يعاني الطفل من التجفاف بسبب الإسهال الغزير المتكرر وفقدانه للسوائل.
- التهاب الأمعاء الشديد قد يسبب تموت في جدار الأمعاء وانثقابه مما قد يحدث التهاب في الغشاء البريتوني.
- فقدان الدماء المستمر بسبب التقرحات في جدار الأمعاء قد يسبب حدوث فقر دم لدى الطفل.
- إذا ما انتشرت الأميبا عبر الدم فقد تسبب حدوث خراجات في الكبد وما يرافقها من أعراض ألم في الربع العلوي الأيمن من البطن، فقدان وزن، تضخم الكبد، غثيان وإقياء وارتفاع في درجة حرارة الجسم.
كيف يتم تشخيص العدوى بالأميبا المعوية عند الأطفال؟
يعتمد تشخيص العدوى بالأميبا المعوية على وجود الأعراض المتوافقة مع المرض مع كشف مستضدات الطفيلي في البراز. ويتم الشك بهذا الطفيلي إذا ما زاد احتمال تعرض المريض له عبر زيارته إلى أحد المناطق التي ينتشر بها. ولأن الفحص المجهري لعينة البراز يعتمد على البحث عن بيوض الطفيلي فإنه يجب فحص ثلاث عينات متتالية من البراز لتأكيد النتيجة.
وهناك العديد من الفحوصات المصلية النوعية لكشف الأميبا وهي ذات مصداقية عالية خاصةً بعد مرور 7 أيام على ظهور الأعراض. بالإضافة إلى اللجوء إلى أخذ خزعات من جدار الأمعاء بواسطة التنظير الهضمي السفلي للمستقيم والقولون باستخدام منظار ليفي مرن وتحري وجود الطفيلي فيها.
وقد يلجأ الطبيب إلى فحوصات إضافية إذا شك بوجود اختلاطات كبدية مثل التصوير بالأمواج فوق الصوتية والتصوير الطبقي المحوري للكبد. وذلك لأنه عند الإصابة بخراجات الكبد بالأميبا يكون الطفيلي لم يعد موجوداً في الأمعاء فلا يظهر ضمن فحص البراز.
ما هي الأمراض المشابهة للأميبا المعوية في الأعراض؟
قد يشتبه الطبيب بمجموعة من الأمراض التي لها نفس أعراض التهاب الأمعاء بالأميبا المعوية، ونذكر من هذه الأمراض:
- أمراض جرثومية مثل السالمونيلا، الشيغيلا، الإيشيرشيا المعوية، المطثية الصعبة أو الكوليرا واليرسينيا وغيرها.
- الانتان بالعصيات السلية.
- الالتهاب الفيروسي بالفيروس المضخم للخلايا.
- داء الأمعاء الالتهابي
كيف يتم علاج الأميبا المعوية عند الأطفال؟
في الواقع يمكن علاج أعراض الأميبا المعوية باستخدام مجموعة من الأدوية التي أثبتت فعاليتها في هذا المجال. فتستخدم مركبات النيتروميدازول Nitromidazol التي تقضي على الطفيلي في الدم، في جدران الأمعاء وفي خراجات الكبد. ومن الأمثلة على هذه المركبات دواء الفلاجيل Flagyl أو الميترونيدازول Metronidazole والذي يعطي عبر الفم أو عبر الوريد لمدة عشرة أيام.
بالإضافة إلى ذلك تستخدم مضادات الأميبا ضمن لمعة الأمعاء مثل البارومومايسين Paromomycine والذي يضاف للميترونيدازول في معالجة المرضى الذين تظهر عليهم الأعراض. أما المرضى الذي تظهر بيوض الأميبا لديهم في فحص البراز دون ظهور أي أعراض عليهم فيقتصر علاجهم على البارومومايسين فقط.
ولما يسببه الالتهاب من إسهال غزير فإنه من الضروري تعويض حاجة الطفل من السوائل الوريدية أو الفموية لتجنب إصابته بالتجفاف.
ما هي طرق الوقاية من العدوى بالأميبا المعوية؟
في الواقع فإن التعقيم الصحيح هو المفتاح في الوقاية من الإصابة بالأميبا المعوية. حيث يجب غسل اليدين جيداً بالماء والصابون بعد دخول الحمام وقبل كل وجبة طعام.
أما إذا كنت مسافراً لأحد المناطق التي يشيع فيها التهاب الأمعاء بطفيلي الأميبا فإنه من الواجب عليك الالتزام بالنصائح التالية:
- التأكد من غسل الفواكه والخضراوات جيداً قبل تقديمها إلى طفلك.
- الحرص على شرب الماء المعلب وتجنب ماء الحنفيات.
- إذا ما أجبرت على شرب ماء الحنفية احرص على غليه جيداً أو معالجته باليود.
- تجنب تناول الحليب والجبنة وباقي المنتجات غير المبسترة.
- احرص على طهي الطعام جيداً قبل تناوله.
- لا تسمح لطفلك بتناول أي من الأطعمة التي تباع على الطرقات.
- لا تتناول أي أدوية مثل البروفين أو باقي مضادات الالتهاب الغير ستيروئيدية بدون استشارة الطبيب.
هل العدوى بالأميبا المعوية خطيرة على الأطفال؟
في الغالبية العظمى من الحالات فإن التهاب الأمعاء بالأميبا عند الأطفال يستجيب بشكل ممتاز على العلاج الدوائي. ولا يبقى أي أثر للطفيلي في الجسم بعد مرور أسبوعين على البدء بالعلاج.
أما في الحالات الشديدة التي يكون فيها الطفيلي قد انتشر ضمن النسج والأعضاء فيبقى حال الطفل مستقراً إذا لم يتأخر في تلقي العلاج المناسب. وإلا فإنه قد يتعرض للاختلاطات المتنوعة للمرض مثل خراجات الكبد وباقي الأعضاء، وفقدان الدم والتجفاف والتي قد تودي بحياته.