نقص الكالسيوم بعد استئصال الغدة الدرقية

يعتبر نقص الكالسيوم أحد أهم المضاعفات التي يمكن أن تحدث بعد التداخل الجراحي على منطقة منتصف العنق مثل عملية استئصال الغدة الدرقية، وذلك بسبب صغر حجم الغدد جارات الدرق وموقعهم القريب من الغدة الدرقية مما يزيد من احتمال أذيتها أو قطع التروية الدموية عنها.автокредит без справок о доходах

وقد لا تمنع الخبرة الكبيرة للجراح في مثل هذه العملية من حدوث مثل هذا الاختلاط، مما يكون سبباً هاماً في ارتفاع معدل الوفاة بعد الجراحة، أو التأثير بشكل سيء على نوعية حياة والتكاليف المرتفعة للعلاج.

لذا فإن هناك زيادة في الجهود المبذولة لتحديد المؤشرات والعلامات خلال وبعد الجراحة لحدوث نقص في كالسيوم الدم مما يسمح بالوقاية والتدبير السريع للحالة.

ما هو نقص كالسيوم الدم؟

الكالسيوم يعتبر من المعادن الأساسية في الجسم والتي لها أهمية كبيرة في بناء العظام والأسنان القوية والمتينة، بالإضافة إلى أهميتها لوظيفة عضلة القلب وباقي العضلات في الجسم، لذا فإن وجود نقص أو عوز في مستويات هذا العنصر الهام في الجسم يمكن أن يكون سبباً في الإصابة بأمراض العظام والقلب وغيرها.

أما الأطفال ممن يعانون من نقص الكالسيوم فقد يعانون من تأخر النمو الطبيعي لأجسامهم وعدم الوصول للطول المتوقع عند بلوغهم، لذا يجب الحرص على وجود وارد يومي مناسب من الكالسيوم عبر الغذاء وغيره من مصادر هذا المعدن.

ما هي أسباب نقص الكالسيوم

هناك مجموعة متنوعة من العوامل التي يمكن أن تكون سبباً في نقص الكالسيوم في الدم، فبالإضافة إلى السبب الجراحي لهذه الحالة كما في عملية استئصال الغدة الدرقية التام وما فيها من أذية أو استئصال للغدد جارات الدرق كجزء من العمل الجراحي، فإن هناك عوامل وأسباب أخرى لنقص كالسيوم الدم مثل ما يلي:

  •  التقدم في السن.
  • نقص الوارد الغذائي من الكالسيوم لفترة طويلة من الزمن كما في الأشخاص النباتيين.
  • بعض العلاجات الدوائية التي تخفض الكالسيوم.
  • سوء تحمل الأغذية الحاوية على الكالسيوم.
  • التبدلات الهرمونية خاصةً عند النساء.
  • بعض العوامل الجينية.
  • نقص مستويات الفيتامين د في الجسم مما يجعل من الصعب امتصاص الكالسيوم.
  • الفشل الكلوي واضطرابات المغنيزيوم والفوسفات.

أعراض وعلامات النقص في كالسيوم الدم بعد جراحة الغدة الدرقية.

يسبب حدوث النقص الحاد في مستويات الكالسيوم في الدم مجموعة متنوعة من الأعراض والعلامات المرتبطة بحدوث اضطرابات في النقل العصبي والوظيفة العضلية مثل:

  • إحساس الخدر والتنميل في أطراف الأصابع ونهايات اليدين والقدمين وحول الفم.
  • الألم الحاد المفاجئ في عضلات جانب واحد من الوجه مثل عضلات جناح الأنف، العين وحول الفم وذلك عند الضغط على مسار العصب الوجهي عند الأذن بما يسمى علامة تشفوستيك Chvostek’s sign .
  • تشنج في منطقة الرسغ والقدم عند نفخ كم جهاز الضغط حول الذراع بما يسمى علامة تروسو.
  • تقلصات عضلية لا إرادية منتشرة.
اقرأ أيضا:  أسباب وعلاج مشكلة التعرق المفرط للقدمين

من هم الأكثر عرضةً للإصابة بنقص الكالسيوم بعد عملية استئصال الغدة الدرقية؟

بينت الدراسات أن هناك مجموعة من العوامل التي قد تزيد من خطر إصابة المريض بنقص مستوى الكالسيوم بعد استئصال الدرق التام، وذلك بسبب الأذية في الغدد جارات الدرق ومن هذه العوامل:

  • الحجم والوزن الكبير لكتلة الغدة الدرقية.
  • الامتداد خلف عظم القص للغدة الدرقية.
  • تجريف العقد في منطقة منتصف العنق.
  • التداخل أكثر من مرة على الكتلة.
  • النقص في الفيتامين د.
  • خبرة الجراح المتواضعة.
  • الإناث من المرضى.
  • تناول الأدوية حاصرات بيتا قبل الجراحة.
  • ملاحظة وجود نسيج من الغدد جارات الدرق في فحص التشريح المرضي.

كيف يمكن تمييز حدوث نقص كالسيوم الدم مخبرياً ؟

للتأكد من وجود نقص في كالسيوم الدم بعد عملية استئصال الغدة الدرقية فإنه يمكن اللجوء إلى التحاليل المخبرية النوعية التي تحد مستويات الكالسيوم بدقة فتكون النتائج كما يلي:

  • مستوى الكالسيوم في الدم أدنى من 8.5 ميليجرام/دل.
  • مستوى الكالسيوم الشاردي أو المتأين أقل من 3.8 ميليجرام/دل.

كيف يمكن تدبير نقص الكالسيوم بعد جراحة الدرق؟

لتجنب المخاطر والاختلاطات التي يمكن أن ترافق نقص الكالسيوم الذي يمكن أن يحصل بعد عملية استئصال الغدة الدرقية التام فإنه يتم اتباع الإجراءات التالية:

  • كل مريض يخضع لعملية استئصال الغدة الدرقية التام أو الجذري يجب أن يبدأ بجرعة 3 جرامات من عنصر الكالسيوم الفموي يومياً، وهذا يبدأ مباشرةً عند قدرة المريض على تناول الأدوية الفموية، إلا إذا كان هناك ما يمنع ذلك.
  • فحص وقياس مستوى شاردة الكالسيوم كل 8 ساعات بعد الجراحة.
  • عند الحصول على نتيجتين متتاليتين ضمن الحدود الطبيعية أو أعلى من ذلك يمكن إيقاف قياس الكالسيوم وإيقاف جرعات المكملات الحاوية على الكالسيوم تدريجياً.
  • أما إذا لوحظ أن مستويات الكالسيوم في انخفاض مستمر فإنه يجب زيادة جرعة الكالسيوم إلى 4 جرامات يومياً.
  • في حال استمرار انخفاض مستوى الكالسيوم أقل من 3.8 أو ظهور أعراض واضحة على المريض فإنه يفضل إضافة 0.5 ميكروجرام من 1,25-ديهيدروكسي فيتامين د يومياً ومتابعة استجابة المريض.
  • يمكن حينها إرسال المريض إلى منزله والمتابعة على الجرعة الفموية من الكالسيوم والفيتامين د، وإعادة تحليل مستوى الكالسيوم بعد مرور أسبوع على ذلك.
  • أما في الحالات التي تظهر على المريض أعراض شديدة، وبقاء مستوى شاردة الكالسيوم أقل من 3.8، فإنه قد يتم اللجوء للجرعات الوريدية من الكالسيوم، وهنا يجب الحذر من المخاطر المحتملة لهذا العلاج.
اقرأ أيضا:  حساسية الأطفال لبعض الأطعمة

ما هي مخاطر إعطاء الكالسيوم الوريدي؟

  • هناك مخاطر عديدة محتملة يمكن أن ترافق إعطاء الكالسيوم عبر الوريد لذا يجب الانتباه لحدوثها وإدراك طرق التدبير المناسبة لوقاية المريض مما هو أخطر، ومن هذه المخاطر ما يلي:
  • الدفع السريع للكالسيوم في الوريد يمكن أن يسبب مجموعة من الاضطرابات مثل الانسمام القلبي، هبوط الضغط، التهاب الوريد التخثري المحيطي، الشعور بالتنميل، توهج الجلد، الغثيان والتقيؤ والتعرق.
  • لا يمكن حقن الكالسيوم ضمن العضلة أو تحت الجلد لما يمكن أن يسببه من تنخر وقرحات.
  • في حال إعطاء جرعة زائدة من الكالسيوم فإن التدبير يكون بإعطاء سلفات المغنيزيوم وريدياً.

ما هي المضاعفات المحتملة لحالة نقص الكالسيوم بالدم؟

هناك العديد من الاختلاطات لنقص الكالسيوم بالدم بما يتضمن أذية العين، اضطراب نظم القلب وتخلل وهشاشة العظام.

وتسبب هشاشة العظام اضطرابات دائمة مثل:

  • العجز.
  • كسور الفقرات والعظام الطويلة.
  • صعوبة المشي.

وإذا لم يعالج نقص الكالسيوم بشكل سريع ومناسب فإنه قد يكون خطيراً جداً وقد يكون سبباً في وفاة المريض.

الخلاصة

نقص الكالسيوم في الدم الثانوي لقصور الغدد جارات الدرق بعد عملية استئصال الغدة الدرقية الكامل هو أحد الاختلاطات الوارد حدوثها بكثرة، والتي يمكن أن تسبب اعراض شديدة متنوعة وقد تكون سبباً في وفاة المريض، يمكن اللجوء إلى التحري الدقيق لعوامل الخطر لدى كل المريض والتي تجعله أكثر عرضةً للإصابة بنقص الكالسيوم بعد الجراحة، مما يسمح بالتدبير الباكر والمناسب لهذا الاضطراب قبل أن يتطور إلى اختلاطات أكثر خطراً على حياة المريض.

يتم اللجوء لمجموعة من التحاليل النوعية لتمييز حدوث النقص في الكالسيوم، ومن ثم يمكن اتباع البروتوكول العلاجي الأنسب للحالة.

المصادر
Hypocalcemia (Calcium Deficiency Disease)Hypocalcemia posthyroidectomy: prevention, diagnosis and managementCalcium Management in Thyroidectomy Patients - Hypocalcemia

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *