كم قياس ضغط العين الطبيعي؟

قياس ضغط العين الطبيعي

يتسبب ارتفاع ضغط الدم في الإصابة بالعديد من الأمراض وقد تتفاقم الحالة مما يؤدي إلى الإصابة بالعمى؛ فكم قياس ضغط العين الطبيعي؟ وما أسباب ارتفاع ضغط العين، وطرق العلاج المختلفة؟. هذا ما سنتعرف عليه في مقالنا اليوم…

قياس ضغط العين الطبيعي

ضغط العين (IOP :Intraocular Pressure)، هو قياس ضغط السائل داخل العين الذي يمكن أن يساعد في تشخيص اضطرابات العين، يحدد قياس ضغط العين الطبيعي من خلال مؤشر توتر العين (tonometry)، إذ يتراوح متوسط ​​ضغط العين الطبيعي بين 10: 22 ملليمترات من الزئبق.

يمكن أن يكون ارتفاع ضغط الدم في العين علامة تحذير من الإصابة بالجلوكوما وقد يصل إلى العمى، كما يعد الانخفاض في (IOP) مؤشرًا على الانفصال التدريجي للشبكية والمشيمية. 

كيفية قياس ضغط العين الطبيعي

يُطلق على النوع الأكثر شيوعًا من اختبار قياس التوتر اسم اختبار قياس التوتر(Goldmann)، ولقياس ضغط العين يتبع الطبيب الخطوات التالية:

  • يضع الطبيب المختص قطرات للعين لتخديرها.
  • يلمس الطبيب السطح الأمامي للعين بلطف من خلال مصباح يتوهج بضوء مشع؛ مما يؤدي إلى إحداث قدر ضئيل من الضغط على العين.
  • يحرك الطبيب المصباح باتجاه العين حتى يلامس طرف مسبار مقياس التوتر .
  • ثم يقيس الطبيب الضغط داخل كل عين على حدة، ويكرر القياس عدة مرات.

يعد اختبار قياس التوتر آمن للغاية. ومع ذلك، هناك خطر ضئيل يتمثل في إمكانية خدش القرنية عندما يلمس مقياس التوتر العين، لكن حتى إذا حدث خطأ فإن العين عادة ما تلتئم بنفسها خلال أيام قليلة.

نتائج اختبار قياس ضغط العين الطبيعي (قياس التوتر)

نظرًا لأنه لا يوجد ضغط عين ثابت لكل الحالات؛ لذا اتفق على:

  •  نطاق قياس ضغط العين الطبيعي: يتراوح بين 10: 21 ملم زئبق.
  • قياس ضغط العين المرتفع: أعلى من 21 ملم زئبق.

الجدير بالذكر أنه قد يسبب ضغط العين أعلى وأسفل قياس ضغط العين الطبيعي تغيرات في الرؤية.

في الآونة الأخيرة، قد وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على استخدام مقياس توتر (Diaton) لقياس ضغط العين الطبيعي، وهو جهاز يشبه القلم مع طرف من الفولاذ المقاوم للصدأ. يفيد الجهاز المرضى غير القادرين على فتح العين أو الذين خضعوا لعملية جراحية سابقة في العين.

أسباب ارتفاع ضغط العين

ينتج ارتفاع الضغط داخل العين عن خلل في إنتاج وتصريف السوائل في العين، ويرجع ذلك عادةً نتيجة ضعف أداء القنوات التي تصرف السائل داخل العين، إذ يتم إنتاج المزيد من السوائل باستمرار، لكن لا يمكن تصريفها؛ مما يؤدي إلى زيادة كمية السوائل داخل العين، وبالتالي يرتفع ضغط العين عن قياس ضغط العين الطبيعي.

أعراض ارتفاع ضغط العين

لا يعاني معظم المصابين بارتفاع ضغط الدم في العين من أي أعراض؛ لذا فإن فحوصات العين المنتظمة مع طبيب العيون مهمة للغاية لاستبعاد أي ضرر يلحق بالعصب البصري نتيجة ارتفاع ضغط العين.

اقرأ أيضا:  ارتفاع ضغط العين بعد الليزك

إذا تُرك ارتفاع ضغط العين دون علاج، فإنه يؤدي إلى الإصابة بالجلوكوما؛ مما قد يؤثر على الرؤية بشكل عام، وهي أحد أسباب العمى كما سنذكر.

الجلوكوما وقياس ضغط العين الطبيعي

الجلوكوما مصطلح عام يستخدم لوصف مجموعة من اضطرابات العين التي تسبب تلفًا للعصب البصري الذي يربط العين بالدماغ، إذ يتراكم السائل في الجزء الأمامي من العين، ويضغط السائل الزائد على العين. 

مع مرور الوقت، يتسبب ارتفاع الضغط داخل العين عن قياس ضغط العين الطبيعي في تآكل الألياف العصبية في شبكية العين؛ مما يؤدي إلى ضعف الرؤية، كما يمكن أن تؤدي الجلوكوما إلى فقدان البصر إذا تركت الحالة دون علاج. 

أنواع الجلوكوما

توجد خمسة أنواع رئيسية من الجلوكوما، وتشمل:

جلوكوما مفتوح الزاوية (المزمن)

هذا النوع ليس له علامات أو أعراض باستثناء فقدان البصر التدريجي، وهو النوع الأكثر شيوعًا من الجلوكوما. 

يحدث عندما تتراكم الرواسب الصغيرة في قنوات تصريف العين؛ مما يؤدي إلى انسدادها ببطء، إذ يبدو أن القنوات مفتوحة وتعمل بشكل طبيعي، لكن على مدى شهور أو سنوات، قد تتسبب الرواسب في تراكم السوائل والضغط على العصب البصري. 

جلوكوما انسداد الزاوية (الحاد) 

تعد جلوكوما انسداد الزاوية حالة طبية طارئة، إذ تحدث نتيجة انتفاخ القزحية للأمام وتسد زاوية تصريف السائل فلا يتمكن السائل من الدوران عبر العين؛ مما يؤدي إلى زيادة ضغط العين.

لذا يجب عليك الاتصال بالطبيب على الفور إذا بدأت في الشعور بأعراض، مثل: الألم الشديد، والغثيان، وعدم وضوح الرؤية.

الجلوكوما الخلقية

يعاني الأطفال الذين يولدون بمرض الجلوكوما الخلقي من عيب في زاوية العين، مما يبطئ أو يمنع التصريف الطبيعي للسوائل. 

تظهر أعراض الجلوكوما الخلقية عادةً، مثل: زيادة إفراز الدموع، أو الحساسية للضوء.

الجلوكوما الثانوية

ترجع الإصابة بالجلوكوما الثانوية نتيجة الآثار الجانبية لإصابة العين أو أمراض العين المزمنة، مثل إعتام عدسة العين أو أورام العين، وكذلك استخدام بعض الأدوية، مثل: الكورتيكوستيرويدات. من النادر حدوثها نتيجة جراحة العيون.

جلوكوما التوتر الطبيعي

في بعض الحالات، يصاب الأشخاص الذين لا يعانون ارتفاعًا في ضغط العين الطبيعي بضرر في العصب البصري، وبالرغم من أن السبب غير معروف، إلا أنه قد تكون الحساسية الشديدة أو نقص تدفق الدم إلى العصب البصري أحد العوامل المسببة لهذا النوع.

عوامل خطر الإصابة بالجلوكوما

تعد الجلوكوما السبب الرئيسي الثاني للعمى حول العالم بعد إعتام عدسة العين وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، ونظرًا لأن الأنواع المزمنة من الجلوكوما يمكن أن تسبب فقدان للرؤية قبل ظهور أي علامات أو أعراض؛ لذا انتبه عزيزي القارئ لعوامل الخطر، وتشمل:

  • العمر: تزداد فرصة الإصابة بالجلوكوما في عمر 40 سنة فيما فوق.
  • العِرق: تزداد فرصة الإصابة بالجلوكوما لدى الأصول الإفريقية، بينما تزداد الإصابة بجلوكوما انسداد الرؤية عند الأصول الآسيوية. 
  • مشكلات العين: يمكن أن يؤدي التهاب العين المزمن والقرنيات الرقيقة إلى زيادة الضغط في العين، كما يمكن أن تؤدي الإصابة الجسدية التي تتعرض لها العين إلى زيادة ضغط العين الطبيعي.
  • العوامل الوراثية: قد تتوارث بعض أنواع الجلوكوما في العائلات، مثل: جلوكوما مفتوح الزاوية. 
  • الإصابة ببعض الأمراض، مثل: مرضى السكري، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، وفقر الدم المنجلي.
  • استخدام بعض الأدوية، مثل: الكورتيكوستيرويد فترة طويلة خاصةً قطرات العين، تزداد معها فرصة الإصابة بالجلوكوما الثانوية.
  • قصر النظر الشديد أو طول النظر.
اقرأ أيضا:  معلومات هامة عن عملية تصحيح النظر الليزك

إضافة إلى ذلك، قد يختبر الطبيب ضغط العين إذا كنت تعاني أعراضًا، مثل:

  • فقدان تدريجي للرؤية.
  • ألم شديد في العين.
  • عدم وضوح الرؤية.
  • هالات حول الضوء.
  • احمرار العين.

علاج الجلوكوما

بالرغم من عدم وجود طريقة للوقاية من الجلوكوما أو حتى الشفاء منها، إلا أن أدوية العين (قطرات- حبوب) يمكن أن تخفض ضغط العين و تبطئ تقدم المرض. 

تتوفر خيارات دوائية وغير دوائية للمساعدة في خفض ضغط العين. يحدد الطبيب خيارات العلاج بعد إجراء فحص شامل للعين ومعرفة التاريخ المرضي للحالة.

الأدوية

الأدوية الأكثر شيوعًا المستخدمة لخفض ضغط العين:

  • حاصرات بيتا (بيتاكسولول).
  • مثبطات الأنهيدراز الكربونية الموضعية (دورزولاميد، برينزولاميد).
  • مستقبِلات ألفا 2 (بريمونيدين).
  • ناهضات الكولين (بيلوكاربين).
  • قطرات العين (كوزوبت، كومبيجان، سيمبرينزا).

الجدير بالذكر أن الأدوية المستخدمة لخفض ضغط العين لها آثار جانبية وقد تتفاعل مع بعض الأدوية الأخرى؛ لذا تناول الأدوية تحت إشراف الطبيب، وأخبر طبيبك بجميع الأدوية الحالية التي تتناولها. 

الجراحة

إذا تسبب انسداد قنوات العين في زيادة الضغط عن قياس ضغط العين الطبيعي، فقد يوصي الطبيب بإجراء عملية جراحية لإنشاء مسار تصريف للسوائل أو إزالة الأنسجة المسؤولة عن زيادة السوائل.

الليزر

قد يوصي الطبيب بإجراء عملية ليزر، إذ يحدث هذا الإجراء ثقوبًا صغيرة في قزحية العين للسماح بزيادة حركة السوائل.

ختامًا، بعد عن تعرفنا على قياس ضغط العين الطبيعي، ومخاطر ارتفاع ضغط العين وطرق العلاج المختلفة. توصي الأكاديمية الأمريكية لطب العيون بإجراء فحص شامل للعين كل 5: 10 سنوات إذا كان العمر أقل من 40 سنة، وكل 2: 4 سنوات إذا كان العمر من 40: 54 سنة، وكل 1: 3 سنوات إذا كان العمر من 55: 64 عامًا، وكل 1: 2 سنة إذا كان العمر أكبر من 65 سنة.

 إذ يمكن لتلك الفحوصات أن تكتشف الجلوكوما في مراحلها المبكرة قبل حدوث ضرر كبير في العين.

بواسطة
بقلم: حنان عبدالله
المصادر
What is glaucoma?What Is Normal Eye Pressure?Acute angle-closure glaucomaWho Is at Risk of Glaucoma?

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *