فوائد لسع النحل
يتعرض معظم سكان المناطق الريفية إلى لسع النحل مرة واحدة على الأقل في حياتهم. وغالباً يتذكر هؤلاء الناس الألم والتورم الذي عانوه من هذه التجربة، ولكن معظمهم لا يدركون فوائد لسع النحل لصحتهم.
بل أن هناك مدارس في الطب البديل تعتمد على لسعات النحل كعلاج لكثير من الأمراض المزمنة، والتي قد يعجز الطب عن إيجاد علاج شاف لها. في هذا المقال سنتعرف على أبرو الفوائد للعلاج بلسع النحل.
ما هو العلاج بلسع النحل ؟
يعتبر العلاج بلسع النحل نوعاً من تقنيات العلاج بمنتجات النحل. ويعود تاريخ استخدام العلاج بهذه الطريقة إلى أكثر من 5000 عام حيث بدأ استخدامه في كل من الصين واليونان قبل أن ينتشر إلى باقي أنحاء العالم.
ويعتمد هذا العلاج على تعريض المريض لعدد مدروس من لسعات النحل الحي بشكل مباشر، حيث يتم وضع النحلة على منطقة محددة من الجسم، وتحريضها لتلسع الجلد وتفرغ سمها تحته.
أو يمكن استخراج سم النحلة وحقنه تحت الجلد باستخدام حقنة بلاستيكية. وقد تصل عدد اللسعات المستخدمة في العلاج إلى 80 لسعة أو أكثر في الأسبوع تبعاً لحاجة المريض وحالته الصحيّة.
بدايةً يقوم الأخصائي المعالج بحقن كميات صغيرة من سم النحل تحت الجلد،وذلك لاختبار وجود رد فعل تحسسي للمريض على مكونات السم، بهدف الوقاية من الدخول في صدمة تحسسية مهددة للحياة.
مما يتكون سم النحل ؟
سم النحل هو سائل حامضي مر عديم اللون، ويتكون من مجموعة من البروتينات التي تحرض الالتهاب ويستخدمها النحل للدفاع عن نفسه.
يحتوي السم العديد من المكونات الفعالة، وأهم هذه المكونات :
• الببتيدات :
مثل المليتين الذي يشكل أكثر من 50% من وزن سم النحل، وهو ذو دور هام في الكثير من التأثيرات العلاجية لسم النحل لما يحتويه من خصائص مضادة للجراثيم، وللفيروسات وللخلايا السرطانية.
وعلى الرغم من أنه يسبب الحكة والألم والالتهاب، فإن المقادير الصغيرة منه لها دور مثبط للالتهاب، وتمنع إنتاج بعض البروتينات الالتهابية في الجسم السيتوكينات والبروستاغليندات.
من الببتيدات الموجودة في سم النحل هناك أيضاً مادة الأدولابين، المسكنة للألم والخافضة للحرارة بفعالية تعادل أضعاف دواء الاسبرين.
• الإنزيمات :
يحتوي سم النحل على إنزيم الفوسفوليباز A2، وهو إنزيم محسس يسبب الالتهاب وتخريب الخلايا. ولكن تبعاً للعديد من الدراسات فإنّ هذا ابأنزيم قد يكون له تأثير معزز للمناعة أيضاً.
• الجزيئات الصغيرة مثل الهيستامين.
ما هي فوائد لسع النحل ؟
أثبتت الدراسات وجود العديد من الفوائد للسع النحل كتقنية علاجية لكثير من الأمراض، وتعتبر تقنية آمنة إذا طبقت على يد أخصائي مدرب وذو خبرة في هذا المجال. فيما يلي أبرز فوائد لسع النحل على صحة الجسم:
أهمية لسع النحل في الحفاظ على صحة الجلد
ثبت دور لسعات النحل في معالجة الآفات الجلدية المختلفة، مثل حب الشباب الالتهابي وغير الالتهابي، وذلك لدور سم النحل في قتل الجراثيم المسببة لحب الشباب. كما أظهرت عدّة دراسات أن العلاج بلسعات النحل قد يكون له دور في التخلص من تجاعيد وخطوط الجلد واستعادة نضارة البشرة.
دور لسع النحل في علاج الصداف
أثبتت الدراسات وجود دور هام للسعات النحل في علاج الالتهابات الجلدية. فقد لوحظ حدوث تحسن واضح في لويحات الصداف والمشعرات الالتهابية في الدم بعد الجلسات الأسبوعية بهذه الطريقة العلاجية.
يمنع تساقط الشعر
تبين وجود فعالية لاستخدام لسع النحل في علاج تساقط الشعر عند النساء. فقد تبين أن سم النحل يعمل على تحفيز عوامل النمو التي تحرض نمو شعر جديد قوي ومتين.
فوائد لسع النحل في علاج الألم
بينت الدراسات انخفاض مستويات الألم عند المرضى المعالجين بلسعات النحل. في دراسة أجريت على مجموعة من مرضى الألم الظهري المزمن، لوحظ تحسن أعراض الألم والتشنج العضلي، واستعادة مرونة الحركة، وقد تشابهت النتائج عند مرضى آلام الرقبة والمفصل الفكي الصدغي.
علاج صلابة الكتف
أو ما يعرف أيضاً بالتهاب المحفظة اللاصق، وهو حالة يحدث بها تصلب والتهاب في المحفظة النسيجية التي تحيط بعظم مفصل الكتف. وقد ثبت دور العلاج باستخدام لسع النحل في تحسن ألم الكتف وعودة الحركية الطبيعية للمفصل.
دور لسع النحل في علاج التهاب المفاصل
يمكن استخدام لسعات النحل في علاج التهاب المفاصل الروماتيودي. فقد أظهرت الدراسات أهميتها في إنقاص معدل الألم، والتيبس المفصلي الصباحي، والتورم المفصلي. وذلك بسبب الخصائص المضادة للالتهاب لسم النحل، وتأثيره على رد الفعل المناعي لخلايا الجسم.
العلاج بلسع النحل يحفز مناعة الجسم
لسم النحل تأثير هام على الجهاز المناعي في جسم الإنسان، فهو يعمل كمنشط للخلايا المناعية المنظمة لرد الفعل الالتهابي والتحسسي.
وقد يساعد هذا العلاج في الحد من أعراض أمراض المناعة الذاتية، مثل الذئبة الحمراء، والتهاب الدماغ والنخاع الشوكي، وذلك بالسيطرة على الاستجابة المناعية والحد من الالتهاب.
بالإضافة إلى ذلك، فقد أظهر العلاج بلسع النحل فائدة هامة في تقليل خطر حدوث الصدمة التآقية أو التحسسية في المستقبل، كرد فعل على لسعات النحل وبعض الحشرات من نفس الفصيلة.
فوائد لسع النحل في علاج الربو
يساعد أنزيم الفوسفوليباز A2 الموجود في سم النحل في الحد من التهابات الطرق التنفسية عند مرضى الربو، وذلك لكونه يمنع إنتاج السيتوكينات التي تحرض الالتهاب.
أهمية لسع النحل في علاج داء باركنسون
لوحظ أن لسعات النحل تساعد في حماية الدماغ من التنكس العصبي، الذي يشكل أحد مضاعفات داء باركنسون. وقد أظهرت نتائج تطبيق العلاج بلسع النحل على بعض مرضى داء باركنسون تحسناً واضحاً في أعراض هذا المرض، ونوعية حياة المرضى، وتباعد خطواتهم وتخطي حالة الاكتئاب.
لسع النحل كمنشط جنسي
يوجد العديد من الفوائد المحتملة للعلاج بلسعات النحل في بعض الاضطرابات الجنسية، مثل ضعف الانتصاب وقلة الحيوانات المنوية عند الذكور، وضعف التبويض والرغبة الجنسية لدى النساء.
فقد تبين أن هذا العلاج ساعد في زيادة النشاط والرغبة الجنسية. فيما ذكر المرضى تحسن في زمن الانتصاب وسرعة القذف، والتخلص من الآلام الظهرية المرافقة، وزيادة الثقة بالنفس.
لسع النحل والسرطان
على الرغم من عدم وجود دراسات على البشر في تأثير لسع النحل على الخلايا السرطانية، ولكن لوحظ نتائج مبشرة في التجارب على فئران مصابة بسرطان الكبد.
حيث كان للمليتين دوراً في إنقاص نمو وانتشار الخلايا السرطانية، وقد لوحظت نتائج مشابهة في التجارب المخبرية على كل من سرطانات الرئة والكلية والبروستات.
قد يساعد في علاج داء لايم
داء لايم هو مرض ناجم عن الجراثيم التي تنقلها عضة القراد، ويتميز بحدوث طفح جلدي، وتورم مفاصل، ومشاكل عصبية. بعض مرضى داء لايم الذين جربو العلاج بلسع النحل لاحظو تحسن واضح في الأعراض. قد يعود السبب لمكونات سم النحل، مثل ببتيد المليتين الذي يلعب دور مضاد للجراثيم المسببة لداء لايم. لكن نحتاج إلى دراسات أكثر لإثبات فعالية هذا الطريقة في علاج داء لايم.
ماهي مخاطر العلاج بلسع النحل؟
هنالك مرضى ممنوعين من استخدام هذه الطريقة العلاجية، لما لها من مخاطر محتملة قد تكون مهددة للحياة، مثل مرضى الآفات القلبية، والمرضى الذين عانوا مسبقاً من أعراض تحسس شديدة للسعات النحل. فيما يجب استعمال العلاج بلسع للنحل بحذر عند الأطفال ومرضى الربو.
وقد لوحظ ظهور بعض الآثار الجانبية للعلاج بلسع النحل مثل:
• الحكة والاحمرار في موضع اللسعات.
• الألم والتورم.
• فرط التهوية والقصور التنفسي.
• التعب والإقياء.
• الأذية الكلوية.
• فقدان الشهية.
لذا تبعاً لهذه المخاطر المحتملة وقلة الدراسات المطبقة على البشر التي تثبت فوائد لسع النحل كتقنية علاجية بديلة، فإنه من الباكر اعتماد هذا العلاج كعلاج فعال للأمراض.
مع ضرورة إجراء الاستشارات الطبية الكافية قبل تجربة العلاج بلسعات النحل، والتريث حتى يتم إجراء الدراسات الكافية للتأكد من سلامة هذه التقنية على صحتنا.