الكيوي .. فاكهة المزاج الهادئ
إنها «الكيوي»، تلك الثمار اللذيذة الطعم المتنوعة الاستعمالات وذات القيمة الغذائية والصحية الكبيرة.
ومع مرور مائة عام على إنتاج أولى ثمار الكيوي بشكل مدجن وإطلاق زراعته في مزارع نيوزيلندا، يقول عمار الشمالي المختص بزراعة الكيوي في المنطقة الساحلية السورية والباحث فيها، إن انتقال الكيوي إلى منطقة المتوسط جاء بعد نحو ثلاثين عاما، أي في عام 1940.
حيث زرعت في إسبانيا والبرتغال واليونان وإيران وإيطاليا ومنها انتقلت إلى بعض البلدان العربية المطلة على المتوسط، فيما دخلت كزارعة رديفة للحمضيات في الجبال الساحلية السورية قبل عشر سنوات.
ويتميز الكيوي بمذاقه اللذيذ واستخداماته المتنوعة، فهذه الفاكهة – بحسب ما قال الشمالي – تُستخدم للتناول المباشر من قبل الناس حيث يزال قشرها البني للوصول إلى اللب اللذيذ الطعم الذي يحتوي على الفوائد الكبيرة.
ويُستخدم الكيوي كعصائر ذات مذاق مميز، وبدأ ينافس البرتقال في الشعبية الكبيرة من قبل ذواقي الطعم الحامض قليلاً والغني بفيتامين C، حيث تحتوي ثمار الكيوي على كمية كبيرة منه.
وكذلك يستخدم لب الكيوي كمنكهات طبيعية تضاف إلى العصائر الأخرى كالكاكي والليمون والمشمش وغيرها، ويقوم أصحاب محلات عصائر الفاكهة الطبيعية بتزيين سلطات الفواكه بشرائح الكيوي لأن شكلها جميل ومذاقها لذيذ، كما يفعل نفس الشيء بائعو الآيس كريم حيث يزينون سطح البوظة بشرائح الكيوي.
وفي دمشق يقوم عدد من بائعي كشك الفقراء (المهلبية) والمحضَّر بشكل أساسي من الحليب، يقومون بتزيين سطح صحن المهلبية بشرائح الكيوي، وذلك حسب الزبون، حيث يكون بديلا للمكسرات أو شرائح الموز.
كذلك يستخدم الكيوي لمواصفاته الطبيعية الجيدة من قبل محضِّري مواد التجميل حيث يدخل في تركيب الكريمات المطرّية للوجه والجسم.
وحول قيمة الكيوي الغذائية والصحية يؤكد العديد من المهتمين بالصحة والغذاء الصحي أن الكيوي مفيد لمرضى السكري ولمرضى فقر الدم وللأطفال والمسنين وللباحثين عن خفض أوزانهم والتخلص من السمنة الزائدة ومن الكولسترول الضار في الجسم.
كما أنه، وحسب دراسات علمية، يفيد في الحد من مرض السرطان، ويفيد أيضا مرضى النقرس وارتفاع حمض البول ومرضى الروماتيزم، ويشعر متناوله براحة نفسية مما يساعد على قيام جهاز الهضم بدوره بشكل ممتاز لوجود الألياف في ثمار الكيوي.
وتعود فوائد الكيوي الكثيرة لاحتوائه على فيتامينات هامة للإنسان ومنها بشكل أساسي: A – B – C، ويحتوي الكيوي أيضا على الألياف والأملاح المعدنية والبروتينات والسكريات وإنزيم الأكيتنديا.
ويؤكد المختصون أن الكيوي كأشجار مثمرة يفضل المناطق ذات المناخ الرطب صيفا والمعتدل شتاء، ويبدي حساسية إذا ما انخفضت الحرارة إلى ما دون الصفر مئوية، كما أن الشجرة لا تتحمل الرياح الشديدة والإضاءة الضعيفة.
وتُقطف عادة ثمار الكيوي عندما تنضج بشكل جيد في شهر نوفمبر، وبعد القطاف تلين الثمار عندما يصل محتوى السكر فيها إلى 4%، ولكن.
وكما يؤكد المختصون، طعم ثمار الكيوي اللذيذ والمميز لا يتم إلا عندما تصل نسبة السكر من 6 إلى 8%، ويتحول النشا في الثمار إلى سكر، وتصبح الثمار جاهزة للتناول والاستخدام عندما تصل نسبة السكر من 12 إلى 15%، وتقطف عادة الثمار بثنيها بلطف لتجنب قطع عنق الثمرة، ولا تُشَد بقوة.
وفي حال الاستهلاك المباشر للثمار تقطف عند سقوط الأوراق (الكيوي من الأشجار متساقطة الأوراق)، أما في حال تخزين الثمار فيتم قطفها عندما تصبح المادة الجافة في حدود 80%، حيث يمكن تخزين الثمار لمدة 6 أشهر، بشرط أن تكون ظروف التخزين جيدة ومبردة بشكل مقبول.
ويتوقع الشمالي، ومعه العديد من منتجي الكيوي في منطقة الساحل السوري وكذلك المختصون والمتابعون لهذه الثمار اللذيذة، أن تكون أحد البدائل الزراعية في المنطقة، أي بدلا من الزيتون والزراعات المحمية (البيوت البلاستيكية) أو مكملة لها وللحمضيات.
والسبب – كما يراه الشمالي – هو الإقبال الكبير من السوريين على شراء الكيوي وتناوله بكثرة في المطاعم ومحلات العصائر، حيث النكهة الميزة والطعم اللذيذ والفوائد الصحية الكثيرة، وحيث سعره المقبول للجميع فقراء وأغنياء وميسورين.
وكذلك لحصول المزارع على ثمار الكيوي في وقت قصير نسبيا، حيث تعطي الأشجار الثمار مبكرا وبشكل وفير حيث تدخل الأشجار في طور الإثمار بعد 3 – 4 سنوات من زراعتها، وكذلك لكلفة زراعته الاقتصادية والمتدنية نسبيا إذا ما قورن بزراعات الأشجار المثمرة الأخرى في الساحل السوري.
المصدر : masrawy