أسباب كثرة التنهد والتثاؤب

التنهد عبارة عن استجابة جسدية طبيعية تجاه التعب أو التوتر. إلا أن التنهد والتثاؤب بشكلٍ متواصل قد يشيران إلى وجود مشكلة صحية عندك، لذلك من المهم أن تعرف أسباب كثرة التنهد والتثاؤب، وهو ما سوف نستعرضه في هذه المقالة، ونقدم لك اقتراحات للتعامل معه.

في الواقع التنهد هو نوع من التنفس يكون طويلًا وعميقًا. حيث تبدأ بأخذ تنفس طبيعي، ثم تأخذ نفسًا أخر قبل أن تزفر، علاوة على ذلك، نربط عادة التنهد مع بعض المشاعر، مثل الارتياح أو الحزن أو الاحباط.

صحيح أن التنهد يلعب دورًا في التواصل مع الآخرين وفي إبداء المشاعر، غير أنه مهم من الناحية الجسدية من أجل المحافظة على الوظيفة التنفسية.

هل التثاؤب صحي

التثاؤب أمر جيد بشكلٍ عام، حيث يلعب التثاؤب دورًا جسديًا مهمًا في الوظيفة الطبيعية للرئتين. فكيف يكون التثاؤب جيدًا لك؟

في حالة قمت بالتنفس بصورةٍ طبيعية، يمكن أن تنكمش الأكياس الدقيقة (التي نطلق عليها اسم الأسناخ والمسؤولة عن تبادل جزيئات الهواء) بشكل عفوي.

نتيجة لذلك يمكن للوظيفة الرئوية أن تتأثر بشكل سلبي بهذا الانكماش، فينخفض تبادل الغازات في تلك الأوقات.

لهذا يفيد التنهد في الوقاية من تلك التأثيرات، لأن النفس العميق الذي تأخذه عند التنهد يفيد من أجل إعادة فتح معظم الأسناخ في رئتيك.

ولكن ماذا لو كنت تأخذ تنهدات بشكل متواصل ومزعج؟

في الحقيقة قد يشير التنهد المتواصل لوجود مشكلةٍ ما. علاوة على أنه يشير لوجود قلق أو اكتئاب خارج عن سيطرتك، إلا أنه يمكن أن يشير إلى وجود مشكلة تنفسية أيضًا.

من جهة أخرى يعطيك التنهد شعورًا بالراحة النفسية. حيث خلصت دراسة نشرت سنة 2016 إلى أن التنفس العميق الذي تأخذه عند التنهد يعمل على تخفيف التوتر عند الأشخاص الحساسين للقلق.

أسباب كثرة التنهدات

مع أن التنهد أمر طبيعي عادة، إلا أن أسباب كثرة التنهد والتثاؤب متعددة ويتعين عليك ملاحظة الأسباب التالية:

  • في حال كنت متوترًا، إما لأسباب نفسية أو جسدية. ويترافق التنهد عندها مع أعراض أخرى مثل الخفقان والتعرق والشحوب.
  • في حال كنت قلقًا، حيث يمكن لنوبة الهلع والقلق المعمم والرهاب أن تسبب كثرة التنهد.
  • كما يمكن أن يحصل لو كنت مكتئبًا.
  • يمكن لبعض الأمراض التنفسية مثل الربو والمرض الرئوي الانسدادي المزمن أن تتسبب بكثرة التنهد، بالإضافة إلى أعراض أخرى مثل فرط التهوية وانقطاع التنفس.

أسباب كثرة التنهد والتثاؤب

يحدث التثاؤب عادةً كردة فعل جسدية طبيعية عندما تكون متعبًا للغاية. بالإضافة إلى أنك يمكن أن تتثاءب فقط عندما ترى شخصًا آخر يتثاءب، أو حتى بمجرد قراءتك مقالة عن التثاؤب، كما قد يجري معك وأنت تقرأ هذه السطور.

اقرأ أيضا:  الثثاؤب ظاهرة محيرة تبدأ في رحم الأم

في الواقع قد تشير كثرة التثاؤب لوجود فترة تعب طويلة عندك، كتلك التي تحدث عند المعاناة من الأرق أو التعب.

ولكن قد يترافق التثاؤب (بحسب سببه) مع أعراض أخرى، مثل الشعور بتعبٍ شديد، أو أن تجد صعوبة في التركيز، أو قد تعاني من مشاكل في التنفس فيحدث التثاؤب لاخذ النفس.

ونورد هنا أهم أسباب كثرة التنهد والتثاؤب:

مشاكل النوم

تقف مشاكل النوم في طليعة أسباب كثرة التنهد والتثاؤب. بصفة عامة سوف تلقى نفسك تتثاءب أكثر من المعتاد لو كان عندك مشاكل في النوم.

في الواقع قد لا تدرك بأنك مصاب بأحد اضطرابات النوم. فعلى سبيل المثال يمكن أن تكون مصابًا بتوقف التنفس أثناء النوم دون أن تعي ذلك. حيث لن تعاني عندها إلا من تعب مستمر في النهار ومن نعاس متواصل.

تتضمن الأعراض الأخرى بجانب التنهد والتثاؤب التي تشير لإصابتك باضطرابات النوم ما يلي:

  • صعوبة في التركيز.
  • بطء في ردود الأفعال أو في الاستجابات للمحيط.
  • الشعور بالتهيج.
  • الشعور بغياب الدافع.
  • ضعف أو أوجاع في العضلات.

القلق

القلق هو أحد المثيرات المعروفة لأن ينتابك التثاؤب. في الواقع يؤثر القلق على القلب والجهاز التنفسي ومستويات الطاقة. ويمكن لجميع ما سبق أن يتسبب بالتنهد والتثاؤب، وبانقطاع النفس، وبالشعور بالتوتر.

حيث يعاني من يعانون من القلق من التثاؤب أكثر من باقي الأشخاص، أو قد يحدث التثاؤب عندهم أكثر عند قلقهم من الأوقات التي لا يشكون بها من القلق.

من جهة أخرى يسوء التثاؤب الناجم عن القلق عندما يزيد مستوى القلق، لكنه يسوء أحيانًا دون وجود مثير معروف.

الأدوية

يعاني البعض من كثرة التنهد والتثاؤب عند تناول أدوية معينة.

بالإضافة لذلك يشكل التعب والنعاس أثران جانبيان شائعان للكثير من الأدوية الموصوفة أو التي يمكنك شراؤها من دون وصفة طبية.

على سبيل المثال، تتضمن الأدوية التي تسبب كثرة التنهد والتثاؤب:

  • مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية ومضادات الاكتئاب الأخرى.
  • مضادات التقيؤ.
  • بعض مسكنات الألم.

المشاكل القلبية

ترتبط كثرة التنهد والتثاؤب مع عصب اسمه العصب المبهم، والذي يسير من قاعدة الدماغ باتجاه القلب والمعدة، ويمكن أن تشير كثرة التثاؤب أحيانًا إلى وجود نزيف حول القلب، أو حتى لأزمة قلبية.

على أي حال تتضمن الأعراض الأخرى التي تشير لوجود مشكلة في القلب ما يلي:

  • ألم في الصدر.
  • ضيق تنفس.
  • ألم في أعلى الجسم.
  • غثيان.
  • دوخة.
اقرأ أيضا:  الحجر الصحي في مصر بسبب فيروس كورونا

يجب عليك أن تقصد المستشفى فورًا في حال لاحظت أي من الأعراض السابقة.

الاكتئاب

يمكن أن يتحرض التثاؤب عند مرضى الاكتئاب إما كأثر جانبي للأدوية المضادة للاكتئاب أو بسبب التعب المرافق للاكتئاب.

لو كنت تعاني من الاكتئاب، ولقيت نفسك تتثاءب كثيرًا، قلا بد لك عندها أن تستشير طبيبًا، والذي قد يغير جرعة مضاد الاكتئاب، أو قد يبحث عن وجود سبب آخر لتثاؤبك.

الجلطة الدماغية

يتثاؤب المصاب بجلطة دماغية مرارًا وتكرارًا في بعض الأحيان.

في الواقع يعتقد الأطباء أن هذا يحدث لأن الجسم يحاول تخفيض درجة حرارته المركزية وأن ينظمها بعد حدوث الأذية الدماغية.

بصفة عامة تتضمن الأعراض الرئيسية للجلطة الدماغية ما يلي:

  • ارتخاء القسم السفلي من الوجه، وتنميل وعدم قدرة على الابتسام في جهة واحدة من الوجه.
  • ضعف في الذراع، أو عدم مقدرة على رفعها.
  • صعوبة في الكلام، أو تلعثم أثناء التكلم.

التصلب المتعدد

يمكن أن يشكو المصابون بالتصلب المتعدد من كثرة التثاؤب بسبب التعب المرافق للتصلب المتعدد، علاوة على أن التثاؤب يحدث كذلك في أمراض أخرى تصيب الجهاز العصبي المركزي.

وتتضمن الأعراض الرئيسية للتصلب المتعدد ما يلي:

  • تعب أو إنهاك شديدان.
  • تنميل أو وخز في الذراعين أو الوجه أو الساقين أو الجسم.
  • مشاكل في الرؤية.
  • تعب.
  • صعوبة في المشي أو في توازن الجسم.

فشل الكبد

قد يتثاءب الشخص كثيرًا في المراحل النهائية من فشل الكبد. حيث يعتقد العلماء أن هذا يحدث بسبب التعب الذي يسببه الفشل الكبدي.

وتتضمن الأعراض الأخرى لفشل الكبد ما يلي:

  • نقص الشهية.
  • الغثيان.
  • الإسهال.
  • التخليط والتشوش.
  • شعور بنعاس شديد في النهار.
  • انتفاخ اليدين والقدمين وزيادة تراكم السوائل في البطن.

علاج كثرة التنهد والتثاؤب

يتعين عليك أن تستشير طبيبك لو ووجدت نفسك تتثاؤب كثيرا دون وجود سبب واضح. حيث يعمل الطبيب على تحديد أسباب كثرة التنهد والتثاؤب وتحديد أيهما يتطابق عليك.

يعتمد العلاج على سبب كثرة التنهد والتثاؤب، حيث يمكن أن يتضمن ما يلي:

  • يتصح الطبيب لو أرجع كثرة التثاؤب لاضطراب في النوم بتحسين دورة النوم عند المريض أو قد يصف له أدوية.
  • لو أرجع الطبيب كثرة التثاؤب لتعاطي دواء معين، فيمكن أن يغير جرعته إلى جرعة أقل، أو قد يغير الدواء.
  • لو عزى الطبيب كثرة التثاؤب لوجود حالة مرضية كامنة، فسوف يتعاون مع المريض من أجل معالجة تلك الحالة وضبطها.
المصادر
1234

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *