الزهايمر مرض يحتمل أن يصاب به جميع البشر
لا يمكننا إيجاد كلمات تعبر عن الحزن والأسى لرؤية أحد والدينا أو أحبائنا وهو يعاني من مرض لا شفاء له، إن أكثر الأمراض التي عرفها العالم خطورة يتعلق بالذاكرة والتي هي أكثر من مجرد خزان يخزن فيه أي واحد منا الماضي بل هي وظيفة حيوية, فالذاكرة تؤثر على حياتنا وحتى على شخصياتنا و لكن من منا لم يتعرض لنسيان أبسط الأشياء التي يمتلكها مثل مكان مفاتيح السيارة أو مكان كتاب وغيرها فجميعنا نتعرض لمثل هذه المواقف ولكن…………؟؟؟
إذا تكررت الحالة كثيرا فهذه ليست أعراض تقدم السن فقط بل هي أعراض مرض فتاك يعمل على تدمير الخلايا الدماغية والتسبب بفقدان الذاكرة وانهيار فكري عام فانا وأنت وأهلنا جميعا معرضون للاصابه بالزهايمر (alzheimer)
ولكن لو تساؤلنا من أين أتت تسمية الزهايمر ؟
سنعود معكم إلى العام 1901 ميلادية حينما جاءت مريضة إلى عيادة طبيب فقام بإجراء الفحوصات ا للازمه لها وفي العام 1906ميلاديه أي بعد مرور( 5) سنوات توفيت المريضة فقام الطبيب بتشريح جثتها فوجد أن الخلايا الدماغية للمريضة قد دمرت..فوصف الطيب المرض منذ ذلك الحين حيث كان هذا الطبيب ألمانيا أسمه (الزهايمر) ولأنه وصف المرض لأول مرة فقد سمي المرض باسمه.
إذا ما هو الزهايمر بالمعنى الطبي؟
هو مرض من أمراض الدماغ يحصل بشكل تدريجي ويؤدي إلى فقدان الذاكرة فالنسيان هو أكثر التعبيرات الملائمة لأعراض المرض ويصبح المريض في مراحله المختلفة عاجز على تعلم المعلومات الجديدة ويؤدي به لعدم انتظام في السلوك والتصرفات الشخصية فلا يستطيع المريض بالزهايمر أن يقول شيئا بشكل مباشر فمثلا يمكنه الإشارة إلى ساعة يده ولكنه لا يستطيع أن يتحدث لنا عن الوقت فيها وهذا ما يسمى بفقدان القدرة الكلامية وفي المراحل المتقدمة من المرض ستختفي الكلمات كلها.
هناك الكثير ممن يسأل :هل هناك علاقة بين الخرف والزهايمر؟
نعم,لأن الخرف هو مصطلح لأنواع مختلفة من أمراض الدماغ و أخطر هذه الأنواع هو الزهايمر..والله أعلم.
ما السبب الطبي للزهايمر؟
وآخر البحوث تشير إلى أن فقدان الذاكرة أو الزهايمر يعود إلى وجود تجمعات ليفية وحبيبات هدم تسببها مادة بروتينية يطلق عليها (اللويحات العصبية)التي تترسب حول خلايا الدماغ وكذلك وجود ماده ثانية تدعى( المتشابكات العصبية )تترسب داخل الخلية العصبية وخلال هذا الوقت تقوم بإتلاف الخلية العصبية للشخص المصاب بالتدريج فتؤثر على أدراك الشخص مسببة لديه فقدان الذاكرة أي الزهايمر.
هل الزهايمر مرض قاتل؟
ومرض الزهايمر لا يسبب الوفاة للمريض بصورة مفاجئة أي بمجرد إصابة الشخص بالمرض فأنه لا يتوفى بل أن هذا المرض محصلته النهائية هي الوفاة ولذا فأن تحدي هذا المرض يكمن في وجود مدة بين العوارض الأولية و النهائية تتراوح بين سنتين إلى أثنين وعشرين سنة..أي أنه مرض تدريجي..والله أعلم.
ما هي أخطر مراحل المرض؟
بما أن المرض تدريجي فهو أذن له عدة مراحل وأخطر هذه المراحل هي المرحلة المتقدمة و أبلغ وصف لهذه المرحلة : أن المصاب حينها يعود في تصرفاته كالطفل الصغير في تصرفاته وسلوكه الشخصي حيث يفقد الذاكرة تماما فيبدأ بإظهار عدم تعرفه على الأشخاص الذين يقطنون في منزله وهم أقرب الناس إليه وعندها يقوم بمناداة أشخاص متوفين فهنا يمكننا التأكد من أن جميع خلايا المريض الدماغية قد دمرت.
هل الزهايمر مرض وراثي؟
إلى الآن لا يمكننا القول بصورة تامة من أنه وراثي فما زالت البحوث جارية في هذا الصدد..وآخر ما تم اكتشافه من أن75%من المرضى كانت أصابتهم نتيجة عدم الحذر وعدم الوقاية من مسببات المرض بينما25%هم من تجد في تاريخ أسرتهم من كان مصابا بالمرض.والله أعلم.
كيف نقي أنفسنا ووالدينا من الزهايمر؟ (نصائح إلى جميع الفئات العمرية)
· القراءة التي تساعد على أبقاء الدماغ نشطا وأن القراءة هي من أهم طرق الوقاية من المرض مثل قراءة الكتب(كالقرآن الكريم مثلا) والصحف وحل الألغاز.
· ممارسة الرياضة وخاصة رياضة المشي التي هي من أسهل أنواع الرياضة وأكثرها نفعا
· التغذية السليمة عن طريق تناول أطعمة غنية بالبروتين والأحماض الأمينية والفيتامينات والكالسيوم.
· السيطرة على ضغط الدم المرتفع(القاتل الصامت)
· السيطرة على الكولسترول.
· الابتعاد عن التوتر العصبي والغضب.
· ولا ننسى أن الوقاية خير من العلاج.
ورب سائل يسأل:هل هناك بصيص أمل في وجود علاج شاف يقضي على الزهايمر؟
لايوجد أي علاج إلى الآن والعلاجات المتوافرة إلى يومنا هذا تفعل النزر اليسير لإبطاء تقدم المرض أي أبطاء تدمير الخلايا الدماغية وهذا هوتحدي المرض ومن أكثر الطرق المكتشفة لإبطاء تدمير الخلايا الدماغية قدر الإمكان هي:المحافظة على إبقاء الدماغ نشطا عن طريق القراءة وغيره (كما أسلفنا في الوقاية)..والطريقة الثانية حسب أحدث البحوث:تحديد نمط روتيني للمريض؛لأن الروتين ينظم الحياة اليومية للمريض وكذلك محاولة جعل المريض يسترجع في ذاكرته ما حدث خلال اليوم؛وذلك عن طريق تسجيل بعض المواعيد الثابتة في مفكرته الخاصة مثل مواعيد:الأكل,الشرب,النوم والزيارات وغيرها وأهم شئ في هذا الصدد هو الحفاظ على أحساس المريض وحمايته من الصدمات النفسية والجسدية للحيلولة دون تقدم المرض بشكل أوسع..
من هم المهددون بالزهايمر؟ وهل الفئات الفتية معرضة للإصابة به؟
تنتشر الإصابة بهذا المرض ما بين سن (65-74) عاما وذلك بمعدل شخص واحد لكل (25)شخص..أما من تجاوزوا (85)عاما فتبين آخر الأبحاث الطبية أن الإصابة بينهم على الأقل شخصا واحدا لكل خمسة أشخاص..أما بالنسبة للفئات الشابة المنتجة في المجتمع فأنهم يصابون بنوع نادر من الزهايمر وتوضح الأبحاث أن نسبتهم قليلة…والله أعلم.
كتبت المقال: دكتورة ماريا
جزاك الله خيرا ……شكرا على هذه المعلومات القيمه وو قنا الله جميعا من هذا المرض ….ربنا يوفقك يا دكتوره