أسباب الإفرازات الخضراء المهبلية
تدل الإفرازات الخضراء على وجود عدوى مهبلية ما تستدعي العلاج. في هذا المقال، سنتحدث عن أسباب الإفرازات الخضراء المهبلية وطرق علاجها بالأدوية والعلاج المنزلي.
تتعرض جميع النساء لأنواع عدة من الإفرازات المهبلية، بعضها طبيعي ويؤدي دورًا فسيولوجيًا مهمًا، وبعضها يعد مؤشرًا مرضيًا ويحتاج إلى التدخل الطبي لعلاجه.
لكن، قبل أن نعرف ما هو سبب نزول سائل أخضر من المهبل، وما هي طرق العلاج المتبعة لهذه المشكلة، دعونا نؤكد أن الإفرازات المهبلية -بصفة عامة- من الأمور الطبيعية المعتادة لدى النساء.
ولون هذه الإفرازات الطبيعية غالبًا ما يكون شفافًا أو مائلًا للبياض مع وجود رائحة خفيفة.
إذا تغير لون هذه الإفرازات أو رائحتها أو شكلها، أو كانت مصحوبة بأعراض أخرى مزعجة، فهذا نذير وجود عدوى مهبلية ما.
لقد أفردنا لكِ -عزيزتي- هذا المقال لنخبركِ كل ما تحتاجين معرفته عن سبب الإفرازات الخضراء المهبلية وطرق علاجها.
ماهى أسباب الإفرازات الخضراء المهبلية ؟
الإفرازات الخضراء للبنات غير المتزوجات أو المتزوجات ليست أمرًا طبيعيًا، بل هي علامة على وجود عدوى مهبلية.
وهناك عدة أسباب محتملة لظهور هذه الإفرازات:
1- داء المشعرات سبب الإفرازات الخضراء
السبب الأكثر شيوعًا لظهور الإفرازات المهبلية الخضراء هو الإصابة بداء المشعرات، وهو مرض يسببه نوع من الطفيليات ينتقل جنسيًا، يُسمى بـ “Trichomonas vaginalis”.
أعراض داء المشعرات:
تبدأ الأعراض في الظهور في خلال شهر تقريبًا من بداية الإصابة بالعدوى، وتشمل:
- إفرازات مهبلية خضراء أو صفراء مائلة إلى الخضرة.
- رائحة الإفرازات كريهة، وكميتها أكثر من المعتاد.
- وجود تورم وحكة حول المهبل، وقد يمتد الشعور بهذه الحكة إلى المنطقة الداخلية للفخذين.
- ألم شديد عند التبول، أو في أثناء الجماع.
- الشعور بالإلحاح البولي، وهو زيادة الرغبة في الذهاب إلى الحمام.
2- مرضا السيلان والكلاميديا
قد تتساءل بعض النساء عن أسباب الإفرازات الخضراء بدون رائحة، دعونا نحدثكم في هذه الفقرة عن مرض السيلان والكلاميديا اللذان يسببان إفرازات خضراء -قد تُصحب برائحة كريهة وقد لا تصحب-، مع وجود بعض الأعراض الأخرى المميزة.
من ضمن هذه الأعراض:
- زيادة إفرازات المهبل عن المعتاد.
- لون الإفرازات خضراء أو صفراء مخضرة.
- وجود ألم في أثناء التبول أو الجماع.
- آلام في الحوض.
- نزول بقع من الدم في غير أوقات الدورة الشهرية.
ينتقل السيلان والكلاميديا جنسيًا مثل داء المشعرات.
3- التهاب الفرج والمهبل (Vulvovaginitis)
هو التهاب يحدث في الفرج وبطانة المهبل في الوقت نفسه، وينتج عنه إفرازات مهبلية خضراء كريهة الرائحة، بجانب بعض الأعراض الأخرى، مثل:
- تهيج و حكة المهبل.
- احمرار والتهاب في الأعضاء التناسلية الخارجية.
- ألم وحرقان في أثناء التبول.
أسباب التهاب الفرج والمهبل:
قد تحدث التهابات في الفرج والمهبل نتيجة أسباب متعددة، منها:
- البكتيريا.
- الفيروسات.
- الفطريات.
- الطفيليات الأخرى.
- الحساسية الناتجة عن المواد الكيميائية: مثل الموجودة في الغسول المهبلي، أو الصابون، أو العطور المستخدمة في هذه المنطقة.
4- التهابات المهبل الناتجة عن وجود جسم غريب
يؤدي وجود جسم غريب في المهبل (مثل السدادات القطنية) لفترة طويلة إلى حدوث التهابات مهبلية، ينتج عنها إفرازات خضراء ذات رائحة كريهة.
وتُعالج هذه الحالة بإزالة الجسم الغريب وإعطاء العلاج المناسب.
هل الإفرازات الخضراء من علامات الحمل؟
في الحمل، تزداد الإفرازات المهبلية عمومًا، إذ تؤدي دورًا مهمًا في تقليل خطر الإصابة بالتهابات المهبل والرحم، ومن ثَمَّ تساعد على حماية الجنين.
وقد يختلف لون هذه الإفرازات على مدار الحمل.
لكن -بصفة عامة- الإفرازات الخضراء ليست علامة من علامات حدوث الحمل، وإذا تغير لون إفرازات الحامل إلى الأخضر، فهذا يدل غالبًا على وجود عدوى مهبلية كما أسلفنا الذكر، ويتطلب الأمر التدخل الطبي السريع لعلاجها، نظرًا لخطورتها على الحمل والجنين.
والآن، بعد أن تحدثنا عن أسباب الإفرازات الخضراء المهبلية، حان الوقت للتحدث عن طرق تشخيصها وعلاجها.
تشخيص الإفرازات الخضراء المهبلية
إذا استمر نزول الإفرازات الخضراء وكانت مصحوبة بأعراض أخرى مزعجة، فعليكِ التوجه إلى طبيب النساء على الفور.
سيُجري الطبيب بعض الفحوصات على منطقة البطن والحوض، وقد يسألكِ عدة أسئلة عن:
- الأعراض الأخرى التي تشعرين بها.
- طبيعة الدورة الشهرية لديكِ.
- إذا كنتِ متزوجة، فقد يسألك عن طبيعة النشاط الجنسي، وعن الأعراض التي تشعرين بها في أثناء الجماع.
في بعض الحالات، تكون هذه الفحوصات كافية لاكتشاف أسباب الإفرازات الخضراء المهبلية، ومن ثَمَّ علاجها. وفي بعض الأحيان لا تكون كافية ويضطر الطبيب إلى إجراء تحاليل وفحوصات أخرى.
قد يحتاج الطبيب إلى أخذ عينة من هذه الإفرازات لفحصها تحت الميكروسكوب، وهذه هي الطريقة المثلى لتشخيص داء المشعرات (السبب الأكثر شيوعًا للإفرازات المهبلية الخضراء).
علاج الإفرازات المهبلية الخضراء
بعد التشخيص الدقيق للحالة وتحديد السبب وراء الإفرازات المهبلية الخضراء، تبدأ مرحلة العلاج، ويعتمد العلاج على إزالة السبب وعلاجه.
لحسن الحظ، معظم الأمراض التي تؤدي إلى نزول إفرازات خضراء يمكن علاجها خلال فترة قصيرة، لكن يجب الاهتمام بتناول العلاج المناسب وعدم إهماله.
علاج داء المشعرات
يُعالج داء المشعرات عن طريق المضادات الحيوية.
المضاد الحيوي الأكثر استخدامًا في هذه الحالة هو ميترونيدازول، ويستخدم مرتين يوميًا لمدة تتراوح من 5 : 7 أيام.
من المهم جدًا إتمام المضاد الحيوي كاملًا كما وصفه الطبيب، وعدم التوقف عن تناوله في منتصف المدة أو من تلقاء نفسك.
في حالة الزواج، يجب التوقف عن ممارسة الجماع حتى الشفاء من العدوى تمامًا حتى لا تنتقل للشريك. ويفضل أن يخضع الشريك أيضًا للعلاج حسب إرشادات الطبيب، حتى وإن لم تظهر عليه أعراض.
علاج السيلان والكلاميديا
يُعالجان أيضًا باستخدام المضادات الحيوية المناسبة، تحت إشراف الطبيب. ومن المضادات الحيوية الشهيرة التي تستخدم في علاجهما؛ أزيثروميسين و سيفترياكسون.
لكن ننبهك -مجددًا- عزيزي القارئ أن هذه الأدوية وغيرها لا تستخدم إلا تحت إشراف الطبيب وحسب إرشاداته، فلا تتناولها من تلقاء نفسك حتى لا تُعرض نفسك لمضاعفات صحية خطيرة.
علاج التهاب الفرج والمهبل
تُعالج هذه الحالة حسب السبب وراء حدوثها، فإذا كان بكتيريًا عولجت بالمضادات الحيوية، وإن كان فطريًا، عولجت بمضادات الفطريات.
أما إن كان السبب هو التحسس من بعض المواد الكيميائية الموجودة في المستحضرات المستخدمة في هذه المنطقة، فالعلاج سيكون بمضادات الهيستامين التي تستخدم في علاج أعراض التحسس، والتوقف عن استخدام تلك المستحضرات.
هل يمكن علاج الإفرازات الخضراء في المنزل ؟
إذا كنتِ مصابة بالإفرازات الخضراء، فيجب أن يفحصكِ الطبيب -كما أوضحنا سابقًا- لتشخيص الحالة بدقة وتحديد العلاج المناسب.
لكن هناك بعض الخطوات التي يجب عليكِ اتباعها لعلاج الإفرازات الخضراء في المنزل، بجانب علاج الطبيب، حتى تحصلي على النتيجة المرجوة من العلاج، مثل:
- اغسلي منطقة الفرج والمهبل بالماء الجاري فقط -بدون صابون- مرتين أو ثلاثة يوميًا.
- استخدمي حمام ماء دافئ لهذه المنطقة لتخفيف الحكة والألم بها.
- لا تستخدمي الملابس الداخلية الضيقة، واحرصي على استخدام الملابس القطنية.
- لا تستخدمي الغسول المهبلي في هذه الفترة، لأنه قد يزيد الحالة سوءًا إذا أزال البكتيريا النافعة في هذه المنطقة.
في النهاية -عزيزتي-، نذكركِ بأن الإفرازات المهبلية الخضراء هي دلالة على وجود عدوى أو مرض، فلا تترددي في استشارة الطبيب المختص، ولا تهملي في طلب العلاج، لتجنب الإصابة بأي مضاعفات صحية خطيرة.