الرائحة الكريهة خلف الأذن
أسباب وطرق علاج مشكلة الرائحة الكريهة خلف الأذن
قد يعاني البعض بشكل متكرر من رائحة كريهة صادرة من المنطقة خلف الأذن، هذه المنطقة الغير مرئية والتي قد لا تلقى الاهتمام الكافي منهم من حيث النظافة يمكن أن يصيبها العديد من التغيرات المرضية دون أن نلاحظ مما يؤدي إلى تفاقمها. وتتعدد أسباب الرائحة الكريهة خلف الأذن والعوامل المؤدية لها وهي بشكل عام ليست خطيرة أبداً.
يمكن علاج الرائحة الكريهة خلف الأذن دون أن تترك أي أثر يذكر إذا ما تم اختيار العلاج المناسب والانتباه لنظافتها، ولكن الأفضل هو الوقاية من هذه المشكلة قبل حدوثها وهذا كله سوف نتحدث به ونناقشه في الفقرات التالية من هذا المقال.
ما هي أسباب الرائحة الكريهة خلف الأذن؟
تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى الرائحة الكريهة المتشكلة خلف الأذن، وتعتمد بشكل رئيسي على عامل قلة النظافة الشخصية وعدم التنظيف الجيد لهذه المنطقة.
ومن الممكن أن يجتمع أكثر من سبب معاً لتتشكل هذه الراحة المزعجة لكن عندما يكون هناك التهاب مرافق فإن الرائحة قد تصل إلى مرحلة لا تطاق.
قلة النظافة الشخصية
بسبب مكانه التشريحي فإن الجلد في المنطقة خلف الأذن قد يحتجز العرق والزيوت، بالإضافة إلى تراكم الخلايا الميتة من الجلد وبقايا مستحضرات الشعر.
وبما أن هذه المنطقة لا يمكن رؤيتها إلا بوجود مرآة فإن معظم الأشخاص لا يعطونها الاهتمام اللازم وقد لا يتذكرون غسلها أثناء غسل الوجه أو الاستحمام.
لذا إذا الشكاية تقتصر على وجود رائحة كريهة خلف الأذن دون وجود ألم مرافق في المنطقة فإن المشكلة غالباً متعلقة بعدم نظافة الجلد فيها وتحتاج فقط إلى اهتمام أكبر بتنظيفها.
التهاب الجلد الدهني
يعتبر التهاب الجلد الدهني أو المثي أحد أنواع الأكزيما الجلدية والتي قد تسبب جلد متقشر يشبه حراشف الأسماك، وهو يمكن أن يصيب أي منطقة من الجسم بما يتضمن المنطقة خلف الأذن، ويكون العامل المسبب لالتهاب الجلد الدهني هو الفطريات التي تعيش بشكل طبيعي على الجلد.
بسبب تراكم قشور الجلد والزيوت وتشكل الالتهاب الفطري فإن ذلك يترافق بإصدار رائحة كريهة، وقد تسبب هذه الحالة في بعض الأحيان ألم للمريض مما يشكل سبباً إضافياً يمنعه من غسل المنطقة خلف الأذن.
الشعر الطويل
قد يحتجز الشعر الطويل المغطي للأذن بشكل شبه دائم الأوساخ، مفرزات فروة الرأس ومستحضرات تجميل الشعر مثل الجل أو غيره.
وهو يمنع التهوية المناسبة لمنطقة خلف الأذن وذلك بدوره يحرض على إفراز زائد من الغدد العرقية. يسبب الشعر الطويل أيضاً زيادة الرطوبة في المنطقة مما يساعد في النمو الجرثومي فيها خاصةً في الطقس الحار أو أثناء ممارسة التمارين الرياضية.
بالإضافة إلى ما سبق فإنه من الصعب غسل الشعر الطويل بسهولة ويعتاد أصحاب الشعر الطويل بشكل شائع على وضع خصلة من الشعر خلف الأذن مما يسبب تماس مباشر بين الشعر المتسخ ومنطقة خلف الأذن.
التعرق الزائد
في بعض الأحيان تكون الرائحة الكريهة خلف الأذن علامة أو مؤشر على التعرق الزائد لدى الشخص، بعض الأشخاص يتصببون عرقاً في معظم الأوقات حتى دون بذل أي جهد.
ولأن العرق المفرز يحتوي على سموم كان الجسم قد تخلص منها، ولأنه يسبب رطوبة في المنطقة خلف الأذن فإن التعرق الزائد يحرض على النمو الجرثومي، الالتهاب الفطري وتشكل الرائحة الكريهة خلف الأذن.
الالتهاب بالفطريات
هو التهاب فطري بفطريات المبيضات البيض التي تحب المناطق الدافئة والرطبة وتنمو فيها بنشاط كبير، لذا فإن الأشخاص الذين يتعرقون بغزارة ولا يغسلون المنطقة خلف الأذن بشكل جيد بالماء والصابون معرضون بشكل كبير لهذا الالتهاب وهو من أهم أسباب الرائحة الكريهة خلف الأذنين .
يرافق الإصابة بالالتهاب الفطري أعراض الحكة الشديدة ورائحة كريهة تشبه رائحة الخبز أو الشعير، وهو أكثر شيوعاً عند المضعفين مناعياً مثل مرضى الداء السكري، الإيدز أو المعالجين بمثبطات المناعة.
جرح أو آفة ملتهبة
قد يسبب حدوث التهاب في جرح أو دمل خلف الأذن رائحة كريهة مزعجة للمريض، وقد لا يلاحظ المريض الآفة إلا بعد أن تلتهب وتعطي هذه الرائحة.
إذا لم يترافق الالتهاب بألم يجب تنظيف الجرح أو الدمل بشكل مناسب بالماء والصابون، أما بوجود ارتفاع في درجة الحرارة مع ألأم شديد مرافق فإنه يجب استشارة الطبيب لاتخاذ الإجراء المناسب للعلاج.
التهاب حلق الأذن
يعتبر حلق الأذن جرح مفتوح طالما أنه لم يشفى بشكل كامل، لذلك فإنه من السهل على الجراثيم أن تشغل هذا الجرح وتنمو به خاصةً إذا لم يكن الحلق نظيفاً تماماً أو عند نزعه وارتدائه بشكل متكرر.
يمكن أن يسبب التهاب حلق الأذنين انبعاث رائحة كريهة، مفرزات قيحية وبقايا جلد ميت متراكمة والتي بدورها تزيد الالتهاب سوءاً.
إذا كان التهاب الحلق مؤلماً أو ترافق مع تورم في العقد اللمفية أو ارتفاع في درجة الحرارة يجب زيارة الطبيب فوراً لأخذ العلاج المناسب. فقد ينتشر الالتهاب لغضروف الأذن ويصبح حالة شديدة الخطورة.
كيف يمكن علاج الرائحة الكريهة خلف الأذن؟
كما ذكرنا فإن أسباب الرائحة الكريهة المنبعثة من المنطقة خلف الأذنين متعددة ومتنوعة، لكنها تعتمد بشكل واضح على ضعف النظافة الشخصية.
لذا فإن طرق العلاج الأمثل مبنية على الحفاظ على نظافة المنطقة خلف الأذنين وغسلها بشكل متكرر بالماء والصابون. حيث نتذكر في كل مرة نغسل بها وجهنا أن نشمل الأذن وما خلفها بشكل مناسب.
أما في أسباب انبعاث الرائحة الكريهة الأخرى والتي ترتبط بالتهاب أو عوامل خارجية أخرى فإن العلاج يكون على الشكل التالي:
علاج الالتهابات
في التهاب الجلد الدهني أو الالتهاب الفطري بالمبيضات البيض فإن العلاج يكون باستخدام مراهم وشامبوهات مضادة للفطور تطبق لعدة مرات يومياً على المنطقة خلف الأذن وفروة الرأس. وحيث أن الفطور يزداد نموها في الرطوبة فإنه يفضل تجفيف المنطقة جيداً بعد الاستحمام.
في الالتهابات الجرثومية يستطب استخدام مضادات الالتهاب الموضعية أو العامة. مع تجنب كافة العوامل المحرضة لهذا الالتهاب بتعقيم حلق الأذن جيداً بالكحول وغسل المنطقة بشكل متكرر.
التهوية الجيدة لمنطقة خلف الأذن
إذا كان الشعر الطويل هو السبب في الرائحة الكريهة يجب تنظيف الشعر جيداً بالمستحضرات المناسبة له، والحفاظ على تهوية جيدة للمنطقة خلف الأذن مع تجنب استخدام المستحضرات التي قد تعلق على الشعر أو غسله جيداً بعد استخدامها.
عند المرضى الذين يعانون من التعرق الغزير المسبب للرائحة الكريهة خلف الأذن، يجب عليهم غسل المنطقة جيداً مع استخدام بودرة أطفال أو مضاد تعرق في هذه المنطقة مع الحفاظ على تهوية جيدة فيها ذلك للحفاظ على نفسك من تكون رائحة كريهة خلف الأذنين .
استخدام بعض الزيوت الطبيعية
قد تحقق الزيوت الطبيعية فائدة مضاعفة في حالات الرائحة الكريهة خلف الأذن، فهي تساعد على تهدئة وعلاج الجلد خلف الأذن وتعطي رائحة زكية مميزة.
ومن أبرز الزيوت التي يمكن استخدامها لتقليل الرائحة الكريهة خلف الأذنين و علاجها :
- زيت ورق الشاي.
- زيت النعناع.
- زيت بذور الكريب فروت.
مع الحرص على تمديد الزيت بشكل مناسب لتجنب تخريش المنطقة والتسبب بسوء الحالة.
في الختام فإن الوقاية من هذه المشكلة هي معرفة أسباب حدوثها وتجنبها وهى أفضل طرق العلاج الأمثل للرائحة خلف الأذن، لذا حافظ على نظافتك الشخصية ونظافة أدواتك وأغطية الوسائد.
واستخدم دائماً مستحضرات آمنة وموثوقة كي لا تحرض الحكة والالتهاب وبالتالي الرائحة المزعجة المنبعثة.