نقل الدم لحديثي الولادة
نقل الدم هو إجراء طبي يتم فيه نقل الدم أو أحد مكوناته من شخص إلى آخر، عبر الوريد بواسطة أنبوب رفيع. ويجرى نقل الدم عادةً في الحالات التي ينخفض فيها مستوى الدم في الجسم، مثل النزف خلال العمليات الجراحية. وهناك العديد من الحالات التي قد تتطلب نقل الدم لحديثي الولادة (الرضع حتى عمر 28 يوماً). فما هي أسباب نقل الدم لحديثي الولادة، وما هي الأمور التي يجب مراعاتها عند القيام بنقل الدم.
ما هي أسباب نقل الدم لحديثي الولادة ؟
يشكل فقر الدم السبب الرئيسي الذي يتطلب نقل الدم لحديثي الولادة، ويحدث فقر الدم عندما ينخفض تعداد خلايا الدم الحمراء في الجسم. وهناك العديد من الأسباب التي تؤدي لحدوث فقر الدم لدى الأطفال حديثي الولادة، مثل:
- انحلال الدم عند حديثي الولادة: حيث يحدث تخرب سريع لخلايا الدم الحمراء عند الوليد، قد يكون السبب في ذلك الأجسام المضادة الموجودة في دم الأم، أو بسبب بعض الأدوية المستخدمة خلال الحمل مثل مركبات السلفا sulfa. وفي بعض الحالات تسبب إصابة الحامل ببعض انواع العدوى مثل الحصبة الألمانية أو الهربس إلى تخرب خلايا الدم الحمراء لدى الوليد وانحلالها.
- قد يحدث انخفاض في مستوى الهرمون الذي يحفز الجسم على إنتاج خلايا الدم الحمراء، بعد الولادة مباشرةً. وقد لا يسبب هذا الانخفاض أي أعراض، في كثير من الأحيان. ولكن في بعض الحالات وخاصةً لدى الأطفال الخدج قد تستمر هذه الحالة لفترة أطول، وتسبب فقر دم يتطلب علاجه نقل الدم.
- من الأسباب أيضاً التي قد تتطلب نقل الدم لحديثي الولادة هي فقدان الدم الناجم عن أخذ عينات الدم بشكل متكرر، لتشخيص أو لمتابعة حالة ما لدى الطفل ما بعد الولادة.
- النزف أو فقدان الدم لدى الجنين الناجم عن انفكاك المشيمة الباكر. أو بعض الإجراءات التي التشخيصية التي تجرى على الرحم ما قبل الولادة مثل بزل السائل الأمنيوسي. كل ذلك قد يسبب إصابة حديث الولادة بفقر دم ويتطلب معالجته نقل الدم.
- قد تكون هناك حاجة لنقل الدم لحديثي الولادة أيضاً، أثناء العمليات الجراحية التي تجرى لهم، أو في سياق علاج حالة طبية ما مثل فقر الدم المنجلي، وبعض أمراض القلب التي تترافق مع انخفاض مستويات الأكسجين.
- قلة الصفيحات الدموية: يتم علاج هذه الحالة إما بنقل الدم الكامل أو بنقل الصفيحات فقط.
كيف يتم إجراء نقل الدم؟
يتم نقل الدم عادةً عبر قسطرة وريدية أو أنبوب رفيع يوضع في الوريد. وقبل القيام بذلك ينبغي فحص الدم المراد نقله للتأكد من تطابقه مع دم الطفل المريض. وتستغرق عملية نقل الدم عادةً حوالي ثلاث إلى أربع ساعات، وفي بعض الحالات قد يتم تسريع نقل الدم أو إعطاؤه ببطء حسب الحاجة لذلك. خلال نقل الدم تتم مراقبة درجة حرارة الطفل وضغط الدم ومعدل ضربات القلب، للتأكد من عدم حدوث أي مضاعفات خلال هذا الإجراء.
في بعض الحالات، مثل فقر الدم المنجلي واليرقان الوليدي، قد يحتاج حديثي الولادة إلى تبديل الدم. وذلك بإزالة خلايا الدم الحمراء المريضة واستبدالها بخلايا حمراء من متبرع. حيث تتراكم خلايا الدم ذات الشكل الهلالي عند الإصابة بفقر الدم المنجلي وقد تسبب تجلط الدم لذا لا بد من تبديل الدم. واليرقان الوليدي شائع عند الأطفال في الأسابيع الاولى من الحياة، وخاصة الخدج، وينجم عنه تراكم مادة البيلروبين في الجسم مما يسبب اصفرار في الجلد والعينين.
ما هي مكونات الدم، وما أهميتها؟
بالإضافة إلى نقل الدم الكامل، يمكن أيضاً نقل أحد مكونات الدم لتعويض نقصها في الجسم، ولعلاج بعض الحالات المرضية. ويتكون الدم من:
- خلايا الدم الحمراء Red blood cells: التي تنقل الأكسجين إلى جميع خلايا الجسم، الأمر الضروري للحفاظ على وظائف هذه الخلايا.
- الصفيحات الدموية Platelets: عبارة عن جزيئات خلوية صغيرة جداً تساعد على منع ووقف النزيف. إذا كان عدد الصفيحات الدموية لدى حديثي الولادة منخفضاً، أو في حال وجود خطورة لنزف شديد، فسيتم نقل الصفيحات الدموية.
- البلازما Plasma: بلازما الدم هي السائل اللزج الأصفر اللون، الموجود حول خلايا الدم الحمراء الصفيحات الدموية. وتحتوي بلازما الدم على مواد تساعد على تجلط الدم. تساعد البلازما أيضاً على وقف النزيف ويمكن استخدامها في علاج النزف مع أو بدون الصفيحات الدموية.
ما هي فوائد نقل الدم لحديثي الولادة؟
بالإضافة لعلاج الحالات التي ذكرت سابقاً، ثبت وجود بعض الفوائد الأخرى لنقل الدم لحديثي الولادة، بما في ذلك:
- تقليل الإصابة باضطرابات التنفس وتحسين معدل الاكسجة لدى حديث الولادة.
- تقليل الأذيات الدماغية الناجمة عن نقص الأكسجين.
- تحسين التغذية لدى حديثي الولادة.
- تقليل الحاجة إلى العناية المركزة.
هل يعتبر نقل الدم إجراء آمن؟
قد ينتاب القلق العديد من الآباء عند حاجة أطفالهم لنقل دم، خوفاً من ألّا يكون الدم المنقول للطفل آمناً بشكل تام. إنّ خطر الإصابة بالعدوى من عملية نقل الدم منخفض للغاية، حيث يتم فحص المتبرعين بالدم بعناية للتأكد من كونهم بصحة جيدة ولا يعانون من أي أمراض. كما يجرى فحص دمهم بعد التبرع، وذلك للتأكد من عدم وجود أي من أنواع العوامل المسببة للعدوى، بما في ذلك الفيروسات التي تسبب التهاب الكبد B والتهاب الكبد C وفيروس نقص المناعة البشريةHIV .
هل هناك أي مخاطر عند إجراء نقل الدم لحديثي الولادة ؟
من الضروري مراقبة حالة الطفل أثناء عملية نقل الدم،فقد تحدث مضاعفات ناجمة عن نقل الدم في بعض الحالات، مثل:
- من المشكلات الشائعة الحدوث عند نقل الدم لدى حديثي الولادة هي التورم أو الكدمات التي قد تظهر على الجلد بسبب صعوبة تأمين خط وريدي لنقل الدم لديهم. وغالباً ما تتراجع هذه الكدمات خلال فترة قصيرة.
- التحسس أو ردود الفعل التحسسية، بما في ذلك الطفح الجلدي والشرى. عادةً ما تكون خفيفة وسهلة العلاج. ونادراً ما تحدث تفاعلات تحسسية خطيرة أو مهددة للحياة.
- عدم تطابق فصائل الدم بين المتبرع والمتلقي. من المضاعفات النادرة جداً، خاصةً في حالات نقل الدم لحديثي الولادة. حيث يتم الاحتفاظ بأنواع خاصة من منتجات الدم التي تتناسب مع الجميع تقريباً لعمليات نقل الدم في الحالات الطارئة. بالإضافة إلى القيام بفحص الدم قبل نقله والتأكد من انّه متوافق مع دم الطفل.
- قد تحدث حمى خفيفة أو ترتفع حرارة الطفل قليلاً عند نقل الدم، عادةً ما يكون ذلك رد فعل طبيعي للجسم بسبب البروتينات الموجودة في بلازما الدم المنقول. وتكون هذه الحمى خفيفة وسهلة العلاج.
- تعد إصابة الرئة الحادة المرتبطة بنقل الدم من المضاعفات النادرة الحدوث ولكنها شديدة الخطورة. حيث يحدث ضيق تنفس وانخفاض مستويات الأكسجين في الدم لدى الطفل. وقد تحدث هذه الحالة، إما أثناء نقل الدم أو خلال 6 ساعات بعد الانتهاء من نقل الدم لحديثي الولادة.
هل يجب الاحتفاظ بسجل خاص بنقل الدم؟
يتم عادةً الاحتفاظ بسجل للمرضى الذين تم إجراء نقل الدم لديهم في المستشفى. ينبغي أيضاً للآباء التأكد من الحصول على سجل يذكى بأن الكفل قد تلقى الدم أو أحد مشتقاته. هذه معلومات طبية مهمة يجب الاحتفاظ بها مع المعلومات الصحية للطفل.